صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-22@04:23:39 GMT

احتراق ذاتي!!

تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT

احتراق ذاتي!!

أطياف

طيف أول:

والضبابية ذهبت والشغف باستمرارها كذلك.

وبقي الآن فقط أن ننفي أو نؤكد

إن توقيت الطلقة الأولى هل كان ميعاداً بها أم صدفة

وجنيف لم تختتم أعمالها إلا بعد أن حصلت على التزامات من الطرفين في مفاوضات وصفتها بالخطوة الأولية المشجعة في عملية أطول وأكثر تعقيدا.

ورمضان لعمامرة في بيانه عقب انتهاء المباحثات بين طرفي النزاع كشف العمق الجوهري للمباحثات؛ مما يؤكد أن المفاوضات ناقشت قضايا مهمة مع كل طرف، وإن عدم توصل وفد الجيش لاتفاق ثنائي مع الدعم السريع فيما يتعلق بفتح الممرات لم يكن هو العقبة التي فرقت الأطراف، لكنها ربما تكون هي السبب الذي يجعل الأمم المتحدة تواصل في مباحثاتها غير المباشرة.

ومما يؤكد أنها تركت الأبواب مفتوحة بعد ختامها لتواصل واتصال فالعمامرة قال:

يشجعني استعداد الأطراف للتعامل معي بشأن هذه المسائل الحاسمة، وكذلك الالتزامات التي (تم التعهد بها) للاستجابة (لبعض الطلبات المحددة) التي قدمناها لهم.

وأضاف أنه على اتصال وثيق بقيادة الطرفين المتحاربين

وأكد أنه يعول كثيرا على الأطراف لترجمة رغبتهم في التعامل معه على وجه السرعة إلى تقدم ملموس على أرض الواقع!!

وجاء الختام بالتزام الدعم السريع لفتح الممرات في مناطق سيطرته، لكن لم يرفض الجيش المبدأ، وتعهد للأمم المتحدة بعدة التزامات.

والميدان دخل مرحلة جديدة كما تحدثنا في الأسبوع الماضي أن الخلاف الإسلامي العسكري ربما يدخل مرحلة الاغتيالات والتصفيات.

ولأن القيادات الإسلامية لها عناصرها في صفوف الجيش وصفوف الدعم السريع لذلك الإنفاق على المستوى القيادي سيكون له أثره في الميدان، لأن خلاف التنظيم مع الجيش سيرفع الغطاء الذي كان يحسن عناصر التنظيم الإسلامي داخل الدعم السريع؛ بسبب خروج بعض القيادات الإسلامية من المعركة، هذا الخطر الذي يهدد جميع القيادات الميدانية فالعناصر التنظيمية لكل طرف داخل الميدان يحاصرها الموت، بعد أن أصبحت أرض المعارك منزوعة الثقة

فجميع الذي يخضون الحرب باسم التنظيم، أي كان موقعهم ربما تلاحقهم المكايد التي تأخذهم للهلاك، لذلك كتب البراء تذكار وداع على جدار المعركة (مخالفاً يا سعادتك) وربما يستيقظ كل طرف على خبر مقتل قائد ميداني ليسارع الآخر ليثأر له.

فالحركة الإسلامية أول ما قامت به هو تقسيم عناصرها على الجيش والدعم سريعاً لذلك أن الخلاف على رأس الهرم سيعجل بنهاية عناصرها التي ستأكل نيرانهم بعضهم البعض.

والبرهان يراقب انهيار الجدار أمام أعينه؛ ولهذا هاتف بن زايد للبحث عن حل يقيه شر القيادات الإسلامية المتأبطة شرا له، وهل هناك جمر ً أشد ضراوة للإسلاميين من خيار البرهان الأخير!!

ولأن الفلول حاولت أن تسوق المكالمة على أنها انتصار للجنرال، وأنه حاول حث الإمارات على عدم دعم الدعم السريع، وإنها كذبت عندما قالت إن البرهان اتصل عليها، لهذا خرجت الأخبار عن قمة ثلاثية تجمع آبي أحمد والبرهان وبن زايد فهل سيخرج إعلام الفلول غدا ليحدثنا عن اجتماع البرهان برئيس الإمارات يتم؛ لأن الجنرال سينزع اعترافا مباشرا منه بدعم الميلشيا!!

فكل ما يجري سياسيا وميدانيا وإقليميا يعني أن الحرب الميدانية التي تحكي عن (معارك حامية في الميدان) بين الجيش والدعم السريع انتهت، وأن ما تبقى هو تصفية حسابات وانتقامات وثأر

وما يحدث الآن هو حالة احتراق ذاتي لطرفي الصراع الذين ما كسبا إلا الخسارة، ويحاول كل واحد منهما الآن البحث عن سبيل للخلاص من ورطة الحرب.

طيف أخير

قال وزير الداخلية في حكومة بورتسودان أمس إنهم بصدد اتفاق مع الاتحاد الأوربي للحد من الهجرة غير الشرعية للسودان؛ بسبب موقعه الجغرافي، ولا أدري إن كان الوزير أخطأ في الحديث عن قضية الهجرة إلى السودان.. أم الهجرة منه!!

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صباح محمد الحسن الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع ترقص في احتفال على الجماجم والأشلاء

تحصد آلة القتل الفتاكة لمليشيا الدعم السريع أرواح الأبرياء من المدنيين والأهالي البسطاء في قرى ولاية النيل الأبيض بوسط السودان وتُسيل دماءَهم بالرصاص والقذائف المضادة للدروع التي يطلقها عليهم بصورة عشوائية جنودُ مليشيا الدعم السريع بلا رحمة وبلا تفريق بين كبار السنّ والنساء والأطفال والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.

ويقول بيانٌ صادرٌ من وزارة الخارجية السودانية الثلاثاء 18 فبراير/ شباط، إن 433 مدنيًا، بينهم أطفال رضّع لقوا مصرعهم في هجمات لمليشيا الدعم السريع على قرى بولاية النيل الأبيض، فيما وصفته (بأسلوب المليشيا المعتاد في الانتقام من المدنيين العزّل في القرى والبلدات الصغيرة).

بينما تحدث هذه المشاهد المأساوية الموغلة في القتامة والبشاعة والفظاعة والفظاظة والغلظة والقسوة، يبدو مشهد سوداني آخر نقيضًا لذاك المشهد المأساوي، تدور أحداثه على خشبة مسرح آخر خارج حدود الدولة السودانية المثخنة بجراح حرب ضروس، أوقعت عشرات الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من المصابين والمفقودين، وملايين النازحين داخل السودان، ومثلهم من اللاجئين خارج السودان.

المشهد الآخر الذي تتزامن أحداثه مع تلك الأحداث الدرامية الدامية في ولاية النيل الأبيض، هو مشهد ثُلة من السياسيين وزعماء أحزاب سودانية في منافيهم الاختيارية خارج البلاد من الموالين لمليشيا الدعم السريع والمناصرين لها سياسيًا بزعامة (حمدوك)، وهم يرقصون داخل إحدى قاعات المؤتمرات الأنيقة في كينيا، وهم مبتهجون ويهتفون فرحين بشعارات وأهازيج تمجد قائد مليشيا الدعم السريع المعروف بحميدتي الذي ارتكبت قواته تلك المجازر البشعة، وتسببت في أسوأ حرب شهدها السودان في تاريخه الحديث، من أجل الوصول إلى السلطة.

إعلان

يرقص هؤلاء ويتمايلون على أنغام وألحان وأغانٍ تنبعث من بين أركان القاعة الأنيقة فرحًا واحتفاءً بما يرونه إنجازًا تحقق تتويجًا لثلاثة وعشرين شهرًا من القتل وسفك الدماء وانتهاك الأعراض والتهجير القسري وتدمير البنى التحتية، التي ارتكبت بحق مواطنيهم وأهليهم بيد حليفهم العسكري؛ الدعم السريع.

إنه (الميثاق السياسي) المحتفى به والإنجاز الذي كان مهرُه عشراتِ آلاف الجماجم والأشلاء وأنهارًا من الدم المسفوح ظلمًا بغير حق، وأحزانًا متراكبة بعضها فوق بعض تئن بها صدور ذوي الضحايا من الثكالى والأرامل واليتامى والحرائر اللاتي فقدن أغلى ما يملكن على أيدي وحوش وذئاب في ثياب بشر أتوا كما قالوا كذبًا وزورًا من أجل جلب الديمقراطية والحكم المدني بزعمهم.

الميثاق السياسي المحتفى به والذي تأجلت مراسم التوقيع عليه، سيصبح أساسًا ومرجعية لتشكيل حكومة موازية للحكومة القائمة التي عجزوا عن إزاحتها ونزع الشرعية عنها بقوة السلاح طوال أشهر الحرب، وهذا هو مبعث فرحهم وابتهاجه.

فبعد أن كان الهدف حكم السودان كله من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، انكمش هذا الهدف وتقلص ليصير مجرد حكومة افتراضية كل وزرائها خارج حدود السودان، حكومة (جوالة) بلا أرض وبلا جماهير، حكومة وزراؤها بلا أعباء حقيقية، أيديهم ملطخة بدماء الضحايا، ولا تستطيع أقدامهم أن تطأ أرض السودان خوفًا وخشية ورهبة من مصير معلوم.

حكومة موازية بلا مقاعد في المحافل الإقليمية والدولية ولا تحمل هوية ولا تاريخًا ولا ثقافة، حكومة مصنوعة وسياساتها معلّبة تخدم مصالح صانعيها ولا شأن لها بمصالح السودان وشعب السودان.

إنها متلازمة حبّ السلطة حتى وإن أتت على الجماجم والأشلاء وأنين الضحايا، لا يهم ما دامت أنها تأتي، حتى وإن جاءت محمولة على أكف أيادٍ أجنبية مردت وتمرّست على نشر الخراب والدمار والموت حيثما حلّت، فأصبح ذاك شغلها الشاغل ومهنتها التي تدفع في سبيل مزاولتها أموالًا طائلة كان يمكن أن توجّه نحو الإعمار والتنمية والبناء والازدهار، فتقوى بها صلات القربى وتوثّق عُرى الأخوّة وروابط حسن الجوار .

إعلان

إن أكثر الأسئلة إلحاحًا وإلحافًا والتي تدور في أذهان السودانيين الذين تلاحقت عليهم الأرزاء، وتكالبت عليهم المصائب والمحن جراء هذه الحرب المصنوعة القادمة من وراء الحدود، ولا يجدون لها جوابًا، هي: لماذا كل ذلك؟ .. ولا جواب.

ما هي الجناية التي اقترفتها أيديهم في حق أولئك الذين يصدرون لهم الموت والدمار والخراب؟

هل من المعقول أن يكون كل ذلك من أجل التسلية؟

هل من المعقول أن يكون كل ذلك من أجل (لا شيء)؟!

ولا جواب..

ولربما الفاعل نفسه لا يعرف الجواب.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • رئيس شورى المؤتمر الوطني يصل منطقة إستردها الجيش من الدعم السريع
  • الدعم السريع ترقص في احتفال على الجماجم والأشلاء
  • الجيش السوداني يضيق الخناق على مقار الدعم السريع ويحكم سيطرته على كافوري في الخرطوم بحري
  • بالصور.. البرهان يستلم أسلحة وآليات عسكرية ومركبات قتالية ضخمة استولى عليها الجيش من الدعم السريع
  • ما هي برامج الهجرة التي أوقفها ترامب.. تعرف عليها؟
  • يا شيخ الأمين أنت مع الجيش ولا مع الدعم السريع؟ شاهد الفيديو
  • الهجرة الدولية: نزوح أكثر من 11 ألف أسرة غربي السودان
  • ما وراء انقسامات التنظيمات التي تحالفت مع الدعم السريع؟
  • الدعم السريع تستهدف بقصف مدفعى دور ايواء بامدرمان
  • الجيش السوداني يعلن تقدمه في محاور قتال بالفاشر على حساب قوات “الدعم السريع”