قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن إلقاء القبض على رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان "شأن داخلي"، لكنه ألمح إلى احتمال أن تكون الاتهامات الموجهة ضده صحيحة.

وسئل المتحدث ماثيو ميلر خلال مؤتمر صحفي أمس الاثنين إن كانت الولايات المتحدة تعتقد أن خان قد واجه محاكمة عادلة، فقال "نعتقد أن هذا شأن داخلي لباكستان".

وأضاف ميلر "في بعض الأحيان توجد قضايا في جميع أنحاء العالم لا أساس لها من الصحة بشكل واضح لدرجة أن الولايات المتحدة ترى أن عليها أن تقول شيئا بشأن هذه المسألة. لم نصل بعد لهذه القناعة فيما يتعلق بقضية خان".

واعتقلت الشرطة الباكستانية رئيس الوزراء السابق في مدينة لاهور يوم السبت الماضي بعيد صدور حكم يقضي بسجنه 3 سنوات. وقبيل اعتقاله نشر عمران خان تسجيلا مصورا دعا فيه أنصاره إلى الاحتجاج السلمي.

وجرى اعتقال خان (70 عاما) بعد أن أصدرت محكمة ابتدائية بالعاصمة إسلام آباد حكما بسجنه بتهمة الكسب غير المشروع فيما يعرف بقضية "صندوق الهدايا"، إذ يتهم بعدم الإفصاح عن هدايا تلقاها عندما كان رئيسا للوزراء وبيعها بطريقة غير قانونية.


وقد يمنع الحكم رئيس الوزراء السابق من خوض الانتخابات في وقت لاحق من هذا العام. وينفي خان ارتكاب أي مخالفات ويقول إن الحكومة والجيش لفقا له الاتهامات.

وأظهرت استطلاعات الرأي أن خان، نجم الكريكيت السابق، هو السياسي الأكثر شعبية في باكستان، وقد أدى اعتقاله لفترة وجيزة في مايو/أيار الماضي بسبب تهم فساد أخرى إلى اندلاع اضطرابات دامية لم تنته إلا بعد أن أبطلت المحكمة العليا قرار توقيفه.

وكان خان منتقدا للسياسة الخارجية الأميركية طيلة حياته السياسية تقريبا، وقد انتقد بشدة هجمات الطائرات الأميركية المسيّرة التي استهدفت مسلحين على الحدود الأفغانية الباكستانية، ووصفها بأنها قتل خارج نطاق القانون وانتهاك لسيادة باكستان.

كما احتفى خان بخروج القوات الأميركية من أفغانستان، ورأى أن كابل كسرت "قيود العبودية".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

لوبوان: ترامب حفار قبر الإمبراطورية الأميركية

قالت صحيفة لوبوان إن هيمنة واشنطن لم تتحطم رغم الإذلال الذي تعرضت له قبل 50 عاما في حرب فيتنام، ولكن رئيس الولايات المتحدة نفسه هو الذي شرع اليوم بنجاح في تفكيك الإمبراطورية الأميركية.

وذكرت الصحيفة -في افتتاحية بقلم لوك دي باروشيه- بذلك اليوم الذي احتلت فيه القوات الشيوعية مدينة سايغون عام 1975 واستسلمت فيتنام الجنوبية، فكان فرار آخر الأميركيين بطائرة مروحية شعارا لهزيمة أميركية مذلة، وإعلانا لفشل إستراتيجية الولايات المتحدة الكبرى "لاحتواء" الشيوعية.

بيد أن واشنطن عادت إلى الصعود مرة أخرى، وذلك بخوض الاتحاد السوفياتي تجربة مشابهة لتجربتها الفيتنامية، في أفغانستان، لينهار على إثر ذلك وتستقل الدول المكونة له الواحدة تلو الأخرى قبل أن يتوقف عن الوجود، لتخرج الولايات المتحدة من الحرب الباردة منتصرة.

ولكن الضعف والوهن، كما تثبت تجربة روما في القرن الأول، ينتشران من قلب السلطة، فها هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد نجح خلال 100 يوم بالبيت الأبيض في أن يجعل حلفاء بلاده في القارات الخمس أقل أمنا، بعد أن أحدث هزة في النظام الاقتصادي والتجاري الدولي.

وقد أدى قرار ترامب إلى عكس مسار العولمة الاقتصادية وإضعاف الهيمنة العالمية للدولار، ثم إضعاف القوة الناعمة الأميركية، خاصة بتفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وبذلك قوض ترامب أسس "السلام الأميركي"، وهو الهيكل الأمني ​​الذي أسس هيمنة واشنطن العالمية وبررها في نظر حلفائها.

إعلان

ورأت الصحيفة أن ترامب جزء من اتجاه أساسي تتالى عليه الرؤساء الأميركيون منذ بداية القرن الـ21، حيث ساهم كل واحد منهم بلا استثناء، في تقويض القوة العظمى لبلاده.

انكفاء المتناقض

فقد أبطل جورج بوش الابن شرعية التزام بلاده الدولي بغزوه العراق بعد أن كذب بشأن أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها بغداد، ونظّر خليفته باراك أوباما للانكفاء بتأكيده أن أميركا لم تعد "شرطي العالم" ورفضه التدخل في سوريا، كما ندد ترامب خلال فترة ولايته الأولى بما سماه "الحروب الأبدية"، وتوصل إلى اتفاق مع حركة طالبان لخروج الجنود الأميركيين من أفغانستان، ونفذ جو بايدن ذلك الاتفاق في أسوأ الظروف الممكنة، مما أدى إلى إهانة رهيبة للقوة الأميركية.

وبعد عودته إلى السلطة، بادر ترامب بتسريع الانكفاء بطريقة مذهلة، وهو انكفاء رأت فيه الصحيفة تناقضا لأنه مصحوب بعدوان إمبريالي على "الجوار القريب" للولايات المتحدة ككندا وبنما، وكأنه صورة طبق الأصل من العدوان الذي يمارسه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على جيران بلاده، حسب الصحيفة.

وخلصت الصحيفة إلى أن هذا يمثل الخطوط العريضة لمفهوم العلاقات الدولية المبني على حق القوة، حيث يتم الاعتراف بكل قوة عظمى بأنها تتمتع بالحرية في استعباد جيرانها المباشرين، مما يثير قلق الأوروبيين الذين أدركوا متأخرين هشاشة وضعهم في مواجهة بوتين، وقلق حلفاء واشنطن في آسيا، مثل تايوان واليابان وكوريا الجنوبية.

وختمت لوبوان افتتاحيتها بأن هذا يعني أن الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة على مدى سنوات لعزل الصين قد ذهبت أدراج الرياح، وبالتالي من شبه المستحيل أن تستعيد الولايات المتحدة هيمنتها هذه المرة، كما حدث بعد هزيمتها في فيتنام عام 1975.

مقالات مشابهة

  • لوبوان: ترامب حفار قبر الإمبراطورية الأميركية
  • استراليا تعلن موقفها من الحكومة الموازية
  • "لست واهمًا.. ما أقوله يحدث": رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت يحذّر من اندلاع حرب أهلية في إسرائيل
  • الخارجية الأمريكية: بحث مشترك بين واشنطن والأردن بشأن غزة والضفة
  • رسالة الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السابق ورئيس تحالف صمود في الذكرى الثانية للحرب
  • السعودية تفصح عن موقفها من عملية عسكرية برية في اليمن.. تفاصيل
  • الخارجية الفرنسية تعبر عن موقفها من الحكومة الموازية وتعلق على قرار الجيش السوداني 
  • وفاة رئيس الوزراء الماليزي الأسبق عبد الله بدوي عن 85 عاما
  • رئيس الوزراء اللبناني يلتقي الشرع في أول زيارة لدمشق
  • الخارجية الإيرانية: مواقف واشنطن المتناقضة سبب رئيس في الحوار غير المباشر