‫بقلم‬ : د. سمير عبيد ..

‫أولا‬:- باتَ المشهد واضحاً الآن ان إيران رأس حربة المحور الصيني الروسي الكوري الشمالي ولديها طموح الراعي الأكبر على منطقتي الخليج و الشرق الأوسط وهذا لن تقبله إسرائيل اطلاقاً … وإسرائيل رأس حربة المحور الاميركي البريطاني الغربي ” الناتو” ولديها طموح الراعي الأكبر على منطقة الخليج والشرق الأوسط ” الجديد” وايران ترفض ذلك ايضا .

علما ان اسرائيل تتفوق على ايران لأن معظم العربية وبأغلبية ساحقة مع المحور الاميركي الغربي وبمقدمتها دول الخليج باستثناء سلطنة عُمان التي لزمت الحياد ومع ذلك ارسلوا لها رسالة أخيراً عبر ( جريمة داعش في منطقة الوادي الكبير ) لتعيد حساباتها وتعلن هي مع أي محور .اي ان جميع هذه الدول مع اسرائيل!
‫ثانيا‬ :إذن مايشهدهُ الشرق الأوسط والمنطقة العربية الآن هو صراع بين وكيلين منتمين إلى محورين وهما ( إيران وإسرائيل ) وبالعكس. فإيران ومثلما أشرنا أعلاه تمثل رأس حربة المحور الصيني الروسي وحلفاءها هم مايسمى بمحور المقاومة في ” لبنان وسوريا والعراق واليمن ” وجميعهم تمويلهم وتسليحهم من ايران اضافةً لِما يأخذونه من خزائن دولهم ” .باستثناء سوريا التي تحاول الخروج من هذه المعادلة بمساعدة الغرب اخيرا ” .أما إسرائيل فلديها حلفاء أقوى وهم دول وانظمة وجيوش نظامية وميزانيات ضخمة وهم دول الخليج ومصر والأردن بالمرتبة الاولى ومعظم الدول العربية الأخرى بالمرتبة الثانية.
‫ثالثا‬:-اما العراق فقلبه الحكومي والسياسي مع ايران ومظهره “التقية” مع امريكا. وبسبب ذلك تقرر اخيرا في امريكا والناتو والمجتمع الدولي تصحيح هذه الإشكالية الخطيرة بجعل العراق كله مع المحور الاميركي الغربي البريطاني . والقضية باتت مسالة وقت وسنوضحها بسياق هذا المقال !
‫رابعاً‬ :-إيران من جانبها اعتقدت انها عوضت نقص قوتها ونفوذها عندما نجحت بالاستيلاء على القضية الفلسطينية بعد تحييد العرب منها ” اي سلختها من الدول العربية” وخصوصا بعد الحرب في غزة. اي بعد السابع من اكتوبر 2023 لتوضفها كورقة استراتيجية .ولكن ايران لا تعلم كان فخّاً لها وها هي بدأت تداعياتها .وبسبب ذلك حسبت اسرائيل وأمريكا والغرب وبريطانيا ان معركة اسرائيل مابعد السابع من اكتوبر هي معركة ضد حركة حماس وايران. علماً لعبت ايران ومن خلال وزير خارجية إيران الراحل امير اللهيان دبلوماسية ناجحة بمنع تمدد حرب غزة والعمل على حصارها خصوصا عندما انفتح على مصر والأردن وروض حزب الله اللبناني. ولكن على مايبدو كان هناك طرفا ايرانيا لم تعجبه سياسات الراحل إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته اللهيان .بحيث بعد رحيلهما تطورت الأمور وباتت ساخنة وتمددت حرب غزة رويدا رويدا ولصالح نتنياهو الذي يريد لحرب غزة الانتشار والتوسع ليخرج من عنق الزجاجة الداكنة جداً. وهاهي الحرب سخنت وتصاعدت في جنوب لبنان ثم سخنت وتطورت من جانب اليمن بحيث تدخلت إسرائيل اخيرا وقصفت ميناء الحديدة اليمني . ونشطت من جهة العراق بولادة تحالف بين حلفاء إيران في العراق مع الحوثيين ” وهو التحالف الذي سوف يؤذي العراق كدولة وشعب واقتصاد و مثلما حدث في اليمن اخيرا “! والغريب مقابل صمت حكومي في العراق وكأنَّ العراق اقليم تابع لإيران مثلما هناك صمت حكومي تجاه التوغل التركي في محافظة دهوك العراقية. وهي مؤشرات ان هذا النظام السياسي في العراق عاجز وفاشل و لا يصلح عراقيا على الاطلاق ويجب انقاذ العراق والمنطقة والعالم منه !
‫خامساً‬: فباتت المؤشرات واضحة جدا ان الأشهر الثلاثة المقبلة مليئة بل حبلى بالاحداث والمفاجآت في منطقتنا . وبنسبة 90٪ سوف تشمل العراق لأن المجتمع الدولي وأمريكا وبريطانيا وحلف الناتو شخّص ان هناك علتين تواجهان المحور الاميركي الغربي البريطاني ويجب تصحيحهما وهما :-
1-سوريا:- التي يجب تصحيح الأمور فيها وجلبها نحو تركيا وحلف الناتو والغرب . وبالفعل باشروا بذلك .وروسيا لن تعارض لأن هناك وعود جيدة لها !
2-والعراق :الذي تبلور اخيرا رأي عام عنه في المجتمع الدولي وداخل مؤسسات القرار في أمريكا وبريطانيا والناتو وهو ” التغيير السياسي ” ليكون العراق بقيادة وطنية غير تابعه لإيران او غيرها لكي يواكب المحور الاميركي الغربي البريطاني . وسوف يحدث هذا بنسبة كبيرة جدا !
سمير عبيد
21 تموز 2024

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

ما بعد الإزدهار.. ما هو التالي في سوق عقارات الشرق الأوسط؟

بينما يستمر قطاع العقارات في الشرق الأوسط بإبهارنا بالتطورات الفاخرة والنمو السريع، يجب على المستثمرين الأذكياء النظر إلى ما وراء السطح. بينما تشتهر المنطقة بممتلكاتها الفاخرة ومشاريعها الطموحة، يتطور السوق، مدفوعًا بالتغيرات في الديناميكيات الاقتصادية والاتجاهات المستدامة والتقدم التكنولوجي. يتطلب حماية استثمارك في هذا السوق الديناميكي فهمًا عميقًا لهذه الاتجاهات الناشئة واتباع نهج استراتيجي يتجاوز الازدهار الحالي. من خلال البقاء على اطلاع والتكيف مع مشهد العقارات المتغير في المنطقة، يمكنك تأمين استثمار مزدهر وقوي للسنوات القادمة.

الاستدامة تزداد أهمية

تزداد أهمية الاستدامة تدريجياً لتصبح جزءاً لا يتجزأ من سوق العقارات في الشرق الأوسط، وذلك بفعل الوعي المتزايد بالقضايا البيئية والدعم الحكومي القوي. تعد مدن مثل أبوظبي ودبي رائدة في هذه المسيرة من خلال مشاريع مبتكرة تركز على تبني الممارسات البيئية المستدامة. فمدينة مصدر في أبوظبي تمثل نموذجاً للتخطيط الحضري المستدام، حيث تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة والمباني الخضراء وأنظمة النقل المتطورة لتقليل الأثر البيئي. وفي دبي، تُعد المدينة المستدامة مثالاً آخر على التصميم الذاتي الكافي، إذ تتميز بمنازل موفرة للطاقة واعتماد واسع على الطاقة الشمسية، مع تركيز كبير على تقليل النفايات والحفاظ على الموارد.

كما تُعتبر تقنيات ترشيد استهلاك المياه المبتكرة جزءاً أساسياً من المشاريع العقارية في الشرق الأوسط، حيث تشكل ندرة المياه تحدياً مستمراً. لذلك، تتضمن هذه المشاريع أنظمة ري حديثة، وإعادة استخدام المياه، وتركيبات منخفضة التدفق لتقليل الاستهلاك. هذه التدابير ضرورية لضمان استدامة العقارات في المناطق الجافة، حيث يُعتبر توفير المياه مسألة حيوية.

تأثير التكنولوجيا على تحوّل سوق العقارات

في التمع تزايد التركيز على الاستدامة، أصبحت تقنيات المنازل الذكية وأنظمة إدارة المباني المتقدمة من السمات الأساسية في المشاريع الجديدة في المنطقة. تتيح هذه الأنظمة لأصحاب المنازل التحكم عن بُعد في الإضاءة والأمان والمناخ والأجهزة، مما يعزز الراحة وكفاءة الطاقة. في الوقت نفسه، تقوم أنظمة إدارة المباني بتحسين تشغيل العقارات بشكل كامل، من إدارة استهلاك الطاقة إلى جدولة الصيانة، مما يضمن سير العمل بسلاسة واستدامة.

تؤثر هذه التطورات التكنولوجية أيضًا على تجربة شراء وبيع العقارات. تجعل الجولات الافتراضية وتوصيات العقارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتعاملات الآمنة باستخدام تقنية البلوكشين العملية أسرع وأكثر شفافية وملاءمة. يمكن للمشترين الآن استكشاف العقارات من أي مكان في العالم، بينما يستفيد البائعون من العمليات المبسطة التي تقلل من الوقت الذي تقضيه العقارات في السوق. مع استمرار تطور تقنيات العقارات، فإن تأثيرها على سوق العقارات في الشرق الأوسط من المتوقع أن يصبح أكثر أهمية.

التحولات الديموغرافية والاتجاهات المعيشية

مع تغير التركيبة السكانية وتطور أساليب الحياة، تتبدل متطلبات الإسكان بشكل ملحوظ. الجيل الحالي بات يركز بشكل أكبر على إيجاد مساكن بأسعار معقولة مع تعزيز الروابط المجتمعية. هذا التوجه يساهم في زيادة الطلب على خيارات سكنية توفر تكاليف منخفضة وتعزز الإحساس بالانتماء والتفاعل بين السكان. تشكل هذه الاتجاهات الجديدة تفضيلات العقارات في منطقة الشرق الأوسط، خاصةً في سوق عقارات دبي المزدهر. نتيجة لذلك، تزداد شعبية الوحدات السكنية التي تعتمد على السكن المشترك في نفس الغرفة أو الشقة، خاصةً في المناطق الحضرية ومراكز المدن الكبرى مثل دبي وأبوظبي. تلبي هذه الوحدات الرغبة المتزايدة في الحصول على مرونة أكبر واتصال اجتماعي أعمق، حيث تقدم حلولاً معقولة التكلفة ومتعددة الاستخدامات تجمع بين المساحات الشخصية والمهنية بطريقة تلائم احتياجات سكان المدن الحديثة.

ما وراء الأفق.. الاتجاهات الإقليمية

يشهد الشرق الأوسط انطلاقة غير مسبوقة في خطط التطوير التي ستعيد تشكيل المشهد العقاري في المنطقة. هذه المشاريع، التي تتميز بضخامتها وابتكاراتها، لا تقتصر على تغيير المشهد العمراني فحسب، بل تسهم أيضًا في إعادة تعريف الحياة الحضرية وفرص الاستثمار. في مصر، يعتبر تطوير العاصمة الإدارية الجديدة ومنطقة العالمين الجديدة مثالًا بارزًا لهذه التطورات، حيث تعتمد على تحديث الساحل الشمالي الغربي المطل على البحر المتوسط، وهو موقع استراتيجي مقابل لعدة دول على نفس البحر مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا. تتميز هذه المناطق بكونها حديثة التأسيس وتقوم على معايير عالمية وخطط مستدامة، من ضمنها مشروع رأس الحكمة الذي يتم تطويره بالتعاون المصري الإماراتي الواعد، مما يعزز فرص تحويل ساحل البحر المتوسط في مصر إلى واحدة من أبرز الوجهات السياحية عالميًا.

أيضًا في أماكن أخرى من الشرق الأوسط، تبرز السعودية بمبادرة رؤية 2030 التي تقود إنشاء مدن مستقبلية مثل نيوم، والتي تهدف إلى دمج أحدث التقنيات مع أساليب الحياة المستدامة. وبالمثل، تواصل الإمارات تطوير مشاريع طموحة في دبي وأبو ظبي، مما يوسع حدود الفخامة والابتكار في قطاع العقارات، ويجذب اهتمامًا عالميًا واستثمارات متزايدة.

ختام

عند التفكير في الاستثمار في العقارات في منطقة الشرق الأوسط، يعتبر إجراء بحث معمق والحصول على مشورة مهنية من الخطوات الأساسية لضمان اتخاذ قرارات مدروسة. على الرغم من أن السوق يُعرف غالبًا بمشاريع الفخامة، من المهم أن ندرك أنه يقدم تنوعًا واسعًا من الفرص عبر مختلف القطاعات والمناطق.

الشرق الأوسط مليء بالفرص الواعدة، مدعومًا باتجاهات جديدة تعمل على إعادة تشكيل المشهد العقاري. من التخطيط الحضري المستدام إلى اعتماد التكنولوجيا المتقدمة، تساهم هذه التطورات في رسم ملامح مستقبل السوق. المستثمرون الذين يبقون على اطلاع ويظهرون مرونة في التعامل مع هذه التغيرات سيكونون في موقع مثالي للاستفادة من الفرص المثيرة التي تزخر بها هذه المنطقة النابضة بالحياة.

مقالات مشابهة

  • خبير: تواجد أمريكا بمنطقة البحر الأحمر يشكل مفاجأة على المستوى الاستراتيجي
  • "دبي للثقافة" تطلق "ورشة المواهب"
  • تامر أمين: التعاون المصري التركي سيمتد تأثيره على المنطقة بأكملها
  • ما بعد الإزدهار.. ما هو التالي في سوق عقارات الشرق الأوسط؟
  • بيانٌ جديد من طيران الشرق الأوسط بشأن مواعيد الرحلات... هل من تعديل؟
  • فرقة "رند" اللبنانية تفوز بجائزة عالمية أغنية "حكي ما نقال" الأفضل في منطقة الشرق الأوسط
  • طوق أمني للجيش في منطقة طرابلسية.. هذا ما عُثر عليه هناك
  • الجيش الأمريكي يكثف تواجده في الشرق الأوسط ويحذر إيران
  • الفقي: إيران تحارب إسرائيل بالعرب ونتنياهو هدفه جعل مصر طرفًا في الصراع
  • الشرق الأوسط صراع الأفكار والإيديولوجيات