ترقد الرضيعة الفلسطينية أسماء عجور على سرير داخل مستشفى كمال عدوان في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.

وتُعد الطفلة عجور، البالغة من العمر أشهر معدودة، الناجية الوحيدة من بين أفراد عائلتها الذين استشهدوا في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا احتمت بداخله العائلة في منطقة الصناعة غرب مدينة غزة، خلال العملية العسكرية البرية الأخيرة في 8 تموز/ يوليو الجاري.




ويعيش في غزة 17 ألف طفل دون والديهم أو دون أحدهما، بسبب القتل أو الاعتقال، وذلك على خلفية الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 10 أشهر.

وفي 8 تموز/ يوليو الجاري، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تنفيذ عملية برية غرب مدينة غزة، في حي تل الهوى ومنطقة الصناعة ومحيط مستشفى "أصدقاء المريض"، بما في ذلك مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، مما أدى إلى نزوح آلاف الفلسطينيين من مناطق سكنهم، قبل أن يتراجع الجيش لشارع 8 على الأطراف الجنوبية للمدينة.

وخلفت العملية العسكرية البرية دمارًا كبيرًا في مناطق الرمال، والصناعة، وتل الهوى، بالإضافة إلى تدمير واسع لمربعات سكنية بالكامل، فضلاً عن مئات الضحايا من المدنيين داخل المنازل وفي الشوارع والطرقات.


وقبل العملية بساعات، أجبر الجيش الإسرائيلي الآلاف من الفلسطينيين على إخلاء منازلهم في البلدة القديمة وأحياء التفاح والدرج شرق مدينة غزة والتوجه نحو المناطق الغربية، تحت تهديد القصف وبعد إنذارهم بالإخلاء تمهيدا لتنفيذ عملية عسكرية هناك.

نزوح قسري
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح، حيث يأمر الجيش الإسرائيلي سكان المناطق والأحياء السكنية بإخلائها استعداداً لقصفها وتدميرها.

ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء إلى بيوت أقربائهم ومعارفهم، والبعض يقيم خياما في الشوارع والمدارس، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.

وتجلس الفلسطينية أم رمزي قويدر بجوار حفيدتها الرضيعة داخل قسم الحضانة في مستشفى كمال عدوان، ترعاها وتتابع حالتها الصحية بعد استشهاد جميع أفراد عائلتها.



وتقول الجدة الخمسينية قويدر لمراسل الأناضول: "عائلة أسماء نزحت قسريا من منزلها في حي التفاح شرق مدينة غزة، بناء على إنذارات وصلت من الجيش الإسرائيلي بإخلاء أحياء التفاح والدرج والشجاعية تمهيدا لعملية عسكرية برية فيها".

وتضيف: "بعد أن وصلت العائلة إلى أحد المنازل في منطقة الصناعية غرب مدينة غزة، فوجئوا بشن الطائرات الحربية الإسرائيلية أحزمة نارية على المناطق الغربية والبدء بعملية عسكرية مفاجئة في مناطق تل الهوا والصناعة والرمال الجنوبي".

وتوضح الجدة المكلومة، وهي تبكي بحرقة حزنًا على عائلة أسماء، أن العائلة حُوصرت داخل البناية السكنية التي تواجدت فيها، وأطلقت نداءات استغاثة لإخراجهم من المكان بسبب الكثافة النارية المستخدمة في العملية العسكرية الإسرائيلية في منطقة الصناعة.

وبحسب قويدر، فقد شنت طائرة مسيرة إسرائيلية صاروخاً تجاه الشقة السكنية التي تواجدت فيها العائلة ما تسبب باستشهاد جميع أفراد العائلة المكونة من الأب والأم وأشقائها الاثنين.

وتقول بصوت متقطع والدموع تنساب على خديها: "بقيت حفيدتي الرضيعة أسماء على قيد الحياة في حضن والدتها التي حمتها بجسدها، لمدة تجاوزت 12 ساعة، حتى تمكنا من إخراجها من تحت الأنقاض".



طفلة يتيمة
وتتساءل الجدة بحزن عميق: "ما هو مصير هذه الطفلة؟ كيف ستعيش دون أم وأب وأخوات؟ ما ذنبها حتى تعيش يتيمة منذ الصغر؟ كيف ستكون حياتها القادمة؟".

وتتابع وهي تنظر إلى الطفلة الرضيعة المستلقية على سرير المشفى منذ عدة أيام، وتتصل الأجهزة الطبية بجسدها الصغير، لتلقي الرعاية الصحية: "إسرائيل يتمت جيلاً بأكمله، وحرمتهم من كل مقومات الحياة لسنوات طويلة".

والسبت، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، إن "أطفال قطاع غزة يواجهون ظروفا صعبة وسط الأمراض الجلدية والبيئة غير الصحية والأعمال العدائية التي لا تنتهي".


أضافت المنظمة الأممية، في منشور على حسابها عبر منصة "إكس"، أن "أطفال غزة يواجهون ظروفاً صعبة، منها الأمراض الجلدية، والبيئة غير الصحية، والأعمال العدائية التي لا تنتهي".

وشددت اليونيسف: "هناك حاجة إلى وقف إطلاق النار الآن".

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر تشن "إسرائيل" حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 128 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل "تل أبيب" الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال غزة الاحتلال جرائم طفولة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مدینة غزة

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي: يجب التنسيق مع الأردن والسلطة لنجاح العملية في الضفة

تناول مقال في صحيفة "إسرائيل اليوم" للعقيد الاحتياط والخبير في التفكير والتخطيط الاستراتيجي العسكري والسياسي حناي شاي، العملية العسكرية التي يشنها الاحتلال في الضفة الغربية، وما يتوجب على حكومة الاحتلال فعله.

وقال شاي، إن "التلفزيون بث حديث رئيس الأركان وقائد المنطقة الوسطى، ولم يفهم ما هو جوهر وهدف الحديث: ما هو امر الحملة، الإحاطة، املاء طريقة القتال التكتيكية، وهل تم تبادل الأفكار".

وأضاف، أنه "بسبب سوء الفهم الكبير الذي نشأ حول جوهر حديث مشابه جرى بين رئيس الأركان وقائد المنطقة الجنوبية في 7 أكتوبر 1973 فشل الهجوم المضاد في 8 أكتوبر. وكدرس من الفشل، تثبتت في عقيدة الجيش الإسرائيلي طقوس ثابتة لحديث القادة. الحديث الذي بث وسجل ضابط جلس الى جانبهما مضامينه، لا يتطابق مع أي من هذه الطقوس".



بالمقابل، من مضمون الحديث واضح أنه اذا تحققت اقوال رئيس الأركان كما فهمت من وسائل الاعلام، فستنقل الى الضفة السيوف الحديدية التي حتى النصر المطلق لن يمحو عنها وصمة "حملة فاشلة"، وفقا للكاتب.

وأوضح، إنه "بخلاف مبادئ الحرب وقواعدها، لم تخطط السيوف الحديدية كمعركة عملياتية تناورية تستهدف هزيمة العدو في بدايتها وعندها القضاء عليه من خلال تفوق عملياتي، بل لردعه من خلال السيطرة على رمز وعندها نيل صورة نصر".

وأشار إلى أن هناك أمرا واحدا من أقوال رئيس الأركان في الحديث بدا بوضوح، وهذا الهدف السياسي للحملة في الضفة، الذي يشبه تماما الهدف السياسي في السيوف الحديدية (2024)، في السور الواقي (2002) وحملة سلامة الجليل 1982): إزالة التهديد لأجل السماح لمواطني إسرائيل (والسلطة الفلسطينية) بالعودة إلى روتين حياة ثابت.

وأردف، "بخلاف الهدف السياسي ومبادئ الحرب وقواعدها وكدرس من السيوف الحديدية، متوقع أن تخطط الحملة في الضفة وتدار كمعركة عملياتية تناورية لهزيمة العدو وحسم المعركة معه وليس لغرض ردعه مثلما في بداية السيوف الحديدية".



وأكد أن المطلوب وقف الاعمال الأمنية كرد فعل بالقطاع والانتقال في الضفة الى إبادة مبادر اليها بالجملة للإرهاب مثلما في السور الواقي.

وتابع، أن "هذا يجب أن يكون مهمة قيادة المنطقة الوسطى في السور الواقي 2: تجتاح قيادة المنطقة الوسطى مجال الضفة لأجل تصفية العدد الأقصى من الإرهابيين، وسائل القتال ووسائل انتاج السلاح وضمان منع نمو التهديد من جديد لأطول فترة ممكنة وذلك من خلال قطع وعزل المنطقة عن مصادر تموين خارجية وفور انتهاء الحملة – تفعيل نمط متواصل من الافناء لشرارات الإرهاب".

وتحت تصرف قيادة المنطقة الوسطى يوجد، كما افيد في وسائل الاعلام، حجم هائل من القوات يتمثل بـ 23 كتيبة (اكثر من فرقتين). والاستنفاد الناجع لهذا الحجم يستوجب استخدامه في ضوء فكرة عملياتية تناورية يضعها قائد المنطقة ويشرح في المعركة بسيطرة سريعة في آن واحد على كل مجال الضفة، وفقا للخبير العسكري الإسرائيلي.

وبين الكاتب، أن هجوما في آن واحد في ظل استخدام وسائل المناورات الشاملة العادية (التثبيت، المحاصرة، البتر، القطع، وقلب ميدان المعركة) سيحدث صدمة شاملة تمنع الإرهاب من الرد العملياتي والتحرك بين أجزاء المنطقة التي بترت وعزله وقطعه الواحد عن الاخر.



وأشار إلى أن من الضروري تنسيق المعركة مع قوات السلطة ومع الأردن ولأجل تقليص قدر الإمكان من معاناة المدنيين والامتناع عن أزمة إنسانية وانتقاد دولي حاد، كما ينبغي إدارتها بسرعة عملياتية عالية.

وأوضح، أن النوعية المهنية العالية لمقاتلي المستوى المهاجم وقادته، والتي ثبتت في السيوف الحديدية تتيح إدارة المعركة بنجاعة عملياتية عالية.

وأكد، أن النصر في المعركة والذي يعني تنفيذ مهمة القيادة الوسطى وعقب ذلك تحقيق الهدف السياسي، في الزمن قصير،  سيقرر بقدر حاسم مدى جاهزية الجيش العملياتية لتنفيذ مهمته بالغة التحدي الثالثة: إزالة التهديد في ساحة لبنان.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يُهجّر عائلات فلسطينية من الأغوار الشمالية
  • إعلام إسرائيلي: إطلاق 6611 صاروخًا من لبنان خلال 8 أشهر
  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: إطلاق نحو 60 صاروخًا من لبنان اليوم
  • وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
  • إعلام إسرائيلي: مقتل جندي وإصابة 5 آخرين في العملية العسكرية بالضفة الغربية
  • كاتب إسرائيلي: يجب التنسيق مع الأردن والسلطة لنجاح العملية في الضفة
  • إصابات في قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا لعائلة فلسطينية بدير البلح
  • مقتل فتاة فلسطينية برصاص إسرائيلي في جنين
  • أرملة أسير إسرائيلي قتل بغزة تطرد نتنياهو من منزلها وترفض تعزيته
  • «القاهرة الإخبارية»: استشهاد طفلة فلسطينية برصاص إسرائيلي غرب جنين