من الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض؟ طوال القامة أم الأقل طولا؟
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
صورة رمزية لإظهار فارق الطول بين الناس
صحيح أن مدى الوعي الصحي للشخص في حياته اليومية يؤثر بشدة على صحته إلا أن طول جسم الإنسان يمكن أن يؤثر أيضا في مخاطر إصابته بالأمراض.
مرض السكري
بالنسبة لمرض السكري فإن الأشخاص طوال القامة لديهم ميزة أفضل، مقارنة بالأقل طولا. لأن نسبة الدهون في الكبد لدى طوال القامة تكون أقل والاستجابة للأنسولين لديهم أكبر من الأقل طولا، بحسب ما أفاد نوربرت شتيفان، وهو أستاذ علم السكري التجريبي السريري في مستشفى توبنغن الجامعي.
ومن ناحية أخرى، يعاني الأشخاص الأقل طولا من سوء استفادة من الجلوكوز، ما يعني أنهم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري في المتوسط، بحسب ما كتب موقع "شبكة التحرير الصحفي بألمانيا" (RND).
وقد توصل تقييم أجري في المستشفى الجامعي في دوسلدورف في مايو/ أيار 2023، إلى نفس هذه النتيجة أيضًا: فكلما كانت النساء والرجال أكثر طولا في فئات الأعمار المختلفة، كانت احتمالية اصابتهم بالسكري من النوع الثاني أقل. ومع ذلك، هناك عوامل خطر لإصابتهم بالسكري في حالة البدانة الشديدة ونقص النشاط البدني على سبيل المثال.
وقام كارل كوستيف، القائم بأعمال البحث الوبائي في معهد بحوث IQVIA، بتحليل بيانات 780,000 مريض بالغ بالتعاون مع فريق من أطباء الباطنة في مستشفى دوسلدورف الجامعي. وجاءت الخلاصة كالتالي: لكل عشرة سنتيمترات أقل في الطول، يزداد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 15 في المائة لدى النساء وبنسبة 10 في المائة لدى الرجال. لكن على الجانب الآخر، لا يوجد ارتباط بين طول القامة أو قصرها وبين الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، والذي يبدأ غالبًا في مرحلة الطفولة أو المراهقة بسبب النقص المطلق في هرمون الأنسولين.
كلاب التنبيه لمرضى السكريأمراض القلب
ويؤكد موقع "شبكة التحرير الصحفي بألمانيا" أن طول القامة أيضًا له علاقة بخطرالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ولهذا الغرض، تم تحليل بيانات ما يقرب من 660.000 مريض في مستشفى دوسلدورف الجامعي - وكانت النتيجة أن: النساء والرجال الأقصر قامة كانوا أكثر تعرضا للإصابة بارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بالسكتات الدماغية التي تموت فيها أنسجة المخ.
ووفقًا لما قاله دكتور شتيفان، أستاذ السكري التجريبي، يتمتع الأشخاص طوال القامة بالعديد من المزايا، يسرد من بينها: "الأحماض الدهنية أقل ، نسبة أقل من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، نسبة أقل من الجلوكوز، وبروتينات الكبد (الهيباتوكين) أكثر ملاءمة". وهذا يعني أن الأشخاص طوال القامة لديهم مخاطر أقل للإصابة بالنوبات القلبية.
في مجموعة البيانات من دوسلدورف، كان الرجال والنساء الأقل طولا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب التاجية، حيث تضيق الأوعية الدموية، مما يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
ووفقًا للدراسة، مقابل كل زيادة في الطول بمقدار عشرة سنتيمترات، ينخفض خطر حدوث ذلك بنسبة 9٪ عند النساء و 13٪ عند الرجال. وعلى النقيض من ذلك، فإن النساء والرجال الأطول قامة أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني.
تجلط الدم
من الواضح أن الأشخاص طوال القامة لا يتمتعون بنفس المزايا في هذا الصدد. يوضح دكتور شتيفان الأمر: "كلما زاد طول الأطراف، زاد ضخ الدم إلى القلب وبحسب كلام دكتور شتيفان، تنشأ حتى 90 في المائة من الجلطات الدموية في الأوردة العميقة للساقين، ويمكن أن تؤدي إلى انسداد رئوي".
كما توصل زميله كوستيف وفريق الأطباء الباطنيين في دوسلدورف إلى استنتاج مفاده أن خطر الإصابة بالمرض يزيد بنسبة 23 بالمائة لكل عشرة سنتيمترات من الطول.
وتظهر نظرة على تحليل سويدي من عام 2017 أن الأشخاص طوال القامة لديهم مخاطر أعلى للإصابة بالجلطات.
وتوصل باحثون أمريكيون أيضًا إلى استنتاج مفاده أن الأشخاص طوال القامة لديهم مخاطر أعلى للإصابة بالرجفان الأذيني ودوالي الأوردة، والتي يمكن أن تعزز الإصابة بتجلط الدم.
ما هو علاج الجلطة الدماغية؟مرض السرطان
في حالة السرطان أيضًا، هناك علاقة بين طول القامة والإصابة بأمراض السرطان. فقد أظهرت مقارنة البيانات التي أجراها مستشفى دوسلدورف الجامعي أن المرضى الأطول قامة هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان. ويزداد الخطر بنسبة 11 في المائة عند النساء وبنسبة 6 في المائة عند الرجال لكل عشرة سنتيمترات من الزيادة في الطول.
ويذكر موقع "شبكة التحرير الصحفي بألمانيا" (RND) أن الباحثين وجدوا أيضًا ارتباطا بين طول الإنسان والإصابة بأنواع معينة من السرطان. ويذكر شتيفان الأنواع الثلاثة الأكثر شيوعًا عند الأشخاص طوال القامة وهي: سرطان الجلد الأسود وسرطان القولون وسرطان الثدي.
ص.ش/ع.ج.م
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: السكري من النوع الثاني أمراض القلب تجلط الدم مرض السرطان السكري من النوع الثاني أمراض القلب تجلط الدم مرض السرطان أکثر عرضة للإصابة فی المائة
إقرأ أيضاً:
فحص 17 مليونا و89 ألف مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة
أعلنت وزارة الصحة والسكان فحص 17 مليوناً و89 ألفاً و312 مواطناً، ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لفحص وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي، وذلك منذ انطلاق المبادرة في شهر سبتمبر 2021 وحتى اليوم.
فحص وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلويوأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن المبادرة تعمل من خلال 3601 وحدة رعاية أولية على مستوى الجمهورية، وتهدف إلى التشخيص المبكر وعلاج الأمراض المزمنة، وتقديم خدمات صحية ذات جودة عالية لجميع المواطنين في الفئة العمرية الأكبر من 40 عاماً، إضافةً إلى فئة الشباب من عمر 18 عاماً، ممن لديهم تاريخ مرضي مرتبط بالأمراض المزمنة.
وأضاف «عبدالغفار» أن المبادرة تقدم فحوصات قياس ضغط الدم، ونسبة السكر بالدم (عشوائي وتراكمي)، ونسبة الدهون بالدم، وفحوصات الكلى، ومؤشر كتلة الجسم، إضافةً إلى تقديم خدمات التوعية بعوامل الخطورة الخاصة بالأمراض المزمنة، ومتابعة المستفيدين من المبادرة، خلال زيارات متتالية يتم تحديد مواعيدها بناءً على نتائج الفحوصات الأولية.
أمراض الكلى المزمنةوتابع «عبدالغفار» أن الحالات المرضية التي يتم اكتشاف إصابتها بالأمراض المزمنة (ضغط، سكر) يصرف لها العلاج بالمجان من الوحدات الصحية أو يتم إحالتها إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم وفقاً للحالة الصحية لكل مريض، بما يساهم في خفض نسب الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، وذلك وفقاً للأدلة الاسترشادية الخاصة بالأمراض المزمنة والتي تم إعدادها من خلال التعاون بين وزارة الصحة، ومنظمة الصحة العالمية، موضحاً أن اللجنة العلمية التابعة للمبادرة تشارك في وضع الأدلة الاسترشادية، وتعقد دورات تدريبية للأطقم الطبية المشاركة بالمبادرة.
وأشار «عبدالغفار» إلى أنه في حالة التأكد من إصابة المريض بالاعتلال الكلوي المزمن، يتم إحالته إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم بالمجان ضمن المبادرة، لافتا إلى تدريب الفرق الطبية بوحدات الرعاية الأولية على استخدام «جهاز الكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي».
وناشد «عبدالغفار» المواطنين الذين يعانون من أمراض مزمنة (ضغط، سكر) ضرورة زيارة الوحدات الصحية للاستفادة من خدمات «مبادرة رئيس الجمهورية لفحص وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي» والاطمئنان على حالتهم الصحية «مجانًا».