السمنة وزيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد .. هل هناك علاقة؟
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
تؤدي الدهون الزائدة في الجسم إلى الإضرار بالكبد، حيث يشكل تراكم الدهون بشكل مفرط خطرًا كبيرًا على الصحة، مُسببًا السمنة. تُعرف السمنة عادة من خلال مؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي يبلغ 30 أو أكثر. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تضاعف انتشار السمنة ثلاث مرات تقريبًا منذ عام 1975، مما جعلها تشكل وباءً عالميًا في العقود الأخيرة.
تتسبب المتغيرات البيئية والسلوكية والوراثية في الإصابة بالسمنة. أنماط الحياة المستقرة، الأنظمة الغذائية غير الصحية، تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية والدهون غير الصحية، قلة النشاط البدني، وزيادة استهلاك الوجبات السريعة والمصنعة، جميعها عوامل رئيسية. كما تسهم العوامل النفسية، الحرمان من النوم، وبعض الأدوية في زيادة معدلات السمنة.
أوضح الدكتور دينيش سينج من مستشفى أندروميدا للسرطان في الهند أن هناك علاقة معقدة بين السمنة والسرطان تتضمن عدة عمليات بيولوجية. الالتهاب المزمن الناجم عن السمنة يمكن أن يعزز بيئة ملائمة لتطور السرطان، بجانب رفع مستويات الأنسولين وعامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF) الذي يشجع نمو الخلايا السرطانية. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط هرمون الاستروجين الزائد الناتج عن الأنسجة الدهنية بزيادة خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، خاصة سرطان الكبد، حيث يعاني المصابون بالسمنة غالبًا من مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) الذي يمكن أن يؤدي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد.
للوقاية من سرطان الكبد، يُنصح الأشخاص المصابون بالسمنة باتباع استراتيجيات متعددة تركز على تحسين الصحة العامة وإدارة الوزن. تشمل هذه الاستراتيجيات ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، تناول طعام صحي متوازن غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، والحد من استهلاك الأطعمة المصنعة والسكرية. الكشف المبكر من خلال الفحوصات المنتظمة واختبارات وظائف الكبد أمر بالغ الأهمية، خاصة للأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر مثل السمنة.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
ممثل «الصحة العالمية» بالدوحة: إستراتيجية قطر لمكافحة السكري متكاملة
يشهد العالم تزايدا مقلقا في معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة وغير الانتقالية بسبب عدة عوامل منها أنماط الحياة غير الصحية، مثل قلة الحركة والنشاط، والتدخين، والسمنة، والتوتر وضغوط الحياة عموما، ما يؤدي إلى مخاوف كبيرة وكثيرة، لها تداعياتها وأعباؤها البشرية والمادية على الدول وأنظمتها الصحية.
ومن أكثر الأمراض المزمنة «السارية أو غير الانتقالية» ارتفاعا في عدد حالات الإصابة بها حول العالم وفقا لمنظمة الصحة العالمية، داء السكري، الذي تحتفل الأسرة الدولية بيومه العالمي في 14 نوفمبر سنويا، منذ أن اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2007.
وقال سعادة الدكتورة ريانة بوحاقة ممثل منظمة الصحة العالمية بدولة قطر في حوار خاص أجرته معها وكالة الأنباء القطرية «قنا»، إن نحو 800 مليون مصاب ومشخصين بمرض السكري يتوزعون حاليا في جميع أنحاء العالم، لافتة إلى أن إقليم شرق البحر الأبيض المتوسط الذي يضم 22 دولة منها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، يستأثر بأعلى معدل انتشار إقليمي للسكري وبنسبة 17.6 % في صفوف البالغين ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و79 سنة.
ونوهت إلى أن في الإقليم ذاته يوجد ما يقرب من 85 مليون شخص بالغ وبمعدل واحد من كل 6 أشخاص، متعايشين مع السكري، وتوقعت أن يرتفع هذا الرقم بنسبة 92 % ليصل إلى 163 مليونا بحلول عام 2050، ما يشكل عبئا متزايدا على المدى القريب والبعيد، رغم الجهود المبذولة في مجالات التوعية والتثقيف الصحي بالمرض وتطوير الأدوية وأساليب العلاج.
ورأت الدكتورة ريانة أن ما يثير القلق هو أن لدى الإقليم أيضا أعلى نسبة من الوفيات «21.6 « بالمائة والمرتبطة بالسكري بين الأفراد في سن العمل «أقل من 60 عاما» وبالتحديد من 25 إلى 60 سنة، في وقت يظل فيه نحو ثلث حالات الإصابة بالسكري دون تشخيص، ما يسلط الضوء على الثغرات الكبيرة في الكشف عن المرض ورعاية المصابين به، الأمر الذي يحد بدوره من العيش بعمر لسنوات صحية أكثر.
وكشفت عن نطاق الإصابة بالسكري في إقليم شرق الأبيض المتوسط، وحددت في هذا السياق معدل الانتشار المجمع بين الأفراد لمضاعفات المرض الرئيسي.
وحذرت ممثل منظمة الصحة العالمية في قطر، من أنه في حال استمرت الأمور على هذا النحو عالميا، يصعب الوصول للهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، والمتمثل في خفض الأمراض المزمنة بنسبة الثلث، أو ما يعادل 33 % حسب كل دولة.
كما لفتت إلى أنه في حال استمرت الأمور كما هي عليه الآن، فلن يتحقق من تلك الأهداف سوى نسبة 11 بالمائة فقط بحلول التاريخ المذكور، وهو معدل قالت إنه دون مستوى الطموح، ما يحتم العناية والاهتمام أكثر بطرق الوقاية والتوعية والتشخيص المبكر وبرامج الوقاية والوصول للخدمات ذات الصلة.
ونوهت ممثل منظمة الصحة العالمية في قطر، الإستراتيجية الوطنية لمكافحة مرض السكري في دولة قطر ومحاورها المختلفة، وبالأخص ما يعنى بالتوعية وبرامج الوقاية والتثقيف الصحي، وبتركيزها المتكامل على الوقاية، وزيادة الوعي، وتحسين جودة الرعاية الصحية، وتطوير النظم البحثية والمعلوماتية.
ولفتت في هذا الصدد إلى تخصيص قطر يوما للرياضة كل عام، وبتوفير أجهزة ممارسة النشاط الرياضي في مناطق مختلفة من البلاد، مثمنة جهود عدد من الجهات المعنية بالدولة ومنها الجمعية القطرية للسكري، وأكدت أن المنظومة الصحية في قطر متقدمة والخدمات متاحة ومتكاملة، والعلاج والتشخيص متوفران مع تشجيع مستمر لتغيير السلوكيات والتركيز على الشباب في هذا الصدد.
وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية تحاول تبني مبادرات واستحداث برنامج «أون لاين» مفتوح للجميع ومجانا يعنى بالتثقيف الصحي بداء السكري، مشابه لما هو في قطر، ويستهدف توعية المريض من حيث التشخيص المبكر والمتابعة وإلزام نفسه بتناول الأدوية في مواعيدها وبالمتابعة وتعليمات الطبيب المعالج.
كما ثمنت دعم دولة قطر لبرامج المنظمة الصحية، ما يسهم في تعزيز الخدمات المستهدفة وتوفير العلاج، ورأت أن من المهم على الدول ضمن برامجها لمعالجة السكري وتجنب مخاطره ومضاعفاته وتسهيل وصول المرضى أكثر للخدمات، الدخول في عمليات شراء موحد للأدوية بهدف خفض أسعارها حتى تكون في متناولهم.