لينا الموسوي

الصراعات والحروب بين البشر ظهرت منذ القدم، واختلفت أساليبها وأسبابها باختلاف عصورها وأزمنتها، وهذا يرجع إلى الطبيعة البشرية التي تفاوتت في حبها للمال والجاه والسلطة.

ولكن مع الأسف الشديد، أصبح بعض البشر يبذلون قصارى جهودهم لاختراع وتطوير الأسلحة والأدوات اللازمة لتدمير غيرهم من البشر لاعتقاد البعض بأنَّ البقاء للأقوى.

فإذا رجعنا إلى الخلف، سنجد أنَّ أساليب الحروب وأسلحتها اختلفت حسب اختلاف قوى الشعوب وثقافتها؛ فمنها من يحارب بالسلاح، ومنها من يدمر بالاقتصاد، ومنها من يفتعل الأزمات ليفكك المجتمعات، ومنها من اخترع أسلوبا جديدا لتدمير بيئة ونفسية بعض المجتمعات وذلك باستخدام بالونات مليئة بالنفايات والقاذورات كما فعلت إحدى الدول مع جارتها حسب ما قرأته في أحد تقارير نشرات الأخبار.

وهذا ما جعلني أتفكر وأتساءل وانظر للموضوع من زاوية أخرى، زاوية بعيدة كل البعد عن السياسة التي أدت لحرب النفايات.. إنها زاوية تركز على عمق الفكرة ومدى تأثيرها السلبي على البشر من كل النواحي البيئية والاجتماعية والتكنولوجية والنفسية.

فإذا نظرنا إليها من الناحية البيئية، سنجدها من أحد أكبر الملوثات التي تضر بصحة المجتمعات؛ لزيادة الملوثات، فتحد من النظافة وتزيد الفوضى وتقلل النظام، ومن الناحية الاجتماعية تحطُّ من رفعة وقدر وقيمة ورقي هذه المجتمعات؛ لأن النظافة البيئية كنظافة المدينة والمعمار تعتبر أحد أهم عوامل الارتقاء.

أما من الناحية النفسية، وهذا ما وددت الحديث عنه، فحسب اعتقادي أن ما تحمله كلمة حرب النفايات من معنى آخر؛ ما يُسمَّى باللغة العربية بالكناية والتي تؤثر تأثيرا مباشرا على لغة التخاطب التي تُستخدم في المجتمعات بين الأشخاص كالكلام غير اللائق والعصبية والمسبَّات؛ سواء كانت داخل الأسر أو في شوارع والمدن، أو بين الأفراد، أشبه بالقاذورات اللغوية التي تُؤثر سلبا على نفسيات وسمعة الأفراد الذين يعيشون في تلك المجتمعات.

 حيث نجد أحيانا أسلوب التخاطب بين أفراد المجتمع؛ سواء كان داخل البيوت أو في الشوارع أو الأحياء، أسلوب جارح وكلمات فظة مهينة، كأنها أسهم مسمومة تصيب القلب وتؤذي النفس وتحطم الذات. هذا النوع من لغة التخاطب قد يشعر الإنسان بالاستياء والضرر؛ فيؤثر تأثير سلبي على شخصه وأدائه، ويقلل من احترامه لنفسه وذاته.

وفي الحقيقة، هذا النوع من الحروب الذي يعم ويتغلغل داخل المجتمعات واحد من أهم أسبابه: الجهل وعدم التفكر في الأساليب والأحداث قد يكون سلاحه اقوى بكثير من الحرب المتعارف عليها. فالكلام غير الموزون الذي يتلفظ به الفرد يُحاسب عليه مع مرور الوقت، ويُتداول عبر الأجيال، فيقلل من رفعة وقيمة المجتمعات.

ما وددت قوله من خلال كلامي عن قصة هذه الحرب الغريبة التي تداولتها نشرات الأخبار قبل مدة، والتي سخرنا منها لغرابتها، دون أن نتوقف قليلا ونتفكر في عمق وأبعاد ما تحتويه من مؤثرات قد تكون في الحقيقة أغرب وأقوى الحروب المدمرة لأساس بناء المجتمعات؛ فبناء وتطوير النفس والحفاظ على نظافتها وسلامتها هو أساس البناء الصحيح للمجتمع وتطوره.

لذلك؛ أحبتي التفكُّر بما يحدث وانتقاء الكلام الجميل الراقي يُفرِح النفس ويغذِّي الروح ويرفع من شأن الإنسان ومجتمعه؛ فبمعاشرة الكرام يرتفع المقام .

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أمانة حائل ترفع ‏أكثر من 38000 ألف طن من النفايات المنزلية والمبعثرة خلال شهر أغسطس

المناطق_واس

رفعت أمانة منطقة حائل خلال شهر أغسطس الماضي , 38500 طن من النفايات المنزلية والمبعثرة ، وذلك لتحقيق الارتقاء بمستوى الخدمات من مختلف أحياء مدينة حائل وتصحيح البيئة الحضرية بما يعزز الصحة والسلامة العامة للسكان .

 

أخبار قد تهمك أمانة حائل تواصل أعمالها في رفع كفاءة الطرق وتعزيز السلامة المرورية 29 أغسطس 2024 - 7:15 مساءً “أمانة حائل” تواصل أعمالها الميدانية لمعالجة التشوه البصري ‏بالمنطقة 8 يوليو 2024 - 12:11 مساءً

 

كما شملت الأعمال إنجاز أعمال الكنس اليدوي بطول 6000 كيلو متر مربع, والالتقاطات من الأراضي الفضاء بطول 40000 كيلو متر مربع ، إلى جانب صيانة 950 حاوية وغسيل 50000 من الحاويات المتفرقة، وكذلك إزالة مخلفات الهدم بمقدار 45000 طن.

 

 

ودعت الأمانة الأهالي والمقيمين إلى المشاركة الفعالة في تحقيق مستهدفات معالجات التشوه البصري والحفاظ على الصحة البيئية من خلال التعاقد مع الجهات المعنية لاحتواء ونقل مخلفات الهدم والبناء وتقليل نسبة النفايات الصادرة من المنازل ، والإبلاغ عن أي مخالفات أو تجاوزات عبر منصة (بلدي) ومركز الاتصال الموحد 940 .

مقالات مشابهة

  • تكريم الداعمين للجهود البيئية بالمؤسسات الحكومية والأهلية بقنا
  • مجتمع النفايات الفكرية «١»
  • أمانة حائل ترفع ‏أكثر من 38000 ألف طن من النفايات المنزلية والمبعثرة خلال شهر أغسطس
  • حجم النفايات البلاستيكية العالمية يصل إلى 57 مليون طن سنويًا ويُلقى في المحيطات
  • حالة تدنيس العش التي تُصيب المراهقين..كيف يتعامل معها الأهل؟
  • حماس: تفشي الأمراض المعدية داخل سجون الاحتلال دليل جديد على حجم الظروف الكارثية التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون
  • أمانة الرياض تعزز الامتثال والأعمال البيئية في العاصمة
  • تضّرر أكثر من 420 ألف شخص وتدمير آلاف المنازل والملاجئ جراء الأمطار الغزيرة
  • الخيميائي وطاقة الشر (١)
  • Ooredoo تصدر أول تقرير مستقل للاستدامة البيئية والاجتماعية