لبنان ٢٤:
2024-10-03@06:14:37 GMT

موظفو الدولة لن يُتركوا من دون رواتب؟

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

موظفو الدولة لن يُتركوا من دون رواتب؟



قبل هذه الأزمة المالية والاقتصادية والمعيشية، التي يعيشها لبنان هذه الأيام، كانت الوظيفة في "الدولة" تُعتبر الأكثر أمانًا. وكان الذين يريدون أن يحظوا بوظيفة في أي إدارة رسمية أو في أي وزارة يضطرّون لـ "تبويس" أيدي السياسيين حتى ولو كان هذا "التبويس ضحكًا على الذقون"، مقابل عدد كبير من الذين يدخلون إلى "جنّة" الدولة وهم من المحسوبين على هذه الجهة السياسية أو ينتمون إلى "أحزاب السلطة".

وهذا ما تمّ التعارف على تسميته بـ "التوظيف السياسي". وأغلب هؤلاء يقبضون ولا يعملون حتى أن كثيرين منهم لا يعرفون مكان عملهم، باعتبار أن لا أحد يجسر على أن يقول لهم "ما أحلى الكحل بعيونهم"، وذلك بفعل انتمائهم إلى ما يُسمى بـ "أحزاب السلطة".  عندما أنشأ الرئيس الراحل فؤاد شهاب مجلس الخدمة المدنية كان حريصًا في توجيهاته المعطاة للذين أعدّوا المراسيم التطبيقية لقيام هذا المجلس على منع توظيف أي شخص ينتمي إلى حزب أو إلى نقابة، وذلك إدراكًا منه لما يمكن أن يكون عليه الوضع في حال دخلت إلى ملاك القطاع الرسمي "سوسة" الأحزاب على تعدّدها وتنّوعها. وهذا ما هو حاصل اليوم في الإدارات الرسمية المحشوة بالأزلام والمحاسيب، وهم يُعتبرون عبئًا ثقيلًا على الدولة وعلى ماليتها العامة، خصوصًا أن هذا الحشو لا تستفيد منه الدولة، بل قد يكون من بين أكثر المصادر لتفشّي الفساد في إدارات القطاع العام، حيث تكثر الرشاوى والسمسرات و"البارطيل" وما يُسمى بـ "البخشيش".   وهكذا يؤكل حقّ الموظف "الآدمي"، وهو عادة لا ينتمي إلى أي من "أحزاب السلطة"، وهو يُعتبر من المغبونين، من حيث الأفضليات وتخصيصه بساعات عمل إضافية وساعات الليل وما يُسمى بـ "الضغط" و"الإنتاج" و"الحيوية"، وهي مصطلحات لم ترد في أي بند من بنود قانون العمل، بل هي من بين البدع الكثيرة، والتي هي من "اختراع" عدد من الوزراء الحزبيين، الذين استفادوا من مواقعهم في السلطة لـ "تظبيط وضع جماعتهم" في الإدارات التابعة لهم اداريًا، حيث استشرى الفساد في الإدارات العامة في شكل غير مسبوق. وهذا ما كان يخشاه الرئيس شهاب عندما ألحّ على عدم توظيف أي حزبي في مؤسسات الدولة.   ولأن في مؤسسات الدولة وفي الإدارات العامة هذا الكمّ الهائل من "الحشو" والفائض من الموظفين يجد، الذين أيديهم في النار ويتحمّلون المسؤولية الملقاة على عاتقهم وحدهم دون غيرهم، أنفسهم عاجزين عن تأمين رواتب الموظفين والعاملين في القطاع العام، ومن بينهم أولئك "الآوادم" النظيفو الكفّ، والذين لولاهم لكانت هذه المؤسسات انهارت بالكامل. 
فلو لم يكن في هذه المؤسسات هذا العدد من الموظفين الذين يقبضون ولا يعملون لما كانت مالية الدولة قد وصلت إلى ما وصلت إليه من عجز، ولما كان كل هذا الهدر وكل هذه المصاريف غير المجدية، والتي تؤمن من جيب المكلف اللبناني.  وعليه فإن الاهتمامات ستتركز على المسلك الذي ستسلكه مشكلة تشريع الاقتراض المالي للدولة من مصرف لبنان، علمًا أن هذا المأزق يتجه نحو تداعيات سلبية إذا تمترس الأطراف المعنيون به وراء المواقف التي اتخذوها في الأيام الأخيرة، وهم الحكومة ومجلس النواب وحاكمية مصرف لبنان. فلا الحاكم الجديد بالنيابة سيكون سهلًا عليه القبول باستمرار آليات الانفاق المالي على متطلبات الدولة كما كانت جارية أيام الحاكم السابق رياض سلامة في ظل ما تسببت السياسات السابقة من كوارث. ولن يكون سهلًا على الحكومة او المجلس تحمّل تبعات تغطية المسّ بالاحتياطي الالزامي لمصرف لبنان، وهو بقايا أموال المودعين. وتبعًا لذلك فان المأزق يواجه انسدادًا خطيرًا تتوجه معه الأنظار الى ما يمكن ان يجرى من مباحثات بين رئاسات الحكومة والمجلس وحاكمية المصرف المركزي والقوى السياسية أيضًا لأن الازمة الناشئة تهدد بتداعيات حادة في حال عدم اجتراح مخرج لها بسرعة.  لكن ما هو أكيد أن الموظفين، وبالأخص "الآوادم" منهم لن يُتركوا يواجهون المصير المجهول، على رغم أن رواتبهم قد أصبحت لا تساوي شيئًا قياسًا إلى نسبة التضخم وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الإدارات ما کان

إقرأ أيضاً:

عضو التحالف الوطني تنظم مؤتمر الموظفين السابع بالإسكندرية

نظمت مؤسسة راعي مصر للتنمية، عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، مؤتمر الموظفين السابع تحت شعار «قوة إنسانية بكفاءة وفاعلية»، وذلك على مدار 3 أيام في منطقة العجمي بمحافظة الإسكندرية بحضور أعضاء مجلس أمناء المؤسسة وموظفي راعي مصر في المحافظات.

ويهدف المؤتمر إلى توحيد رؤية ورسالة المؤسسة وترجمتها إلى خطوات تنفيذية ذات جودة عالية وفاعلية ينفذها فريق متعاون قادر على إنجاز المهام بكفاءة وفاعلية في بيئة عاملة إيجابية وآمنة.

أهداف التنمية المستدامة

واستعرض المؤتمر في يومه الأول أهداف راعي مصر محليا وأهداف التنمية المستدامة عالميا، فضلا عن استعراض إنجازات قطاعات المؤسسة والبرامج على مدار الفترة الماضية التي استهدفت الفئات الأولى بالرعاية، كما أكد أعضاء مجلس الأمناء أهمية توحيد الرؤية بين مجلس الأمناء والفريق التنظيمي؛ بما يسهم في توحيد الرؤية والرسالة على جميع المستويات.

كما تناول المؤتمر في يومه الثاني العلاقات داخل فريق العمل وأنماط أعضاء الفريق وكيف نتعامل معها، فضلا عن توحيد رؤية الفريق نحو تحقيق الأهداف، وفي اليوم الختامي جرى استعراض مفاهيم جودة الأداء ومتطلبات الجودة ومعوقات الجودة وكيفية ترجمة الجودة إلى خطوات إجرائية داخل القطاعات والبرامج.

مواجهة التحديات والاستماع للمشكلات

وقال المستشار أمير رمزي رئيس مجلس أمناء مؤسسة راعي مصر، إن المؤسسة حريصة على تنظيم هذا المؤتمر الذي يجمع موظفي راعي مصر من منطلق حرصها على تطوير الأداء بشكل مستمر ومواجهة التحديات والاستماع لكافة المشكلات من جميع القطاعات، ووضع حلول جذرية لها، وذلك لتحقيق الهدف الأسمى للمؤسسة وهو بناء الإنسان على كل المستويات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأضاف رمزي إن المؤتمر يستهدف تفعيل التواصل بشكل أقوى بين القادة وكافة الموظفين حتى نحقق وحدة الرسالة، ونقدم الخدمات ونقوم بدورنا المجتمعي بجودة عالية، مشيرا إلى أن راعي مصر تفخر بكونها عضوا في التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي الذي قام بدور مهم في تذليل العقبات أمام الجمعيات الأهلية لخدمة المواطن.

مقالات مشابهة

  • شاهدوها.. صورة للجنود الإسرائيليين الذين قتلهم حزب الله عند الحدود
  • موظفو هيئة الأوقاف ينظمون وقفة تضامنية مع الشعبين الفلسطيني واللبناني
  • عضو التحالف الوطني تنظم مؤتمر الموظفين السابع بالإسكندرية
  • "رضا الموظفين عن بيئة العمل" في رسالة دكتوراه بجامعة عين شمس
  • "رضا الموظفين عن بيئة العمل".. رسالة دكتوراه بجامعة عين شمس
  • أكثر من مليون لبناني تركوا منازلهم وتحذيرات من انتشار الأوبئة.. نزوح 2024 لا يُشبه الـ 2006
  • بولندا تعتزم خفض عدد الموظفين بسفارتها في لبنان
  • تركوا بيوتهم ورحلوا
  • الصحة تؤكد أن الاستقرار الوظيفي وحماية الحقوق يشملان موظفي البنود
  • مصطفى تمبور: الذين يرددون شعار لا للحرب هم من أشعلوها بتخطيطهم وتدبيرهم