أثير – ريما الشيخ

تعد مشكلة السهر والإدمان للأجهزة الإلكترونية من القضايا الصحية المهمة التي تؤثر بصورة كبيرة على صحة الأطفال وتطورهم الجسدي والعقلي، ففي العصر الحديث، أصبحت الأجهزة الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال اليومية، بدءا من الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب وصولا إلى أجهزة الألعاب الإلكترونية، ومع زيادة استخدام هذه الأجهزة، تزداد المخاوف بشأن تأثيرها في عادات النوم ونمط حياة الأطفال.

حول هذا الجانب، حاورت “أثير” الدكتورة نوال بنت علي الراشدية، طبيبة استشارية طب الأسرة ومديرة دائرة التثقيف وبرامج التوعية الصحية، بوزارة الصحة، حيث قالت إن هناك من الأطفال الذين يعانون تأثيرات صحية ونفسية عديدة نتيجة السهر وإدمان الأجهزة الإلكترونية، فالذين يعانون نقصا في النوم يمكن أن يظهروا سلوكيات متقلبة تتراوح بين الغضب وفرط النشاط، مع تأثيرات مشابهة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ويؤثر النعاس أيضًا في قدرة الطفل على الانتباه، مما يؤثر في أدائه الدراسي.

وأضافت: وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP)لا يحصل ربع الأطفال دون سن الخامسة على قسط كافٍ من النوم، مما يثير القلق، فقلة النوم في الطفولة المبكرة ترتبط بحساسية الأنف، ومشاكل في جهاز المناعة، والقلق، والاكتئاب، وهناك أدلة على أن قلة النوم في الطفولة قد تحمل مخاطر مستقبلية على القلب والأوعية الدموية في شكل السمنة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم.

لكن، هل هناك تأثير للسهر على نمو الأطفال وتطورهم العقلي والجسدي؟

أوضحت الدكتورة خلال حديثها بأن النوم يؤدي دورًا مهمًا في تنمية عقل الإنسان وسعادته، حيث تظهر الأبحاث أن النوم يؤثر في اليقظة، والانتباه، والأداء المعرفي، والمزاج، والمرونة، واكتساب المفردات، والتعلم، والذاكرة، كما أن للنوم تأثيرات مهمة في النمو، خصوصًا في مرحلة الطفولة المبكرة، وعند الأطفال الصغار، تكون القيلولة ضرورية لتقوية الذاكرة وتنمية المهارات الحركية، حيث إن معدل النوم الموصى به لدى الأطفال طبقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، جاء كما يلي:

كما أكدت بأنه إذا كان الطفل يعاني الشخير، أو نوما غير ملائم في النهار، أو عدم القدرة على النوم في الليل، أو تكرار الاستيقاظ ليلا، أو المشي المتكرر في أثناء النوم أو الكوابيس، فقد يحتاج إلى مساعدة طبية.

كما أشارت إلى أن هناك أعراض إدمان الأجهزة الإلكترونية على الطفل، منها:
-القلق والتوتر عند فصل الإنترنت.
-الترقب الدائم للمواقع والبرامج.
-عدم الشعور بالوقت.
-قلة الأنشطة الرياضية والاجتماعية.

أما عن الوقت المسموح به للجلوس أمام الشاشة، فذكرت: توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتحديد الوقت المسموح به للجلوس أمام الشاشات، ويمكن توضيحها كالآتي:

وطرحت الدكتورة بعض الإرشادات التي يمكن اتباعها عند استخدام الأجهزة الإلكترونية، هي:
-استراحات متكررة: اتباع قاعدة (20-20-20) للحد من التعرض الطويل للشاشات: كل 20 دقيقة، انظر إلى أي مجسم يبعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية.
-الحد من الاستخدام قبل النوم: تجنب استخدام الهواتف قبل النوم بساعتين إلى ثلاث ساعات.
-استخدام القطرات المرطبة: عند الشعور بجفاف العين.
-تنظيف الشاشة وتقليل سطوعها: لتجنب إجهاد العين.
-ضبط إضاءة الغرفة: وتجنب الإضاءة الساطعة والتوهج المباشر.
-وضع الشاشة في مستوى العين: وتجنب انحناء الرقبة في أثناء الاستخدام.

وفي ختام حديثها مع “أثير” قدمت الدكتورة نوال بعض النصائح للأهل للتعامل مع مشكلة السهر، منها:
-الروتين الليلي المريح: اتباع نفس الروتين كل ليلة يساعد الطفل على الاستعداد للنوم، ويمكن أخذ الطفل لحمام دافئ وإبقاء الأضواء خافتة لتحفيز إنتاج هرمون النوم (الميلاتونين).
-تجنب الأجهزة الإلكترونية: تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل.
-معرفة احتياجات الطفل من النوم: فهم مقدار النوم الذي يحتاج إليه الطفل حسب مرحلته العمرية.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: الأجهزة الإلکترونیة

إقرأ أيضاً:

5 خطوات لوقاية الأطفال من دور البرد المنتشر.. حافظ على صحة ابنك

خلال الفترة الحالية، انتشرت العديد من الأمراض التنفسية بين الكبار والصغار، وهو ما يُثير حالة من القلق بين الأسر للحفاظ على صحة الأطفال، لذا نستعرض 5 خطوات لحماية الأطفال من الأمراض التنفسية المنتشرة هذه الفترة، ولا بد من اتباعها للمحافظة على صحة الطفل، فضلًا عن تقوية مناعته.

ضعف المناعة يعرض الطفل للأمراض

الأطفال هم الفئة الأكثر تعرضًا للأمراض خلال التقلبات الجوية، وذلك بسبب ضعف المناعة لديهم، لذلك تُعد تقوية مناعة الطفل، من أبرز الخطوات التي يجب الحرص عليها للحفاظ على صحة الطفل وحمايته من الإصابة بالأمراض الفيروسية أو التنفسية خلال هذه الفترة، وذلك عن طريق تناول نظام غذائي سليم وصحي.

خلال التقلبات الجوية وانخفاض درجات الحرارة، يجب على الأم أن تحرص على ارتداء الأطفال لملابس دافئة تجنبه الشعور بالبرد، فضلًا عن متابعة صحة الطفل بشكل مستمر، في حال ظهور أي علامات تدل على بدء نزلة البرد، لاستشارة الطبيب بشكل فوري حتى لا تتفاقم حالته، وفق ما رواه الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة.

تهوية المنزل باستمرار

الإغلاق الدائم للنوافذ يؤدي إلى تكاثر الجراثيم والفيروسات، لذلك يجب التأكد من ترك التوافذ مفتوحة من أجل التهوية، للسماح بدخول الهواء إلى المنزل، على حد تعبير «بدران» خلال حديثه لـ«الوطن»، مشيرًا إلى أن نظافة الطفل من أهم الوسائل التي تحافظ عليه من الإصابة بالأمراض المختلفة.

تعد النظافة الشخصية، من أهم الخطوات للحد من انتشار العدوى، لذا يجب الحرص عليها وتعليم الأطفال أهمية غسل اليدين بانتظام، بعد القيام بأي فعل، كما أنه لا بد من تجنب الأماكن المزدحمة، التي تزيد فرص تعرض الأطفال للعدوى، فضلًا عن التأكد من أن الأطفال يرتدون الكمامات في حال التجمعات الكبيرة خلال هذه الفترة.

مقالات مشابهة

  • لسه فاكر كلام اهلك السلبي عنك؟.. تعرف على آثار الأذى النفسي للأطفال
  • كيف تستخدم نفس رقم WhatsApp على هاتفين ذكيين؟ دليل خطوة بخطوة
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. السيسي: الأوضاع الإقليمية تستوجب تكاتف جميع أبناء الوطن لحمايته من أي تهديدات
  • داخل على امتحانات ومش عارف تركز؟ تعرف على علاج ضعف التركيز
  • من وحي مسلسل ساعته وتاريخه.. كيف تحمي طفلك من مخاطر الدارك ويب؟
  • دليل الأم الذكية في التعامل مع غضب الأطفال
  • وفقًا للقانون.. تعرف على حالات يجوز فيها التصالح في الجرائم الإلكترونية
  • ماذا تفعل إذا حدث تسوس لأسنان طفلك اللبنية؟
  • 5 خطوات لوقاية الأطفال من دور البرد المنتشر.. حافظ على صحة ابنك
  • 10 نصائح أساسية لسلامة طفلك على منصات الألعاب