جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-27@19:46:10 GMT

تحالف التطبيع.. والمقاومة

تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT

تحالف التطبيع.. والمقاومة

 

 

علي بن مسعود المعشني

Ali95312606@gmail.com

الجهر بمعصية التطبيع اليوم، لابد أن يعود بنا إلى بدايات القرن العشرين وما رافقه من أحداث ومؤامرات، وتهافت الغرب الاستعماري على غنائم وميراث الرجل المريض والمتمثل بالدولة العُثمانية. كانت هذه الأحداث التي تظهر في زمنها على أنها صراع نفوذ ومصالح بين المستعمرين الإنجليزي والفرنسي على وراثة العُثماني، تبيَّن أنَّها مخططات مُتفق عليها لتفتيت الأمة العربية إلى كانتونات صغيرة تُسمى "أقطار"، وتحمل ملامح الدول من أعلام وعملات وأناشيد وطنية وحدود سياسية أصبحت فيما بعد رموز "سيادية"؛ حيث كان يُريد المستعمر من هذه التقسيمات خلق أقطار وظيفية ممزقة ومشتتة، تتقاتل على فُتات رموز الدولة فيما بينها باسم السيادة، وتخدم المستعمر الجديد بوعي وبلا وعي وقت الحاجة.

ثم أتَى الفصل الثاني والأخطر من المخطط وتمثل في وعد بلفور وما تلاه من وعود وتمكين لليهود بفلسطين بالحيلة والقوة، وصولًا إلى قرار التقسيم لفلسطين عام 1936م.

تعثُّر المخطط الاستعماري في تنفيذ بنوده بشكل مريح لسببين؛ الأول: اشتعال الحربين الأوروبيتين (العالمية)، والسبب الثاني: وجود بعض الزعامات العربية التاريخية والتي قاومت المخطط واستشعرتْ الخطر على الأمة في زمن مُبكر.

خرج الاستعمار من الباب وعاد من النافذة، بتكريس التبعية والانبهار والانفراد بالأقطار العربية الفاعلة في مواجهته والتحريض عليه. تمكين الكيان الصهيوني من فلسطين عام 1948م بتوافق إقليمي ودولي في ظل غياب وتغييب دولة الاستقلال العربي تمامًا، وتمرير وضع الكيان على أنه وضع تاريخي طبيعي، دون التصريح بأنه استثمار غربي وقاعدة متقدمة له في قلب الأمة، جعل بعض العرب يُصدِّقون سرديات الكيان الصهيوني ورعاته ويبحث عن مبررات لتسويق وتقبل وجوده بزعم اختلال موازين القوى بيننا الكيان. الحروب والمعارك التي خاضها العرب مع الكيان لم تكن مشجعة كثيرًا لخلق ثقافة مقاومة حقيقية تتنزع الحق العربي الفلسطيني من براثن الصهيونية العالمية.

اليوم.. بات جليًّا وظيفة الكيان الصهيوني الحقيقية في قلب الأمة كمعطل تاريخي لها من الوحدة والنهوض حتى على الصعيد الفردي؛ حيث حارب ودمر الغرب عبر الكيان الصهيوني كل كيان عربي فاعل أو تجربة عربية يمكن أن تُشكل نموذجًا وقدوة في أي مجال تنموي، فقتل العلماء ودمر المفاعلات النووية، وسمم البذور والتربة والثروة الحيوانية حتى لا تصبح هناك تجارب عربية للأمن الغذائي.

يأتي "طوفان الأقصى" اليوم ليسقط أوهام سبعة عقود من تغييب العقل العربي، ويسقط معها سرديات الكيان ورعاته واتباعه، بصورته النمطية المتمثلة في القوة العسكرية والرفاهية. أتى الطوفان وبعض العرب على وشك الاقلاع نحو أحضان التطبيع، وتسويق حل الدولتين، مستغلين حضور غصن الزيتون وغياب البندقية عن أيدي أصحاب الحق لعقود خلت، فما كان للمطبعين من خيار إزاء هذه الصدمة التاريخية سوى الهروب الى الأمام، والجهر بمعصية التطبيع رغم فساده، والتحالف مع العدو ضد من يحمل سلاح أو فكر أو ثقافة المقاومة.

من الصُّدف غير الجميلة لتيار التطبيع أن تيار المقاومة يتواجد في جغرافيات مختلفة؛ الأمر الذي يجعل من مواجهتها أو القضاء عليها مُكلف وصعب للغاية، كما يجعل هامش المناورة لدى فصائل المقاومة وعمقها الجغرافي عميق؛ الأمر الثاني أن الهرولة نحو التطبيع أتت في زمن خروج العدو من الخدمة وضعف وتقهقر داعميه إقليميًّا ودوليًّا، والأمر الثالث وهو الأخطر، أن التطبيع والتحشد مع العدو أتى في زمن الصواريخ والمسيرات العابرة للحدود بأنواعها، وفي زمن تشكل عالم جديد متعدد الأقطاب ومتضارب المصالح.

--------------

قبل اللقاء: من يقرأ التاريخ، يقرأ المستقبل.

وبالشكر تدوم النعم...،

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

شراكة بين نوابغ العرب وجامعة الإمارات لتمكين جيل جديد من العقول العربية

وقّعت مبادرة "نوابغ العرب"؛ الأكبر من نوعها عربياً لتكريم العقول العربية وتوسيع أثر إنجازاتها عربياً وعالمياً، وجامعة الإمارات العربية المتحدة مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون والشراكة بين الجانبين في تسليط مزيد من الضوء على الباحثين العرب وتمكين جيل جديد من العقول العربية المبدعة ودعمها لتقديم أفكارها عربياً وعالمياً. 
وبحضور كلٍ من معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا لمبادرة "نوابغ العرب"، و معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة ، الرئيس الأعلى لجامعة الامارات، وقّع سعيد النظري، الأمين العام لمبادرة "نوابغ العرب"، والأستاذ الدكتور أحمد علي الرئيسي، مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة بالإنابة، مذكرة التفاهم في متحف المستقبل. 

وبموجب الاتفاقية، يعمل الجانبان على استكشاف فرص وآفاق التعاون والتنسيق المشترك لدعم أجندة البحث والابتكار في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعزيز مخرجات البحث العلمي والاستفادة من مبادرة نوابغ العرب كمركز لتوليد المعرفة والإبداع عبر المشاركة مع المبادرة الاستراتيجية العربية في مشاريع بحثية نوعية.

وأكد معالي محمد عبدالله القرقاوي، أن المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، لتكون مشروعاً استراتيجياً عربياً تبني الشراكات لمضاعفة الأثر الإيجابي لإنجازات العقول العربية الفذة، ودعم أفكارهم الإبداعية الملهمة لأجيال المستقبل من الباحثين والمخترعين والمبدعين وتحويلها إلى واقع مثمر يسرّع النمو والتقدم والازدهار في المنطقة العربية.

وقال معالي محمد القرقاوي: تعاون مبادرة "نوابغ العرب" مع مؤسسات أكاديمية ومعرفية وبحثية مرموقة كجامعة الإمارات يقوّي جناحي النهضة العلمية والمعرفية والثقافية والإبداعية العربية الجديدة التي تحتاج لكلٍ من العقول العربية الفذة والمواهب الشابة الواعدة.
وأضاف معاليه: ترسيخ ثقافة البحث الأكاديمي والإبداع المعرفي والثقافي أولوية لمشروع "نوابغ العرب" الأكبر من نوعه عربياً وهو ما تسرّعه الشراكات الاستراتيجية الفاعلة والمؤثرة، لتحقيق غاية استئناف وتعزيز مساهمة العالم العربي في مسارات الحضارة الإنسانية والمجتمع العلمي العالمي.

وتغطي مجالات الاهتمام البحثي في مذكرة التفاهم تخصصات العلوم الطبيعية، والاقتصاد، والطب، والأدب والفنون، والهندسة والتكنولوجيا، والعمارة والتصميم.

من جانبه قال معالي زكي أنور نسيبة: نؤمن بأن هذه الشراكة ستساهم في تعزيز الدور الريادي لدولة الإمارات في مجالات البحث العلمي والابتكار على مستوى المنطقة والعالم، وتفتح آفاقاً جديدة للتميز الأكاديمي والمهني، بما يساهم في تحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة.

وأضاف: كما نسعى من خلال هذا التعاون إلى توفير بيئة محفزة للإبداع وتطوير المهارات العلمية للشباب العربي، مما سيمكنهم من المساهمة الفعالة في التنمية المستدامة وتحقيق التقدم في مختلف المجالات.
وأكد معاليه أن جامعة الإمارات تلتزم بتطوير بيئة تعليمية تدعم التنمية المستدامة، وتساهم في تمكين الأجيال المقبلة من مواجهة التحديات المستقبلية بكفاءة واحترافية من خلال الشراكات الاستراتيجية، لمواصلة العمل على تحقيق رؤيتها بأن تكون جامعة رائدة عالميًا في التعليم العالي والبحث العلمي، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة مع مبادرة " نوابغ العرب" التي تعد نقلة نوعية لتسريع التنمية الاقتصادية الشاملة، عبر تبني نماذج اقتصادية مبتكرة قائمة على المعرفة والتكنولوجي، تنسجم مع رسالة الجامعة في تقديم تعليم متميز يساهم في بناء مجتمع معرفي مستدام، ويعزز من قدرة الطلاب على تحقيق التفوق في مجالات متعددة من خلال البحث العلمي المبتكر والتطبيقات العملية.

أخبار ذات صلة وزراء ومسؤولون لـ«الاتحاد»: «دافوس 2025» ينقل قصة نجاح الإمارات وتجربتها الاقتصادية إلى العالم جامعة الإمارات تفوز بجائزة الامتثال السيبراني عن فئة التعليم

وتشمل مجالات التعاون ضمن الاتفاقية سعي الجانبين إلى التعاون والتنسيق في إطار برنامجين رئيسيين هما "برنامج التفرغ العلمي للباحثين العرب" و"برنامج البحث والابتكار للمواهب العربية".
ويهدف "برنامج التفرغ العلمي للباحثين العرب" إلى بناء حراك علمي بحثي بين نوابغ العرب وباحثي جامعة الإمارات العربية المتحدة من خلال استقطاب ودعم العلماء والباحثين العرب المتميزين ودعوتهم لقضاء فترة إجازاتهم العلمية في جامعة الإمارات، وتعزيز القدرة البحثية وقدرات أعضاء الهيئة التدريسية بالجامعة من خلال التفاعل والتعاون المباشر مع كبار العلماء والباحثين العرب، لما فيه تعزيز استقطاب الكفاءات البحثية من نوابغ العرب والمساهمة في ازدهار الدول العربية وإعادة تأسيس ركائز الحضارة العربية.
أما "برنامج البحث والابتكار للمواهب العربية"، فيسعى إلى تحسين نتائج البحث والتصنيف الأكاديمي للباحثين العرب بشكل كبير عبر تطوير فرق بحثية تضم أعضاء من هيئة التدريس النشطين في البحث وطلبة الدراسات العليا من جامعة الإمارات ونوابغ العرب، وإجراء أبحاث متطورة في أحد المجالات التي يحددها البرنامج، وإنتاج مقالات علمية عالية الجودة لنشرها، مع إمكانية تقديم نتائج المشاريع البحثية بين جامعة الإمارات ونوابغ العرب على براءات الاختراع والفرص التسويقية.

وتعد جامعة الإمارات العربية المتحدة صرحاً معرفياً ومؤسسة رائدة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات والمنطقة، وهي تهدف إلى توفير بيئة علمية قادرة على إرساء تقاليد راسخة للبحث العلمي في مختلف مجالات المعرفة، بالإضافة إلى لعب دور رئيسي في تنمية المجتمع وتقديم الخدمات المختلفة وتدريب وتنمية الأفراد في شتى المجالات، وكذلك في تكوين شراكات مع الجهات الراعية لأنشطة وبرامج الجامعة لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه المبادرات للطلبة ولكافة المستهدفين والمستفيدين منها.

وتشكل جائزة "نوابغ العرب" المبادرة الأكبر عربياً لتكريم العقول العربية الفذة في ستة قطاعات حيوية لاستئناف الحضارة العربية وتعزيز مساهمتها في مسيرة الحضارة الإنسانية؛ وهي الطب، والهندسة والتكنولوجيا، والعلوم الطبيعية، والاقتصاد، والعمارة والتصميم، والأدب والفنون.

وتحتفي "نوابغ العرب" التي أصبحت بمثابة "نوبل العرب" بإنجازات المبدعين والمتميزين العرب وتكرّمهم وتلقي الضوء على ما حققوه من إنجازات استثنائية تستعيد العصر الذهبي والموقع الريادي للمنطقة العربية في المجتمع المعرفي العالمي والحضارة الإنسانية.
وللعام الثاني على التوالي، واصلت الجائزة إبراز منجزات وإبداعات العقول العربية الملهِمة للشباب والمواهب والكفاءات في العالم العربي لتعزيز المساهمة العربية في الإرث الحضاري والمعرفي الإنساني.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • محمد الحوثي : تخاذل العرب سيجلب عليهم الوبال
  • شراكة بين «نوابغ العرب» و«جامعة الإمارات» لتمكين جيل جديد من العقول العربية
  • شراكة بين نوابغ العرب وجامعة الإمارات لتمكين جيل جديد من العقول العربية
  • «لحظة فرز المواقف».. بكري: إما أن تكون مع بلدك أو المخطط الأمريكي الصهيوني لتهجير الفلسطينيين
  • الجهاد الإسلامي بفلسطين: الشعب الفلسطيني قادر على إفشال المخطط الصهيوني لتهجير سكان فطاع غزة،
  • الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على عدة مدن فلسطينية مساء اليوم
  • رئيس حزب المؤتمر: مصر تدرك خطورة المخطط الصهيوني لتصفية قضية فلسطين
  • أحمد موسى: المخطط الصهيوني لشارون بدأ عام 1970 لتهجير الفلسطينيين إلى مصر
  • فيما هي الداعم والممول الأول له في العالم:أمريكا تتلاعب بالإرهاب ليواكب مصالحها ومصالح الكيان الإسرائيلي
  • الكيان الصهيوني باق في لبنان بدعم أميركي!