مهلة إيكواس لانقلاب النيجر تنتهي دون مؤشرات تدخل عسكري

انقضت مهلة حددتها الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) لقادة الانقلاب في النيجر لتسليم السلطة أو مواجهة احتمال استخدام القوة.

أعلن الانقلابيون بالنيجر إلغاء اتفاقيات التعاون العسكري والأمني مع فرنسا التي تنشر 1500 عسكري بالنيجر. ورفضت فرنسا القرار لافتقاد أصحابه للشرعية.

أثار الانقلاب والتعامل معه انقساما بإفريقيا والعالم. فدانته دول غربية تتقدمها فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، ورفضت الجزائر ودول مجاورة أي تدخل عسكري.

اعتبرت مالي وبوركينا فاسو اللتين يحكمهما العسكر نتيجة انقلابات سابقة أن أي تدخل في النيجر إعلان حرب عليهما ويتوجه وفد مشترك من البلدين للنيجر تضامنا معها.

* * *

نيامي- النيجر: انقضت المهلة التي حددتها الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) لقادة الانقلاب في النيجر لتسليم السلطة أو مواجهة احتمال استخدام القوة، وسط دعوات غربية لتمديدها وغياب أي مؤشر لتدخل عسكري.

وكانت إيكواس أمهلت العسكريين أسبوعا انتهى الأحد لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه وفكّ الاحتجاز المفروض عليه منذ انقلاب 26 تموز/يوليو.

وعلى رغم أن قادة جيوش هذه الدول وضعوا الأسبوع الماضي إطار "تدخل عسكري محتمل"، أكد مصدر في المنظمة أن خطوة كهذه لن تحصل على الفور.

وأوضح المصدر أنه من المقرر أن يعقد قادة دول غرب إفريقيا اجتماعا "خلال الأيام المقبلة" لدرس الخطوات اللاحقة.

وأثار الانقلاب وسبل التعامل معه انقساما في إفريقيا والعالم. ففي حين دانته العديد من الدول الغربية تتقدمها فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، حذّرت دول مجاورة أبرزها الجزائر من خطورة أي تدخل عسكري.

من جهتها، اعتبرت مالي وبوركينا فاسو اللتين يحكمهما العسكر بنتيجة انقلابات سابقة، أن أي تدخل في النيجر سيكون بمثابة إعلان حرب عليهما.

ويتوجه وفد مشترك من البلدين الى النيجر للتعبير عن التضامن معها.

وقال أحد أركان المجلس العسكري في مالي الكولونيل عبد الله مايغا إن "بوركينا فاسو ومالي بصدد إرسال وفد الى نيامي يرأسه وزير مالي.. الهدف: إظهار تضامن هذين البلدين مع شعب النيجر الشقيق".

ووفق وزارة الخارجية في النيجر، يتوقع وصول الوفد في وقت لاحق الإثنين.

وفي محاولة لمنح الدبلوماسية مجالا إضافيا، أيدت روما وبرلين تمديد المهلة الإفريقية لانقلابيي النيجر.

وأعرب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في مقابلة نشرتها صحيفة لاستامبا الاثنين عن أمله في "تمديد" المهلة، مضيفا "يجب ايجاد حل: لا زال يمكننا ايجاد حل لا يكون الحرب".

وشدد على أنه "لا يمكن لأوروبا أن تتحمل مواجهة مسلحة. لا يجب أن يُنظر إلينا على أننا مستعمرون جدد".

من جهته، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر أن "إيكواس شددت دائما على أنها ستستنفد أولا جهود الوساطة، نعتقد أن جهود الوساطة ما زالت في بدايتها لأن العقوبات بدأت للتو تؤتي ثمارها".

وأشار الى عدم وجود "آلية تلقائية" بين انتهاء المهلة والذهاب نحو التدخل العسكري، مشددا على أن ألمانيا "تأمل في أن يتجاوب الانقلابيون مع جهود وساطة الاتحاد الإفريقي وإكواس، ونحن على تواصل وثيق مع المنظمتين بشأن الخطوات المقبلة".

إغلاق المجال الجوي

وسبق هذه المواقف إعلان قادة المجلس العسكري في النيجر إغلاق المجال الجوي للبلاد مع نهاية "مهلة إيكواس".

وجاء في بيان للعسكريين أنه "في مواجهة التهديد بالتدخل الذي بدأت تتّضح معالمه انطلاقا من استعدادات البلدان المجاورة، أغلق المجال الجوي للنيجر اعتبارا من اليوم الأحد ، أمام جميع الطائرات وحتى إشعار آخر".

وشدد البيان على أن أي محاولة لخرقه ستواجه "برد قوي وفوري".

وسبق للانقلابيين في نيامي أن تعهدوا بـ"رد فوري" على "أي عدوان".

وفي بيان منفصل، قال "المجلس الوطني لحماية الوطن" الحاكم الآن والذي يضم العسكريين الذين استولوا على السلطة، إن "انتشارا مسبقا استعدادا للتدخل جرى في بلدين في وسط إفريقيا"، من دون تحديد هذين البلدين.

وحذر البيان أن "أي دولة مشاركة ستعتبر طرفا في القتال".

وفي وقت مبكر الإثنين، لم يسجّل تحليق أي طائرة في أجواء النيجر، وفقا لموقع "فلايت رادار 24” لتتبع الرحلات.

وساد الهدوء شوارع نيامي الإثنين بحسب مراسلي وكالة فرانس برس، غداة احتشاد نحو 30 ألفا من مؤيدي الانقلاب في عرض قوة قبيل انتهاء المهلة، ملوحين بأعلام النيجر وروسيا وبوركينا فاسو.

ووصل أعضاء من "المجلس الوطني لحماية الوطن" الى مكان التجمع في قافلة سيارات رباعية الدفع واستقبلهم الحشد بحرارة.

وتحدث الجنرال محمد تومبا، الرجل الثالث في المجلس العسكري، للتنديد "بمن يتربصون في الظل" والذين "يخططون لتخريب مسيرة النيجر إلى الأمام".

الإفراج عن وزيرة

وفي حين يبقى الرئيس بازوم محتجزا منذ الانقلاب، أفرج العسكر عن وزيرة المناجم أوسيني حديزاتو الأحد لـ"أسباب طبية"، بحسب ما أفاد مقرّبون منها.

وكانت حديزاتو أوقفت مع غيرها من المسؤولين ضمن ما عدّه الحزب الحاكم "اعتقالات تعسفية" نفّذها الانقلابيون.

وأكد مصدر مقرّب من الحزب أن "كل الشخصيات الأخرى من وزراء ومسؤولين سياسيين، ما زالوا موقوفين".

وبعد الانقلاب، أعلنت دول عدة تعليق مساعداتها التنموية للنيجر التي تعد من أكثر بلدان العالم فقرا على رغم مواردها الطبيعية خصوصا اليورانيوم.

وتواجه البلاد نشاطا لمجموعات جهادية خصوصا بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الساحل الإفريقي.

وشددت مجموعة من الباحثين المتخصصين بشؤون الساحل على ضرورة “الحؤول دون السيناريو الكارثي لاندلاع حرب” في النيجر، في رسالة نشروها في صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية نهاية الأسبوع.

وأضاف الباحثون أن هذه الحرب "لن يخرج منها سوى منتصر وحيد: الحركات الجهادية التي تبني منذ أعوام توسعها الميداني على حساب انهيار الدول".

وأجلت دول أوروبية أبرزها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، المئات من رعاياها في الأيام الأخيرة من النيجر.

وقد أعلن الانقلابيون في النيجر إلغاء اتفاقيات التعاون العسكري والأمني مع باريس التي تنشر 1500 عسكري في النيجر. واعتبرت فرنسا أن القرار باطل لافتقار أصحابه للشرعية.

المصدر | (أ ف ب)

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فرنسا الاستعمار النيجر إيكواس انقلاب النيجر تدخل عسكري مهلة إيكواس إغلاق المجال الجوي المجلس الوطني لحماية الوطن تدخل عسکری فی النیجر أی تدخل على أن

إقرأ أيضاً:

إيطاليا تعزز قواتها في النيجر بـ 300 جندي.. ماذا تخطط روما؟

نشر موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي تقريرًا سلّط فيه الضوء على تعزيز الوجود العسكري الإيطالي في النيجر، لافتًا إلى قرار روما بإرسال 300 جندي إضافي لدعم بعثتها هناك، في ظل تزايد التهديدات الأمنية في منطقة الساحل.

وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"،  إنه في إطار سياق جيوسياسي يشهد اضطرابات متزايدة في أفريقيا، كما يتضح من الفوضى المستمرة في ليبيا والحروب في السودان والكونغو، فإن استمرار وتعزيز الوجود العسكري الإيطالي في النيجر، بالتنسيق مع القوات في نيامي، يمثل نقطة ارتكاز استراتيجية لكامل المجال الأوروبي الأطلسي.

الوجود الميداني الإيطالي في النيجر
وأوضح الموقع أن الوجود الإيطالي يشكل في النيجر نقطة ارتكاز حاسمة لتوسيع خطة "ماتّي" ومنحها بُعدًا إستراتيجيًا طويل المدى يهدف إلى التأثير في أفريقيا، في وقت تزداد فيه التغلغلات الروسية والصينية، بينما تشهد القوى الحليفة لإيطاليا، مثل فرنسا، تراجعًا متسارعًا، حيث تخلّت عن معظم مواقعها في مستعمراتها السابقة في أفريقيا ولم تعد حتى مرحبًا بها في منطقة الساحل.

في الفترة ما بين 21 و22 شباط/ فبراير، قام رئيس هيئة أركان الدفاع الإيطالي، الجنرال لوتشيانو بورتولانو، بزيارة إلى النيجر، حيث توجه أولاً إلى نيامي، ثم إلى قيادة المهمة الإيطالية في النيجر (MISIN)، وأجرى محادثات مع الحكومة المحلية حول آفاق نشر القوات الإيطالية في المستقبل والمصالح الاستراتيجية المشتركة.

وعلى الرغم من الانقلاب العسكري الذي وقع قبل عامين، لا تزال النيجر تمثل موقعًا إستراتيجيًا رئيسيًا في الهيكل الأمني لأفريقيا جنوب الصحراء، وبالنسبة لإيطاليا، فإن استقرار النيجر يعد أمرًا حيويًا، خاصة في ظل تزايد التغلغل الجيوسياسي للقوى المنافسة، وفي إطار البحث عن أجندة مشتركة لمكافحة الإرهاب والتصدي للاتجار بالبشر.

وأشار الموقع إلى أن موقع "إنسايدر ترند" يشير إلى أن روما ونيامي تعملان على مشاريع جارية لتجهيز الوحدات المحلية المدربة من قبل القوات الإيطالية، وذلك عبر تزويد النيجر بزوارق لمراقبة التحركات على طول نهر النيجر، بالإضافة إلى مروحيات "إيه بي 412" لتعزيز السيطرة على الأراضي، وتهدف هذه المبادرات إلى تعزيز دور القوات المسلحة النيجيرية في مكافحة التهديدات الأمنية الأكثر تعقيدًا، مثل الإرهاب العابر للحدود، ومحاولات زعزعة الاستقرار، وأعمال العصابات، والجريمة المنظمة، إلى جانب التصدي للهجرة غير النظامية باتجاه الشمال، لا سيما القادمة من منطقة أغاديز.

تعزيز القوات الإيطالية في النيجر
وكشف الموقع عن وجود استعداد في الوقت ذاته من جانب إيطاليا لتعزيز مهمتها العسكرية في النيجر، والتي تنص على حد أقصى لنشر خمسمئة جندي (حاليًا هناك حوالي ثلاثمئة وخمسين عنصرًا في الخدمة). ويشمل هذا التعزيز توسيع دعم القوات البرية بالإضافة إلى زيادة الإمكانيات العملياتية لفريق المهمات الجوية في منطقة الساحل، الذي يعمل من القاعدة الجوية "مئة وواحد" في الساحل لدعم مهمة البعثة الإيطالية في النيجر.

وهناك مقترحات أخرى لتعزيز التواجد العسكري عبر إرسال 300 جندي إضافي، بالإضافة إلى نشر طائرات للتزود بالوقود جوًا من طراز سبارتان، وطائرات أخرى ذات قدرة أكبر على التزويد بالوقود، وذلك لتوسيع مدى العمليات العسكرية وتعزيز العمق الاستراتيجي للقوات الإيطالية المنتشرة في المنطقة.

وأشار الموقع إلى أن النيجر تحتاج إلى إيطاليا، وإيطاليا أيضا تحتاج إلى النيجر، فيستند هذا التعاون المتبادل إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية، وهو ما يشرف عليه الجنرال لوتشيانو بورتولانو بشكل مباشر، ولكن ليس بمفرده.

قبل عام، وتحديدًا في آذار/ مارس 2024، زار جيوفاني كرافيللي، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإيطالي (AISE)، العاصمة نيامي، حيث التقى بالرئيس عبد الرحمن تياني.

وخلال الاجتماع، تم التباحث حول التهديدات الأمنية المشتركة وسبل التعامل معها من منظور عملي، إلى جانب التأكيد على استمرار التواجد الاستخباراتي الإيطالي في أفريقيا بعد تقليص النفوذ الفرنسي في المنطقة.



كما زار نائب كرافيللي الحالي في جهاز الاستخبارات الخارجية الإيطالي، الجنرال فرانشيسكو باولو فيجليولو، النيجر عدة مرات عندما كان يقود القيادة العملياتية للجيش الإيطالي. وكذلك قام الجنرال لوتشيانو بورتولانو بزيارة مماثلة مؤخرًا في كانون الأول/ ديسمبر.

وفي كانون الثاني/ يناير، كان تجديد بروتوكول التفاهم الثنائي بين روما ونيامي بمثابة خطوة تمهيدية نحو تعزيز علاقة استراتيجية معقدة، تعتمد عليها بشكل كبير امتدادات النفوذ الإيطالي خارج حدودها الوطنية.

مقالات مشابهة

  • الحزب الشيوعي السوداني: وحدة السودان وسلامة أراضيه واجب الساعة ولا شرعية لحكومات نتجت عن الانقلاب وحرب ابريل 2023
  • مراقبون: الانقلاب الحوثي نكبة طالت قطاعات عدة أبرزها الاقتصاد والتعليم
  • هل انقلب رئيس غينيا بيساو على منظمة إيكواس؟
  • اليمن.. مهلة الأوقاف تنتهي الخميس وسط تخوف وكالات التفويج من قرار الاستبعاد
  • مهلة الأوقاف تنتهي الخميس القادم وسط تخوف وكالات التفويج من قرار الاستبعاد
  • مصرع 11 جنديًا إثر هجوم مسلح شمال النيجر
  • الأحمر يُنهي معسكره التحضيري .. ومباراة النيجر محلك سر !
  • مقتل 11 جندياً في هجوم مسلح شمال النيجر
  • قرب حدود الجزائر.. مقتل 11 جندياً من النيجر في هجوم إرهابي
  • إيطاليا تعزز قواتها في النيجر بـ 300 جندي.. ماذا تخطط روما؟