جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-23@09:52:41 GMT

صيفنا في بلدنا أحلى

تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT

صيفنا في بلدنا أحلى

 

 

خالد بن خميس المويتي

ما أجمل ما حبانا الله في سلطنة عُمان من بيئات متغايرة، فالبحر يصحبنا من مسندم إلى ظفار، وسلسلة الجبال تُحيط بنا، وتلك الكثبان الرملية الذهبية تنعش البيئة، والمزروعات، والماشية في شرق الوطن، وغربه، كل ذلك مقوم طبيعي من مقومات السياحة في بلدنا العزيز؛ الأمر الذي يجعل من سلطنة عُمان مقصدا للزائرين على مدار العام، وواسطة ذلك العقد، تلك الدرة اليتيمة التي تبهر الناظرين في قلب الصيف.

 نعم.. إنها صلالة، بلد الجمال والأصالة، والسحر والنبالة، وما حولها من ولايات في محافظة ظفار، فصيف الدول العربية حارق، محرق، وصيف محافظة ظفار بارد، منعش، ويجمله الرذاذ الذي لا يُفارق المحافظة.

 إنها هبة من الله ربانية، وطبيعة خلابة نافست بعض الدول الأوروبية، والسائح العربي يفضل صلالة؛ لما يجد فيها من قيم، ومبادئ، وأخلاق قد لا تتوافر في الدول المشابهة لها طبيعة.

إنَّ السياحة هي ذلك المنبر الصامت، الذي يعرف بمكنونات الوطن، وهي النجاح الحقيقي الذي يتمثل في احتواء الزائرين، وتلبية متطلباتهم بما يضمن نقل صورة جميلة عن المواقع السياحية، وساكنيها، ولا يخل بثقافة الوطن، وعاداته، وأخلاقياته، ولا يقبل بالتنازلات؛ سعياً لهذا الاحتواء، ومن يضرب في الأرض يجد أن كل الدول السياحية لها ضوابط يلزم السائح اتباعها، وهي العتبة التي يقف عليها الجميع، فالقانون هو الضابط الذي يضمن لكلا الطرفين حقوقه.

إن فتح نافذة الحرية للسائحين على مصراعيها، يزرع في البلد المضيف ثقافة لم تبن على دين، والمرجو من الجهات ذات الاختصاص الالتفات إلى ذلك، ومن أمثلة هذه القوانين القائمة أنه يحظر على سائقي المركبات السير على المسطحات الخضراء؛ حفاظا على مراعي المواشي، وهذا القانون يجرم، ويغرم المتعدي عليه، فيما أحسب أن ثقافة الوطن، وفكر ساكنيه أولى بالمراعاة.

يظنُّ بعضنا أن سن القوانين التي تحفظ هوية الوطن تعرقل حركة السياحة، ولكن الأمر على عكس ذلك، فالسائح لم يخرج من وطنه بحثا عن ثقافته التي تركها في وطنه، فعلى العكس تماما هو يحب أن يتعرف على ثقافة البلد الذي يزوره، ويسعى أن يلبس ثيابه، ويكثر من الهدايا التي تمثل هوية ذلك البلد؛ ليفاخر بها حال عودته إلى وطنه، وعندما يجد قوانينا لا تمس معتقداته، وإنما هي تنظيمية فقط فسيحترمها، ويلتزم بها، ولنا سابقة في ذلك، فمن أراد دخول الجوامع، والقلاع فعليه التزام الستر، ولم يوجد ثمة اعتراض، بل تجد منهم تقبلا تاما.

إنَّ هناك كلمة خاصة أوجهها إلى جهات الاختصاص، مؤداها أن أغلبنا -إن لم يكن الجميع- قد سافر إلى مشارق الأرض، ومغاربها، وحال وقوفه في صف التذاكر للخدمات المقدمة للزائرين يسأله بائع التذاكر: مواطن، أم زائر؟، فإن كان زائراً سأله مجددا: سائح، أم طالب؟، فالأسعار ليست سواء، فالمواطن له سعر خاص، فهو في وطنه، ومن حقه أن يستمتع بكل ركن فيه، ويسهل له ذلك تلك الأسعار المغرية، وكل الإحصائيات الداخلية، والخارجية- فيما يخص السياحة- تؤكد أن نسبة السياح من المواطنين تكاد تربو على نصف الزائرين، وبهذه الخدمة سيتضاعف عددهم، هذا أولا. وثانيا: إن من كان طالبا، ولو في بلد أجنبي، فإن سعر تذاكر الدخول تكون عليه أقل من تلك التي يدفعها السائح؛ مراعاة له، وعامل جذب لأهله، ومحبيه في بلده الأصلي، فهو سينقل ذلك لكل سائل يسأله، ومن الشعارات الرائعة في ذلك: "صيفنا في بلدنا أحلى"، والسياحة الداخلية الأصل أنها أرخص ثمنا، وأكثر متعة، واستجماما، وأمنا.

وفَّق الله القائمين على أمر السياحة في بلدنا إلى تطوير هذا المرفق المهم، الذي هو لسان فصيح عنَّا وعن مقدرات وطننا وممتلكاته السياحية.

والله من وراء القصد، وهو وحده الهادي إلى سواء السبيل.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محمد رضا «معلم السينما» الذي أضحك الأجيال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحل اليوم الجمعة، ذكرى وفاة الفنان محمد رضا، الذي يعد أحد أبرز نجوم الكوميديا في تاريخ السينما والمسرح المصري، والذي استطاع أن يضفي على الشاشة روحًا فريدة تجمع بين الدعابة والإنسانية، تاركًا بصمة خالدة في قلوب الجماهير بأدواره المميزة وشخصيته المحبوبة.

بداياته متواضعة لكنها مشبعة بالحماس

في الحادي والعشرين من ديسمبر عام 1921 ولد محمد رضا في بيئة بسيطة بمدينة أسيوط، حيث نما في أجواء تنضح بالثقافة الشعبية والتراث المصري، وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي واجهها في طفولته، حملته شغفه بالفن إلى السعي وراء تحقيق أحلامه، فكانت بداياته متواضعة لكنها مشبعة بالحماس والتصميم على الوصول إلى القمة.

درس محمد رضا الهندسة في البداية قبل أن يتحول إلى عالم التمثيل، فلم يكن الطريق إلى الشهرة مفروشًا بالورود، فقد بدأ مسيرته بتجارب فنية متعددة قبل أن يتجه رسميًا إلى عالم المسرح والسينما، التحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية كان خطوة فاصلة، حيث تدرب وتعلم أصول الأداء المسرحي الذي مهد له الفرصة لتطوير أسلوبه الفريد، فقد استغل كل فرصة صغيرة ليثبت موهبته، ما أكسبه ثقة مخرجي الأفلام والمسارح في تلك الحقبة الذهبية للفن المصري.

فيلم 30 يوم في السجن 

انتقل محمد رضا إلى الشاشة الكبيرة في فترة ازدهار السينما المصرية، وسرعان ما أصبح رمزًا للكوميديا الراقية، فقد شارك في أكثر من 300 عمل فني، منها أفلام أصبحت من كلاسيكيات السينما مثل: «30 يوم في السجن»، الذي جمعه مع كبار نجوم عصره أمثال فريد شوقي، أبو بكر عزت، نوال أبو الفتوح، مديحة كامل، ميمي شكيب، وثلاثي أضواء المسرح سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد، والعمل من إخراج نيازي مصطفى، «حكاية بنت اسمها محمود»، «سفاح النساء»، «البحث عن فضيحة»، «رضا بوند» و«السكرية»، حيث برع في تقديم الأدوار التي جمعت بين الفكاهة والدراما، كما أبدع على خشبة المسرح في أعمال مثل «زقاق المدق» التي خلدت صورة الممثل الماهر والمرح.

اشتهر محمد رضا بأداء شخصية «المعلم» في العديد من الأفلام والمسرحيات، حتى أصبحت أيقونة راسخة في ذاكرة الجمهور، فلم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل امتلك قدرة على تقديم الكوميديا الراقية الممزوجة بالعمق الإنساني، ما جعله واحدًا من أكثر الممثلين شعبية في السينما المصرية.

لم يكن محمد رضا فقط فنانًا على الشاشة، بل كان شخصية ذات حضور كاريزمي استثنائي، فقد امتلك حسًا فكاهيًا يعتمد على السخرية الراقية والذكاء في المواقف، مما جعله محبوبًا من قبل جماهير واسعة، إضافة إلى قدرته على التفاعل مع المواقف الاجتماعية والسياسية في عصره، دون المساس بجوهر الكوميديا، أكسبته احترام وإعجاب مختلف فئات المجتمع، فكان يتميز بإيماءاته المميزة، وتوقيته الكوميدي الذي خلق له مكانة خاصة بين زملائه وفي قلوب محبيه.

فيلم البحث عن فضيحة 

تجاوز تقدير محمد رضا كونه مجرد ممثل، فقد أصبح رمزًا ثقافيًا يمثل روح الدعابة المصرية وقدرتها على تخطي صعوبات الحياة بابتسامة، وقد عبر الكثير من الفنانين والمثقفين عن امتنانهم لمساهماته التي فتحت آفاقًا جديدة في تقديم الفن الكوميدي بطريقة راقية وإنسانية، فكانت لمساته الفنية تعكس حالة اجتماعية واجتماعية مر عليها المجتمع المصري، مما جعل أعماله وثائق ثقافية تعبر عن روح عصرها.

على الرغم من رحيل الفنان محمد رضا في 21 فبراير عام 1995، إلا أن إرثه الفني لا يزال حيًا، فقد ترك خلفه مجموعة ضخمة من الأعمال التي تدرس في معاهد الفنون ويستشهد بها في حلقات النقاش السينمائي، لذا يعد دوره في تشكيل الوجدان الجماهيري وابتكار صيغة الكوميديا المصرية من العوامل التي أسهمت في استمرار تأثيره على الأجيال الجديدة، وتعاد عرض أعماله القديمة في قنوات التلفزيون السينمائي والمهرجانات الفنية، ما يؤكد مكانته كواحد من أعمدة الكوميديا في مصر والعالم العربي.

 

مقالات مشابهة

  • تراجع ترامب عن خطاب التهجير.. ما الذي حدث؟
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • البدوي الذي يشتم رائحة الثلج ..!
  • قصة المعلم الإسباني الذي وقع في حب السعودية .. فيديو
  • سرّ جديد عن اغتيال نصرالله.. من الذي خطط لذلك؟
  • عبدالله السدحان: لبنان في وطنه الثاني والإعلام سلاح إيجابي
  • محمد رضا «معلم السينما» الذي أضحك الأجيال
  • السنجلة أحلى ولا الزواج .. نيللي كريم تكشف عن رأيها بخصوص الارتباط مجددًا
  • محافظة حمص تبدأ تأهيل الساعة الجديدة ضمن حملة “حمص بلدنا”‏
  • فرحة المزارعين أثناء حصاد محصول الجزر بالمنوفية.. «إنتاجية عالية من خير بلدنا»