سواليف:
2024-11-23@16:40:49 GMT

وراء الحدث

تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT

#وراء_الحدث د. #هاشم_غرايبه

أثير اهتمام مبالغ فيه، في الحديث عن الغارة الجوية التي شنها العدو على منطقة الحديدة في اليمن، رغم أن الحدث ليس خارقا بالمعيار العسكري، فمسافة 180 كيلومترا ليست بعيدة على الطيران العسكري الحديث، مع توفر امكانية التزود بالوقود جوا.
الملاحظ أن التركيز كان على ذكر وجود أربع طائرات مرافقة لغرض التزويد بالوقود، وذلك لنفي إمكانية أن الطائرات قد تكون تزودت به من قواعد أرضية، لأنه معلوم أن مسار الطائرات جيئة وذهابا بأكمله يقع في أجواء عربية، ورغم أن المنطقة المعنية تعج بالقواعد الأمريكية، إضافة الى القاعدة الجوية التي يمتلكها الكيان اللقيط في أرخبيل دهلك التابع لأريتريا، لذلك كان ذكر التزود الجوي لابعاد شبهة أن هنالك تنسيق وتعاون مع الدول المشاطئة للبحر الأحمر، والتي هي جميعها عربية (السعودية ومصر والسودان).


لكن كان من الصعب (إن لم يكن مستحيلا) تنفيذ هذا الهجوم، بدون أن تكتشفه أجهزة الرادار لهذه الدول، خاصة وأننا نعلم كم هي مستنفرة هذه الأيام للتصدي للمسيرات والصواريخ اليمنية المنطلقة باتجاه الكيان اللقيط، واللذي أعلن بصراحة وبلا خوف من الحرج الذي سيقع فيه المتعاملون معه، أعلن تقديره للدور الكبير للدول العربية المتحالفة معه في التصدي للهجومات الجوية السابقة عليه، سواء منها ما انطلقت من إيران أو من الأراضي العراقية أو اليمنية.
السؤال هنا كيف يمكن لأمريكا أن تزود الأنظمة العربية بأجهزة الرصد الجوي التي تحتاجها للدفاع عن أجوائها، بحيث لا تعمل ضد طيرانها أو طيران حلفائها سواء الأوروبيين أو الكيان اللقيط؟.
هل ذلك ممكن تقنيا؟
بالطبع ذلك صعب إن لم يكن مستحيلا، لذلك فالوسيلة هو أحد أمرين، إما أن يكون العاملون على هذه الأجهزة أمريكيون أو عملاء لمخابراتها من أبناء المنطقة اختارتهم ودربتهم وضمنت ولاءهم، وهذا مكلف كثيرا فهذه الوظائف تقنية ودائمة لذا فكلف إدامتها عالية وغير مجدية إلا في حالات قليلة وهي الحروب.
لذلك فالخيار الأفضل مما سبق أن تكون قيادات البلد موالية لها مرتبطة معها بعهود سرية على مواطنيهم، وهذا ممكن إما أغراء بالمال أو ترهيبا بنزع الحكم من الحاكم واستبداله، خاصة ان كان أصلا قد نال الحكم بناء على دعمهم، أو بكلي الأمرين معا.
ولو عدنا الى الأحداث المؤلمة تاريخيا، والتي نجح العدو فيها بدخول أقطار عربية لاغتيال مناضلين أو علماء يخشى أن يغيروا في معادلة التخلف التقني المضروب على أمتنا، جميع تلك العمليات والتي تمثل الإرهاب الحقيقي، لم تكن لها أية فرصة للنجاح إلا بالتنسيق مع الأجهزة المعنية في ذلك القطر وبالدعم المعلوماتي وبالتغطية على انسحاب القوة المهاجمة أو خروجها من البلاد بأمان.
لقد عبرت الطائرات المغيرة الأجواء العربية لمدة تزيد عن ساعتين ذهابا وإيابا، والأعراف الدولية تقضي بوجوب الاستئذان، وحتى لوكان الكيان لا يقيم وزنا لهذه الأنظمة فلا يستأذن خرقه لأجوائها، فهي بأضعف الإيمان وعلى أقل واجب تجاه حماية كرامتها المستباحة، بإمكانها أن تبلغ الأشقاء اليمنيين قبل وصولها، لكن ذلك لم يحصل، مما يثبت الاستغراق في التآمر.
لذا لا يعتبر هذا العدوان على اليمن نجاحا عسكريا للكيان اللقيط، بقدر ما هو وصمة عار تنال من الأنظمة العربية المنبطحة تحت أقدام الكيان اللقيط، تضاف الى المئات من وصمات العار التي سبقتها.
صحيح أنه لا قيمة استراتيجية لهذه الغارة، فهي أرادتها قيادة الكيان لحفظ ماء الوجه أمام مواطنيها، ولإظهار أنها لم تسكت على العملية اليمنية الهامة والناجحة لاستهداف تل أبيب، لكنها لن تغير من حقيقة أن الجيش اليمني البطل قادر على الوصول الى البطن الرخو لهذا الكيان المهزوم حتما، وبالتالي فالجيوش العربية الأخرى التي لم نرها الا في الاستعراضات أو عندما استدعتها أمريكا في حربها ضد الإسلام (الحرب على الإرهاب)، هذه الجيوش الأقوى كثيرا من الجيش اليمني، بيدها الكثير، وعليها تعلق الأمة آمالها لتسترد كرامتها، والتي ما أبقاها الى الآن مستباحة غير تخاذل القيادات السياسية العربية (وليس العسكرية) عن الاضطلاع بواجبها في قضية الأمة الأولى.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: وراء الحدث

إقرأ أيضاً:

ماهي وظيفة السلاح بعد انسحاب الحزب إلى ما وراء الليطاني؟

كتب معروف الداعوق في" اللواء": في اي صيغة يرسو عليها اتفاق وقف اطلاق النار المرتقب بين حزب لله وإسرائيل، يتم سحب عناصر حزب لله وسلاحه إلى ماوراء نهر الليطاني، وهذا الواقع، يطرح جملة تساؤلات واستفسارات، عن الاماكن والمواقع التي سينقل اليها هذا السلاح، وما اذا كانت شمال الليطاني، او الداخل اللبناني، والوظيفة الجديدة لهذا السلاح، بعد ابتعاده عن الحدود الجنوبية. بعد توقيع اتفاق نهائي لوقف اطلاق النار لانهاء الحرب بين إسرائيل وحزب لله، والمباشرة بتطبيق بنوده ميدانيا، لم يعد ممكنا الاستمرار باعتماد صيغة الجيش والشعب والمقاومة وفي خدمة مصالح ايران على حساب المصلحة الوطنية اللبنانية العليا.   يتطلب اتفاق وقف اطلاق النار، البحث عن صيغة جديدة، لوضعية سلاح الحزب، تاخذ بعين الاعتبار كل سلبيات المرحلة الماضية، ومتطلبات المرحلة الجديدة، التي تختلف عن المرحلة الماضية، وتجنب تكرار اي صيغة قريبة اومماثلة، لكي لاتتسبب من جديد، بادخال البلد في متاهات داخلية او خارجية، هو في غنى عنها، بعدما اثبتت الصيغة الثلاثية فشلها الذريع، ولم تعد صالحة للتعايش معها، او التطنيش عليها من اي كان.    

مقالات مشابهة

  • القسام تنفذ عملية مركبة في رفح ضد جنود الكيان
  • السبب الحقيقي وراء غياب ميسي عن حفل برشلونة
  • أمينة خيري: الحكم على تدين المجتمع قائم من خلال المظهر فقط
  • ماس كهربائي وراء حريق شقة سكنية في العياط
  • السفير الضحاك: يجب إنهاء مفاعيل “ورقة المبادئ والمعايير الناظمة لعمل الأمم المتحدة في سورية” بالغة العدائية والتي تتناقض مع المبادئ الإنسانية الأساسية وتحرم الفئات الأكثر احتياجاً من الحق في ظروف معيشية مناسبة
  • معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالانت في عزلة دبلوماسية؟ ومستعدة لاعتقالهما!
  • ‏حزب الله يعلن شن هجوم بسرب من المسيرات على قاعدة حيفا البحرية والتي تبعد 35 كم عن شمال مدينة حيفا
  • بورسعيد تحتضن الرياضة: انطلاق البطولة العربية للشركات وسط مشاركة عربية واسعة
  • ماهي وظيفة السلاح بعد انسحاب الحزب إلى ما وراء الليطاني؟
  • الخارجية : سورية تؤكد أن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في سورية ولبنان وفلسطين تشكل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار المنطقة