بوابة الوفد:
2024-09-06@22:45:10 GMT

مرضعة جلالته!

تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT

يحمل الأسبوع القادم ذكرى تتويج الملك فاروق رسميًا على عرش البلاد، وفى هذا اليوم «29 يوليو1937» أصدرت مجلة «آخر ساعة المصورة» عددًا خاصًا بتلك المناسبة، نشرت فيه من القصص والحكايات ما يوضح للقراء كيف كان جلالته المصرى الأول والوطنى الأول، وأن صاحب السمو مخلص صادق الوعد شديد الوفاء، وأن مصر الفتية الناهضة التى تفخر بماضيها وتنظر بعين الثقة إلى مستقبلها تتمثل فى هذا الملك الشاب.

الأزمة ليست فى «المديح» الذى يبدو مألوفًا لدى البعض، الأزمة فى تلك الجرعات الزائدة من النفاق التى لا يقبلها عقل ولا يقرها منطق لصناعة وعى زائف يهدم ولا يبنى، وخلق شعور كاذب يؤخر ولا يقدم.

فقد روى عن جلالته أنه أثناء مرور القطار الملكى فى محطة «منيا القمح» فى طريقه إلى بورسعيد، تعلق بالصالون الملكى أربعة «غلمان» يهتفون بحياة «فاروق»، وهمَّوا بدخول الصالون، ودخلوه بالفعل، فأسرع رجال البوليس بطردهم، ولكن جلالته تدخل ومنع ذلك، وربت على أكتاف الفلاحين الصغار و«نفح» كلًا منهم بجنيه.. هل رأيتم كيف كانت ديمقراطية «النفح» الملكية!

وروى عن جلالته أنه «يحذق» كافة أنواع الرياضة من التنس والجولف وركوب الخيل والمبارزة بالشيش والسيف والصيد إلى قيادة السيارات بل وقطارات السكك الحديدية، كما حدث يوم سفر جلالته بقطار «السهم الأزرق» من برن إلى زيورخ، وتولى بنفسه القيادة بمهارة أثارت إعجاب رجال السكك الحديدية السويسرية.. تخيل جلالته قاد القطار بنفسه بمهارة أثارت إعجاب رجال السكك الحديدية السويسرية!

ربما ما جاء فى الفقرات السابقة هين رغم فجاجته، وربما حدث بالفعل، فليس لدينا ما ينفيه أو يكذبه، لتأتى قصة مرضعة الملك، لتصنع الحبكة المضحكة المبكية فى هذا السياق، فقد طالبت المجلة من أحد أصدقائها فى «إستانبول» أن يوافيها بحديث مع مرضعة صاحب الجلالة المحبوب، فركب الصديق الباخرة حتى وصل إلى قرية فى ولاية «بورصة»، حيث تقيم السيدة «عائشة محمد جلشان».

تحدثت المرضعة أن اختيارها جاء بعد قيام الدكتور«محمد شاهين باشا» ومعه عدد كبير من الأطباء بالفحص والتحليل، ثم اختاروا «لبن السيدة عائشة» لأنه خالٍ من الأمراض.

وعن رأيها فى «الطفل فاروق»، أجابت بعد أن لمعت عيناها بالسرور والفخر: «لقد كنت أسعد امرأة فى العالم وأنا أحمله بين ذراعى، لقد كان فى غاية الجمال.. وأقسم إنى لم أر طفلًا فى جماله ولا ظرفه ولطفه»، ثم جاء السؤال المفصلى: وهل كان يبكى؟ فأجابت: كل الأطفال يبكون ولكن جلالته كان يضحك كثيرًا وكانت له ابتسامة مشرقة فاتنة، وعن سؤالها عن صحته وهل كان يمرض كثيرًا؟ فغضبت السيدة «عائشة» لهذا السؤال وقالت: إن الملك فاروق كان فى طفولته فى أحسن صحة وينمو بسرعة..!

وعندما سألها من ذهب إليها أو«هبد هذا الحوار من رأسه»، أن تسمح السيدة «عائشة محمد جلشان» بتصويرها، فاعتذرت لأن التصوير «عيب وحرام»!، ولك أن تتخيل أن كل ما ذكرته السيدة «عائشة» حلال، والصورة طلعت عيب وحرام!!

الجزء الأكثر تشويقًا فى قصص «يوم التتويج»، هو أول امتحان فى اللغة العربية لجلالته فى السادسة من عمره، عندما رأى المغفور له الملك فؤاد تكليف الأستاذ «جوهر بك» مدير التعليم بالأوقاف الملكية فى ذلك الحين، بوضع أول امتحان للأمير الصغير، وعقد الامتحان فى «سراى القبة» صباح يوم الاثنين 9 يونيو، وجاء فى أسئلة «الإنشاء» أيهما تفضل الإقامة فى قصر «عابدين» أم فى قصر«القبة» ولماذا؟ وكانت إجابة جلالته أنه يحب سراى «عابدين» لأنها كبيرة ووسط الناس!

ثم جاءت قطعة «الإملاء» أشد طرافة من أسئلة «الإنشاء»، فكانت عن «الفلاح المصري»، وكان نصها: «يسكن الفلاح المصرى دارًا صغيرًا مبنية باللبن، ويأكل الخبز مع الملح أو الجبن، ويشرب الماء الكدر ويعيش عيشة قليلة الكلفة، لا يئن ولا يشكو ولا ييأس مما يصيبه من الفاقة، بل يقاومها صابرًا على بأسائها حتى يهيئ له الخير»، لتأتى الغاية التى من أجلها تم سرد هذه الرواية، بأن عناية جلالته العالية قد توجهت إلى الاهتمام بالفلاح، فوضعت حكومته السنية بأمره مشروعات لتنقية مياه الشرب وإنشاء مستشفيات متنقلة لعلاج المرضى.

فى النهاية: ما ذكرته ليس حكمًا تاريخيًا على ملك، بل خزانة كل الأمراض والأوبئة والأزمات التى يمكن أن يعانى منها مجتمع من المجتمعات فى الماضى والحاضر والمستقبل.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب الاسبوع القادم الملك فاروق عرش البلاد

إقرأ أيضاً:

تفاصيل قتل الاحتلال للمتضامنة الأميركية ايسنور في نابلس

نابلس- استشهدت المتضامنة الأميركية عائشة نور ازغي بعد إصابتها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيتا جنوب نابلس، إثر مشاركتها في فعالية تضامنية سلمية ينظمها أهالي البلدة رفضا للاستيطان على أراضيهم منذ نحو 4 سنوات.

واستشهدت عائشة -أو "ايسنور ازكي" كما ظهر اسمها في وثيقة جواز السفر الأميركي الخاص بها- برصاصة من النوع الحي، اخترقت الجهة اليسرى من ناحية رأسها، ووصفت إصابتها "بالحرجة جدا" وفق ضابط إسعاف بلدة بيتا فايز عبد الجبار.

وأوضح عبد الجبار للجزيرة نت أن المسافة التي أطلق منها جيش الاحتلال الرصاص تجاه المتضامنين الأجانب والمواطنين المتظاهرين قريبة جدا، وتقدر من 200 إلى 250 مترا فقط، مما أدى لإصابة عائشة التي أفضت إلى استشهادها بعد وقت قصير.

ولفت عبد الجبار إلى أنهم عملوا على تقديم الإسعاف للمتضامنة المصابة، ومن ثم نقلوها إلى مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس، "وكانت عليها بعض العلامات الحيوية" حسب قوله، لكن حالتها الصحية ساءت بشكل أكبر بفعل ما أحدثته الرصاصة من نزيف دم حاد، أدى لمفارقتها الحياة بعد وقت قصير من وصولها المشفى.

قتل مع سبق الإصرار

وعن طبيعة ما جرى، قال موسى حمايل الناشط ضد الاستيطان في بيتا وأحد المنظمين الرسميين للفعالية إن جيش الاحتلال انتشر بكثافة في منطقة كرم نمر قرب جبل صبيح جنوب بلدة بيتا قبل تنظيم الفعالية، وتواجد على مسافة قريبة من المتظاهرين.

وأضاف حمايل في اتصال هاتفي بالجزيرة نت "ما إن انتهينا من صلاة الجمعة حتى باشر جيش الاحتلال وكعادته بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقنا، وأتبع ذلك وبشكل مباشر ومقصود بالرصاص الحي، وأطلق رصاصتين إحداهما أصابت المتضامنة الأجنبية عائشة برأسها، بينما أصيب شاب آخر بشظايا الرصاصة الثانية في فخذه".

وأكد أن وجود الاحتلال الكثيف وانتشار جنوده في محيط المنطقة التي تنظم بها فعالية التضامن بشكل أسبوعي دل على تعمدهم استهداف المتظاهرين وخاصة المتضامنين، حيث إن الجنود أصابوا بالرصاص قبل أقل من شهر متضامنا أميركيا أيضا من أصول تايلندية.

"ولم تحصل تلك المواجهات الكبيرة بين المتظاهرين وجيش الاحتلال حتى يستدعي هذا الكم الكبير من العنف والقمع من جنود الاحتلال" حسب حمايل، الذي أضاف أن الاحتلال صار يتعمد قمع المسيرة وإنهاءها بشكل سريع، لا سيما مع وجود متضامنين، والذين بلغ عددهم في فعالية اليوم 12 متضامنا.

المتضامنة عائشة بعد وصولها للمشاركة في المسيرة السلمية في بلدة بيتا جنوب نابلس قبل إصابتها واستشهادها (وكالات)

ودانت جهات سياسية وفصائل فلسطينية مختلفة جريمة الاحتلال الإسرائيلي باغتيال المتضامنة الأجنبية، وقال محافظ نابلس غسان دغلس في تصريح صحفي له بعد زيارته مشفى رفيديا حيث يرقد جثمان المتضامنة "أقول للرئيس الأميركي جو بايدن إن الاحتلال قتل المتضامنة الأميركية بالرصاص الأميركي في مسيرة سلمية، كما قتل أطفال شعبنا في غزة وجنين من قبل".

وطالب دغلس بوقف "الحرب المجنونة" على الفلسطينيين، كما حمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومن وصفه بـ"العالم الظالم" الذي يدعم حكومة الاحتلال المسؤولية عن هذه الجريمة.

و اعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن ما يقوم به الاحتلال من قتل الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب وحمايته للمستوطنين بالمقابل "جريمة"، وقال في تصريح صحفي وصل الجزيرة نت "لن تُردع الفاشية الإسرائيلية دون فرض العقوبات والمقاطعة عليها، و نريد أن نرى ما الذي سيفعله الرئيس الأميركي وإدارته إزاء قتل الجيش الإسرائيلي لمواطنة أميركية".

استهداف المتضامنين

عائشة نور ايزغي -أو "ايسنور ازكي"- (26 عاما) متضامنة أميركية من أصول تركية، ولدت في مدينة أنطاليا في تركيا ودرست علم النفس في جامعة واشنطن في الولايات المتحدة الأميركية، وعملت في بعض المراكز كمساعدة اجتماعية ومن ثم عملت في شركة سياحية.

ووصلت عائشة إلى فلسطين منذ 3 أيام فقط، كمتطوعة في حركة التضامن العالمي (ISM)، ضمن فريق من المتضامنين الأجانب الذين يأتون للضفة الغربية للتضامن مع الفلسطينيين، خاصة في المناطق التي تتعرض لاعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال بشكل مباشر، وهذه المشاركة الأولى لها في التضامن مع أهالي بيتا.

ومنذ نحو 4 سنوات ينظم أهالي بلدة بيتا تظاهراتهم السلمية رفضا للاستيطان على أراضي بلدتهم في منطقة جبل صبيح، حيث عاد المستوطنون منذ ذلك الحين للحضور بكثافة عالية، وشيدوا مدرسة دينية وبيوتا متنقلة، ورغم أن جيش الاحتلال أخلى المستوطنين لاحقا، فإنه لم يمنع زياراتهم حول المكان.

ومن جهته ندد الناشط في استقطاب المتضامنين الأجانب وائل الفقيه باغتيال الاحتلال للناشطة عائشة، وقال للجزيرة نت إن الاحتلال بات يتعمد استهدافهم بشكل مباشر، وإن الاعتداءات تطالهم من الجيش ومن المستوطنين على حد سواء، "وكأنه يبعث برسائل بأنهم أصبحوا مستهدفين بالنسبة له".

وأوضح الفقيه أنهم ومع اقتراب موسم الزيتون وجهوا دعوات عديدة لاستقطاب متضامنين أجانب لمؤازرة المواطنين ومساعدتهم في قطف زيتونهم، وأكد أن وجودهم مهم جدا "كمتضامنين وموثقين لجرائم الاحتلال".

وبالرغم من تراجع أعداد المتضامنين في السنوات القليلة الماضية بفعل مضايقات الاحتلال لهم واعتقالهم وترحيلهم، فإنهم كثفوا زياراتهم التضامنية مؤخرا وشاركوا في التصدي لاعتداءات المستوطنين الذين هاجموهم في أكثر من مكان، كما وثقوا ذلك في بلدة قصرة جنوب نابلس قبل شهر.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل قتل الاحتلال للمتضامنة الأمريكية ايسنور في نابلس
  • أردوغان يترحم على روح الناشطة عائشة نور إثر مقتلها برصاص اسرائيلي
  • تفاصيل قتل الاحتلال للمتضامنة الأميركية ايسنور في نابلس
  • السكر بـ27 جنيها بدلا من 35 داخل معرض «أهلا مدارس».. تفاصيل
  • خبير: مصر تمتلك مقاصد سياحية ممتعة
  • فاروق يؤكد على أهمية تبنى التكنولوجيا الحديثة فى قطاع الزراعة
  • وزير الزراعة يستقبل بعثة البنك الدولي لبحث التعاون المشترك بين الجانبين
  • البحرين : مرسوم ملكي بالعفو عن 457 محكوماً
  • محمد فاروق ينجو من الموت بعد اشتعال سيارته
  • نادي جامعة حلوان يعلن إفتتاح أكاديمية الملاكمة