لاشك أن استفهام ما حقيقة العائدون من الموت يحير الكثير من الناس، كحال كل ما يتعلق بالموت والروح وأهل القبور، خاصة مع كثرة القصص والروايات عن أولئك العائدون من الموت ، والتي تتناول ما حدث في رحلة الموت القصيرة التي خاضوها قبل عودتهم إلى الحياة مرة أخرى ، ولعل مثل هذه الحكايات وما فيها من الغموض تثير الفضول وتشغل الكثير وهو ما يطرح سؤال ما حقيقة العائدون من الموت أو بصيغة أخرى هل العائدون من الموت حقيقة؟.

هل الموت في الفجر حسن خاتمة؟.. له 7 أسباب لا يعرفها كثيرون إذا كنت تخشى النوم في الظلام.. النبي أمر بذلك ليحميك من 3 شرور ما حقيقة العائدون من الموت

قال الدكتور على جمعة ، مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن ما حقيقة العائدون من الموت ؟، إن القرآن لا يأبى هذه التصورات المطروحة والتي بدأت في الاشتداد من تجارب روحية ظهرت في أوروبا خاصة في انجلترا في القرن التاسع عشر ، لكنهم انحرفوا فيما يسمى بعد ذلك الروحية الحديثة .

وأوضح “ جمعة ” عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في فيديو له، في إجابة سؤال: ما حقيقة العائدون من الموت؟ ، أنه قد اعترضنا على ذلك - الروحية الحديثة- والتي مؤداها للأسف إنكار اليوم الآخر ، ومؤداها أن الروح تتصل بالبشر وتتحدث معهم، وكان لدينا في مصر كثر اشتغلوا في هذا المعنى وألفوا فيه الكثير من المؤلفات.

وتابع:  وكان منهم  رؤوف عبيد أستاذ كبير في حقوق عين شمس ( جنائي)، ومنهم أنيس منصور وألف فيها أشياء لطيفة ، وقبله كان فهمي أبو الخير ، الذي كان له مجلة بعنوان " مجلة الروح" ، وقبله كان الشيخ طنطاوي الجوهري أيضًا كان يشتغل بهذا المعنى وكذلك علي عبد الجليل راضي.

ونبه إلى أنه قد رد علماء الإسلام على هؤلاء فقد كانوا مجموعة ضخمة ولها مؤلفات كثيرة موجودة بمجلدات مطول الروح والجسد، و مفصل الروح والجسد وما نحوها ، وقد تناولوا تجارب أوروبية وأمريكية وأيضًا التجاررب التي خاضوها أنفسهم، ومن ضمنها العائدون من الموت، أو ما يراه الميت ، كمن يرى جثته أو دهليز آخره ضوء .

وأشار إلى أن هذا الكلام لم يتم إنكاره ، لأن لدينا في القرآن قصص أن هناك أناس ماتوا وعادوا إلى الحياة ، مثل قصة الرجل الذي أماته الله تعالى مئة عام ثم بعثه الله تعالى وكذلك قصة أهل الكهف ، وإحياء الموتى لسيدنا عيسى - عليه السلام- ، وجاهر بن أبي الدنيا ألف مؤلف كبير بعنوان " من عاش بعد الموت " وجمع الناس التي عاشت ورجعت بعد الموت منهم عذير ويوشع والبقرة في بني إسرائيل .

واستشهد بما قال الله تعالى: (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) الآية 73 من سورة البقرة ، إذن هذه المسأة مذكورة في الكتاب العزيز - القرآن الكريم - وهو كلام الله سبحانه وتعالى بلا شك ومن ثم فهي جائزة الحدوث ، وهي تفسر إن في سورة الكهف بأن في قصة الكهف عندما ضرب الله تعالى على أسماعهم فلم يقل أنه أماتهم .

وأضاف: فقد حدث نوع من أنواع النوم الشبيه بالموت، فلاتزال العلائق موجودة ولكن خفيفة وليست حبال متينة ماسكة الروح مع الجسد ، فممكن أن نتخيل بناء على هذه النصوص كلها ونقارن هؤلاء الناس، وعندما تكلموا أيضًا من الناحية الحيوية ، وقالوا أن هناك فص في الدماغ هو الذي يؤثر في الإنسان عندما يكون في حالة من الفزع الشديد والشعور بقرب النهاية وكذا ، فهو ما يجعله يرى النفق الأسود والضوء الموجود في النهاية.

واستطرد: وهذا النفق له رطوبة وحلزوني فكل هذا فهمي أبو الخير ذكره في الروح وكذلك رؤوف عبيد ومن في أوروبا ، إذن فالكلام كله متشابه ومن ثم يمكن تصديقه وليس خرافة وإنما له تفسير علمي يتعلق بتصور العقل ومدى رهبته من مفارقة الحياة والتشبث بالحياة والخوف من مفارقتها الذي يتم في هذه المرائي.

ولفت إلى أن في هذا تم تأليف الكثير من المؤلفات والأبحاث والكتب، ولا أرى أن هناك شيئا في القرآن يمنع من ذلك خاصة ، ولدينا من عاش بعد الموت في الشريعة مثل قصة الكهف وعذير وقصص أخرى كثيرة ، لا تجعل هذا محرم ولكن  أيضًا لا تجعله قضية ، فالجماعة الذي تناولوا الأرواح لم يقفوا عند العائدون من الموت ، وإنما تطرقوا إلى قضايا أخرى قال عنها مشايخنا أنها متعلقة بالجن واستدعاء الأرواح وتحضير الأرواح وتم عمل أفلام هزلية كثيرة.

وشدد على أنه لا ينبغي تعدي مسألة العائدون من الموت والدخول في قصص وروايات ليس لها أساس ، أو عقائد فاسدة بأنه لا يوجد يوم قيامة ووجود تناسخ أرواح، فهذه عقائد فاسدة جدًا والهدف منها التهرب من  حقيقة يوم القيامة.

هل العائدون من الموت حقيقة

وأفاد بأن علماء الإسلام فريقين، أحدهما يرى أننا كبشر لا نعرف ماهية الروح وأنها من علم الله ولا يعرفه بشر، والفريق الثانى يرى أنه قد نؤتى فهما للروح بتعليم الله سبحانه وتعالى لنا، مشيرًا إلى أن الروح تحوى النفس الناطقة، وهى التى تفرق بين الإنسان والحيوان حيث إنها أداة الإدراك، وأنها محل التكليف والعقاب.

وبين حول فكرة العائدين من الموت وما يقال أن البعض مات ثم عاد وأنه رأى أشياء في حالته هذه كأنه مثلا قد رأى نفسه ميتا ورأى الناس من حوله ورأى ممرا ممتدا، أن هذا مما لا يرفضه القرآن لأنه تحدث عن أشخاص عادوا بعد الموت كأصحاب الكهف وعزير. 

 

 

 


 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة الله تعالى بعد الموت إلى أن

إقرأ أيضاً:

أمين البحوث الإسلامية: القرآن كتاب الله الخالد وحجته البالغة

شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الجندي في فعاليات تكريم حفظة القرآن الكريم، الذي نظمه رواق الجامع الأزهر فرع أسيوط، وذلك بمدينة العدوة تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر، وبإشراف وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني.

اليوم.. البحوث الإسلامية يستضيف مفتي الجمهورية للحديث حول: وجود الله.. بين الفطرة والدليل أمين البحوث الإسلامية يلتقي رئيس الاتحاد العربي للمكتبات ورئيس صندوق مكتبات مصر العامة

وقال الأمين العام خلال كلمته التي ألقاها بالاحتفال، إن فضائل القرآن كثيرة جدًّا لا تعد ولا تحصى؛ فالقرآن الكريم عند المسلمين هو الكتاب الذي أنزله الله تعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، هداية ورحمة للناس جميعًا، وهو كتاب الله الخالد، وحجته البالغة، وهو باق إلى أن تَفنى الحياة على الأرض، وأن قراءة القرآن فضلها عظيم، فبها يحصل المسلم الحسنات، وينال الأجر العظيم، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (آلم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف»، ولحافظ القرآن أجر عظيم عند الله؛ فإن القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة، ويعلي منزلته ودرجته في الجنة؛ فيكون مع الملائكة السفرة الكرام البررة.
أضاف الأمين العام أن من فضائل تعلم القرآن وتعليمه أن جعل الله مَن تعلم القرآن وعلمه غيره خير الناس وأفضلهم، مضيفًا أن القرآن الكريم هو الكتاب الذي أنزله الله تعالى على محمد صلى الله عليه وسلم، هداية ورحمة للناس جميعًا، وفيه سعادتهم وفلاحهم، وهو كتاب الله الخالد وحجته البالغة، وهو باق إلى أن تفنى الحياة على الأرض، وفيه أنزل الله شريعته وحُكمه التام الكامل؛ ليتخذه الناس شرعة ومنهاج حياة، وهو معجزة محمد صلى الله عليه وسلم التي عجز الجن والإنس جميعًا عن أن يأتوا بمثلها بعد أن تحداهم الله بذلك؛ فقال الله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}، والقرآن الكريم له منزلة عظيمة جدًّا عند الله، حتى أنه تبارك وتعالى أقسم به فقال: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ}.

أوضح الجندي أنه يستحب للمسلم أن يداوم على تلاوة القرآن الكريم، وأن يكثر منها، وهو بذلك يتبع سنة جليلة من سنن الإسلام، وقد بين الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم فضل تلاوة القرآن، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} [سورة فاطر، آية: 29] وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده"، وكذلك من فضل قراءة القرآن: تحصيل الحسنات، ونيل الأجر العظيم، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف"، وأيضًا علو شأن قارئ القرآن، ووصوله إلى المكانة العالية والدرجة الرفيعة التي لا تُعطَى لغيره، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يُقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارْقَ، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها"، مشيرًا إلى أن حفظ القرآن الكريم له فضل كبير وأجر عظيم عند الله؛ فإن القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة، ويُعلي منزلته ودرجته في الجنة؛ فيكون مع الملائكة السفرة الكرام البررة، ويتعدى نفعه لغيره في الدنيا والآخرة، ويكون له عظيم الأثر في حياته وبعد مماته، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة"، وغيرها من الفضائل العظيمة التي تناله.

وبين الأمين العام أن علماء المسلمين ذهبوا إلى أن حفظ القرآن الكريم واجب كفائي على الأمة، حتى لا تدخله يد التحريف، فإن حفظته فئة من المسلمين سقط الواجب عن الباقي، وإن لم يحفظه أحد أثموا جميعًا، وكذلك تعليم القرآن للناس له نفس الحكم، ومن فضائل تعلم القرآن وتعليمه أن جعل الله من تعلم القرآن وعلمه غيره خير الناس وأفضلهم، وأن المعرفة بفضل القرآن الكريم تجعل المسلم مقبلًا على مصاحبة القرآن؛ فمعرفته بثمرة تعلم القرآن يزيد تعظيمه لكتاب الله، ومراعاته لحرمته، ومعرفته بمكانته، والمؤمن الحق يتخذ القرآن هاديًا ومنيرًا ليميز به بين الحق والباطل؛ فيطمئن إليه وتسكن روحه عند تلاوته، وإذا وسوس له الشيطان ليصرفه عن تلاوته، فإن تذكره لفضل القرآن يجعله أكثر تمسكًا به؛ لرسوخ القرآن في قلبه، وهذا يجعله حريصًا على تعلم علومه؛ فيزيده فقهًا في الدين، ويجعله أعظم دراية بأحكامه، مشيرًا إلى إن الهدف من المداومة على قراءة القرآن هي الوصول إلى فهمه وتدبر آياته والعمل بما فيها من أوامر واجتناب ما فيها من نواهي في واقع الحياة حتى نكون من المهتدين إلى طريق الحق. وقد دلنا الله على صفات من هداهم إليه تعالى، فقال: ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾.

مقالات مشابهة

  • قناة الناس تنعى الشيخ سلامة كامل جمعة عضو لجنة مراجعة المصحف بالأزهر الشريف
  • موعد ليلة النصف من شعبان وأفضل ما قيل عنها في القرآن والسنة
  • تفسير قوله تعالى قد نرى تقلب وجهك فى السماء.. علي جمعة يوضح
  • ماذا يحدث في ليلة النصف من شعبان؟.. علي جمعة يوضح تفاصيل 10 عجائب
  • أمي الثانية.. الموت يفجع عصام الحضري في حماته
  • أمين البحوث الإسلامية: القرآن كتاب الله الخالد وحجته البالغة
  • جمعة: ليلة النصف من شعبان تجلٍّ إلهي واستجابة لدعاء النبي
  • شاهد: دعاء ختم القرآن مكتوب كامل بخط كبير رمضان 2025
  • علي جمعة يكشف طرق التغلب على ظلمة الليل بين صنع الإنسان وسنن الله
  • تعلم من القرآن.. كيف تكون صاحب حكمة؟