جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-18@02:07:51 GMT

الدخل والتنافسية

تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT

الدخل والتنافسية

 

 

◄ الجهود المحلية المبذولة حاليا تعمل على الموازنة بين البُعد الاقتصادي والاجتماعي وبالتالي ضرورة انتهاج سياسات اقتصادية مرنة تشجع على جذب مزيد من الاستثمارات

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

ما زال النقاش محتدماً بشأن فرض ضريبة الدخل على الأفراد في البلاد خلال المرحلة المُقبلة، دون تحديد تاريخ معين لهذه الضريبة بصورة رسمية؛ حيث تعرضت وسائل الإعلام والإذاعات المحلية والبرامج التلفزيونية خلال الفترة الماضية لهذه القضية، ومناقشتها من مختلف جوانبها.

ومثل هذا النقاش مُعتاد أن يحدث في دولة لم تعتد فرض ضريبة الدخل على الأفراد، في الوقت الذي ما زال العديد من الآراء تحثُّ على ضرورة التريث، خاصة وأنَّ العديد من الأبناء باحثون عن فرص العمل المناسبة لهم للعيش في وضع اجتماعي مناسب لهم ولأسرهم.

الدولة من جانبها تبذل جهوداً مضنية من أجل جذب الاستثمار الأجنبي، وتوفير فرص العمل للمواطنين، وتعزيز العمل بتأسيس مزيد من المشاريع التنموية لاستقطاب العمانيين في تلك الأعمال؛ الأمر الذي لا بدّ أن يكون القرار الأخير فيه لفرض ضريبة الدخل من أجل خدمة الاقتصاد العماني والأهداف الاجتماعية في المقام الأول.

الكلُّ يعلم أن السلطنة تقدمت خلال الآونة الأخيرة في رفع تنافسيتها وجاذبيتها الاستثمارية وفق بيانات صدرت عن المؤسسات الدولية في هذا الشأن. ومن شأن فرض ضريبة الدخل على الأفراد أن يؤخّر مساعي تشغيل المواطنين وزيادة حالات التسريح في المؤسسات والشركات القائمة، وربما التأخير في جذب الاستثمارات الجديدة إلى البلاد؛ باعتبار أن هذه الخطوة التي تتمُّ مناقشها تعدُّ الأولى من نوعها بين دول المنطقة، ودون أن تكون لها سابقة في البند المالي السابق للموازنة، والذي هدفه في نهاية المطاف تقوية الموازنة المالية السنوية للدولة؛ وبالتالي توزيع منافع هذه الضريبة على الفئات الاجتماعية المحتاجة الأخرى.

إنَّ الجهود المحلية المبذولة تعمل على إيجاد التوازن بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي في البلاد؛ الأمر الذي يتطلب انتهاج سياسات اقتصادية مرنة لتشجيع القطاع الخاص وتحفيز المؤسسات الخاصة لجذب المزيد من الاستثمارات، مع ضرورة تبني خطط اقتصادية تعمل على تشغيل المزيد من الأبناء في تلك المؤسسات، وليس إبعادهم عن الساحة الاقتصادية. فما زلنا بحاجة كبيرة لتعزيز العمل لتحفيز مختلف القطاعات، خاصة بقطاع الصناعات التحويلية والتقنيات والطاقة المتجددة، بجانب تعزيز الخطط السياحية والزراعية والسمكية وغيرها. فأيُّ قرار غير مدروس ستكون له نتائج سلبية على المشهد العماني، خاصة وأنَّ الجهات تعمل على إيجاد المزيد من التنافسية التي تتطلب المرونة وتقديم التسهيلات والحوافز والمزايا، وإصدار قوانين وتشريعات تحمي الجوانب المختلفة للاستثمار والتجارة، بجانب البُعد قدر الإمكان عن فرض المزيد من الضرائب؛ الأمر الذي سيشجّع على استغلال الموارد الطبيعية العمانية والإمكانات اللوجستية التي يوفرها الموقع الجعرافي المهم، وتعزيز المجالات التجارية والصناعية في البلاد. ومن الطبيعي عندئذ أن تزيد مساهمة القطاع الخاص والمؤسسات والشركات العمانية في الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز مجالات التجارة الخارحية للبلاد.

لقد نجحتْ عُمان خلال السنوات الأربعة الماضية في تحسين مركزها المالي نتيجة التزامها تجاه دفع الديون الخارجية والتقليل من مصاريف خدمة الديون؛ الأمر الذي أدى إلى تحسين وضعها المالي ومكانتها لدى مؤسسات الائتمان الدولية، في حين أن ذلك سوف يؤدي إلى تحقيق المزيد من التنويع الاقتصادي ونجاحا في توجهاتها وبرامجها الإستتراتيجية وفي التنافسية مع دول أخرى في جذب المزيد من المستثمرين داخل وخارج عمان خلال المرحلة المقبلة.

ولحين تحقيق ذلك، سوف تعاني الأوضاع التجارية والاقتصادية المحلية قليلًا من التراجع والكساد، وقلة فرص العمل لحين تصحيح الأوضاع برمتها. وهذا ما سيُؤدي لاحقاً إلى توسيع أعمال ودور القطاع الخاص في التنمية المستدامة وتسريع نمو الأنشطة غير النفطية وتحسين بيئة الأعمال عموماً، والتمكّن من مواجهة التحديات التي تواجه القطاع الخاص ورواد الأعمال.

لقد شهدت سلطنة عمان خلال الفترة الماضية طرح المزيد من المبادرات والبرامج الإستراتيجية الجديدة منها استحداث مؤشر تنافسية المحافظات؛ الأمر الذي يعزّز من تنافسية وتنمية المحافظات، وتأسيس المزيد من المشاريع الاقتصادية المجدية من خلال العمل بسياسة "اللامركزية" لتوسعة آفاق التنمية المحلية في كل بقعة من عمان، ورفع القيمة المضافة للمشاريع لرفع مستويات المعيشة وتوليد فرص عمل جديدة للمواطنين وتنويعها واستدامتها.

ما يهمُّنا في هذا المقام هو تحقيق المزيد من النجاحات في تعزيز وزيادة مساهمة الأنشطة غير النفطية ورفع معدّل نموها في الناتج المحلي الاجمالي للبلاد ورفع قيمتها المضافة خاصة للقطاعات الزراعية والسمكية والسياحية وأنشطة الصناعات التحويلية والتعدين والأمن الغذائي، بجانب تحقيق المزيد من النجاح في القطاع اللوجستي وقطاع الطاقة المتجددة وقطاع المعرفة وفي كافة المشروعات الاستثمارية الجديدة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

منهم مصر.. 11 دولة متوسطة الدخل تسعى لتوفير الرعاية الشاملة

انطلق منذ قليل الملتقى الإعلامي الأول، لمنظومة التأمين الصحي الشامل، بمشاركة أبرز قيادات هيئات التأمين الصحي الشامل والقطاع الصحي في مصر، وبحضور نخبة قيادات الصحة والمنظومة الصحية

خلال الملتقي قال الدكتور عوض مطرية، مدير التغطية الصحية الشاملة بمنظمة، أن مفاهيم النظم الصحية تطورت عبر الزمن، وتستهدف تحسين الوضع الصحي، والاستجابة للاحتياجات غير الطبية، والحماية المالية،من خلال التكفل بعلاج الفقراء مجانا، مشيرًا الي ان التغطية الصحية الشاملة تعني ان جميع الأفراد والمجتمعات يحصلون على خدمات صحية كاملة وبجودة جيدة، وفعالة، ودون معاناة من صعوبات مالية، وتشمل الخدمات التعزيزية والوقائية والعلاجية والتأهيلية والتلطيفية، ويتم التوسع في الخدمة طوال الوقت، وتتعلق هذه التغطية بالإدماج الاجتماعي والمساواة، وترتبط بجميع مكونات النظام الصحي، ووتتم من خلال طرق تمويل معينة.

وأشار الي  أن 4.5 مليار شخص بالعالم يحصلون على التغطية الصحية الشاملة، وأكثر من ربع سكان العالم يعانون من الإنفاق الصحي الكبير، وتتدهورت تلك التغطية  خلال أخر 20 سنة،  حيث يوجد في شرق المتوسط 679 مليون إنسان، و8 دول ذات دخل منخفض وتعاني من تحديات في التغطية الصحية، وهناك 11 دولة ذات دخل متوسط من بينها مصر، تسعى لتوفير الرعاية الشاملة، وهناك تقدما ليس سريعا في إقليم شرق المتوسط في تغطية الخدمات، كما أن الحماية المالية لا تسير في الاتجاه الصحيح.

 

وفي مصر لا توجد دراسات حديثة للإنفاق على الصحة، وكانت أخر دراسة في 2017، وكانت 31.1% من السكان ينفقون أكثر من 10% من دخلهم على الإنفاق الصحي، و6.1% ينفقون 25% من الدخل على الصحة.

وأشار د. عوض مطرية، أن هناك عدة دروس مستفادة، أولها إعادة توجيه النظام الصحي نحو نهج الرعاية الصحية الأولية، وثانيها هو تجربة تايلاند، حيث لا يمكن تحقيق التغطية السكانية الكاملة دون الاعتماد بشكل كبير على التمويل العام.

 

وثالث الدروس المستفادة هو تجربة تركيا، والتي حددث مجموعة خدمات لضمان الوصول إليها، معتبرة أن ذلك هو المفتاح للتقدم، وتدفع فيه الحكومة أقساط التأمين لغير القادرين، وتقدم التمويل الصحي الاجتماعي، وتوفر حزمة فوائد أساسية شاملة للجميع، كما يتم في هذه التجربة شراء المستلزمات والأدوية عن طريق الشراء الاستراتيجي "الشراء الموحد".

 

أما الدرس الرابع فهو تجربة الصين، والتي تعتمد على التمويل ولكنه غير كاف، والخامس هي تجربة الفلبين وتايلاند، حيث ركزوا على تحسين الأساسيات وقضوا سنوات طويلة في ذلك، حيث قضت تايلاند 10 سنوات في بناء القدرة على تقديم الخدمات، والفلبين ركزت على التغطية التأمينية رغم صعوبة توفير الخدمات.

وقال مطرية أن التغطية الصحية الشاملة أعلم من التأمين الصحي الشامل.

وفي سياق متصل، قال الدكتور إيهاب أبو عيش، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة التأمين الصحي شامل، إن منظومة التأمين الصحي الشامل حلم المصريين، وتمنع الفقر ناتج عن المرض، أو ما يسمى الإنفاق الكارثي عن الصحة.

جاء ذلك خلال فاعليات اليوم الاول من ملنقي الاعلاميين بمسؤلي الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل وكافة جهات المنظومة التنفيذين

وأوضح الدكتور إيهاب أبو عيش، خلال كلمته بملتقى هيئة التأمين الشامل، أن هناك 8 جهات متداخل في مشروع التأمين الصحي الشامل، لتقديم خدمات مجانية للمواطنين غير القادرين.

وأضاف أبو عيش، أن المنظومة تحصل على تمويل من منظمات دولية التي تهدف إلى دعم خطط التنمية المستدامة.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة والسكان تقديم 8 ملايين و127 ألفا و799 خدمة طبية من خلال مستشفيات ومراكز الرعاية الأولية في محافظة سوهاج خلال عام 2024، وذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

وكشف الدكتور إيهاب أعن مصادر تمويل لدفع قيمة الخدمات الطبية للمنتفعين، موضحا خلال كلمته بملقى هيئة التأمين الشامل، أن مصادر التموين، تتمثل في اشتراكات المنتفعين، وتحصيل رسوم من السجائر ومشتقات التبغ، فضلا عن رسوم من مستخدمي الطرق، وما تسدده الدولة عن غير القادرين، وأخيرا عوائد استثمارات الهيئة.

مقالات مشابهة

  • قرار قضائي جديد يقيد العمل بالمادة 9 التي تمنع الحجز على ممتلكات الدولة في حال عدم احترام شروط تطبيقها
  • وباء الكحول المغشوش يجتاح إسطنبول: الموت يحصد المزيد من الأرواح
  • منهم مصر.. 11 دولة متوسطة الدخل تسعى لتوفير الرعاية الشاملة
  • مدبولي : حريصون على إتاحة المزيد من التيسيرات للمستثمرين في مجال البترول
  • 1855 فُرصة عمل في 66 شركة خاصة تنتظر شباب 8 مُحافظات.. هذا موعد التقديم
  • 1855 وظيفة جديدة للشباب في ٨ محافظات.. تفاصيل التقديم
  • 1855 فرصة عمل جديدة في 66 شركة خاصة بـ8 محافظات.. اعرف التخصصات المطلوبة
  • 1855 فرصة عمل بـ 8 محافظات.. اعرف الأماكن والتفاصيل
  • مارسيل كولر يصدم علي معلول.. ورسالة خاصة لثنائي الأهلي
  • رسالة دعاة الحرب البلابسة والإسلاميين خاصة … هذه هي الحرب التي تدعون اليها