الذكاء الاصطناعي يلغي وظائف ويوفـر وظائف أخرى
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
ترجمة: بدر بن خميـس الظّفـري -
على الرغم من أن الزيادة في استخدام الذكاء الاصطناعي في التطبيقات الصناعية والتجارية سيؤدي إلى زيادة في الإنتاجية والنمو الاقتصادي، إلا أنه سيفضي أيضا إلى فقدان الكثير من الوظائف على المدى الطويل. وهذه القضية ذات أهمية كبيرة للصين.
فمن المتوقع أن يصل الناتج المحلي الإجمالي لثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى 18.
وعلى الرغم من انخفاض عدد سكانها على المدى الطويل، ستظل الصين تمتلك لسنوات قادمة أعدادا هائلة من القوى عاملة، ولذلك ستحتاج البلاد إلى توفير ملايين فرص عمل كل عام لاستيعاب تلك القوة العاملة الكبيرة. وهنا يصبح تأثير الذكاء الاصطناعي عاملا حاسما.
من التأثيرات المتوقعة لزيادة تطبيق الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات ذات الصلة، بما فيها الروبوتات، في شتى قطاعات الاقتصاد هو فقدان الوظائف الحالية، خاصة وأن المهارات والخبرات التقليدية ستستبدل بالتكنولوجيا المتطورة. ومع ذلك، فإن فقدان الوظائف يجب أيضًا مقارنته بالوضع الذي سينشئ المزيد من فرص العمل الجديدة.
كيف سيتوفر المزيد من الوظائف الجديدة في اقتصادٍ تقوم فيه التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي بجميع الوظائف تقريبًا؟ هناك إجابتان على هذا السؤال. الأولى هي أن زيادة تطبيق الذكاء الاصطناعي والتقنيات ذات الصلة من شأنها أن تزيد الإنتاجية ويكون لها تأثير إيجابي على نمو الناتج المحلي الإجمالي. وسيؤدي ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي إلى زيادة موارد البلاد وتعزيز قدرة الحكومة على الاستثمار بشكل أكبر في عدة قطاعات.
وستساعد هذه الاستثمارات الجديدة على توفير المزيد من فرص العمل. على سبيل المثال، إذا ضُخّت مزيدٌ من الاستثمارات في إنشاء مؤسسات لتدريب الأشخاص على مهارات الذكاء الاصطناعي، فستُوفِّرُ فرص عمل جديدةً لتشغيل هذه المؤسسات وإدارتها. وفي الوقت نفسه، سيكون هناك طلب كبير على المتخصصين الذين يمكنهم تعليم الناس مهارات الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن يتزايد عدد هؤلاء المتخصصين بسرعة، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى توفير فرص ووظائف جديدة للناس.
والإجابة الثانية هي النظر في التغيرات الهيكلية التي يشهدها الاقتصاد واحتياجاته الخاصة في إطار استعداده للتحول الاجتماعي والاقتصادي. هناك عدة عوامل مهمة في هذا الصدد، أهمها المتطلبات التي يجب أن تُقـَدّمَ للسكان عند وصولهم إلى سن الشيخوخة في الصين. ومع تقدم عدد أكبر من الأشخاص في السن، سيحتاجون إلى توفير نطاق واسع من الدعم يجب أن يقدمه أشخاص تدربوا على مهارات محددة. وقد بدأت بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالفعل في الطلب الشديد لهذه الاحتياجات، فهي تعاني من نقص في الأشخاص المدربين بقدرٍ كافٍ لرعاية المسنين والعجزة. وهذا هو القطاع الذي سيشهد نموا هائلا في فرص العمل الجديدة.
وإلى جانب التحول الرقمي، ستكون هناك أيضًا زيادة كبيرة في الطرق التي يستثمر بها الناس مدخراتهم ويديرونها. وبمرور الوقت، سوف ينمو الاعتماد على الأدوات المالية المرتبطة بأسواق الأسهم والديون، وستبرزُ هذه الأدوات باعتبارها أهم مصدر للدخل لدى كثير من الناس، خاصة أولئك الذين ليس لديهم وظائف مكتبية أو صناعية ثابتة. من المحتمل أن يكون هناك طلب كبير على الأشخاص الذين يمكنهم تقديم المشورة للناس حول أفضل الطرق لإدارة مدخراتهم واستثماراتهم من خلال الخيارات المالية المختلفة.
في الوقت نفسه ومع بدء تزايد عدد الأشخاص الذين يمارسون العمل من المنزل أو في مواقع نائية، ستزداد بشكل كبير الخدمات المتعلقة بظروف عملهم عبر الإنترنت والتطبيقات، مثل خدمات توصيل الطعام وغيره، مما يوفر المزيد من فرص العمل.
ومع حدوث هذه التغييرات، من المهم أن تستعد الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى للتأقلم معها. وينبغي للجامعات أن تتيح مزيدا من الدورات التدريبية لمهارات محددة مثل تعلم الذكاء الاصطناعي، ورعاية المسنين، وتقديم المشورة بشأن الاستثمارات المالية وخدمات البيع بالتجزئة.
تقوم الجامعات بدور مهم للغاية في دعم التحول القائم على الذكاء الاصطناعي، فهذه الجامعات إن لم تخرّجْ عددًا كافيًا من الأشخاص للقيام بالوظائف الجديدة، فقد يتوقف النمو في الذكاء الاصطناعي بسبب انتقادات توجه إليه لأنه يتسبب في فقدان الوظائف. ويتعين على دولة مثل الصين أن تضمن عدم حدوث ذلك.
أميتيندو باليت رئيس أبحاث التجارة والاقتصاد في معهد دراسات جنوب آسيا بجامعة سنغافورة الوطنية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی المزید من فرص العمل
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: مصر بالتصنيف «أ» دوليا في تطبيقات الذكاء الاصطناعي
قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن مصر مصنفة من المؤسسات الدولية بالتصنيف «أ» في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، متابعا: الحكومة تدخل في التحول الرقمي، وحريصة على الاستمرار فيه، وهناك 11 ألف متخصص في صناعة الإلكترونيات.
وأضاف «مدبولي»، خلال مؤتمر صحفي أذاعته قناة «إكسترا نيوز»، أنه عقد لقاء مهم بين وزير السياحة وعدد من الخبراء والمستثمرين في مجال السياحة، لوضع الخطط التنفيذية الواضحة، والمطلوبة لتحقيق هدف الـ30 مليون سائح خلال السنوات المقبلة، وكيفية التحرك في هذا المجال، لإصدار قرارات تنفيذية، بالتنسيق مع القطاع السياحي والقطاع الخاص.