بالأمس دق جرس المنبه مرة ومرتين قبل أن أقوم بوأد صوته كالعادة والاستمرار فى النوم، فى المرة الثالثة انتفضت لتذكرى أن اليوم موعد كتابة المقال. فى دقائق معدودة كنت قد اختصرت طقوسى اليومية وألقيت بنفسى فى أول ميكروباص ينادى رمسيس.. ركبت وبينما أبحث فى جيبى عن ستة جنيهات ونصف تعريفة الركوب رن جرس موبايلى.
- جود مورننج يا فندم مش حضرتك هشام بك مبارك؟
- هو بغباوته بس أنا مش بيه ولا حاجة هشام وبس خلى البساط أحمدى.
- هاهاهاها دم حضرتك خفيف موت زى ما سمعت.
- معلش اعذرنى مش سامعك كويس من دوشة الميكروباص، ممكن بس تدينى فرصة أوصل المكتب؟!
- هاهاها بلاش تواضع واضح طبعا ان حضرتك فى ميتنج خلاص هكلم حضرتك بعد «هاف آن آور» يقصد نصف ساعة!
وصلت المكتب وفى طريقى اشتريت سندوتشين طعمية وقبل أن أشرع فى التهامهما اكتشفت أن الطعمية السخنة الجميلة ليس عليها السلطات المعتادة وانتابنى شعور بالقهر من ذلك البائع الذى خمنى وأوشكت أن أعود له لأخذ حقى منه لولا أن رن جرس الموبايل.
- يا فندم عندنا عروض ماتتفوتش أبدًا، قصر على البحر يرد الروح وبالتقسيط المريح على 9 سنين بحالهم!
- هو انت يابنى عارف بتكلم مين؟
- يافندم وهل يخفى القمر، احنا شركة فاهمة شغلها، عارفين حضرتك كاتب كبير وعشان كده اخترنا لك قصراً الفيو بتاعه تحفة يعنى تقدر تقعد فى البلكونة وتكتب وتبدع بقى يا استاذ وتبسط القراء بتوعك!
- أنا بشكرك على حسن ظنك طبعاً بس عايز أقولك إنى مش محتاج فيو للكتابة يعنى ممكن تلاقينى بكتب فى الميكروباص فى الأتوبيس فى السوق واًنا باشترى الخضار، ولما كلمتنى كنت جاى جرى من البيت علشان المقال يلحق المطبعة لولا بس بتاع الطعمية عكنن عليا وقفلى اليوم!
- طعمية ايه بس يا افندم وميكروباصات ايه، ده احنا عاملين كوليكشن قصور وفيلات مخصوصة للسادة الصحفيين المبدعين، انتو ثروة يا فندم ولازم نحافظ عليكم.
- يا بنى الله لا يسيئك سيبنى اكل ساندوتش الطعمية واشرب كوباية الشاى علشان أبعت المقال لرئيس التحرير لأنى كل أسبوع باكون آخر واحد يسلم مقاله وشكلى بقى وحش جدا.
- ياريت يافندم تدينى رقم سعادته كمان عشان ألحق أحجز له القصر اللى جنب سعادتك!
- سيب الراجل فى حاله علشان يلحق يطلع الجرنان. ولو ممكن تسيبنى أنا كمان «هاف آن آور» أخلص المقال وتكلمنى؟!
لاحظ زملائى السُعاة فى قسم الخدمات المعاونة وكانوا يجلسون فى الطرقة أن صوتى كان مرتفعا فجاءوا يطمئنون، حكيت لهم الحكاية، فاقترحوا علىَ فكرة قررت تطبيقها، وقبل أن تنتهى «الهاف آن آور « كان الشاب يطلبنى مرة أخرى فرددت عليه بعد أن قمت بتغيير نبرة صوتى ونجحت فى تشكيكه.
- هو مش حضرتك برضه الكاتب الكبير هشام بك مبارك؟!
- كاتب مين وكبير مين يا استاذ هو سيادتك بتتمهزأ بيا؟
- سورى الظاهر طلبت رقم غلط هو مين معايا حضرتك؟
- وبتقولى حضرتك كمان؟ متعرفش ان ده تنمر عموما محسوبك هشام السباك أجدعها صنايعى فيكى يا«منتئة»!
- ياه صدفة سعيدة جدا يافندم، أنا عايز أعرض على حضرتك قصر فى الساحل إنما إيه حكاية وكمان سعادتك من الطبقة اللى ممكن متحتاجش تقسيط وتقدر تدفع تمنه كاش!
- يعنى مش عايز اسمه إيه ولا الأبصر إيه ده الصحفى؟
- لا يا راجل وهم الصحفيين دول حيلتهم حاجة، إسمع بقى يا سيدى العرض!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هشام مبارك طلة
إقرأ أيضاً:
حزب الإصلاح يصعد ضد طارق عفاش في ساحل تعز
يمانيون../
تصاعد التوتر بين مليشيا الإصلاح والمرتزق طارق عفاش في مناطق الساحل الغربي لمحافظة تعز، وسط خلافات متزايدة على النفوذ والسيطرة.
ورغم أن المواجهات السابقة بين الطرفين أخذت طابعاً عسكرياً، كما حدث في معارك الوازعية، فإن التصعيد هذه المرة جاء عبر احتجاجات قبلية واسعة في مديريات تعز الساحلية، مطالبة بتحسين الخدمات وضمان حصص أبناء الساحل في الوظائف القيادية والإدارية والعسكرية.
ورفع المحتجون شعارات تطالب بوقف الإقصاء الذي تمارسه مليشيا طارق عفاش ضد أبناء المنطقة، ووقف الاعتداءات على الأراضي، إضافة إلى تحسين الخدمات الصحية والتعليمية، بما في ذلك إنشاء جامعة تلبي احتياجات أبناء الساحل.
وأكد المحتجون أن تحركاتهم الاحتجاجية ستظل مفتوحة ومتزايدة حتى تحقيق جميع مطالبهم، في ظل استمرار التوتر بين الطرفين حول تقاسم السلطة والنفوذ.