"وصفات منزلية" تقي من الشمس.. ترويج بالسوشيال ميديا وتحذير من الأطباء
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
يروّج بعض نجوم شبكات التواصل الاجتماعي لفكرة مفادها أن المستحضرات الواقية من آشعة الشمس "تُسبب السرطان"، ويدعو أحدهم مثلاً، ويُدعى جيروم تان، متابعيه البالغ عددهم نحو 400 ألف، إلى "التعرض المنتظم لآشعة الشمس".
وبينما تشهد الولايات المتحدة موجة درجات حرارة قياسية، تثير هذه المعلومات الخاطئة قلق الخبراء الذين يرون فيها خطرأً حقيقياً، إذ تنسف نصائح الصحة العامة في هذا المجال، في وقت تُسجَّل زيادة في حالات الإصابة بسرطان الجلد.
ويورِد بعض مشاهير شبكات التواصل مقاطع فيديو حققت ملايين المشاهدات عن وصفات واقية من آشعة الشمس "مصنوعة منزلياً"، منها مثلاً ما يقوم على مزج دهن اللحم البقري وزبدة الأفوكادو وشمع العسل.
وفي مقطع الفيديو الذي نشره وحظيَ بتداول واسع على "تيك توك" حاصداً أكثر من 430 ألف مشاهدة، قال جيروم تان لمشتركيه من دون أي أساس علمي، إن تناول الأطعمة الطبيعية يتيح للجسم أن "يصنع لنفسه وقايته الخاصة من آشعة الشمس".
وأظهر استطلاع أجراه هذه السنة المعهد الصحي للسرطان في أورلاندو أن نحو واحد من كل 7 بالغين أميركيين دون سن الخامسة والثلاثين يعتقدون أن الاستخدام اليومي للمستحضرات الواقية أكثر إضراراً بالصحة من التعرض المباشر لآشعة الشمس. ورأى نحو ربع المشمولين بالاستطلاع أن الحفاظ على رطوبة الجسم يساعد في منع حروق الشمس.
ولاحظ جرّاح الأورام في هذا المعهد الواقع في ولاية فلوريدا راجيش ناير أن "الناس يتبنون الكثير من الأفكار الخطِرة".
لا "تسمير من دون خطر"
وبيّن استطلاع آخر أن 75% من الأميركيين يستخدمون مستحضرات الوقاية من الشمس بانتظام، أي بانخفاض قَدرُه أربع نقاط عن عام 2022.
وتتقاطع هذه النتائج مع توجهات أخرى تعكس انعدام ثقة عامّة الناس بنصائح الصحة العامة، وفي مقدّمها اللقاحات ومكافحة جائحة كوفيد-19.
ويكسب بعض مشاهير الشبكات الاجتماعية الكثير من المال من هذه التوجهات، مع أنهم غالبا ما يفتقرون إلى أي مؤهلات علمية في هذا المجال.
لذلك يرغب أطباء الجلد في تبديد هذه الأسطورة القائلة إن التعرض المنتظم للشمس مفيد للصحة.
وأكّد طبيب الأمراض الجلدية والأستاذ في "جامعة ويسكونسن" دانيال بينيت لوكالة "فرانس برس" أن "التسمير من دون خطر غير موجود".
وذكّر بأن "الأدلة التي تثبت أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية هو السبب الرئيسي لسرطان الجلد هي أدلة دامغة".
وشدد خبراء آخرون على أن معظم المحتويات الخاطئة أو المُضلِلَة على الشبكات الاجتماعية مصدرها عدد من مشاهيرها الذين يسعون لتحقيق الكسب المالي.
وأفاد إريك داهان مؤسس وكالة التسويق لمشاهير الشبكات "مايتي جوي" في حديث لوكالة "فرانس برس" بأن بعض هؤلاء النجوم يستغلون "التشكيك في مراهم الوقاية من الشمس" من أجل "بيع منتجاتهم الخاصة".
واستشهد على ذلك بمنشور على "إنستغرام" ينصح بعدم "وضع المراهم الواقية من الشمس باستمرار"، فيما يروّج في الوقت نفسه لمستحضرات العناية بالبشرة.
حروق وشيخوخة وسرطان
وأورَدَ هذا المنشور العبارة الآتية مرفَقَةً بالكثير من رموز "إيموجي" التعبيرية: "قولوا وداعاً لجنون العظمة ضد الشمس". وأضاف: "التقطوا هذا الصيف بعض الأشعة (من دون الشعور بالذنب)".
وحضّ مؤثر آخر على "إنستغرام" نشر صورته من دون قميص متأبطاً لوحاً لركوب الأمواج، مشتركيه على التخلي عن المستحضر الواقي من الشمس.
وأضاف "هل أنا قلق في شأن سرطان الجلد؟"، مروّجاً لمنافع الشحم البقري.
لكنّ طبيبة الأمراض الجلدية في تكساس ميغن بوينوت كوفيليون أوضحت أن ليس لدى هذا المستحضر الذي يُصنع بإذابة دهون اللحم البقري أي خصائص تجعله يحجب الأشعة فوق البنفسجية.
وقالت: "لا أرى مشكلة في استخدامه على البشرة كمنعّم، ولكن بالتأكيد ليس كحماية من آشعة الشمس".
وأكدت الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية أن المستحضرات المنزلية الصنع للوقاية من الشمس "تفتقر إلى الحماية الفاعلة ضد الشمس"، مما يعرض مستخدميها لخطر الحروق والشيخوخة المبكرة للجلد والسرطان.
وإذا كانت بعض هذه الوصفات تتضمن بعض المكوّنات المألوفة لمستحضرات الوقاية من الشمس كأكسيد الزنك، فإن الغالبية العظمى من عامّة الناس لا تملك التقنيات اللازمة لاختبار منافع هذه الخلطات ضد الأشعة فوق البنفسجية في المنزل، بحسب الأستاذ في كلية الطب بـ"جامعة جورج" واشنطن آدم فريدمان.
وقال فريدمان إن من المستحيل ببساطة أن يصنع أي شخص مستحضراً جيداً للوقاية من الشمس "في قبو منزله".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فيديو اللحم البقري العسل تيك توك من آشعة الشمس من الشمس من دون
إقرأ أيضاً:
تعرف على أفضل طرق الوقاية والعلاج من فيروسات البرد
الفيروسات التنفسية أكثر نشاطاً في موسم الشتاء، لكن طرق الوقاية التقليدية لا تزال الأفضل، مثل تكرار غسل اليدين.
ولم تعد العدوى الموسمية قاصرة على الإنفلونزا، ونزلات البرد الشائعة، هناك أيضاً فيروس الجهاز التنفسي المخلوي وكوفيد-19، لكن بينما تظل طرق الوقاية واحدة تقريباً، توجد بعض المفاهيم الخاطئة، التي يساعد تصحيحها في منع العدوى.
تصويب المفاهيموبحسب "هيلث داي"، ينبه الخبراء في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز إلى أن نزلات البرد لا تنتج عن التعرض للطقس البارد، أو البلل في الشتاء.
ولا توفر الإصابة بكوفيد مرة واحدة مناعة مدى الحياة، ولا يوفر لقاح الإنفلونزا مناعة ثابتة، وإنما يقلل الخطر موسمياً فقط، أما الفيروس المخلوي التنفسي فهو لا يشكل خطورة على الأطفال فقط، وإنما الجميع.
والأهم من ذلك، ينصح أطباء جونز هوبكنز بزيارة الطبيب عند المرض لتشخيص وعلاج مرضك المحدد.
وإلى جانب ذلك، ينبغي الحصول على قسط كبير من الراحة، والحفاظ على الدفء في البيت، وزيادة تناول السوائل، واستخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية للاحتقان، ومشاكل الجيوب الأنفية والآلام.
نزلات البردويقول الخبراء إن "نزلات البرد الشائعة تحدث بسبب أكثر من 200 فيروس، وتنتشر من خلال السعال أو العطس، أو الأسطح التي يلمسها شخص مريض".
وتشمل الأعراض: التهاب الحلق، والعطس، وسيلان الأنف أو احتقانه، والسعال الحاد، والتعب الخفيف والآلام.
ولالتهاب الحلق، حاول الغرغرة بالماء الدافئ والملح. كما يمكن أن يخفف استخدام البخار الدافئ من الاحتقان، ويساعد استخدام الفازلين لعلاج التشقق حول الأنف والشفتين.
أما كوفيد-19، فيحدث بسبب فيروس سارس-كوف-2، وينتشر عن طريق الجسيمات المحمولة جواً، وتظهر الأعراض عادةً في غضون أسبوع بعد التعرض، وقد ينشر الشخص المصاب بدون أعراض الفيروس.
وتتراوح الأعراض من الحمى أو القشعريرة إلى الاحتقان وسيلان الأنف ومشاكل التنفس، وفقدان جديد لحاسة التذوق أو الشم والإسهال، والأوجاع والغثيان أو القيء.
وبالنسبة للحالات الخفيفة، قد تكون الراحة والأدوية الخافضة للحرارة التي لا تستلزم وصفة طبية كافية، وقد تتطلب الحالات الشديدة دخول المستشفى.
الإنفلونزايتغير فيروس الإنفلونزا وراثياً من عام إلى آخر، ويظهر على شكل سلالة جديدة، وتظهر الأعراض عادة في غضون 4 أيام، بعد التعرض لشخص مصاب.
وتشمل الأعراض: السعال، والتعب الشديد، والصداع، والحمى المرتفعة، واحتقان الأنف أو سيلانه، وآلام شديدة، وعطس، والتهاب الحلق، والقيء والإسهال.
فيروس الجهاز التنفسي المخلوييعتبر هذا الفيروس أحد أكثر أمراض الجهاز التنفسي شيوعاً في مرحلة الطفولة في العالم، ويصيب أيضاً البالغين، كما أن كبار السن معرضون لخطر خاص.
تظهر الأعراض عادة في غضون 4 إلى 6 أيام بعد التعرض للفيروس، الذي ينتشر عندما يطلق شخص مصاب جزيئات محملة بالفيروس في الهواء.
وقد تشمل الأعراض: سيلان الأنف، والسعال، والعطس، والصفير، وفقدان الشهية والحمى.
وقد يعاني الأطفال أيضاً من أعراض تنفسية حادة، وقد تتطلب الأعراض الحادة الإقامة في المستشفى، وقد تخفف الأدوية المتاحة دون وصفة طبية من الأعراض، لكن لا ينبغي إعطاء الأسبرين للأطفال والمراهقين.