ترامب المتطرف بتفويض من مؤتمر الحزب الجمهوري
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
عبدالنبي العكري
انعقد في مدينة ملواكي بولاية وسكنسين قي الشمال الغربي لأمريكا، والمطلة على بحيرة ميتشجن المؤتمر الوطني الجمهوري يوم الإثنين 15 وحتى الخميس 18 يوليو 2024، تحت شعار: "اجعل أمريكا عظيمة مجددا"؛ حيث يقر المؤتمر ترشيح الرئيس ونائبه لانتخابات الرئاسة القادمة في 5 نوفمبر 2024.
انعقد المؤتمر بعد أيام فقط من محاولة اغتيال تعرض لها مرشح الحزب الجمهوري الرئاسي دونالد ترامب مساء السبت 13 نوفمبر 2024 في باتلر بولاية بنسلفانيا خلال حملتة الانتخابية، والتي تسببت في إصابة طفيفة للأذن اليمنى، وإصابة آخرين من الجمهور، ومقتل منفذ محاولة الاغتيال توماس كروكس (20 عاما) من قبل القوة السرية الأمنية المرافقة لترامب، ضمن قوات الأمن لحماية الاجتماع.
وقد أثار الحادث قضايا عديدة؛ منها: عدم كفاية وكفاءة قوات الحماية في منع اختراق القناص للمنطقة الأمنية وعدم استجابتهم لتنبيههم من قبل مشاركين، بوجود قناص فوق سطح أحد المباني القريبة، ومنعه من ارتكاب الجريمة. كما تجرى محاولة حرف التحقيق عما جرى فعلا وخلفيتة (علما بأنَّ الجاني يهودي ولم يتهم بالإرهاب كالعادة)، بل جرى بشكل مفتعل توجية اتهام لإيران بالضلوع في مؤامرة لاغتيال ترامب، وهو ما نفته ايران قطعيا في بيان رسمي لرئيس بعثتها في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، كما أكد ذلك القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني، في مقابلة مع فريد زكريا لمحطة "سي.إن.إن". لكن المخابرات الأمريكية واللوبي الصهيوني وشركاءهم السياسيين مصرون على الترويج لمؤامرة إيرانية وهمية بدلًا من كشف حقيقية محاولة الاغتيال الفعلية.
ورغم أن مؤتمر الحزب الجمهوري كان مقررًا منذ زمن، ومعروف أنه سيؤكد ترشيح ترامب ومن يرشحه كنائب للرئيس، ويقر برنامج الحزب والرئيس لانتخابات الرئاسة، إلا أن محاولة اغتيال ترامب ونجاته منها وما أظهرة من تحد، برفع قبضة يدة في الهواء، وهو محمول من قبل عناصر الأمن والدم ينزف من أذنه، خلق جوا دراماتيكيا على الساحة الأمريكية، خصوصا الساحة الانتخابية ومسرحها الأهم: المؤتمر الوطني الجمهوري.
المؤتمر الوطني الجمهوري.. تفويض لترامب
ومع انعقاد المؤتمر الوطني الجمهوري، كان المؤتمر مهيأ لمبايعة دونالد ترامب بترشيحه للرئاسة والتصديق على برنامج الحزب، والذي يتفق مع الأطروحات الرئيسية لترامب؛ فعلى امتداد الحملة الانتخابية التي خاضها ترامب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة ومواجهة مرشح الحزب الديمقراطي الرئيس الحالي جو بايدن. فقد استطاع ترامب هزيمة منافسيه وبفارق كبير جدا؛ مما جعله يفوز في جميع الولايات ويحظى بأغلبية مطلقة من مندوبيهم للمؤتمر. كما أن حملته ضد منافسه بايدن جعلت الأخير ومن ورائه الحزب الديمقراطي في وضع صعب. وكانت المناظرة التي أجرتها شبكة سي.إن.إن الضربة القاضية لبايدن. ومما فاقم الوضع سلسلة الإرباكات والأخطاء الفاضحة لبايدن سواء خلال حملته الانتخابية أو غيرها؛ مما صعد من حملة مطالبته بالتنحي عن الترشح لانتخابات الرئاسة لعدم لياقته الجسدية والعقلية وشيخوخته، وهو ما أضعفة كثيرا في مواجهة ترامب، وعزز تقدُّم ترامب والحزب الجمهوري وأرجحيته في مواجهة بايدن والحزب الديمقراطي في الانتخابات القادمة، والتي تشمل الرئاسة وجزئيًّا انتخابات الكونجرس بمجلسيه وحكام الولايات ومجالسها المنتخبة.
حرص ترامب على أن تكون زوجة ابنه نائبة لرئيس مؤتمر الحزب، ومتحدثة رئيسية، لكي تبدد ما عُرف عن ترامب من خيانات زوجية، وتظهره بمظهر رب العائلة الأمريكي المثالي.
ترتب على محاولة اغتيال ترامب قبل يومين فقط من انعقاد المؤتمر الوطني الجمهوري تداعيات كبيرة لصالح ترامب؛ حيث إن موقفه المتحدي رافعا قبضته أثناء الحادث فيما يتم نقله للمستشفى من قبل عناصر الأمن، فقد حاز إعجاب الأمريكيين، كما أعاد تسليط الأضواء على شخصيته وسيرته. كما أن التغطية الصحفية والتحقيقات الميدانية أظهرت تقصيرا للشرطة السرية في حماية ترامب وتأمين أمن الاجتماع، بل وذهب البعض بعيدا بتصويرها مؤامرة للتخلص منه ومن ظفره بالرئاسة مجددا، وهو ما ضاعف التعاطف معه وتأييده على حساب خصمه بايدن، وتقدم الحزب الجمهوري على حساب الحزب الديمقراطي.
يحضر المؤتمر المندوبون الذين يمثلون المرشحين الذين تنافسوا للفوز بالترشيح للرئاسة عن الحزب الجمهوري وغالبيتهم بالطبع يدعمون ترامب، كما أن جميع من نافسوا ترامب أعلنوا تأييدهم لترامب وبذا تجير أصواتهم لصالح ترامب فيما يعتبر إجماعا على ترشيح الحزب له. كما حضر المؤتمر عشرات الآلاف من مندوبي الحزب عن مختلف الولايات والجمهورين من أعضاء الكونجرس الفيدرالي بمجلسيه الشيوخ والنواب، وحكام الولايات وأعضاء الكونجرس، لمختلف الولايات.
وفي أجواء الزهو لما حققه ترامب من مكانه وصورته كبطل في أنظار كثير من الأمريكيين وفي ظل الثقة في أوساط الجمهوريين، انعقد المؤتمر الوطني الجمهوري في ظل اهتمام وتغطية إعلامية هائلة أمريكية ودولية.. عمل ترامب على توظيف كل هذا لصالح ترشحه ولصالح الحزب الجمهوري في المعركة الانتخابية القادمة، ولتعزيز ترشيحة للرئاسة فقد اختار جي.دي.فانس عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو ليكون نائبا له؛ حيث إن فانس نموذج للأمريكي الذي يشق طريقه إلى النجاح انطلاقا من وضعية متواضعة وفقيرة. سِجِل فانس حافل في التحصل الجامعي والخدمة في القوات المسلحة والأكاديمية القانونية ووثقه في كتابه المشهور هيلبيلي إيلجي الذي تحول لفيلم حاز جوائز عديدة. ورغم أنه هاجم ترامب بقسوة في سنوات سابقة ووُصِف بهتلر أمريكا، إلا أنه سعى لمصالحة ترامب وتأمين دعمه له في ترشحه لمجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو في 2021 وهو ما تحقق بعد اعتذاره العلني لترامب . ومن حينها، فهو من أشد المتحمسين لترامب. ومن هنا، فإنَّ ترامب وبعد مشاورة قيادي الحزب اختار فانس وهو أصغر مرشح لنائب الرئيس عن عُمر 39 عاما، أي نصف عمر ترامب؛ مما سيضيف لرصيد ترامب. وفانس يتبنَّى تماما برنامج ترامب اليميني، ويطرح نفسه بأنه مدافع عن الأمريكيين العاديين، وبأنه سيجذب أصواتَ المزارعين والعمال والمهنيين وذوي الدخل المحدود لقائمة ترامب -فانس في مواجهة بايدن- هارس.
أما االتوجه الثاني المهم لترامب وفريقه فهو ضرورة المصا لحة مع منافسية من المترشحين لتمثيل الحزب الجمهوري للرئاسة تحت شعار وحدة الجموريين في استحقاق الانتخابات الوطنية والمحلية. وهكذا عمد ترامب إلى دعوة منافسيه المترشحين السابقين إلى المؤتمر ومخاطبة المؤتمر وقد تراجعوا دون حياء عن مواقفهم المعارضة لترامب واطروحاتة وفضائحة بل والاهانات التي وحهها ضدهم. وهكذا خاطب المؤتمر كلا من نيكي هيلي أهم منافسي ترامب وآخرهم في الساحة وكذلك رون دي سانتوس حاكم ولاية فلوريدا وثاني أخطر منافسي ترامب، وفيفك كومورسوامي الذين أكدوا دعمهم لترامب للفوز بالرئاسة. وهذا ينطبق على كثير من خصوم ترامب في الحزب الجمهوري.
أما أهم اللقضايا التي أشار إليها المتحدثون الرئيسيون أمام المؤتمر، والتي ستشكل محاور برنامج ترامب والحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة والانتخابات بشكل عام؛ فهي:
1- استعادة مكانة أمريكا القيادية لحلفائها في حلف الأطلسي وغيرة وفي العالم أجمع باتباع سياسات تحالف حازمة، ومثال ذلك الموقف من روسيا في أوكرانيا والصين في تايوان. كما أنه يطرح بكل صراحة أن يتحمل حلفاء أمريكا ومن توفر أمريكا لهم الحماية مثل تايوان أو كوريا الجنوبية أو دول الخليج كلفة هذه الحماية.
2- وضع حد لما يعتبرونه هجرة غير شرعية خصوصا عبر حدود أمريكا مع المكسيك، واستكمال بناء الجدار الحدودي العازل، وتعزيز قوة حرس الحدود وإبعاد ذوي الإقامة غير الشرعية أو منتظري الإقامات إلى بلدانهم. بل وطالب متحدثون بإلغاء الإقامات المشكوك فيها وإبعادهم عن أمريكا، وحمَّل البعض المهاجرين مسؤولية البطالة وانتشار الجريمة وانعدام الأمن.
3- تخفيض الضرائب التصاعدية على الدخل، والمضي قدمًا في مشاريع طاقة الهيدروكربون ولو على حساب البيئة وتعزيز الحمائية للصناعات الأمريكية وتنافسيتها.
4- وضع حد للحق في الإجهاض إلا في الحالات الخطيرة، وتقييد حريات اجتماعية وجنسية؛ مثل التحول الجنسي.
5- مواجهة الاحتجاجات الجامعية والتظاهرات العامة احتجاجا على سياسات أمريكا في فلسطين بشكل خاص، والتصدي لما يُدعى معاداة السامية وحتى الصهيونية ودعوات المقاطعة للشركات المشاركة في حرب الإبادة الصهيونية وتقييد حرية التعبير ضد الدولة العميقة.
6- اتباع سياسات صارمة من قبل قوات الأمن وقوانين رادعة لما يعتبر تسيُّبا في الحياة العامة وانتشار الجريمة والحياة الهامشية.
وهناك بالطبع قضايا أخرى لا يتسع المجال لذكرها، ولكن سنعالج أبرز مرتكزات السياسة الخارجية تجاه قضية فلسطين والاحتلال الصهيوني والصراع العربي الإسرائيلي والحركة الصهيونية.
ومن المعروف أنَّ اللوبي الصهيوني يخترق الدولة والمجتنع الأمريكي في كل المفاصل وعلى مختلف المستويات، بما في ذلك الحزبان الجمهوري والديمقراطي، ويحدد بشكل حاسم المرشحين والفائزين في الانتخابات على مختلف الصُّعد من الرئيس حتى عضو المجلس البلدي. لكنه يلاحظ أن أكثرية يهود أمريكا يصوِّتون للحزب الديمقراطي وتغلب عليهم العلمانية. أما الأقلية، فتصوت للحزب الجمهوري وغالبيتهم من المتدينيين. لكنه لوحظ في السنوات الأخيرة ونتيجة تأثير التيار المسيحي الإنجيلي التبشيري بتحالف مع الحركة الصهيونية وتكامل مع اللوبي الصهيوني، تصاعد نسبة الناخبين اليهود المؤيدين للحزب الجمهوري وسياساته اليمينية.
وفي المؤتمر الوطني لجمهوري ولأول مرة ألقى مات بروكس المدير التنفيذي كلمة التحالف اليهودي في الحزب الجمهوري؛ حيث كانت حاسمة في تأكيد دعم ترامب والحزب الجمهوري "لإسرائيل" في حرب الإبادة للشعب الفلسطين في غزة، وباقي فلسطين المحتلة، مُتفاخرا بما أنجزته إدارة ترامب لصالح "إسرائيل"؛ ومنها: نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة والاعتراف بشرعية ضم "إسرئيل للقدس والجولان والاتفاق الإبراهيمي وردع إيران عن دعم "الإرهابيين" الفلسطينيين بحسب زعمهم. وتم التأكيد على أن الإدارة الأمريكية القادمة برئاسة ترامب ستضع حدًّا لتذبذب إدارة بايدن تجاه "إسرئيل" بما في ذلك وقف إمدادات الأسلحة والذخائر، والمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، والضغوط على حكومة "إسرائيل"؛ بما لا يتوافق مع "حق إسرئيل" في الدفاع عن النفس.
وتم التأكيد على أنَّ الحزب الجمهوري ومرشحه للرئاسة ترامب هو الوحيد الموثوق به في تأييد ودعم "إسرائيل" وحماية اليهود في أمريكا من قبل المعادين للسامية والحركات الاحتجاجية الغوغائية في الجامعات بما يُمكنهم من لبس القلنسوة اليهودية والتجول بأمان. كما دعا لمواجهة إيران التي تهدد "إسرائيل" بصرامة وردعها بحزم. ودعا يهود أمريكا للتصويت لترامب والحزب الجمهوري في الانتخابت القادمة.
كما تحدَّثت ايلسي ستيفانك عضوة مجلس النواب عن نيويورك، والموالية لإسرائيل، والتي رأست لجنة استجواب رؤساء الجامعات المرموقة هارفرد وماسشوست للتكنولوجيا وبنسلفانيا، والتي شهدت احتجاجات طلابية ضد حرب الإبادة الصهيونية ضد الفلسطينيين ومشاركة أمريكا فيها؛ حيث اتهمتهم ايلسي بتشجيع معاداة السامية وكرة اليهود والموت "لإسرائيل" وتشجيع التطرف والإرهاب، وأدى الاستجواب إلى استقالتهم في سابقة في الحياة الأكاديمية. وقد دعت ايلسي إلى دعم الرئيس ترامب والذي برأيها سيعيد القيادة الأخلاقية للبيت الأبيض في مواجهة معاداة السامية ويتصدى لأعداء اليهود و"إسرائيل".
وقد عكست اليافطات وكذلك الشعارات التي يهتف بها الجمهور انحيازا كاسحا "لإسرائيل" وحرب إبادتها وضرورة دعمها، دون تحفض، وتحريضا على الفلسطينيين، وحقهم في الحرية والحياة الكريمة، بل وكرههم وتخوين وشيطنة مؤيديهم من الأمريكان والمقيمين.
ذلك يعني تطابقا أكبر ما بين السياسة الأمريكية والسياسة الإسرائيلية، وتبني أمريكا للإستراتيجة الإسرائيلية بقيام "إسرائيل الكبرى على حساب فلسطين والعرب"، وتبني أطروحات اللوبي الصهيوني في أمريكا والحركة الصهيونية على امتداد العالم.
وضع مثالي لإسرائيل
وفي 24 يوليو 2024. سيقوم رئيس وزراء "إسرائيل " نتنياهو بزيارة لواشنطن؛ حيث سيلقي خطابا في جلسة مشتركة للكونجرس، ويلتقي بايدن وترامب وقادة أمريكا واليهود واللوبي الإسرائيلي. ولا شك سيكون في وضع من يملي السياسات على أمريكا ويحدد الأجندة والأوليات في حرب الإبادة لشعب فلسطسن منذ 7 أكتوبر 2023، في سابقة لم تعرفها البشرية المعاصرة في مدى وحشيتها وإبادتها، وستكون مناسبة لتصعيد الدعم بل الشراكة الأمريكية الصهيونية في جريمة العصر. ومن الواضح أن ترامب والحزب الجمهوري الأكثر تصهينا عمَّا مضى سيفوز في الانتخابات الوطنية في نوفمير 2024، وسيكتسح بايدن والحزب الديمقراطي بما لا سابق له. أما النتائج المترتبة على القضية الفلسطينة والصراع العربي الصهيوني والقضايا العربية الأخرى، فستكون كارثية بما يتجاوز الكوارث السابقة، وهو ما سنطرحه في المقال القادم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مؤتمر لندن خطوة تحتاج إلى إرادة
مؤتمر لندن خطوة تحتاج إلى إرادة
تاج السر عثمان بابو
1جاء مؤتمر لندن الذي عقد في 15 أبريل الجاري بعد دخول الحرب عامها الثالث، واستمرار معاناة الشعب السوداني من التشريد الذي وصل إلى أكثر من 12 مليون داخل وخارج البلاد، ومقتل وفقدان الآلاف من الأشخاص، وجرائم الحرب والإبادة الجماعية والاغتصاب والعنف الجنسي، والتعذيب الوحشي للمعتقلين حتى الموت في سجون طرفي الحرب.
ضم المؤتمر: المملكة المتحدة، الاتحاد الأفريقي، الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، ووزراء خارجية وممثلين من كل من: كندا، تشاد، مصر، إثيوبيا، كينيا، المملكة العربية السعودية، النرويج، قطر، جنوب السودان، سويسرا، تركيا، الإمارات العربية المتحدة، أوغندا، والولايات المتحدة الأمريكية،
بعد فشل المؤتمر في إصدار بيان ختامي صدر بيان من الرؤساء المشاركين،
استند البيان على المبادئ والآليات التي تم التوصل اليها في مخرجات المؤتمر الإنساني الدولي حول السودان والدول المجاورة، المنعقد في باريس بتاريخ: 15 أبريل 2024.
أشار البيان إلى قضايا عامة لا خلاف حولها مثل:
وقف الحرب وتخفيف معاناة الشعب السوداني، والتزامهم الراسخ بسيادة السودان، ووحدته، واستقلاله، وسلامة أراضيه، ودعمهم المستمر لتطلعات السودانيين نحو مستقبل سلمي، موحد، ديمقراطي، وعادل، ورفع الاهتمام الدولي بالتكلفة البشرية الباهظة للحرب. وتكثيف الجهود لتقديم المساعدات الإنسانية. مع الاعتبار لدور المدنيين في إعادة بناء مستقبل السودان. إضافة لمسؤولية طرفي النزاع في حماية المدنيين، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان. والاستناد إلى قرار مجلس الأمن رقم 2736 (2024)، وإعلان جدة، إضافة إلى الركائز الستة الأساسية الواردة في خارطة طريق الاتحاد الأفريقي (مايو 2023) لحل النزاع في السودان.
2كما أعطى البيان أسبقية للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار ووقف الحرب، والحفاظ على وحدة السودان ومنع تقسيمه، بما في ذلك تشكيل حكومة موازية التي قد تقوض سيادته وسلامة أراضيه وتُهدد تطلعات شعبه الديمقراطية.
إضافة للانتقال إلى حكومة مدنية: شدد المشاركون على أن القرار السياسي بشأن مستقبل السودان يجب أن يصدر عن السودانيين أنفسهم، في أوسع وأشمل تمثيل ممكن، وليس مفروضًا من الخارج. وغير ذلك مما جاء في البيان.
3كما أشرنا فشل المؤتمر في إصدار بيان ختامي بسبب خلاف مصر والسعودية والإمارات، لكن صدور البيان من الرؤساء المشاركين يعتبر خطوة إلى الأمام لها ما بعدها، لكنها تحتاج إلى إرادة.
كما أشرنا سابقاً العامل الخارجي مساعد في وقف الحرب، لكن العامل الداخلي المتمثل في الحراك الجماهيري هو الحاسم، كما يقول المثل السوداني “ما حك جلدك مثل ظفرك فتول انت جميع أمرك”.
فقد تم استبعاد طرفي الحرب، والتأكيد على الحكم المدني الديمقراطي، لكن ذلك يستوجب أوسع نهوض جماهيري لوقف الحرب واسترداد الثورة، وخروج العسكر والدعم السريع وكل المليشيات من السياسة والاقتصاد، والترتيبات الأمنية لحل كل المليشيات وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية، وعدم الإفلات من العقاب بمحاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم الحرب وضد الإنسانية، وتفكيك التمكين وإعادة ممتلكات الشعب المنهوبة، وحماية السيادة وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم.
[email protected]
الوسومالسعودية السودان الولايات المتحدة تاج السر عثمان بابو تشاد جنوب السودان فرنسا كندا مؤتمر لندن مصر وقف الحرب