أنقرة (زمان التركية) – قال تقرير نشره موقع ”ميدل إيست آي“ البريطاني، إن التطورات نحو تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا، تدفع الولايات المتحدة الأمريكية، نحو تغيير استراتيجيتها.

وفي الوقت الذي تستمر فيه محاولات تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، التي انقطعت منذ 12 عامًا، نُشر تحليل لافت للنظر حول النهج الأمريكي في هذه العملية.

ففي الوقت الذي يواصل فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توجيه رسائل إيجابية نحو التطبيع مع سوريا، تواصل دمشق إصرارها على انسحاب القوات التركية من سوريا.

أما الولايات المتحدة التي تدعم قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا، والتي تشكل منظمة حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، فتدلي بتصريحات ضد التطبيع بين أنقرة ودمشق.

وخلال هذا الأسبوع، صرحت وزارة الخارجية الأمريكية بأنها ”لا تدعم جهود التطبيع بين تركيا وسوريا ولن تطبع العلاقات مع سوريا حتى يتم التوصل إلى حل سياسي للمشكلة المستمرة منذ 13 عاماً“.

وذكر موقع ”ميدل إيست آي“ أن واشنطن أبقت رسمياً على اعتراضها على تطبيع حلفائها مع دمشق، لكنها تخلت عن سياسة نشطة في هذه القضية. وقال مسؤولان أمريكيان سابقان ومسؤول عربي للموقع إن القضية أثيرت خلال زيارة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى واشنطن.

وقال المسؤول العربي إن ”العراق أبلغ الولايات المتحدة بالفعل أنه يعمل من أجل توقيع اتفاقية مصالحة بين تركيا وسوريا، لكن الجانب الأمريكي لم يبد أي اهتمام“.

وقد اتخذت حكومة بشار الأسد في الآونة الأخيرة خطوات لتطبيع العلاقات مع العديد من الدول العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية. ووفقًا للمحللين، فإن التقارب بين أنقرة ودمشق سيكون أكثر ما سيؤثر على الولايات المتحدة الأمريكية بسبب وجودها العسكري في شمال سوريا ودعمها لحزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب.

وقال السفير الأمريكي السابق لدى سوريا روبرت فورد لموقع ”ميدل إيست آي“: ”الأسد ضعيف جدًّا في مواجهة الأمريكيين، لكن سوريا وتركيا اللتين تعملان معًا قد تحاصران قوات سوريا الديمقراطية“. كما اعتبر فورد أن محاولات الوساطة العراقية مرتبطة بهدف إيران المتمثل في إخراج القوات الأمريكية من سوريا.

وقال السفير الأمريكي السابق لدى العراق دوغلاس سيليمان إن انسحاب القوات الأمريكية سيكون في مصلحة إيران، مضيفاً: ”إذا كان همك الرئيسي هو محور المقاومة الإيراني، فلن ترغب في رؤية المحادثات بين الأتراك والأسد تتقدم إلى الأمام“.

 

Tags: - تركاالوساطة العراقيةبشار الأسدتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريادمشقسوريا

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: تركا الوساطة العراقية بشار الأسد تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا دمشق سوريا الولایات المتحدة بین ترکیا

إقرأ أيضاً:

"ذا هيل": مأساة غزة تكشف خطورة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية

مع اقتراب الذكرى السنوية لأحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، يُطرح السؤال: هل علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل تستحق كل هذا العناء؟.

دفعت الولايات المتحدة ثمناً باهظاً لعلاقتها بإسرائيل على مر السنين


ويقول الكاتب الصحفي ك. وورد كامينغز، إنه كان من الأسهل بكثير الإجابة عن هذا السؤال خلال فترة الحرب الباردة، عندما قدّمت الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل لموازنة النفوذ السوفيتي في المنطقة. ولكن، كان ذلك منذ أمد بعيد، ورغم أن الروس نشطون في منطقة الشرق الأوسط، أمسى نشاطهم محدوداً، ولا يرقى لنطاقه إبان الحرب الباردة.

 

 

"Is the U.S. relationship with Israel still worth it?" (@TheHillOpinion) https://t.co/Wi51BkP6E7

— The Hill (@thehill) September 2, 2024


وأضاف الكاتب في مقاله بموقع "ذا هيل": فضلاً عن ذلك، كان استقرار أسواق النفط أحد أسباب دعمنا لإسرائيل منذ فترةٍ طويلة. غير أن هذا الوضع يتبدل الآن أيضاً، إذ أمست الولايات المتحدة المنتج الرئيس للنفط على كوكب الأرض.
وتابع الكاتب: "بالطبع تواصل إسرائيل تقديم دعمها للولايات المتحدة في العديد من النواحي السياسية المهمة في المنطقة. لكنني ما زلت أشعر بأنه حري بي أن أطرح السؤال التالي: هل هذا كله كافٍ؟".

ثمن باهظ

دفعت الولايات المتحدة ثمناً باهظاً لعلاقتها بإسرائيل على مر السنين. لا بالمال وحسب، وإنما بالدماء أيضاً. فوفقاً للجنة هجمات الحادي عشر من سبتمبر، كان دعم الولايات المتحدة لإسرائيل سبباً رئيساً في شن هذه الهجمات عام 2001. ووردَ في تقرير اللجنة أن "عداء خالد شيخ محمد تجاه الولايات المتحدة لم ينبع من تجاربه في الولايات المتحدة كطالبَ علم، وإنما من الخلاف العنيف مع السياسة الخارجية الأمريكية المؤيدة لإسرائيل".

 

 

"Is the U.S. relationship with Israel still worth it?" (@TheHillOpinion) https://t.co/IEoC8KDyKD

— The Hill (@thehill) September 3, 2024


وخلال أزمة الطاقة في الولايات المتحدة في سبعينات القرن العشرين، كان نقص الوقود نتيجة قطع الدول العربية إمدادات النفط عن الولايات المتحدة بسبب غضبها من الدعم الأمريكي لإسرائيل خلال حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973.
واعتبر تفجير ثكنة مشاة البحرية الأمريكية في لبنان عام 1983، الذي أودى بحياة 241 من الجنود الامريكيين، "درساً في خطورة تدخل الولايات المتحدة في الصراع بين إسرائيل وأحد جيرانها".

خطر متزايد مع تصاعد التوتر في المنطقة، يشعر الخبراء بالقلق من أن "فرصة الاعتداء على الولايات المتحدة تتزايد أيضاً". ويقول مسؤولو وكالة الاستخبارات الأمريكية إن "هناك خطراً متزايداً من أن يضرب مقاتلو حزب الله اللبناني الأمريكيين في الشرق الأوسط، بل وربما داخل حدود الولايات المتحدة نفسها".
وأضاف الكاتب: "هالني أن قرأت في تقرير لجنة الحادي عشر من سبتمبر أن الهجمات كان من المفترض أن تكون أشد وطأة بكثير مما كانت عليه، إذ كان من المقرر أن تنطوي على 10 طائرات لا 3 فقط، وأن أسامة بن لادن أراد أن تُشَن الهجمات قبل موعدها ذاك بكثير رداً على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون المثيرة للجدل إلى موقع مُقدس مُتنازع عليه في القدس العام السابق".
بَدَت الرسالة واضحة. ستكون حياة الأمريكيين في خطر دائم ما دعمت الولايات المتحدة إسرائيل.
ولم يكن هجوم حماس على إسرائيل 7 أكتوبر (تشرين الأول) سوى جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد. فقد قُتل نحو 1200 مدني يهودي بريء، واحتُجزت 250 رهينة. وفي إطار ملاحقة القوات الإسرائيلية لمقاتلي حماس، قُتل نحو 40 ألف فلسطيني وشُرِّد مئات الآلاف الأخرون. جيل يُساق إلى التطرف المعاناة كلها مؤسفة، يقول الكاتب، ولكن، بصفتي أمريكياً قلقاً، ولدي ذكريات حية عن تفجيرات مركز التجارة العالمي، فإن أكثر ما يخيفني من هذا الامتداد الأخير لعمليات العنف معاناة الأطفال. وعلى وجه الخصوص، أشعر بالقلق من أن جيلاً جديداً كاملاً من شباب غزة يُساق إلى التطرف ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
ووفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن لجنة الإغاثة الدولية، تيتَّمَ أكثر من 19 ألف طفل في غزة بسبب الحرب. ويشكل الأطفال ما يزيد على 47% من سكان غزة، ويُعتقد أن نصف القتلى الفلسطينيين من النساء والأطفال.
وأُصيب أكثر من 90 ألف شخص ونزحَ مليون آخرون، كثير منهم من الأطفال. وتشعر لجنة الإغاثة الدولية بالقلق حيال الآثار بعيدة الأجل التي لحقت بهم بسبب الحرب، إذ يعانون من "الانفصال العائلي والهجر والأخطار الجسدية والبيئية والإصابات والإضطرابات النفسية والاجتماعية والعاطفية".
واختتم الكاتب قائلاً إن منظمات الإغاثة الدولية  تبذل ما في وسعها لتخفيف حدة المعاناة وبناء مستقبلٍ لأطفال غزة. لكنني أعلم أنني لست الوحيد الذي يظن أنني لو كنت طفلاً في الثانية عشرة من عمري في غزة، وشاهدت عائلتي وأصدقائي يموتون في غارة إسرائيلة، واضطررت إلى العيش في مخيمات اللاجئين بعيداً عن من منزلي محاطاً بالفقر واليأس، فلا أعتقد أن كل الحلوى والألعاب المُتبرع بها على سطح هذا الكوكب كله كفيلة بأن تُنسيني هذه المأساة.

مقالات مشابهة

  • بيسكوف يؤكد فرض قيود على نشر المعلومات من وسائل الإعلام الأمريكية ردا على إجراءات واشنطن
  • "ذا هيل": مأساة غزة تكشف خطورة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية
  • المرصد السوري: مسيرة مجهولة تستهدف شاحنة وتقتل سائقها بمحيط البوكمال قرب حدود سوريا والعراق
  • سول وواشنطن تتوقعان استفزازات كورية شمالية قبل الانتخابات الأمريكية
  • إعادة قلادة ذهبية عمرها 2500 عام إلى تركيا تم تهريبا إلى الولايات المتحدة قبل أربعة عقود
  • أخرهم جورجيا.. اأبرز حوادث إطلاق النار داخل مدارس وجامعات الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تعلن عن خطة لمواجهة النفوذ الروسي قبل انتخابات 2024
  • قتلى وجرحى في إطلاق نار بمدرسة في جورجيا الأمريكية
  • لافروف يحذر أمريكا من الاستهزاء “بالخطوط الحمراء” لروسيا
  • المرصد السوري: مقتل قيادي من قوات الأمن الكردية جراء استهداف سيارته في شمال شرق سوريا