كانت خطة الهجوم على ميناء الحديدة قيد الإعداد منذ فترة طويلة، بعد أكثر من 220 هجومًا للحوثيين على إسرائيل. ويعد الميناء طريق إمداد رئيسي للإمدادات العسكرية والأسلحة من إيران.

 

وتم تنفيذ الهجوم الذي شنته القوات الجوية الإسرائيلية في منطقة الحديدة باليمن بواسطة 20 طائرة مقاتلة، بعضها تم تزويده بالوقود في الجو، وعلى مسافة أكثر من 1700 كيلومتر (1000 ميل) من إسرائيل - أي ما يزيد عن طهران بنحو 200 كيلومتر، كما أكد الجيش الإسرائيلي.

 

وجاءت هذه العملية رداً تراكمياً على هجمات الحوثيين بالطائرات المسيرة والصواريخ، والتي بلغ عددها نحو 220 خلال الأشهر التسعة الماضية، معظمها تم اعتراضها وإسقاطها من قبل القيادة المركزية الأميركية ومنظومة الدفاع الجوي.

 

ولم يكن الهجوم الإسرائيلي بسبب غارة طائرة بدون طيار من قبل الحوثيين على تل أبيب فحسب، بل لأنه كان أول هجوم للحوثيين يعبر المجال الجوي ويتسبب في سقوط ضحايا. وفي هذه الحالة، قُتل يفغيني فرايدر، 50 عامًا، في ساعة مبكرة من صباح الجمعة بغارة من نفس الطائرة بدون طيار.

 

كان الهجوم مخططا له منذ فترة طويلة، ولكن تم الإعداد له في وقت قصير، بدءا من أمس من قبل سلاح الجو الإسرائيلي وبعلم الولايات المتحدة. وقد قاد رئيس الأركان وقائد سلاح الجو العملية من مخبأ كرياه، بحضور رئيس الوزراء ووزير الدفاع. ويؤكد الجيش أنه مستعد للرد، حتى لو كان أكثر شمولا، على غرار الهجوم الإيراني في أبريل، لكنه أضاف أنه لا يوجد تغيير في إرشادات قيادة الجبهة الداخلية.

 

وقال مصدر أمني لصحيفة " إسرائيل اليوم" إن قرار الضربة اتخذ على الرغم من فهم إسرائيل بأن مثل هذا الإجراء من شأنه أن يؤدي إلى تبادل ضربات مطولة. وذلك لأن التقييم كان أن عدم الرد على الطائرة بدون طيار في تل أبيب سيكون أكثر شدة - سواء من حيث الردع ضد إيران وحزب الله والحوثيين. قبل قرار الهجوم، حددت إسرائيل "شهية متزايدة" للحوثيين بعد نجاحهم صباح الجمعة وإحجامهم عن الاكتفاء بالضربة في تل أبيب. إن القدرة على تنفيذ الضربة في غضون 24 ساعة تنبع من التحضير المسبق في سلاح الجو وسلسلة من المناقشات حول هذا الموضوع في الأسابيع الأخيرة. جرت آخر مناقشة حول هذا الأمر قبل 10 أيام فقط مع غالانت.

 

ويعد ميناء الحديدة أحد الطرق الرئيسية التي تدخل عبرها الإمدادات العسكرية والأسلحة من إيران إلى اليمن. ويصل نحو 70% من البضائع التي تصل إلى هناك إلى الحوثيين، الذين يعملون كأداة لحماية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى الموقع. وقد ألحقت الضربة أضرارا بالبنية التحتية، وهو ما من شأنه أن يؤثر على وظيفته كطريق إمداد للأسلحة التي يتم إطلاقها على إسرائيل.

 

كما استهدفت البنى التحتية للطاقة، والتي تعد، إلى جانب استخدامها، مصدر دخل للميليشيات الموالية لإيران في البلاد. وقد ألحقت هذه الميليشيات أضرارا بعشرات السفن وألحقت أضرارا بطرق التجارة العالمية والاقتصاد العالمي: في السعودية ومصر وأوروبا، مما جعل مصلحة وقف الإرهاب الحوثي دولية.

 

*يمكن الرجوع للمادة الأصل: هنا

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اسرائيل ميناء الحديدة غارات جوية البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

مع بداية ولايته الجديدة.. أبرز القضايا التي تواجه ترامب

مع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية في ولاية الجديدة، يعود الجدل الذي صاحب سياساته في فترته الأولى، حيث يواجه مجموعة من التحديات الملحة التي تعصف بالساحة الدولية.

 يشهد العالم تغيرات عميقة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يتطلب من الإدارة الأمريكية الجديدة رؤية واضحة واستراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه الملفات الحساسة.

1. العلاقات الأمريكية الصينية: صراع القوى العظمى

من أبرز القضايا التي تواجه إدارة ترامب هي العلاقة مع الصين، التي شهدت توترات كبيرة خلال ولايته الأولى. الحرب التجارية التي اشتعلت بين البلدين، إلى جانب الاتهامات المتبادلة بشأن قضايا الأمن السيبراني وحقوق الإنسان، زادت من تعقيد المشهد.
من المتوقع أن تكون المواجهة مع الصين حاضرة بقوة خلال هذه الولاية، حيث تسعى واشنطن للحد من نفوذ بكين في آسيا والمحيط الهادئ ومنعها من توسيع هيمنتها الاقتصادية عالمياً.

التحدي الأكبر يكمن في تحقيق توازن بين المنافسة الاستراتيجية مع الصين والحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي، خاصة مع اعتماد العديد من الشركات الأمريكية على الأسواق الصينية.


2. الصراع الروسي الأوكراني: اختبار للسياسة الخارجية

يشكل الصراع الروسي الأوكراني تحدياً مباشراً لإدارة ترامب، خاصة في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا.

خلال فترة حكمه السابقة، تعرض ترامب لانتقادات بسبب موقفه المتساهل تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الآن، يجد نفسه في موقف معقد، حيث يجب أن يقدم دعماً قويًا لأوكرانيا، وهو ما يتطلب استمرار تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية، دون تصعيد قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع موسكو.

هذه القضية لا تمثل فقط تحدياً جيوسياسياً، بل اختباراً لتحالفات واشنطن مع حلفائها الأوروبيين الذين يعتمدون على دور أمريكا في مواجهة روسيا.

 

3. التهديد النووي الإيراني: العودة إلى المواجهة

في ولايته الأولى، انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، مما أدى إلى تصعيد التوتر في الشرق الأوسط. عودته إلى البيت الأبيض تعني العودة إلى سياسة "الضغط الأقصى"، التي قد تشمل عقوبات اقتصادية جديدة أو حتى مواجهة عسكرية.
التحدي هنا يكمن في إدارة هذا الملف بحكمة، خاصة أن إيران زادت من وتيرة تخصيب اليورانيوم، مما يثير قلق الدول الغربية وإسرائيل. يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت إدارة ترامب ستختار الدبلوماسية أو ستواصل التصعيد.


4. التغير المناخي: بين الضغوط الدولية والرؤية المحلية

لطالما كان ترامب متشككًا في قضايا التغير المناخي، حيث انسحب من اتفاقية باريس خلال ولايته الأولى. ومع ذلك، فإن الضغوط الدولية والمحلية قد تدفعه إلى مراجعة مواقفه، خاصة في ظل تزايد الكوارث الطبيعية التي تؤثر على الاقتصاد الأمريكي.

يواجه ترامب تحدياً كبيراً يتمثل في التوفيق بين رؤيته الاقتصادية التي تعتمد على الوقود الأحفوري والضغوط البيئية العالمية التي تطالب بالتحول إلى مصادر طاقة نظيفة.


5. الاقتصاد العالمي بعد الأزمات

تأتي ولاية ترامب الجديدة في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من تداعيات جائحة كورونا، ارتفاع معدلات التضخم، واضطرابات سلاسل التوريد.

داخلياً، يواجه ترامب تحديات تتعلق بتوفير فرص العمل، خفض الديون الوطنية، وتحقيق وعوده بزيادة النمو الاقتصادي.
على المستوى الدولي، ستكون واشنطن مطالبة بتنسيق الجهود مع الدول الكبرى لتعزيز الاستقرار الاقتصادي، خاصة في ظل صعود دول مثل الصين والهند كقوى اقتصادية منافسة.

 

6. التكنولوجيا والأمن السيبراني

يشهد العالم ثورة تقنية هائلة، مما يفرض تحديات جديدة على إدارة ترامب، خاصة في قضايا الأمن السيبراني. الهجمات الإلكترونية التي تنفذها دول معادية،  تهدد الأمن القومي الأمريكي.
كما أن تطور الذكاء الاصطناعي يفرض على الإدارة وضع سياسات تحكم هذا القطاع المتنامي لضمان تفوق الولايات المتحدة تقنياً.

مقالات مشابهة

  • عيدروس الزبيدي: "ترامب وصل ويعرف ماذا يريد" لكبح جماح الحوثيين في اليمن
  • الزبيدي ينتظر ترمب لردع الحوثيين في اليمن
  • تفاصيل خطة الرئيس ترامب للتخلص من موظفي إدارة بايدن.. طرد أكثر من 1000 شخص| عاجل
  • زعيم الحوثيين: وصلنا إلى عمق إسرائيل وألحقنا ضررا باقتصادها
  • مع بداية ولايته الجديدة.. أبرز القضايا التي تواجه ترامب
  • قريباً..دبلوماسي أوروبي: إسرائيل قررت ضرب منشآت إيران النووية
  • توسيع العقوبات الاقتصادية الأميركية على الحوثيين.. أي تأثير على اليمن؟
  • أكثر من 30 ألف شخص يموتون سنويًا بسبب تلوث الهواء في إيران
  • مصدر أمني:إيران ترسل مخدراتها للعراق من خلال الشاحنات التي تحمل البطاطا وغيرها
  • الحوثيون يحذرون من الهجوم على اليمن أثناء وقف إطلاق النار في غزة