نشرت مجلة "لوبوان" الفرنسية تقريرًا تحدثت فيه عن وصول قوات الدعم السريع إلى ولاية سنار ذات الإنتاج الزراعي المرتفع ما يعرض الحصاد القادم للخطر في وضع تقف فيه البلاد على حافة المجاعة.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه منذ وصول قوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى ولاية سنار في 24 حزيران/ يونيو، فر ما لا يقل عن 136 ألف شخص إلى الولايات المجاورة.



انعدام الأمن الغذائي
وتضيف المجلة أن إبراهيم عباطنة، ممثل برنامج الأغذية العالمي في السودان، حذر من أن هذا الهجوم "يأتي في أسوأ الأوقات، في موسم الزراعة وهذا يعني أن التداعيات ستكون محسوسة ليس فقط على المدى القصير، ولكن أيضًا على المدى المتوسط والطويل".

وتعتبر الولاية جزءا من سلة غذاء بلاد النيلين. ففي الموسم الماضي، احتلت سنار المركز الخامس في الإنتاج الوطني من الذرة الرفيعة.

وتابع عباطنة قائلا: "المشكلة هي أن وصول قوات الدعم السريع يتبعه بشكل منهجي عمليات نهب، وحتى لو كان لدى السكان المحليين المؤن، فقد اضطروا إلى المغادرة، وبالتالي فقدوا وسائل عيشهم. لقد تكرر هذا السيناريو في ولاية الجزيرة، وهي أيضًا جزء من حزام السودان الخصب. ومنذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها، تغرق هذه الولاية في المجاعة".

ووفقا لأحدث تقرير صادر عن إطار التصنيف المتكامل للأمن الغذائي المنشور في 27 حزيران/ يونيو، فإن حوالي 700 ألف شخص مهددين بالوصول للمستوى النهائي لانعدام الأمن الغذائي بين حزيران/ يونيو وأيلول/ سبتمبر 2024، وهو ما يتوافق مع خطر المجاعة الوشيك، في حين من المرجح مواجهة  25.6 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان، مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.



شرب مياه النيل من أجل البقاء
وبحسب بيليهو نيجيسي، منسق مؤشر أسعار المستهلكين لشرق أفريقيا، فإن "سنار إحدى مراكز الإنتاج الرئيسية على طول ممر النيل في السودان، وبالتالي تلعب دورًا حاسمًا في الإنتاج المحلي وإمدادات السوق والمخزونات الغذائية المنزلية".

ولفتت المجلة إلى أنه مع اقتراب ذروة الإعداد الزراعي وموسم الحصاد، من المرجح أن يؤدي الصراع المستمر في سنار، وكذلك ولايات أخرى، مثل الجزيرة والقضارف إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء السودان.

وأضاف عباطنة للمجلة: "حتى الآن، نجت سنار بأعجوبة من حالة الطوارئ الغذائية، ولكن سنشهد تدهوراً في الوضع خلال الأشهر المقبلة ما لم ينته الصراع وتعود سبل العيش".

وذكرت المجلة أن قوات الدعم السريع أغلقت الطرق التي تربط سنار ببقية أنحاء البلاد، ومنعت توصيل المواد الغذائية وكذلك المدنيين من المغادرة هربًا من عمليات القتل والاغتصاب وغيرها من الانتهاكات المعتادة التي ترتكبها هذه القوات شبه العسكرية.

طرق الإمداد مغلقة
وأوردت المجلة أن برنامج الأغذية العالمي يوزع حصصًا غذائية تسمح للناجين الذين وصلوا للتو إلى ولايتي النيل الأزرق والقضارف بالاستمرار لمدة شهرين.

وينشط متطوعو المطبخ المجتمعي، الذين يعتبرون ضروريين لبقاء آلاف الأفراد في المناطق التي يقيد فيها المتحاربون وصول المساعدات الإنسانية، في الولاية الجديدة التي احتلتها قوات الدعم السريع جزئيًا.

ويقول السنوسي آدم، الذي ينسق هذا النظام من الخارج: "نعمل في مخيمات النازحين في سنار منذ الهجوم على ود مدني، عاصمة الجزيرة في كانون الأول/ديسمبر، ونحن نواصل العمل مع المجتمع المحلي لتقديم الخدمات لأولئك الذين بقوا. ومن خلال قطع طرق الإمداد في جميع الاتجاهات، ستزيد قوات الدعم السريع من مستوى انعدام الأمن الغذائي، حيث ستنفد الإمدادات من السكان المحليين قريبا".

ووفقا للمجلة، فإن الجدول الزمني وطريقة العمل المحامي يقلقان محمود الزين، الذي يعمل في مرصد سنار لحقوق الإنسان.

ويقول الزين: "من المستحيل أن تتجاهل قوات الدعم السريع أن ولاية سنار تضم مليوني فدان من المحاصيل سنويًا وتمثل موقعًا إستراتيجيًا لإنتاج الغذاء في السودان. ومن المرجح العمل على تجويع السودانيين واستخدام المجاعة كسلاح للحكم بالقوة".

ويحقق مرصد سنار لحقوق الإنسان في مجازر محتملة ارتكبتها قوات الدعم السريع في هذه الولاية.

وتنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي صور تقشعر لها الأبدان لأجساد هامدة مصطفة، وعارية، وبعضها مقطوع الرأس.



انتهاكات حقوق الإنسان
وفي سنجة، وهي بلدة في ولاية سنار وقعت تحت نار قوات الدعم السريع، وثق مرصد سنار لحقوق الإنسان عمليات طرد ونهب وإطلاق نار استهدفت المدنيين بالإضافة إلى احتجاز 43 مدنيا كرهائن لمدة 26 ساعة في مستشفى يقع على خط المواجهة.

وفي الرابع من تموز/يوليو الجاري، استعادت الجبهة الإسلامية للتحرير السيطرة على بلدة الدندر.

وأثناء محاولتهم الهروب، غرق ما لا يقل عن 25 شخصا في نهر النيل، وبمجرد وصولهم إلى المنطقة التي يديرها الجيش، يتعرض الناجون لملاحقة أجهزة المخابرات العسكرية، التي تستهدف النشطاء المؤيدين للديمقراطية والصحفيين وأي شخص من الأشخاص الذين يفترض أنهم احتشدوا لصالح قوات الدعم السريع.

ومن مظاهر ذلك احتجاز المصورة إنعام محمد لمدة ست ساعات يوم الخميس 4 يوليو/تموز أثناء قيامها بتوثيق وصول النازحين الجدد.

وفي ختام التقرير نوهت المجلة بأن دارفور، التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية إحدى المناطق الأكثر عرضة لخطر المجاعة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الدعم السريع ولاية سنار المجاعة السودان السودان مجاعة الدعم السريع ولاية سنار سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة انعدام الأمن الغذائی قوات الدعم السریع فی السودان ولایة سنار

إقرأ أيضاً:

مجازر ونزوح بالسودان.. لوبس: أسوأ أزمة إنسانية في العالم لا تهم أحدا

قالت مجلة لوبس إن حربا بين الأشقاء تدور في ظل صمت دولي شديد وتدمر السودان منذ 16 شهرا، ونتجت عنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم بعيدا عن الكاميرات حيث معاناة الأطفال السودانيين لا تثير السخط ولا التعاطف العام، وحيث المجازر والنزوح الجماعي والمجاعة التي لا تتوقف.

وأوضحت المجلة -في تقرير بقلم سارة دانيال- أن العاصمة الخرطوم دمرتها الحرب، إذ تظهر المقابر الجماعية في صور الأقمار الاصطناعية، بعد أن قتل نحو 150 ألف شخص وفرّ أكثر من 10 ملايين من منازلهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مجلة جون أفريك: هكذا حُسمت انتخابات تونس قبل بدء التصويتlist 2 of 2موقع بريطاني: قوات الدعم السريع تنهب متحف السودان القوميend of list

وأشارت المجلة إلى أن المجاعة هنا قد تكون أكثر فتكا من تلك التي شهدتها إثيوبيا في الثمانينيات، وأنه من دون اتخاذ إجراءات فورية وشاملة وواسعة النطاق ومنسقة، ستشهد البلاد عشرات الآلاف من الوفيات التي يمكن تجنبها.

ونسبت المجلة إلى عثمان البلبيسي، المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، قوله "نحن على حافة الانهيار، وهو انهيار كارثي"، في هذه الحرب التي تدور منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش النظامي بقيادة عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان وقوات الدعم السريع التابعة لنائبه السابق محمد حمدان دقلو.

ونبهت المجلة إلى أن هناك تخوفا من تقسيم الأراضي بين حكومتين لكل منهما جيشها الخاص، كما هو الحال في ليبيا، خاصة أن كل معسكر يجد الدعم من دول خارجية، فالإمارات تقدّم الذخيرة والطائرات المسيرة لقوات الدعم السريع، وإيران ومصر تسلحان الجيش السوداني، وتنشر روسيا مرتزقة لتأمين مناجم الذهب.

ورأت الصحيفة أن موقع السودان الجغرافي وحجمه سيغذيان الفوضى خارج حدوده، وسيتسببان في تدفق اللاجئين، كما أن انهيار بلد يتمتع بساحل يبلغ طوله 800 كيلومتر على البحر الأحمر من شأنه أن يهدد قناة السويس، الشريان الرئيسي للتجارة العالمية، ويمكن أن يصبح ملاذا للإرهابيين.

وأشارت المجلة إلى ما نشرته صحيفة إيكونوميست البريطانية من أن "المذبحة ستزداد سوءا"، إذ "يظهر تحليل صور الأقمار الاصطناعية بلدا مشتعلا بالنيران، وقد احترقت المزارع والمحاصيل، والناس يأكلون العشب وأوراق الشجر، وقد يموت ما بين 6 و10 ملايين بسبب المجاعة بحلول عام 2027".

وعلى الرغم من هذه الصورة المروعة، فإن الفرصة ضئيلة في أن يثير هذا الوضع قلق الرأي العام الدولي ودبلوماسييه في الوقت المناسب، لأن العالم اعتاد الفوضى، على حد تعبير سارة دانيال.

مقالات مشابهة

  • أمام حشد دولي في الصين .. البرهان يطالب بتصنيف قوات الدعم السريع مجموعة إرهابية
  • البرهان: نطالب بتصنيف الدعم السريع "مجموعة إرهابية"  
  • سؤال للذين يرددون نغمة تشكيل حكومة مدنية في مناطق سيطرة الدعم السريع:
  • اشتعال الحرب في السودان من جديد وتصاعد القصف الجوي والمدفعي بين الجيش السوداني والدعم السريع
  • السودان يحتج على استخدام الدعم السريع لمواد منظمة أممية ويطلب توضيحات
  • مستشار قائد الدعم السريع: مقاتلين من دولة عربية انضموا إلى الجيش السوداني
  • منظمة مشاد: هذا القصف المتعمد يعد عملاً إرهابياً صريحاً وبرهاناً جديداً لسياسة الإبادة المتعمدة التي تمارسها قوات الدعم السريع
  • مجازر ونزوح بالسودان.. لوبس: أسوأ أزمة إنسانية في العالم لا تهم أحدا
  • وزير الزراعة السوداني: لاتوجد مؤشرات مجاعة بالسودان
  • موقع بريطاني: قوات الدعم السريع تنهب متحف السودان القومي