مدير ثقافة الغربية يعقد أول اجتماع بمديري المواقع ويوجه بطرح مسابقات ثقافية وفنية للأطفال
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
ترأس وائل شاهين، مدير عام الثقافة بمحافظة الغربية، الاجتماع الأول لمديري المواقع الثقافية بالمحافظة، في المركز الثقافي بطنطا، وذلك ضمن خطة الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، وتوجيهات وزارة الثقافة لتطوير الخدمات الثقافية بالمحافظة.
وفي هذا السياق، استهل "شاهين" كلمته باستعراض برنامج الحكومة والذي يرتكز على بناء الإنسان، موضحاً بأن بناء الإنسان ورفع الوعي يأتيان في مقدمة أولويات وزارة الثقافة، وذلك ضمن توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما ناقش مدير عام الثقافة بالغربية آليات العمل داخل المواقع الثقافية بالمحافظة خلال الفترة القادمة.
ووجه "شاهين" مديري المواقع بضرورة التكاتف والتعاون فيما بينهم لإقامة الفعاليات والأنشطة، ودعوة الرواد للمشاركة والحضور في الفعاليات المتنوعة، وطرح مسابقات ثقافية وفنية للأطفال، والتواصل مع كافة المديريات الخدمية بالمحافظة للتنسيق حول تنفيذ خطط وبرامج قصور الثقافة لأهالي المحافظة.
وطالب بتنفيذ كل ما جاء ضمن الخدمات المقدمة من وزارة الثقافة للمواطنين، وفي مقدمتها العروض المسرحية، والموسيقية، والفنون الشعبية، والإنشاد الديني، والندوات التثقيفية والتوعوية، ومناقشات الكتب، والمسابقات، وعروض السينما، ومعارض الفن التشكيلي، واكتشاف المواهب الصغيرة والشابة.
جانب من اجتماع مديري المواقع الثقافية بالغربيةالمصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أخبار محافظة الغربية الهيئة العامة لقصور الثقافة الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية محافظة الغربية
إقرأ أيضاً:
ليلة أفغانية في مينيابوليس: ويبقى ما ينفع الناس .. تقرير عن ليلة ثقافية أفغانية في مدينة منيابوليس
منيابوليس/سانت بول، مؤخرا. ومحمد فرح كما هو معروف في بعض الدوائر، مستهلك نهم، أو به لوثة ولع ربما، للثقافة. ذكرتني الفترة التي قضيتها معه بفترة أخرى كنت قد تعودت فيها ربط الثقافة، الفن والسينما والمسرح والموسيقى، بالصحبة الطيبة. إلا أن الذكرى أفضل من الحاضر، إذ الأولى كانت في الخرطوم. المدينة التي لبست بالفعل ثوبها ك"مدينة مستحيلة" مؤخرا.
على العموم. أخذني محمد لعرض موسيقي أقامته جمعية الثقافة الأفغانية في مينيابوليس. وقد أثار دهشتي منذ البداية روعة الأداء الموسيقي. وروعة الفن هي في الاساس في تعقيده. التعقيد، الذي يأتي، في معظم الاحيان، من قدم الثقافة والتقليد الفني، هو سابق للجمال. الجمال هو القدرة على الامساك "ببساطة" بشبكة التقنية الفنية. وهو الجديد متولدا من التليد.
الآلة في هذا الفيديو هي الرُبابة (بضم الراء) كما يسميها الافغان. وهي آلة قديمة تمثل تنويعة خاصة عن الربابة الشرقية. وكانت الرُبابة تستعمل في الموسيقى الصوفية وربما يفسر هذا هدوء الموسيقى الناتجة عنها، الشعائري. والفنان هو قريشي رويا. وهو في هذا الفيديو يعرف بنفسه
في منتصف الليلة اعتلت المنصة آنسة أفغانية فهمت انها مشرفة أو مؤسسة مساهمة في الجمعية الثقافية. وقد قدمت كلمة جميلة عن الثقافة الأفغانية وغناها وأنها أداه ربما لمكافحة ليس الطالبان فقط وغلظتهم الاصولية الفجة تجاه الثقافة، بل كذلك، مكافحة النظرة المبسترة الانسانوية الامريكية لهم. فالافغان اصبحو في منظور الاعلام الامريكي مجرد "مواضيع" للشفقة بلا ذاتية. والفن هو في أول تعريفاته التأسيسية: مكنوز الذاتية الانسانية Subjectivity.
وكانت الآنسة رصينة الكلمة. حاسرة الرأس. ترتدي زيا أفغانيا جميلا. تمثل في شخصها ربما كل ما لا تريد الطالبان السماح به. وقد يظن ظان أنها بذلك أصبحت مجرد متغربة عن ذاتها متأثرة بالغرب خادمة له .. ألخ. إلا أنها أكملت كلمتها بذكر القضية الفلسطينية والتضامن معها. ربما وتحديدا من موقعها كأفغانية. فالأفغان كما الفلسطينيين وغيرهم، هم في النهاية ضحايا أختلال ميزان قوة جبار مصحوب بحالة امبريالية جنونية.
فكرت وأنا أشاهد عرض الرُبابة السحري. خاصة ما وضح عبره من عراقة مختلطة مع عناد تاريخي للثقافة. فكرت في أنه، في نهاية الأمر، وعلى الرغم من أصرار بعض الناس على فعل كل ما من شأنه هدم التمدن والإلفة الإنسانية، فإن الشعوب تأبى إلا أن تظهر بنفسها جميلة بثقافتها. وفكرت أنه ربما في تجمع الأفغان هذا تذكير لنا كسودانيين بأن أحدى وسائل هزيمة حالات التعبد بالعنف هو الفن. والثقافة.
بعد الرُبابة. صعد للمسرح فنان أكثر "شبابية" و "ربة". لكن بلا تفاهة. ولاحظت أنه كان الجمهور يطلب منه الغناء بلغات مختلفة. وواصل الجمهور طلب الاغاني الواحدة تلو الأخرى حتى تظن أن الحفلة لن تنتهي أبدا. ومع مرور الوقت بدأوا في الرقص على طريقتهم أفرادا وجماعات.
وعرفت بعدها أن أفغانستان هي أرض تلاقي للحضارات. الفارسية والصينية والهندية والمسلمة. فتجد الناس يتكلمون اللغات المختلفة ويجلبون تواريخ شعوب عديدة في داخل البوتقة الأفغانية.
وكانت أفغانسان في الحقيقة في مسار أصيل في التحديث في بداية القرن العشرين. فهي نجحت ببسالة في مقاومة التمدد البريطاني. وقامت فيها بالتالي ملكية مستقلة. وربما دفعت أفغانستان ثمن مبالغة الملكية في التحديث وليس العكس. أولا بحصول ردود فعل ثقافية محافظة أنتجت في النهاية وللأسف الاصولية الطالبانية من جهة. ومن جهة أخرى أنتجت نخبة يسارية (شيوعية أحيانا) متسرعة عقدت فوق رأس الافغان الانقلابات واحدها تلو الآخر حتى استعصى حبل العنف على الربط وتدخل السوفييت في ١٩٧٩… والباقي تاريخ.
وبالعنف المبالغ فيه. تم تسطيح الثقافة الأفغانية عبر الطالبان، من ثقافة هجين عريقة بكل عواملها التاريخية: البوذية، الهندوسية، الزرادشتية، الصوفية، المسلمة. لكاريكاتور الدولة الدينية والمجتمع المبالغ في المحافظة الطالباني. الذي هو ربما شكل فعال في الحرب إلا أنه يظل مجرد كذبة مرعوبة من أي مواجهة مع الاخر. ولا يعني ذلك أن التحديث الامريكي الاجباري هو الحل. ولكن يعني أنه بالامكان اقتلاع البلاهة الاصولية ذاتيا. ويتم تفكيك بيت العنكبوت الاصولي عبر العمل البطيء الرصين، بالفن والثقافة، على أحياء الروح (أو العقل) الانسانية وتنميتها وتربيتها حتى لا تصير النصوصية مما يرويها أو حتى يثير اهتمامها.
مع ذلك بقي من "التحديث" ربما ثقافة أصيلة في الفنون. هي رصيد راسخ رصين متى نظر له كحلقة وصل روحية بين الماضي والمستقبل.
خرجت من الليلة ممتلأ بشعور بالسعادة. فحتى تلك اللحظة عرفت عن أفغانسان الموت ومتعلقاته فقط. والحياة، مقارنة بالموت، هي الحقيقة بالنسبة للشعوب. حقيقة الشعوب هي الحياة كصناعة للفرح. والأمل.
ولا نامت أعين الجبناء.
www.Zalam-Blog.com
محمود المعتصم - مدونة ظَلام
كاتب سوداني - شيوعي - أفريقي
mahmoud.elmutasim@gmail.com