جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-16@01:22:26 GMT

الدخل والتنافسية

تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT

الدخل والتنافسية

 

 

◄ الجهود المحلية المبذولة حاليا تعمل على الموازنة بين البُعد الاقتصادي والاجتماعي وبالتالي ضرورة انتهاج سياسات اقتصادية مرنة تشجع على جذب مزيد من الاستثمارات

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

ما زال النقاش محتدماً بشأن فرض ضريبة الدخل على الأفراد في البلاد خلال المرحلة المُقبلة، دون تحديد تاريخ معين لهذه الضريبة بصورة رسمية؛ حيث تعرضت وسائل الإعلام والإذاعات المحلية والبرامج التلفزيونية خلال الفترة الماضية لهذه القضية، ومناقشتها من مختلف جوانبها.

ومثل هذا النقاش مُعتاد أن يحدث في دولة لم تعتد فرض ضريبة الدخل على الأفراد، في الوقت الذي ما زال العديد من الآراء تحثُّ على ضرورة التريث، خاصة وأنَّ العديد من الأبناء باحثون عن فرص العمل المناسبة لهم للعيش في وضع اجتماعي مناسب لهم ولأسرهم.

الدولة من جانبها تبذل جهوداً مضنية من أجل جذب الاستثمار الأجنبي، وتوفير فرص العمل للمواطنين، وتعزيز العمل بتأسيس مزيد من المشاريع التنموية لاستقطاب العمانيين في تلك الأعمال؛ الأمر الذي لا بدّ أن يكون القرار الأخير فيه لفرض ضريبة الدخل من أجل خدمة الاقتصاد العماني والأهداف الاجتماعية في المقام الأول.

الكلُّ يعلم أن السلطنة تقدمت خلال الآونة الأخيرة في رفع تنافسيتها وجاذبيتها الاستثمارية وفق بيانات صدرت عن المؤسسات الدولية في هذا الشأن. ومن شأن فرض ضريبة الدخل على الأفراد أن يؤخّر مساعي تشغيل المواطنين وزيادة حالات التسريح في المؤسسات والشركات القائمة، وربما التأخير في جذب الاستثمارات الجديدة إلى البلاد؛ باعتبار أن هذه الخطوة التي تتمُّ مناقشها تعدُّ الأولى من نوعها بين دول المنطقة، ودون أن تكون لها سابقة في البند المالي السابق للموازنة، والذي هدفه في نهاية المطاف تقوية الموازنة المالية السنوية للدولة؛ وبالتالي توزيع منافع هذه الضريبة على الفئات الاجتماعية المحتاجة الأخرى.

إنَّ الجهود المحلية المبذولة تعمل على إيجاد التوازن بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي في البلاد؛ الأمر الذي يتطلب انتهاج سياسات اقتصادية مرنة لتشجيع القطاع الخاص وتحفيز المؤسسات الخاصة لجذب المزيد من الاستثمارات، مع ضرورة تبني خطط اقتصادية تعمل على تشغيل المزيد من الأبناء في تلك المؤسسات، وليس إبعادهم عن الساحة الاقتصادية. فما زلنا بحاجة كبيرة لتعزيز العمل لتحفيز مختلف القطاعات، خاصة بقطاع الصناعات التحويلية والتقنيات والطاقة المتجددة، بجانب تعزيز الخطط السياحية والزراعية والسمكية وغيرها. فأيُّ قرار غير مدروس ستكون له نتائج سلبية على المشهد العماني، خاصة وأنَّ الجهات تعمل على إيجاد المزيد من التنافسية التي تتطلب المرونة وتقديم التسهيلات والحوافز والمزايا، وإصدار قوانين وتشريعات تحمي الجوانب المختلفة للاستثمار والتجارة، بجانب البُعد قدر الإمكان عن فرض المزيد من الضرائب؛ الأمر الذي سيشجّع على استغلال الموارد الطبيعية العمانية والإمكانات اللوجستية التي يوفرها الموقع الجعرافي المهم، وتعزيز المجالات التجارية والصناعية في البلاد. ومن الطبيعي عندئذ أن تزيد مساهمة القطاع الخاص والمؤسسات والشركات العمانية في الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز مجالات التجارة الخارحية للبلاد.

لقد نجحتْ عُمان خلال السنوات الأربعة الماضية في تحسين مركزها المالي نتيجة التزامها تجاه دفع الديون الخارجية والتقليل من مصاريف خدمة الديون؛ الأمر الذي أدى إلى تحسين وضعها المالي ومكانتها لدى مؤسسات الائتمان الدولية، في حين أن ذلك سوف يؤدي إلى تحقيق المزيد من التنويع الاقتصادي ونجاحا في توجهاتها وبرامجها الإستتراتيجية وفي التنافسية مع دول أخرى في جذب المزيد من المستثمرين داخل وخارج عمان خلال المرحلة المقبلة.

ولحين تحقيق ذلك، سوف تعاني الأوضاع التجارية والاقتصادية المحلية قليلًا من التراجع والكساد، وقلة فرص العمل لحين تصحيح الأوضاع برمتها. وهذا ما سيُؤدي لاحقاً إلى توسيع أعمال ودور القطاع الخاص في التنمية المستدامة وتسريع نمو الأنشطة غير النفطية وتحسين بيئة الأعمال عموماً، والتمكّن من مواجهة التحديات التي تواجه القطاع الخاص ورواد الأعمال.

لقد شهدت سلطنة عمان خلال الفترة الماضية طرح المزيد من المبادرات والبرامج الإستراتيجية الجديدة منها استحداث مؤشر تنافسية المحافظات؛ الأمر الذي يعزّز من تنافسية وتنمية المحافظات، وتأسيس المزيد من المشاريع الاقتصادية المجدية من خلال العمل بسياسة "اللامركزية" لتوسعة آفاق التنمية المحلية في كل بقعة من عمان، ورفع القيمة المضافة للمشاريع لرفع مستويات المعيشة وتوليد فرص عمل جديدة للمواطنين وتنويعها واستدامتها.

ما يهمُّنا في هذا المقام هو تحقيق المزيد من النجاحات في تعزيز وزيادة مساهمة الأنشطة غير النفطية ورفع معدّل نموها في الناتج المحلي الاجمالي للبلاد ورفع قيمتها المضافة خاصة للقطاعات الزراعية والسمكية والسياحية وأنشطة الصناعات التحويلية والتعدين والأمن الغذائي، بجانب تحقيق المزيد من النجاح في القطاع اللوجستي وقطاع الطاقة المتجددة وقطاع المعرفة وفي كافة المشروعات الاستثمارية الجديدة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محافظ سوهاج يشدد على ضرورة جاهزية الوحدات المحلية لمواجهة الأمطار والسيول

ترأس اللواء دكتور عبد الفتاح سراج محافظ سوهاج، اليوم، اجتماع المجلس التنفيذي للمحافظة، والذي عقد بقاعة المؤتمرات الكبرى بالديوان العام، لمناقشة عددا من الملفات والموضوعات التي تهم المواطن السوهاجي، بحضور الدكتور محمد عبد الهادي نائب المحافظ، واللواء علاء عبد الجابر سكرتير عام المحافظة، واللواء أ.ح أحمد السايس السكرتير العام المساعد، ورؤساء الوحدات المحلية للمراكز والمدن والأحياء، وعددا من وكلاء الوزارات.

وقد بدأ الاجتماع بالتصديق على محضر الجلسة السابقة، ثم ناقش المجلس الموقف التنفيذي لملف التصالح على مخالفات البناء، ووجه المحافظ رؤساء الوحدات المحلية بتذليل أية عقبات والتسهيل على المواطنين، مؤكدا على ضرورة تسريع وتيرة العمل في هذا الملف الهام، والانتهاء من كافة الطلبات المقدمة في أسرع وقت ممك، وأكد المحافظ على استمرار العمل بالمراكز التكنولوجية أيام عطلات الجمعة والسبت، بالإضافة إلى مد العمل بفترة مسائية إضافية لتلقى طلبات التصالح من المواطنين بعد ساعات العمل الرسمية، وذلك لزيادة معدلات الأداء والتيسير على المواطنين.

كما تناول الاجتماع موقف إزالة التعديات على الأراضي الزراعية، وأكد المحافظ على ضرورة تنفيذ الإزالات  بشكل فوري، والإزالة في المهد، بالتنسيق بين الوحدات المحلية وجهات الولاية، واستعرض وكيل وزارة الزراعة موقف إزالة التعديات على الأراضي الزراعية، مشيرا إلى أنه تم إزالة عدد من الحالات، وجاري الانتهاء من إزالة الحالات المتبقية.

وخلال الاجتماع تم مناقشة المذكرة المقدمة من إدارة أملاك الدولة بالمحافظة والخاصة بتخصيص قطعة أرض أملاك دولة لإنشاء جمعية زراعية بأولاد بهيج بمركز العسيرات بمساحة 240 متر، ووجه المحافظ  بعرض الموضوع على وزارة الزراعة.

وشدد المحافظ خلال الاجتماع على ضرورة الجاهزية التامة لجميع الوحدات المحلية ومديريات الخدمات لموسم الشتاء، والاستعداد لمجابهة الأمطار والسيول حال حدوثها، مشيرا إلى التجهيز لإقامة اصطفاف لجميع الوحدات المحلية بمركز ومدينة طهطا للمراكز الشمالية، والمراكز الجنوبية سيكون في جرجا، ومراكز الوسط والأحياء بمركز ومدينة سوهاج، للتأكد من جاهزية المعدات والعناصر البشرية، موجها بالمرور لمراجعة جميع المصارف ومخرات السيول.

ووجه " سراج " بتنفيذ حملات مكبرة أيام الأربعاء والخميس والجمعة من كل أسبوع، تستهدف محيط جميع المدارس بنطاق المحافظة لرفع جميع الإشغالات وتحسين مستويات النظافة حفاظا على صحة وسلامة الطلاب، على أن تتم المتابعة المستمرة بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم، ومديرية الصحة. 

وفي إطار جذب المزيد من الاستثمارات وتوفير كافة الخدمات لأبناء سوهاج، وجه المحافظ بتوفير قطعة أرض أملاك دولة لصالح أحد الأندية الجماهيرية الكبرى، لإقامة مقر رياضي اجتماعي وثقافي يستهدف النشء من أبناء المحافظة، مؤكدا على أن وجود مثل هذه الأندية هو إضافة كبيرة لسوهاج، يستوعب أنشطة أبناء المحافظة كأحد محاور التنمية المجتمعية المهمة.

كما طالب المحافظ رؤساء الوحدات المحلية بحصر كافة الأجهزة والمعدات والسيارات المعطلة لسرعة إصلاحها والاستفادة منها في منظومة النظافة ورفع الإشغالات.

ومن جانبه كشف رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بسوهاج خلال الاجتماع عن خطة الشركة بالتعاون الوحدات المحلية، وتخصيص مبلغ 150 مليون جنيه لمد خدمات مياه الشرب والصرف الصحي لكافة الأماكن المحرومة داخل الحيز العمراني، مشيرا إلى بدء العمل بعدد 10 قرى بمركزي " أخميم، وطهطا"، ضمن المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصري " حياة كريمة ".

مقالات مشابهة

  • بعد نجاح تجربة الجمبري ببحيرة قارون.. إنزال المزيد من زريعة الأسماك
  • ما هي الأسئلة التي ستوجه للأسرة خلال اجراء التعداد السكاني؟
  • مليون عامل أجنبي: فرص العمل المحلية تحت الضغوط
  • كامل الوزير: نعمل على تشجيع الصناعة المحلية وجذب المزيد من الاستثمارات
  • عاد شتاء آخر… تعرف على تحديات فصل البرد والأمطار التي يتوقع أن يواجهها أهل غزة؟
  • محافظ سوهاج يشدد على ضرورة جاهزية الوحدات المحلية لمواجهة الأمطار والسيول
  • وزيرة التنمية المحلية: مصر والصين تجمعهما صداقة خاصة وشراكة استراتيجية
  • سعود الرحبي: نطمح لتوسيع خدماتنا وتحقيق المزيد من الابتكار في القطاع
  • تقزم وضعت كل بيضها في سلة حميدتي
  • محمد رمضان يعلن بدء العمل على أول ألبوماته الغنائية