طالب الممثل الدائم لتونس لدى الأمم المتحدة السفير طارق الأدب مجلس الأمن بالوقف الفوري لجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ومحاسبة الاحتلال على كل المجازر التي اقترفها بعيدا عن أية حسابات سياسية وازدواجية في المعايير، وإنهاء الاحتلال باعتباره السبب الأصلي لكل هذه الجرائم والانتهاكات المتكرّرة.

الرئيس العراقي ورئيس الوزراء اللبناني يبحثان تعزيز العلاقات والوضع في غزة بعد رحلة من القهر والتهجير.. وفاة الفقيه سليمان السطري في مخيمات غزة

جاء ذلك في كلمة تونس أمام مجلس الأمن خلال الجلسة الخاصّة بالوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية المنعقدة يومي 17 و19 يوليو الجاري برئاسة وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، الذي تترأس بلاده المجلس لهذا الشهر.

وذكرت وكالة الأنباء التونسية (وات) اليوم الأحد أن الممثل الدائم لتونس لدى الأمم المتحدة أكد أنه رغم توالي اجتماعات مجلس الأمن والجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية بكل ما تمّ اعتماده من قرارات، وما رافق ذلك من جهود ومبادرات، يتواصل العدوان على قطاع غزة وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة، وتستمر قوات الاحتلال في جرائم الحرب والإبادة الجماعية وممارسة أبشع أشكال التنكيل ضد الشعب الفلسطيني، دون أدنى احترام لمبادئ القانون الدولي وكل المواثيق الدولية والإنسانية.

واعتبر السفير طارق الأدب أنّ ما يبعث على الانشغال، هو أنّ كلّ هذه الانتهاكات وقتل الأطفال والنساء والمرضى واستهداف المستشفيات والمدارس ودور العبادة وعمال الإغاثة والطواقم الطبية والصحفيين وموظفي الوكالات الأممية، ومنع المساعدات الإنسانية والتجويع وعمليات التهجير القسري وغيرها من الجرائم، يجري تحت أنظار العالم وفي ظل صمت دولي مريب وفشل وعجز للمجموعة الدولية على تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية حتى في حدودها الدنيا المتمثلة في وقف العدوان وإنقاذ الأرواح وإدخال المساعدات الإنسانية.

وأضاف أنّ سلطات الاحتلال تمادت في تحديها للإرادة الدولية والاستهتار بالشرعية الدولية وحقوق الإنسان على امتداد أكثر من سبعة عقود لم تستطع خلالها المؤسسات الأممية القيام بدورها المفترض، ممّا أطلق يد قوات الاحتلال لمواصلة جرائمها ومخططاتها الاستيطانية وفرض سياسة الأمر الواقع على المجتمع الدولي. 

واعتبر السفير التونسي أنّ ما تلقاه سلطات الاحتلال من دعم داخل مجلس الأمن وخارجه في إطار حسابات سياسية، وما تتلقاه من إمدادات بالأسلحة، في تكريس لازدواجية المعايير، جعلها تعتبر نفسها فوق القانون وبعيدة عن كل محاسبة أو مساءلة.

وشدّد الممثّل الدائم على أنّ عشرات آلاف الشهداء ومئات آلاف الجرحى وملايين المهجّرين والمهددين بالمجاعة من الفلسطينيين، ليست مجرّد أرقام تتناقلها وكالات الأنباء وبيانات الاجتماعات الأممية، بل هي أرواح تُزهق وحقوق تُنتهك ومعاناة إنسانية رهيبة وغير مسبوقة، ومؤشر على غياب موقف دولي حازم وحاسم ينتصر لمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان ويحترم الذات والكرامة الإنسانية والحق في الحياة، ويعيد الثقة في المؤسسات الدولية والأممية وفي مقدمتها مجلس الأمن.

وجدّد الممثل الدائم لتونس لدى الأمم المتحدة، دعم بلاده الثابت والمبدئي لحق الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف والتي لا تسقط بالتقادم، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة على كلّ أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تونس الإبادة الجماعية الشعب الفلسطينى الشعب الفلسطینی مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

موقف المنظمات الإقليمية والدولية من حرب السودان

موقف المنظمات الإقليمية والدولية من حرب السودان (1-2)
1
منذ البداية سميت هذه الحرب بـ(الحرب الكاشفة)، لأنها عرت مواقف الأشخاص والتنظيمات والمؤسسات الإقليمية والدولية، وبعد عام ونصف من اندلاعها أصبح الملعب مكشوفاً تماماً، مَن مع الوطن ومَن ضده؟ ومَن هم أصدقائه ومَن هم أعدائه؟ ومَن عدوه ومسك العصا من النص. كل ذلك أصبح واضحاً. موقف المؤسسات الدولية والإقليمية التي كانت تدعي أنها أُسست لترعى الأمن والسلم العالميين كما ترعى القيم الفاضلة التي حوتها وثائقها، سنرى اتساقها مع ما تدعيه من مبادئ كان ينبغي أن تحرسها!!. الأزمة السودانية كشفت، بل أكدت مفارقة الأقوال والوثائق والقيم للمواقف التي اتخذتها تلك المنظمات من الحرب في السودان.
2
من الحقائق المجردة التي أنكرتها تلك المنظمات منذ بداية الحرب أن تمردا قامت به وحدة تتبع للجيش السوداني (الدعم السريع) وشنت حرباً على دولة السودان، وتحولت بذلك إلى مليشيا خارجة عن القانون والنظام في الدولة، ولكن بقدر قادرة بدأت المنظمات الإقليمية والدولية تطلق عبارات تشي بأنها ترغب في التهرب من إدانة القوات المتمردة، فتارة تتحدث عن حرب الجنرالات وأخرى تساوى بين الدولة والمليشيا المتمردة (طرفي النزاع) أو (قائدي النزاع). فبدلاً من إدانة المتمردين على الدولة، حاولت تلك المنظمات شرعنة ذلك التمرد، ولم تطلق أي من المنظمات وصف (المتمردين) على مليشيا الدعم السريع. وكنت قد سألت أحد المشاركين في برنامج تلفزيون العربي الجديد ماذا إذا تمردت مثلاً الفرقة الخامسة في الجيش المصري، هل كان لأي من الدول العربية أو الأفريقية الاعتراف بها والتعامل معها.. ناهيك عن فرش البساط الأحمر لزعيم المتمردين ودعوته إلى مؤتمر إقليمي يفترض أن يحضره رؤساء الدول فقط.؟ تلجلج ولم يقل شيئاً.
3
على ضوء هذه الحقائق والصورة دعونا ننظر لموقف المنظمات الإقليمية والدولية. ولنبدأ بالاتحاد الأفريقي، رغم أن عضوية السودان معلقة بذلك الاتحاد، إلا أنه سارع بالتدخل الخبيث في الحرب السودانية، ففي 27/5/2023 سارع الاتحاد بعقد أول جلسة له حول ما أسماه النزاع في السودان دون توصيف ذلك النزاع!! ودعا لوقف فوري لإطلاق النار وكان بصدد اتخاذ قرارات بشأنه، ولكن تهديد السودان بأن أي قرار لم يتم مشاورته فيه سيؤدي إلى انسحاب السودان من الاتحاد كلياً. وهنا توقف الاتحاد عن إصدار أي قرار، واكتفى بالدعوة لوقف إطلاق النار. إلا أنه ظل يصدر بيانات تساوى بين الجيش السوداني والمليشيا المتمردة، وأخيراً وصل إلى دعوة كل المتداخلين في الشأن السوداني للدخول في ما عرف بـ ال (آلية موسعة) لوقف الحرب تطرق إلى أهمية الأخذ بمبدأ “خطوة بخطوة” لحل المشكلة في السودان، مؤكدًا “الأهمية الكبرى للقاء المباشر بين “قائدي النزاع”،
لاحظوا)، كما دعا دول الجوار وبعض دول الإقليم المنخرطة في الحرب (الإمارات) للانضمام للآلية الموسعة، ولكن تلك الآلية فشلت بسبب انحيازها ابتداءً وبسبب رفض السودان لها.
4
أما الجامعة فلقد سارعت بإصدار بيان بعد يومين من إندلاع الحرب 16 أبريل 2023 دعت فيه لوقف إطلاق النار لما قالت إنه نزاع مسلح.!! هكذا… نزاع مسلح مجهول الهوية… بين مَن ومَن؟ طبعاً لم تسمي طرفا النزاع ولا هويتهما لأن ذلك يلزمها بموقف من المتمردين ولذا تخفوا تحت “نزاع مسلح”.!!. وأصدرت منذ اندلاع الحرب عشرات البيانات كلها تدور وتلف في دائرتها، الفارغة جعجعة بلا طحين، وياها المحرية فيها.!!
5
أما الإيقاد فموقفها كان واضحاً وفاضحاً في انحيازها منذ اليوم الأول للتمرد فسارعت بعقد اجتماع في 21 يونيو 2023 أعلنت على إثره تكوين لجنة وساطة رباعية تتعامل مع الأزمة السودانية”، مشيرة إلى “الأهمية الكبرى للقاء المباشر بين “قائدي النزاع”، كما دعت. لوضع خارطة طريق “الإيقاد” لحل الأزمة في السودان.!! لاحظ “لقائدي النزاع” دي؟. هذا النزاع بين مَن ومَن ؟. أيضاً عجزوا أن يسمّوه تمرداً عمداً لأنهم إذا فعلوا ذلك وجب عليهم الانحياز للدولة ومؤسساتها التي تمردت عليها قوات تتبع لها، ولكن لأن أجندتهم داعمة وموالية للتمرد يمارسون مثل هذا الخداع “قائدي النزاع”. نواصل.

عادل الباز

موقف المنظمات الإقليمية والدولية من حرب السودان (2/2)
1
بالأمس نظرنا في مواقف المنظمات والاتحادات الإقليمية من الحرب في السودان، ورأينا كيف عجزت كلها أن تسمي قوات الدعم قوات متمردة وطفقت في كل بياناتها تتحدث عن “نزاع مسلح” وتارة عن “قائدي النزاع” وأخرى “طرفي النزاع”، بل وسعت منظمة الإيغاد لشرعنة وجود مليشيا الدعم السريع ومنحها شرعية إقليمية وذلك باستضافة زعيم الجنجويد حميدتي.
2
اليوم ننظر في موقف المنظمات الدولية وموقفها من الحرب في السودان، ولنبدأ بمواقف مجلس الأمن عبر جلساته وقراراته المختلفة. خلال الفترة منذ بداية الحرب في 15 أبريل (2023) حتى الآن أغسطس (2024)، خصص مجلس الأمن غير الموقر 31 (واحد وثلاثون جلسة)، عليك أن تعلم عزيزى القارئ أن 21 جلسة من تلك الـ31 جلسة خُصصت للحرب في السودان بينما خُصصت (6 جلسات) لمناقشة أوضاع بعثة يونتماس (UNITAMS) و4 جلسات لبعثة يونسيفا (UNISFA)، أي والله، صدق أو لا تصدق !! 21 (واحد وعشرون جلسة) كأن الحرب العالمية الثالثة توشك أن تندلع في السودان، وذلك رقم يضاهي ما عقد في حرب البوسنة وينافس حرب العراق وقد يتفوق على حرب غزة الحالية.!!ّ تُرى هل السودان مهم لهذه الدرجة وهل هو فعلاً مهدد للأمن والسلم العالميين لهذه الدرجة.
3
كانت أغلب هذه الجلسات عبارة عن إعلان مواقف ومحاولات ضغط من حاملة القلم بريطانيا لكي يستجيب السودان لضغوطها والضغوط الأمريكية الإماراتية إما لوقف الحرب، وإما مناشدات فارغة، أو هي جلسات استماع مغلقة للتداول بين الأعضاء بشأن السودان. في جلسة واحدة امتنعت روسيا عن اتخاذ أي قرار في موضوع وقف إطلاق النار في رمضان الماضي.
ظل موقف مجلس الأمن تحت إمرة بريطانيا التي عملت كمحامٍ دولي للجنجويد، ومن خلال أربع مواقف يتضح مدى الانحياز البريطاني للمليشيات، الأول: مسارعتها بأخذ أزمة السودان إلى مجلس الأمن، فبعد ثلاث أيام فقط من اندلاع القتال أي في 17 أبريل 2023 دخلت أزمة السودان ردهات مجلس الأمن، ثم توالت الجلسات التي لا تكاد تنتهي حتى اليوم.
الثاني: هو رفضها لأي إدانة أو ما يشي بأنه إدانة للجنجويد عبر كل جلسات مجلس الأمن الـ(31).
ثالثاً: هو موقفها من تقرير لجنة الخبراء التي كونها المجلس نفسه وخرجت اللجنة بحقائق ووقائع تدين المليشيات وتثبت التمويل الإماراتي للحرب ولكن حاملة القلم (حمالة الحطب) سعت لركن التقرير في أقصى زاوية في أدراج مجلس الأمن حتى لم يعد أحد يذكره سوى سفيرنا الحارث إدريس.
رابعاً: ساهمت حاملة القلم في عرقلة شكوى السودان للمجلس حول الدور الإماراتي في الحرب، ولا زالت الشكوى معلقة بأسباب واهية ولم ينظرها المجلس.
يتضح من السرد أعلاه، رغم مسارعة مجلس الأمن بالتدخل في الأزمة السودانية منذ أيامها الأولى إلا أنه ظل موالياً لمليشيات تابعة لإرادة دول الاستعمار القديم والحديث والمستحدث.!!
4
أما الأمم المتحدة فلقد صبت جل اهتمامها على الجانب الإنساني والحقوقي مع الدعوات المتكررة لوقف القتال، والأعجب في موقفها أنها تساوي بين الحكومة التي تعترف بها والمليشيا المتمردة عليها معاً.!! دي تجي كيف؟.
في اهتمامها بالجانب الإنساني والإغاثي، أكثر مارتن غريفث منسق الشئون الإنسانية من الدعوات لوقف القتال وفتح المسارات للإغاثة، دون أن يتجرأ ويقول من الذي يعرقل وصول الإغاثة ويقطع الطريق وينهب الإغاثة نفسها.!!
5
في الجانب الحقوقي تولى مجلس حقوق الإنسان بجنيف ملف السودان بعد أقل من خمسة أشهر لاندلاع الحرب حين تقدمت في 5 أكتوبر 2023 كل من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا والنرويج بطلب لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، لإرسال بعثة خبراء تابعة للأمم المتحدة إلى السودان لمراقبة خروقات حقوق الإنسان، والبحث عن جرائم محتملة ارتكبت ضد النساء واللاجئين والأطفال. وصوّتت 19 دولة بالموافقة لصالح القرار، فيما رفضته 16 دولة، وامتنعت 3 دول عن التصويت. ودعا القرار أطراف النزاع إلى التعاون بصورة كاملة مع بعثة تقصي الحقائق في أداء عملها. وحثّ المجتمع الدولي على أن يقدم الدعم الكامل للبعثة في سبيل تنفيذ ولايتها مدتها عام.
منذ أن كونت البعثة في التاريخ أعلاه برئاسة السيد محمد شندي عثمان ظلت تصدر البيانات وتتقصى حول الحقائق الواضحة ولكنها أصيبت ببكم مفاجئ ولم تعلن للعالم نتائج تحقيقاتها التي قاربت العام وهو كل الزمن المخصص لها. وسبب هذه التلكؤ لعلمها أنها لو قدمت تقريرها بصدق وأمانة لاكتشف العالم حقيقة المليشيا التي يُغطي عليها ويرفض إدانتها لجرائمها التي تدينها كل القوانين والشرائع الأرضية والسماوية إلا مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان.!!
6
يتضح من السرد أعلاه أن هذا العالم ومنظماته الإقليمية والدولية كلها خانت مواثيقها وقيمها التي كان ينبغي أن تحرسها، وأصبحت تعمل باتجاه مصالحها وتحالفاتها وهي أبعد من أن تكون منابر لإرساء قيم العدالة أو السعي لترسيخ الأمن والسلم في العالم، لقد انعدم ضميرها الإنساني إن كان لها أصلاً، وأصدق دليل هو ما يجري الآن أمام انظار العالم كله في غزة، شعب كامل يُباد على الهواء مباشرة والعالم يتفرج.!! أفبعد ما يجري في غزة يمكن أن يجادل أحد بأن هذه الخرائب الظالمة يمكنها أن تحقق عدالة أو سلاماً أو أن تُحِقُ حقاً من حقوق الإنسان.!!

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: نتنياهو يرفض الهدنة والاحتلال يدمر القطاع الصحي بغزة
  • الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني: نتنياهو يرفض الهدنة والاحتلال يدمر القطاع الصحي بغزة
  • موقف المنظمات الإقليمية والدولية من حرب السودان
  • مواصلة جرائم التقتيل والإبادة في غزة ولا مكان آمن في كل فلسطين
  • إيران: تسليح الغرب لأوكرانيا يطيل أمد الحرب
  • الرئيس السيسي: مصر وتركيا موقفهما المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة
  • السيسي: مصر وتركيا موقفهما موحد حيال المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة
  • جامعة صنعاء تشهد مسيرة حاشدة نصرةً لغزة وتنديداً بجرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني
  • «حماس» تطالب مجلس الأمن بوقف العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية
  • جمال أبوالفتوح: مصر تخوض حرب دبلوماسية وسياسية لحماية أمنها القومي ودعم الشعب الفلسطيني