مجاعة مرتقبة في السودان.. سيطرة الدعم السريع على سنار تهدد الأمن الغذائي
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
نشرت مجلة "لوبوان" الفرنسية تقريرًا تحدثت فيه عن وصول قوات الدعم السريع إلى ولاية سنار ذات الإنتاج الزراعي المرتفع ما يعرض الحصاد القادم للخطر في وضع تقف فيه البلاد على حافة المجاعة.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه منذ وصول قوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى ولاية سنار في 24 حزيران/ يونيو، فر ما لا يقل عن 136 ألف شخص إلى الولايات المجاورة.
انعدام الأمن الغذائي
وتضيف المجلة أن إبراهيم عباطنة، ممثل برنامج الأغذية العالمي في السودان، حذر من أن هذا الهجوم "يأتي في أسوأ الأوقات، في موسم الزراعة وهذا يعني أن التداعيات ستكون محسوسة ليس فقط على المدى القصير، ولكن أيضًا على المدى المتوسط والطويل".
وتعتبر الولاية جزءا من سلة غذاء بلاد النيلين. ففي الموسم الماضي، احتلت سنار المركز الخامس في الإنتاج الوطني من الذرة الرفيعة.
وتابع عباطنة قائلا: "المشكلة هي أن وصول قوات الدعم السريع يتبعه بشكل منهجي عمليات نهب، وحتى لو كان لدى السكان المحليين المؤن، فقد اضطروا إلى المغادرة، وبالتالي فقدوا وسائل عيشهم. لقد تكرر هذا السيناريو في ولاية الجزيرة، وهي أيضًا جزء من حزام السودان الخصب. ومنذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها، تغرق هذه الولاية في المجاعة".
ووفقا لأحدث تقرير صادر عن إطار التصنيف المتكامل للأمن الغذائي المنشور في 27 حزيران/ يونيو، فإن حوالي 700 ألف شخص مهددين بالوصول للمستوى النهائي لانعدام الأمن الغذائي بين حزيران/ يونيو وأيلول/ سبتمبر 2024، وهو ما يتوافق مع خطر المجاعة الوشيك، في حين من المرجح مواجهة 25.6 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان، مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
شرب مياه النيل من أجل البقاء
وبحسب بيليهو نيجيسي، منسق مؤشر أسعار المستهلكين لشرق أفريقيا، فإن "سنار إحدى مراكز الإنتاج الرئيسية على طول ممر النيل في السودان، وبالتالي تلعب دورًا حاسمًا في الإنتاج المحلي وإمدادات السوق والمخزونات الغذائية المنزلية".
ولفتت المجلة إلى أنه مع اقتراب ذروة الإعداد الزراعي وموسم الحصاد، من المرجح أن يؤدي الصراع المستمر في سنار، وكذلك ولايات أخرى، مثل الجزيرة والقضارف إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء السودان.
وأضاف عباطنة للمجلة: "حتى الآن، نجت سنار بأعجوبة من حالة الطوارئ الغذائية، ولكن سنشهد تدهوراً في الوضع خلال الأشهر المقبلة ما لم ينته الصراع وتعود سبل العيش".
وذكرت المجلة أن قوات الدعم السريع أغلقت الطرق التي تربط سنار ببقية أنحاء البلاد، ومنعت توصيل المواد الغذائية وكذلك المدنيين من المغادرة هربًا من عمليات القتل والاغتصاب وغيرها من الانتهاكات المعتادة التي ترتكبها هذه القوات شبه العسكرية.
طرق الإمداد مغلقة
وأوردت المجلة أن برنامج الأغذية العالمي يوزع حصصًا غذائية تسمح للناجين الذين وصلوا للتو إلى ولايتي النيل الأزرق والقضارف بالاستمرار لمدة شهرين.
وينشط متطوعو المطبخ المجتمعي، الذين يعتبرون ضروريين لبقاء آلاف الأفراد في المناطق التي يقيد فيها المتحاربون وصول المساعدات الإنسانية، في الولاية الجديدة التي احتلتها قوات الدعم السريع جزئيًا.
ويقول السنوسي آدم، الذي ينسق هذا النظام من الخارج: "نعمل في مخيمات النازحين في سنار منذ الهجوم على ود مدني، عاصمة الجزيرة في كانون الأول/ديسمبر، ونحن نواصل العمل مع المجتمع المحلي لتقديم الخدمات لأولئك الذين بقوا. ومن خلال قطع طرق الإمداد في جميع الاتجاهات، ستزيد قوات الدعم السريع من مستوى انعدام الأمن الغذائي، حيث ستنفد الإمدادات من السكان المحليين قريبا".
ووفقا للمجلة، فإن الجدول الزمني وطريقة العمل المحامي يقلقان محمود الزين، الذي يعمل في مرصد سنار لحقوق الإنسان.
ويقول الزين: "من المستحيل أن تتجاهل قوات الدعم السريع أن ولاية سنار تضم مليوني فدان من المحاصيل سنويًا وتمثل موقعًا إستراتيجيًا لإنتاج الغذاء في السودان. ومن المرجح العمل على تجويع السودانيين واستخدام المجاعة كسلاح للحكم بالقوة".
ويحقق مرصد سنار لحقوق الإنسان في مجازر محتملة ارتكبتها قوات الدعم السريع في هذه الولاية.
وتنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي صور تقشعر لها الأبدان لأجساد هامدة مصطفة، وعارية، وبعضها مقطوع الرأس.
انتهاكات حقوق الإنسان
وفي سنجة، وهي بلدة في ولاية سنار وقعت تحت نار قوات الدعم السريع، وثق مرصد سنار لحقوق الإنسان عمليات طرد ونهب وإطلاق نار استهدفت المدنيين بالإضافة إلى احتجاز 43 مدنيا كرهائن لمدة 26 ساعة في مستشفى يقع على خط المواجهة.
وفي الرابع من تموز/يوليو الجاري، استعادت الجبهة الإسلامية للتحرير السيطرة على بلدة الدندر.
وأثناء محاولتهم الهروب، غرق ما لا يقل عن 25 شخصا في نهر النيل، وبمجرد وصولهم إلى المنطقة التي يديرها الجيش، يتعرض الناجون لملاحقة أجهزة المخابرات العسكرية، التي تستهدف النشطاء المؤيدين للديمقراطية والصحفيين وأي شخص من الأشخاص الذين يفترض أنهم احتشدوا لصالح قوات الدعم السريع.
ومن مظاهر ذلك احتجاز المصورة إنعام محمد لمدة ست ساعات يوم الخميس 4 يوليو/تموز أثناء قيامها بتوثيق وصول النازحين الجدد.
وفي ختام التقرير نوهت المجلة بأن دارفور، التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية إحدى المناطق الأكثر عرضة لخطر المجاعة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الدعم السريع ولاية سنار المجاعة السودان السودان مجاعة الدعم السريع ولاية سنار سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة انعدام الأمن الغذائی قوات الدعم السریع فی السودان ولایة سنار
إقرأ أيضاً:
صلاح حليمة: تضامن شعبي واسع مع الجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية، إن سيطرة الجيش السوداني على القصر الجمهوري في السودان تتجلى في أن القوات المسلحة السودانية استطاعت الآن تقريبًا أن تسيطر على العاصمة، خاصة القصر الجمهوري باعتباره رمز السيادة، وبالتالي فإن المرحلة المقبلة ستشهد وجود مجلس السيادة لإدارة شؤون الدولة من العاصمة في القريب العاجل.
وأضاف في مداخلة هاتفية عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، "هذه الخطوة تحظى بتأييد ودعم من الشعب السوداني، وأن القوات المسلحة في واقع الأمر ومجلس السيادة أصبحا يحظيان بدعم وتأييد شعبي على مستوى السودان، خاصة أنهما حققا سلسلة من الانتصارات في أكثر من ولاية".
وتابع، أن العاصمة تُعد المكسب الرئيسي من هذا الصراع المسلح الذي يدور بين مؤسسة وطنية ونظام معترف به دوليًا وبين ميليشيات متمردة أدينت بالإرهاب وارتكاب جرائم إنسانية وجرائم حرب وجرائم جنائية، لافتًا إلى أن هذه الخطوة تُعد إنجازًا كبيرًا نحو تحقيق الأمن والاستقرار وعودة الحياة الطبيعية إلى السودان ربما في فترة قريبة أو قصيرة.