جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-18@12:59:53 GMT

صيفنا في بلدنا أحلى

تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT

صيفنا في بلدنا أحلى

 

 

خالد بن خميس المويتي

ما أجمل ما حبانا الله في سلطنة عُمان من بيئات متغايرة، فالبحر يصحبنا من مسندم إلى ظفار، وسلسلة الجبال تُحيط بنا، وتلك الكثبان الرملية الذهبية تنعش البيئة، والمزروعات، والماشية في شرق الوطن، وغربه، كل ذلك مقوم طبيعي من مقومات السياحة في بلدنا العزيز؛ الأمر الذي يجعل من سلطنة عُمان مقصدا للزائرين على مدار العام، وواسطة ذلك العقد، تلك الدرة اليتيمة التي تبهر الناظرين في قلب الصيف.

 نعم.. إنها صلالة، بلد الجمال والأصالة، والسحر والنبالة، وما حولها من ولايات في محافظة ظفار، فصيف الدول العربية حارق، محرق، وصيف محافظة ظفار بارد، منعش، ويجمله الرذاذ الذي لا يُفارق المحافظة.

 إنها هبة من الله ربانية، وطبيعة خلابة نافست بعض الدول الأوروبية، والسائح العربي يفضل صلالة؛ لما يجد فيها من قيم، ومبادئ، وأخلاق قد لا تتوافر في الدول المشابهة لها طبيعة.

إنَّ السياحة هي ذلك المنبر الصامت، الذي يعرف بمكنونات الوطن، وهي النجاح الحقيقي الذي يتمثل في احتواء الزائرين، وتلبية متطلباتهم بما يضمن نقل صورة جميلة عن المواقع السياحية، وساكنيها، ولا يخل بثقافة الوطن، وعاداته، وأخلاقياته، ولا يقبل بالتنازلات؛ سعياً لهذا الاحتواء، ومن يضرب في الأرض يجد أن كل الدول السياحية لها ضوابط يلزم السائح اتباعها، وهي العتبة التي يقف عليها الجميع، فالقانون هو الضابط الذي يضمن لكلا الطرفين حقوقه.

إن فتح نافذة الحرية للسائحين على مصراعيها، يزرع في البلد المضيف ثقافة لم تبن على دين، والمرجو من الجهات ذات الاختصاص الالتفات إلى ذلك، ومن أمثلة هذه القوانين القائمة أنه يحظر على سائقي المركبات السير على المسطحات الخضراء؛ حفاظا على مراعي المواشي، وهذا القانون يجرم، ويغرم المتعدي عليه، فيما أحسب أن ثقافة الوطن، وفكر ساكنيه أولى بالمراعاة.

يظنُّ بعضنا أن سن القوانين التي تحفظ هوية الوطن تعرقل حركة السياحة، ولكن الأمر على عكس ذلك، فالسائح لم يخرج من وطنه بحثا عن ثقافته التي تركها في وطنه، فعلى العكس تماما هو يحب أن يتعرف على ثقافة البلد الذي يزوره، ويسعى أن يلبس ثيابه، ويكثر من الهدايا التي تمثل هوية ذلك البلد؛ ليفاخر بها حال عودته إلى وطنه، وعندما يجد قوانينا لا تمس معتقداته، وإنما هي تنظيمية فقط فسيحترمها، ويلتزم بها، ولنا سابقة في ذلك، فمن أراد دخول الجوامع، والقلاع فعليه التزام الستر، ولم يوجد ثمة اعتراض، بل تجد منهم تقبلا تاما.

إنَّ هناك كلمة خاصة أوجهها إلى جهات الاختصاص، مؤداها أن أغلبنا -إن لم يكن الجميع- قد سافر إلى مشارق الأرض، ومغاربها، وحال وقوفه في صف التذاكر للخدمات المقدمة للزائرين يسأله بائع التذاكر: مواطن، أم زائر؟، فإن كان زائراً سأله مجددا: سائح، أم طالب؟، فالأسعار ليست سواء، فالمواطن له سعر خاص، فهو في وطنه، ومن حقه أن يستمتع بكل ركن فيه، ويسهل له ذلك تلك الأسعار المغرية، وكل الإحصائيات الداخلية، والخارجية- فيما يخص السياحة- تؤكد أن نسبة السياح من المواطنين تكاد تربو على نصف الزائرين، وبهذه الخدمة سيتضاعف عددهم، هذا أولا. وثانيا: إن من كان طالبا، ولو في بلد أجنبي، فإن سعر تذاكر الدخول تكون عليه أقل من تلك التي يدفعها السائح؛ مراعاة له، وعامل جذب لأهله، ومحبيه في بلده الأصلي، فهو سينقل ذلك لكل سائل يسأله، ومن الشعارات الرائعة في ذلك: "صيفنا في بلدنا أحلى"، والسياحة الداخلية الأصل أنها أرخص ثمنا، وأكثر متعة، واستجماما، وأمنا.

وفَّق الله القائمين على أمر السياحة في بلدنا إلى تطوير هذا المرفق المهم، الذي هو لسان فصيح عنَّا وعن مقدرات وطننا وممتلكاته السياحية.

والله من وراء القصد، وهو وحده الهادي إلى سواء السبيل.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مجموعة دول غرب أفريقيا "الإيكواس" تمنح مهلة أخيرة للدول الثلاث التي شب انقلابيوها عن الطوق

ستة أشهر، ثم يتبين مصير العلاقة بين مجموعة دول غرب أفريقيا وبين ثلاثة أعضاء قرروا الخروج وتشكيل إطار إقليمي جديد، ليست الجغرافيا وحدها هي الرابطُ الأهم بين دوله، بل الانقلابات العسكرية والتحول الاستراتيجي في العلاقة بفرنسا والدول الغربية، وبناء شراكة جديدة مع روسيا. فهل نحن بصدد تفكك منظمة الإيكواس؟

اعلان

قال رئيس مفوضية الإيكواس عمر عليو توراي في الجلسة الختامية لقمة رؤساء الدول الإقليمية، يوم الأحد، في العاصمة النيجيرية أبوجا إنه "إن الهيئة قررت تحديد الفترة الممتدة ما بين 29 كانون الثاني/يناير 2025 و 29 تموز/ يوليو 2025 كفترة انتقالية، مع إبقاء أبواب الإيكواس مفتوحة أمام الدول الثلاث خلال هذه الفترة".

وأمهلت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا كلا من: النيجرومالي وبوركينافاسو، ستة أشهر من أجل إعادة النظر في قرارها بالانسحاب من المنظمة.

جاء ذلك بعد حوالي عام، من خطوة هي الأولى من نوعها منذ ما يقارب الـ 50 عامًا من وجود المجموعة التي تضم 15 دولة، حين أعلنت المجالس العسكرية في النيجر ومالي وبوركينا فاسو، في كانون الثاني/ يناير الماضي، أنها قررت مغادرة مجموعة إيكواس، متهمة إياها بفرض عقوبات "غير إنسانية وغير مسؤولة" تتعلق بالانقلاب، والفشل في مساعدتهم على حل أزماتهم الأمنية الداخلية.

وزير الخارجية النيجيري يوسف توغار و الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي وعمر توراي رئيس مفوضية الإيكواس قبل بدء اجتماع الإيكواس 15 كانون الأول ديسمبر 2024Olamikan Gbemiga/AP

وكان رئيس مفوضية المجموعة غرب الإفريقية عمر توراي قد قال إنه "على الرغم من أن المغادرة الوشيكة لبوركينا فاسو ومالي والنيجر من المجموعة أمر محبط"، فإن الإيكواس ترحب بـ"جهود الوساطة الجارية".

وأشاد توراي بالجهود التي يبذلها مبعوثو الكتلة لحل الأزمة. وقال "تؤكد هذه الجهود على التزامكم الجماعي بالحفاظ على السلام والوحدة في منطقتنا".

الدول الثلاث التي يحكمها انقلابيون، ترفض جهود الإيكواس، وبدأ المسؤولون الجدد فيها يفكرون في كيفية إصدار وثائق السفر بشكل منفصل عن الإيكواس وتشكيل تحالف خاص بهذه الدول المرتبطة بحدود جغرافية بينية، وبعلاقات متوترة مع فرنسا، وبتفاهمات جديدة مع روسيا. ومن المتوقع إنهاء علاقتها بمنظمة الإيكواس، في كانون الثاني/ يناير المقبل.

رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو يقف لالتقاط صورة قبل بدء اجتماع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا نيجيريا 15 كانون الأول ديسمبر 2024Olamikan Gbemiga/AP

قال بولا تينوبو رئيس نيجيريا ورئيس الإيكواس، إن التحديات التي يواجهها العالم وفي المنطقة تختبر قدرتها على العمل معًا. وقال "لا ينبغي لنا أن نغفل عن مسؤوليتنا الأساسية، وهي حماية مواطنينا وخلق بيئة مواتية حيث يمكن تطبيق الازدهار".

الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فايي يلتقط صورة قبل بدء اجتماع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا نيجيريا 15 كانون الأول ديسمبر 2024Olamikan Gbemiga/APما لك وما عليك.. ماذا عن الامتيازات؟

إن التنقل بدون تأشيرة إلى الدول الأعضاء يعتبر من الفوائد الرئيسية لكون الدولة عضوًا في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. وليس من الواضح كيف يمكن أن يتغير ذلك بعد مغادرة الدول الثلاث للكتلة.

وسئل رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا عن مثل هذا الموضوع في تموز/ يوليو، فقال: "عندما تخرج من اتفاقية ... إذا كانت تتعلق بالتجارة الحرة وحرية تنقل الأشخاص، فإن خطر فقدان هذه التنازلات يظل قائمًا".

الرئيس الليبيري جوزيف بواكاي يلتقط صورة قبل بدء اجتماع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في أبوجا بنيجيريا 15 كانون الأول ديسمبر 2024Olamikan Gbemiga/AP

قالت الدول الثلاث "المارقة"، في بيان مشترك يوم السبت إنه في حين سيظل الوصول إلى أراضيها بدون تأشيرة لمواطني غرب إفريقيا الآخرين، فإنها "تحتفظ بالحق ... في رفض دخول أي مواطن من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا يقع ضمن فئة المهاجرين غير المقبولين".

ويقول باباكار ندياي، من معهد تمبكتو لدراسات السلام ومقره السنغال: إن هذا التقسيم يمثل التحدي الأكبر الذي تواجهه المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا منذ إنشائها، باعتبارها أعلى سلطة سياسية في المنطقة، منذ تأسيسها عام 1975.

Relatedارتفاع قياسي في أعداد الأطفال المصابين بالصدمة النفسية في بوركينا فاسومع زيادة حدة التوتر.. مالي والنيجر وبوركينا فاسو تنسحب من "إيكواس"مهرجان مسرحي.. بسمة في بحر من دموع النازحين في بوركينا فاسو.. البلد الذي مزقته الصراعات والانقلاباتلمحة أقرب إلى الموضوعية

ويقول مجاهد دورماز، المحلل البارز في شركة الاستشارات العالمية للمخاطر فيريسك مابلكروفت (Verisk Maplecroft)، إن فرص عودة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إلى سابق عهدها ستكون ضئيلة غالبا، لأن الكتلة تريد العودة السريعة إلى الديمقراطية، وهو أمر لم تلتزم به المجالس العسكرية في الدول الثلاث المتمردة.

وأضاف دورماز أن السماح للمجالس العسكرية بالبقاء في السلطة "قد يعرض المزيد من التفتت الإقليمي للخطر"، في حين أن الاعتراف بها كسلطات شرعية من شأنه أن يمثل "انحرافًا خطيرًا عن المبادئ التأسيسية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا".

وقال إن الكتلة الإقليمية فشلت كذلك في إدارة الموقف بأفضل طريقة ممكنة، مضيفا: "أن ردود الفعل غير المتسقة أعطت للكتلة تجاه الانقلابات في المنطقة انطباعًا يوحي بأن موقفها متأثر أكثر بالطموحات السياسية للدول الأعضاء، أكثر من مبادئها التأسيسية لتعزيز الحكم الديمقراطي".

المصادر الإضافية • أ ب

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية في خطوة رائدة.. المغرب ينتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في أفريقيا تسمم غامض يصيب الأطفال في جنوب أفريقيا ويؤجج مشاعر الكراهية ضد الأجانب هل تستفيد أفريقيا من رئاسة ترامب؟ توقعات حذرة.. وأمل ضئيل غينيا بيساوبوركينافاسو -انقلابالمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (إيكواس)الاتحاد الأفريقيانقلابنيجيريااعلاناخترنا لك يعرض الآن Next بعد أيام من رحيل الأسد.. الاتحاد الأوروبي يبحث تطبيع العلاقات مع هيئة تحرير الشام وإسقاط العقوبات يعرض الآن Next أوكرانيا: مقتل وإصابة 30 جنديًا من قوات كوريا الشمالية الداعمة لروسيا في معارك كورسك يعرض الآن Next مقتل الفلسطيني خالد نبهان.. الجد الذي أبكى العالم أثناء وداع حفيدته "روح الروح" يعرض الآن Next لليوم الثالث: نتنياهو يمثل أمام المحكمة في قضية الفساد يعرض الآن Next هجرة الأطباء السوريين وعودتهم إلى وطنهم بعد انهيار الأسد: أزمة تهدد المستشفيات الألمانية اعلانالاكثر قراءة بشار الأسد: لم أغادر الوطن وبقيت في دمشق حتى 8 ديسمبر الكرملين: لا قرارات نهائية بشأن مستقبل القواعد الروسية في سوريا حتى الآن زلزال بقوة 4.9 درجة يهز الجزائر لصوص بالعشرات بينهم رجال ونساء وأطفال.. جرائم نهب وحرق للبيوت داخل مجمع سكني قرب دمشق مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومسوريابشار الأسدهيئة تحرير الشام إسرائيلروسياإيراندمشقسرقةداعشقطاع غزةعيد الميلادضحاياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • المغرب: سنكون من أوائل الدول التي ترخص العملات المشفرة
  • المغرب: سنكون من أوائل الدول التي ترخص للعملات المشفرة
  • الدول الأوروبية التي تقدم أعلى أجور
  • المطران عطا الله حنا: يجب أن تتوقف الحرب التي يدفع فاتورتها المدنيين الأبرياء
  • أدنى الأجور في أوروبا: تعرف على الدول التي تتصدر القائمة والتفاصيل اللافتة حول تركيا
  • التحديات التي تواجه لقاحات كورونا الجديدة
  • جامعة الدول العربية تؤكد أهمية الدبلوماسية الرياضية في نقل صورة مشرفة عن الوطن العربي إلى العالم
  • البرلمان العربي يشيد بالجهود والإنجازات التي حققتها سلطنة عمان في مجال حقوق الإنسان تحت قيادة السلطان هيثم
  • مجموعة دول غرب أفريقيا "الإيكواس" تمنح مهلة أخيرة للدول الثلاث التي شب انقلابيوها عن الطوق
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته