قال محمد صادق الباحث في الشئون الدولية، إن وسائل الإعلام في الأيام القليلة الماضية، سلطت الضوء على الدور البريطاني في الأزمة السودانية، وسط تداول كثير من المعلومات حول ضبط الجيش السوداني لأسلحة وذخائر وطائرات مسيرّة إنجليزية الصنع في مخازن السلاح التابعة لقوات الدعم السريع.

وأضاف صادق، خلال تصريحات صحفية، أنه بعد أن كشفت عدة تقارير إعلامية واستخباراتية خطط ومعلومات حول تدخلات إقليمية ودولية في الصراع القائم في السودان، إلى جانب نقل وتهريب أسلحة وذخائر بريطانية وغربية عبر دولة تشاد المجاورة للسودان.

وتابع صادق، أن بريطانيا كانت قد قدمت في منتصف شهر يونيو الماضي، قرار لمجلس الأمن الدولي حول فك الحصار عن "الفاشر"، ويدعو القرار إلى انسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين فيها، كما يدعو لـ "وقف فوري للقتال"، مطالبًا برفع الحصار عن "الفاشر"، التي يسكنها نحو مليوني نسمة.

وأكد أن القرار حصل حينها على موافقة 14 عضوًا من أصل 15 في المجلس، بينما امتنعت روسيا عن التصويت، لأن "القرار السابق لوقف إطلاق النار في السودان والذي أيدته روسيا ودعمته ظل حبرًا على ورق" وفق تعبير آنا يفستيغنييفا، نائبة المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، وذلك في الوقت الذي قالت فيه المندوبة البريطانية، باربرا وودورد، إن بلادها طرحت مشروع القرار من أجل "وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف لدعم التهدئة في كل أنحاء السودان ".

واستطرد صادق، على القرار حينها بأنه يهدف للتغطية على تدخل بريطانيا عسكريًا في الصراع القائم في السودان لصالح قوات الدعم السريع، وتحويل الأنظار نحو الاهتمام بملفات إنسانية، بينما تقوم هي بتأجيج الصراع وتقديم السلاح لـ "الدعم السريع".

وتطرق إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية تخطط من خلال هذا القرار لفرض التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية المدعومة غربيًا وأمريكيًا على السودان وحكومته وجيشه، فالقرار ظاهره إنساني، ولكن يخفي ورائه خطة استخباراتية أمريكية وبريطانية.

وشدد صادق، على أن القرار سيلزم السودان بجيشه وبقوات الدعم السريع التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية المدعومة غربيًا، مضيفا أن مثل هذا التعاون سيجعل من الممكن إدخال ضباط أو عملاء من الاستخبارات البريطانية والأمريكية إلى السودان والعمل مع المنظمات الأممية بمظلة وبغطاء إنسانيأ، وأن والهدف الأساسي يتمثل بإطالة أمد الصراع بما يتناسب مع المصالح الغربية.

ورأى صادق، أن الجيش السوداني تمكن في أواخر شهر يونيو، من إسقاط طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع، خلال المعارك الدائرة في مدينة "الفاشر" المحاصرة من قبل ميليشيا الدعم السريع، لافتا إلى أنه بعد فحص الطائرة من قبل خبراء عسكريين، تبيّن أنها بريطانية الصنع من نوع (ares 3.1).

وأشار إلى أن خبراء عسكريين أشاروا إلى أنه من الممكن وجود خبراء إنجليز في السودان، أو حتى أن بريطانيا تقوم بتدريب بعض المقاتلين من "الدعم السريع" وترسلهم للسودان، لأنه وبناءً على هذه البيانات والمعلومات فإن احتمال وجود خبراء عسكريين إنجليز وغربيين يقدمون المساعدة لقوات الدعم السريع كبير جدًا، حيث إن استخدام الطائرات المسيرّة البريطانية التي تم رصدها يتطلب خبراء من قبل الدولة المُصّنعة لها.

ولفت إلى أن استخبارات الجيش السوداني كشفت عن رصدها أيضًا عدد من الخبراء العسكريين الأجانب الذين قاموا باستخدام أجهزة تشويش ضد سلاح الجو، خلال المعارك التي جرت في أم درمان.

وأردف أنه قد رافق هؤلاء الخبراء ميليشيات الدعم السريع أثناء تنفيذها هجمات ضد قوات الجيش المتمركزة بأم درمان، بهدف توجيههم وحمياتهم من غارات سلاح الجو السوداني وإحباط الهجمات ضدهم، وأن الخلاف الدبلوماسي والسياسي الذي حصل في وقت سابق بين السودان وتشاد كان لهذا السبب، وأنه يأتي ذلك بعد إعلان الجيش سيطرته على مخازن سلاح وذخيرة تابعة لقوات الدعم السريع في أم درمان تحتوي على أجهزة تشويش على الطيران، بريطانية الصنع.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مجلس الأمن الدولي مجلس الأمن الجيش السوداني محمد صادق السودان استخباراتية المندوب الروسي ازمة السودان وقف فوري للقتال تهريب أسلحة الدعم السريع الازمة السودانية لقوات الدعم السریع فی السودان إلى أن

إقرأ أيضاً:

قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالفاشر

أفاد مصدر طبي للجزيرة بأن قصفا مدفعيا ثقيلا على مدينة الفاشر أدى إلى مقتل 3 مدنيين وإصابة 75، موازاة مع احتدام المعارك واضطرار مؤسسات إغاثية لإغلاق أبوابها.

من جهتها، قالت مصادر عسكرية للجزيرة إن قوات الدعم السريع تواصل القصف بالمدفعية الثقيلة على مخيم "أبو شوك" للنازحين وحي درجة أولي غربي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وأضاف المصدر أن قوات الدعم السريع قصفت بالمدفعية مقر قيادة الفرقة السادسة بالجيش السوداني في الفاشر، وأعقبت القصف بهجوم بري.

كما أفادت مصادر عسكرية للجزيرة نت بأن الجيش السوداني وقوات الحركات المسلحة المشتركة تمكنا من التصدي لهجوم واسع شنته قوات الدعم السريع اليوم الاثنين على مدينة الفاشر.

وأوضحت أن هذا الهجوم يُعتبر الأشد من نوعه على المنطقة، التي تُعد المعقل الأخير للقوات المسلحة السودانية في دارفور، حيث يواجه السكان أوضاعا بالغة الصعوبة والتعقيد.

وقال العقيد أحمد حسين مصطفى، المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة، للجزيرة نت، إن المواجهات كانت عنيفة، حيث استُخدمت فيها أسلحة ثقيلة وخفيفة على 3 محاور.

وأكد أن الجيش السوداني والقوة المشتركة نجحا في الاستيلاء على 17 سيارة عسكرية وتدمير أخرى، بالإضافة إلى مقتل 245 عنصرا من قوات الدعم السريع وجرح 133 آخرين.

إعلان

وأشار مصطفى إلى أن قواتهم تصدت للهجوم بدقة، مما أدى إلى مقتل عدد كبير من المهاجمين وهروب آخرين، مضيفا "نحن مستمرون في جهودنا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وسنواصل هذه العمليات لتضييق الخناق على المليشيات في كافة المحاور".

من جهته، قال المتحدث باسم مخيم زمزم للنازحين، جنوبي الفاشر للجزيرة، إن قوات الدعـم احتجزت 40 من العاملين في منظمة إغاثة دولية بينهم أطباء وعمال إغاثة، أثناء إجلائهم من المخيم.

ومنذ أكثر من عام، تسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على مدينة الفاشر، التي تقع على بُعد أكثر من 800 كيلومتر (500 ميل) جنوب غرب العاصمة الخرطوم، حيث شنت هجمات متكررة على المدينة ومخيمين رئيسيين للنازحين الذين يعانون من المجاعة في محيطها.

وتأتي أعمال العنف الأخيرة في المدينة بعد أقل من شهر من الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها على مخيم زمزم للنازحين، الذي يبعد 15 كيلومترا جنوب المدينة.

وأسفر هذا الهجوم عن مقتل 1500 شخص ونزوح مليون آخرين إلى مدينة الفاشر، وفقا لبيانات لجنة النازحين المحلية.

توقف تكايا

من جهة أخرى، أعلنت غرفة تكية الفاشر، التي تدير المطابخ الجماعية، اليوم الاثنين، عن توقف مؤقت لتقديم الوجبات بسبب القصف المدفعي العنيف وخروج جميع الأسواق في المدينة عن الخدمة.

وتعد تكايا الفاشر الوحيدة التي لا تزال تعمل في المدينة، وهي مصدر أساسي لإغاثة مئات الآلاف من الأشخاص المحاصرين، حيث توفر لهم وجبات منتظمة، بالإضافة إلى الدعم النفسي الاجتماعي في ظل تفاقم المجاعة التي فشلت منظمات الإغاثة الدولية في معالجتها.

وقال مسؤول التكايا محي الدين شوقار، للجزيرة نت، إن صعوبة الحركة نتيجة القصف المدفعي العنيف وخروج الأسواق عن الخدمة دفعتهم إلى اتخاذ قرار التوقف المؤقت عن تقديم الوجبات، مضيفا أن إيقاف العمل حتى تتحسن الأمور فرضه الحفاظ على أرواح العاملين.

إعلان

وأعرب العديد من النازحين في مدينة الفاشر عن قلقهم العميق إزاء توقف تكايا الفاشر عن تقديم الوجبات.

ويقول أحمد السالم -أحد النازحين- للجزيرة نت، إن هذه التكايا تمثل مصدر الغذاء الأساسي لمئات الأسر، خاصة النساء والأطفال في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها.

وأضاف أن هذا القرار سيزيد معاناة الجميع، حيث لا توجد بدائل متاحة في الوقت الراهن، خاصة مع الحصار المفروض على المدينة.

وفي حديثها للجزيرة نت، قالت ليلى حسن -إحدى النازحات- إن توقف التكايا عن الخدمة قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والنفسية بين النازحين، مما يزيد من معاناتهم.

وأضافت "كانت هذه التكايا بمثابة ملاذ للجميع، ودعت الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان استمرار تقديم الوجبات، محذرا من أن أي تأخير سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية".

في السياق ذاته، قال مصدر عسكري بالجيش السوداني للجزيرة إن قوات الدعم السريع اقتحمت مدينة "الخِوَي"، في ولاية غرب كُردفان.

وأسفر الصراع المستمر في السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 14 مليونا.

مقالات مشابهة

  • السودان يطالب الصين بتوضيح حول كيفية حصول قوات الدعم السريع على مسيرات صينية
  • الجيش السوداني: مقتل 41 مدنيا بقصف مدفعي للدعم السريع على الفاشر
  • طيران الجيش ينفذ ضربات جوية استهدفت مواقع قوات الدعم السريع في مدينة الدبيبات
  • "أزمة كشمير".. تقرير يكشف الدور الصيني وأهدافه
  • الجيش السوداني: سقوط 41 مدنيا وإصابة عشرات بقصف مدفعي للدعم السريع في الفاشر
  • مليشيا الدعم السريع تدعو الجيش والقوات المشتركة الي إخلاء مدينة الفاشر
  • السودان.. 20 قتيلًا في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم "أبو شوك"
  • السودان.. الدعم السريع يشن قصفا عنيفا على الفاشر
  • قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالفاشر
  • الفاشر.. اشتباكات عنيفة بين الجيش و”الدعم السريع” وتوقف مطابخ خيرية