يروي سام وإيما جونسون تجربة خاضها عمهما عبر موقع هيئة الأرصاد الجوية الوطنية بالولايات المتحدة، والذي كان أحد ضحايا الإنهاك الحراري، والذي وصل به إلى غرفة الطوارئ بالمستشفى. كان عمهما حكَمًا في إحدى مباريات كرة القدم، وقضى وقتًا طويلًا في الشمس، الأمر الذي تسبب بإصابته بحروق شمس شديدة.

لم يكن الرجل يعرف كيف يمكنه الوقاية من الإنهاك الحراري، ولا ما هي أفضل طريقة للتعامل معه عند حدوثه، وقرر أن أفضل علاج ممكن هو ترطيب بشرته المتضررة، واختار استخدام الفازلين مرطبا.

ولم يكن يعلم أن الفازلين سيحبس الحرارة، وأدى ذلك إلى ارتفاع درجة حرارته الداخلية. ورغم وضعه في حمام من الثلج ومحاولة إزالة الفازلين، فإنه احتاج للمزيد من المساعدة، والذهاب إلى غرفة الطوارئ في إحدى المستشفيات بسبب ضربة الشمس.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2منزل بارد بدون تكييف.. 14 طريقة للنجاة من ليالي الصيف الحارةlist 2 of 2تبريد طبيعي.. 8 حلول ذكية للتغلب على الحر دون اللجوء لأجهزة التكييفend of list

وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية، رُبما يكون من الهام هنا التعرّف على المقصود بالإنهاك الحراري، وكيفية الوقاية منه أو علاجه عند حدوثه.

الفازلين مرطب آمن للبشرة، ولكنه في الصيف يحبس الحرارة مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية (شترستوك) جسد ساخن لا يبرّد نفسه

وفقًا لموقع "هيلث لاين"، فإن الإنهاك الحراري اضطراب يحدث عندما ترتفع درجة حرارة الجسم استجابة لعوامل خارجية، مثل ارتفاع درجة الحرارة، دون أن يستطيع الجسم تبريد نفسه.

ويوضح موقع "ويب مد" أنه يمكن اعتبار أن هذا الاضطراب رد فعل من الجسم على فقدان الكثير من الماء والملح بسبب كثرة التعرق. وكلما زاد تعرق الشخص استنزف سوائل الجسم والمعادن الأساسية مثل الصوديوم والبوتاسيوم، وهذا يتسبب بظهور الأعراض الرئيسية للإنهاك الحراري.

ويمكن أن يحدث الإنهاك الحراري حتى وإن كنت داخل المنزل دون تكييف الهواء، أثناء موجات الحر المتتالية.

ضربة الشمس قد تكون حالة خطيرة ويمكن أن تؤدي إلى تلف دائم في الدماغ  (الألمانية) الإنهاك الحراري.. ضربة الشمس

الإنهاك الحراري وضربة الشمس حالتان مختلفتان، لكنهما مرتبطتان، فإذا كان الشخص يُعاني من أعراض الإنهاك الحراري ولم يتخذ خطوات سريعة لتبريد جسمه، فقد يُصاب بضربة الشمس.

ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض الأميركي، فإن ضربة الشمس هي أخطر الاضطرابات المرتبطة بالحرارة، ويحدث هذا الاضطراب عندما لا يستطيع الجسم التحكم في درجة حرارته، وهنا ترتفع درجة حرارة الجسم بسرعة وتفشل آلية التعرق ويصبح الجسم غير قادر على تبريد نفسه.

وضربة الشمس قد تكون حالة خطيرة، ويمكن أن تؤدي إلى تلف دائم في الدماغ والتسبب بإعاقة دائمة، وقد تصل مضاعفاتها إلى الموت.

ومن الأعراض التي تُشير إلى إصابة الشخص بضربة الشمس ما يلي:

ارتفاع درجة حرارة الجسم.  تغير الحالة العقلية للشخص والتلعثم ورُبما الهلوسة.  الإغماء. عدم القدرة على التعرق.

أما أعراض الإنهاك الحراري فتشمل:

ارتفاع درجة حرارة الجسم. الشعور بالدوار أو الإغماء. بشرة باردة ورطبة مع قشعريرة. الزغللة وعدم وضوح الرؤية. الصداع والغثيان والقيء والتعرق الشديد. ضربات قلب سريعة والتنفس السريع. انخفاض في ضغط الدم عند الوقوف. انخفاض كمية البول. العلاج والوقاية

لتقليل خطر الإصابة بالإنهاك الحراري، هناك بعض الأشياء البسيطة التي يُمكنك القيام بها عندما يكون الجو حارا، وفقا لموقع "هيلث لاين"، ومنها:

البقاء في مكان بارد قدر المستطاع: فإذا لم يكن لديك مكيف هواء في المنزل، فليس عليك البقاء بالمنزل وتحمّل تبعات الحرارة المرتفعة، يمكنك البحث عن أقرب مكان عام به مكيف هواء، سواء أكان مكتبة عامة أم مركز تسوق.. يمكنك الذهاب إلى هناك وقضاء الأوقات الأكثر حرارة في اليوم، شريطة أن يكون المكان قريبا من بيتك، حتى لا تتكبد عناء التنقل الطويل في الحر. حاول حماية نفسك من حروق الشمس: فالتعرض لحروق الشمس يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاضطرابات الصحية المتعلقة بالحرارة. وللحماية من الحروق يمكنك استخدام واقي الشمس واسع النطاق مع عامل حماية من الشمس لا يقل عن 15، وإعادة وضعه على الأماكن المعرضة للشمس كل ساعتين أو بعد السباحة أو التعرق كثيرا. تجنب الخروج في الأوقات الحارة: إذا كنت ترغب مثلًا في ممارسة التمارين الرياضية بالخارج، فعليك فعل هذا في الصباح الباكر أو في المساء لتجنب الأوقات الأكثر حرارة من اليوم. استعن بملابس خفيفة ذات ألوان فاتحة: هنا يجب أن تعرف أن الألوان الداكنة تمتص الحرارة، الأمر الذي قد يزيد من درجة حرارة الجسم. ومن الأفضل ارتداء الملابس ذات الألوان الفاتحة وأن تكون من الأقمشة والخامات الخفيفة قدر المستطاع. حاول إبعاد الشمس عن رأسك ووجهك: إذا كان عليك الخروج مضطرا خلال الأوقات الحارة، فعليك أن تحرص على إبعاد الشمس عن رأسك ووجهك، فهذا من شأنه أن يساعدك على التحكم في درجة حرارة جسمك. ولتحقيق هذا، يمكنك ارتداء قبعة شمسية خفيفة الوزن. حافظ على ترطيب جسمك: عليك خلال الأوقات الحارة أن تحتفظ دوما بزجاجة من الماء معك، حتى تتمكن من الشرب منها بشكل متكرر، فعدم وجود الماء قربك قد يجعلك تنسى شرب الماء أو تتكاسل عنه. وعدم شرب الماء يمكن أن يجعلك تُصاب بالجفاف، وهو حالة تحدث عندما تفقد سوائل أكثر مما تتناولها، وقد يكون للجفاف مضاعفات خطيرة ومهددة للحياة أحيانًا.
الإكثار من السوائل يساعد الجسم على مواجهة مخاطر حرارة الصيف (الألمانية)

عند إصابتك بالإنهاك الحراري.. افعل ما يلي:

حاول تبريد جسمك بأخذ حمام بارد والانتقال إلى منطقة مظللة أو مكان به مكيف هواء. اشرب الماء أو المشروبات الرياضية، على أن يكون في شكل رشفات صغيرة على مدار ساعة تقريبا بدلاً من شرب كميات كبيرة بشكل سريع. التخلص من أي ملابس ثقيلة أو ملحقات زائدة. وضع كمادات ثلج أو مناشف مبللة على الجسم، وبشكل خاص على الجبهة أو المعصم أو الجزء الخلفي من الرقبة أو أسفل الذراعين. إذا لم تشعر بالتحسن خلال ساعة من فعل هذه الإجراءات، فاطلب المساعدة الطبية على الفور. تذكر أن الإنهاك الحراري غير المعالج يمكن أن يتطور إلى ضربة شمس، وهي حالة خطيرة كما سبق الذكر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات طقس وحرارة درجة حرارة الجسم الإنهاک الحراری ارتفاع درجة ضربة الشمس یمکن أن

إقرأ أيضاً:

هل نحن على أعتاب عصر مناخي جديد من الاحترار؟

في العام 2024، شهد العالم احترارا تخطّى 1,5 درجة مئوية، وقد أكدت دراستان نُشرتا مؤخرًا أن تجاوز هذه العتبة التي حددها اتفاق باريس للمناخ وارد على المدى البعيد، لأنّ درجات الحرارة الأخيرة تأتي في إطار اتجاه طويل الأمد.

ويشير باحثون في مقالات نُشرت بصورة متزامنة في مجلة «نيتشر كلايمت تشينج» إلى أننا ربما دخلنا فترة ستمتد لعقود تتجاوز فيها معدلات الاحترار عتبة 1,5 درجة مئوية مقارنة مع مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

وكان 2024 أول عام في التقويم العالمي يتجاوز هذا المستوى من الاحترار، إذ بلغ متوسط ارتفاع درجات الحرارة على سطح الكوكب 1,55 درجة مئوية مقارنة بمعدلات الفترة 1850-1900، وفق تحليل أجرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية استنادا إلى ست قواعد بيانات دولية رئيسية.

وقبل ذلك، رُصدت بالفعل سلسلة من اثني عشر شهرا متتالية تخطى فيها معدل الاحترار هذه العتبة في يونيو 2024 بواسطة مرصد كوبرنيكوس الأوروبي.

وقالت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية سيليست ساولو «عام واحد تخطى خلاله الاحترار عتبة 1,5 درجة مئوية لا يعني أننا فشلنا في تحقيق الأهداف المناخية طويلة الأمد لاتفاقية باريس، والتي تمتد على عقود من الزمن»، مرددةً رسالة الحذر المعتادة لوكالات المناخ الرئيسية.

«إنذار مبكر»

وتهدف اتفاقية باريس التاريخية التي جرى التوصل إليها في عام 2015 إلى إبقاء معدلات ارتفاع درجة حرارة الأرض عند مستوى أقل بكثير من درجتين مئويتين، مع مواصلة الجهود لحصر الاحترار عند درجة مئوية ونصف درجة مقارنة بمعدلات ما قبل الثورة الصناعية.

لكن درجات الحرارة هذه تشير إلى متوسط مناخي - وهو ما يقاس عادة على مدى عشرين عاما - ما يتيح التخفيف من حدة التباين في درجات الحرارة من عام إلى آخر. وبحسب هذا التعريف، يبلغ الاحترار الحالي حوالي 1,3 درجة مئوية.

وفي الدراستين، يتساءل الباحثون مع ذلك عما إذا كان تجاوز عتبة 1,5 درجة مئوية في عام واحد يمثل «إنذارا مبكرا» يشير إلى أن الحد الطويل الأجل يتم تجاوزه بالفعل.

وقد درس فريق يتخذ مقرا في ألمانيا والنمسا هذه المسألة من خلال الجمع بين البيانات الرصدية والنمذجة.

ولاحظ العلماء أنه منذ بدء الاحترار المناخي، بمجرد أن تتجاوز سنة ما عتبات معينة من ارتفاع درجات الحرارة المتوسطة، فإن الوضع يظل عند هذا المستوى لعقدين.

ويشير هذا النموذج، إذا ما جرى استقراؤه على عتبة 1,5 درجة مئوية، إلى أن فترة العشرين عاما فوق هذه الدرجة من الحرارة «بدأت بالفعل وأن التأثيرات المتوقعة عند 1,5 درجة مئوية من الاحترار ستبدأ في الظهور»، وفق الباحثين، وذلك «ما لم يتم تنفيذ تخفيضات طموحة للانبعاثات».

ولكن يتعين التحلي بالحذر، فالعالم لا يزال في بداية هذه الفترة: وربما يتعين علينا الانتظار حتى منتصفها، أي بعد حوالى عشر سنوات، لكي نثبت أن متوسط ارتفاع درجة الحرارة تجاوز 1,5 درجة مئوية على مدى عقدين.

ويتوافق هذا التقدير مع تقديرات علماء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وهم خبراء مكلفون من الأمم المتحدة، والذين يتوقعون أن هناك احتمالا يقرب من 50% لرؤية ارتفاع درجة حرارة المناخ بمقدار 1,5 درجة مئوية في المعدل للفترة من 2030 إلى 2035.

وتستخدم الدراسة الثانية التي نُشرت نتائجها الاثنين، منهجية مختلفة قليلا وفترات مرجعية مختلفة، لكنها توصلت إلى نتيجة مماثلة.

وقال أليكس كانون من وزارة البيئة وتغير المناخ الكندية: «إذا استمرت التباينات عند مستوى 1,5 درجة مئوية لأكثر من 18 شهرا متتاليا، فمن المؤكد تقريبا أن عتبة اتفاق باريس سيتم تجاوزها»، حتى في حال تسجيل سيناريو وسيط لانبعاثات الغازات المسببة للاحترار (ما يسميه خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ «سيناريو SSP 2-4.5»).

ويؤكد العلماء على أهمية احتواء ظاهرة الاحترار قدر الإمكان، إذ إن كل جزء إضافي من الدرجة يجلب المزيد من المخاطر مثل موجات الحر أو القضاء على الحياة البحرية.

وبالتالي فإن احتواء الاحترار العالمي عند 1,5 درجة مئوية بدلا من درجتين مئويتين من شأنه أن يحدّ بشكل كبير من عواقبه الأكثر كارثية، وفق اللجنة الدولية للتغيرات المناخية.

وقال وليام ريبل، الأستاذ في جامعة أوريغون والذي لم يشارك في الدراستين، لوكالة فرانس برس: «إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، فلن يتذكر الناس عام 2024 باعتباره حالة شاذة بل باعتباره بداية عصر مناخي جديد يتميز بالمخاطر المتزايدة».

جوليان ميفييل

وكالة فرانس بريس العالمية

مقالات مشابهة

  • تبدأ اليوم.. 10 نصائح لمواجهة أطول موجة برد في شتاء 2025
  • جبل جيس يسجل أقل درجة حرارة في الدولة
  • قبل الموجة الباردة المنتظرة.. طريف تسجل أقل درجة حرارة في المملكة
  • ممنوع خروج كبار السن .. نصائح ذهبية للوقاية من نزلات البرد في الشتاء
  • قبل الموجة الباردة.. نصائح مهمة من الصحة للوقاية من نزلات البرد
  • 9 نصائح من هيئة الدواء لمرضى ارتفاع ضغط الدم في رمضان
  • مزيرعة تسجل أقل درجة حرارة في الدولة
  • هل نحن على أعتاب عصر مناخي جديد من الاحترار؟
  • أقل درجة حرارة سجلت على الدولة
  • سترة الذكاء الاصطناعي الجديدة بنسيج إلكتروني متطور