“إسرائيل” تقصف خزانات النفط في الحديدة: هل هو استعراض للقوة أم استهداف استراتيجي؟
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
الجديد برس:
في عدوانه الأخير على اليمن، اختار كيان الاحتلال الإسرائيلي قصف خزانات مؤقتة للنفط في محافظة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، مما أثار تساؤلات حول أبعاد هذه الخطوة وتداعياتها الاقتصادية.
وقبل الغارات الإسرائيلية على الحديدة، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن “إسرائيل” تكثف نشاطها الاستخباراتي والعملياتي في اليمن، مما يشير إلى أن “إسرائيل” لا تمتلك بنك أهداف واضح في اليمن.
ووفقاً لخبراء، فإن استراتيجية كيان الاحتلال الإسرائيلي تقوم على قاعدة الاستعراض، ولذلك اختار منشآت وخزانات الوقود في ميناء الحديدة كأهداف واضحة للعيان.
وكان الاحتلال الإسرائيلي على علم مسبقاً بأن شن غارات، حتى لو كانت بالمئات، على مساحة جغرافية كبيرة مثل اليمن لن يحقق أي هدف استراتيجي، خاصة بعد الرسائل الأمريكية بعدم جدوى الغارات التي تنفذها واشنطن ضد اليمن منذ يناير الماضي بهدف إيقاف عمليات قوات صنعاء المساندة لغزة.
ولكي يبدو الاحتلال الإسرائيلي قوياً ومتماسكاً، اختار خزانات النفط المؤقتة في مدينة الحديدة التي لا تحتوي على مخزون كبير من الوقود، وكان هدفه الرئيسي هو الاستعراض بقدرته على المواجهة ومحاولة الضغط النفسي على اليمن لوقف العمليات ضده.
ومع ذلك، لم يكن للغارات الإسرائيلية على الحديدة أي تأثير يذكر، حتى على المخزون الاستراتيجي للوقود في اليمن. وحتى ميناء الحديدة، الذي تعرض لعدد من الغارات، قد عاد إلى العمل بمجرد انتهاء العدوان الإسرائيلي.
ولم يحقق الاحتلال الإسرائيلي من هذه الغارات سوى استعراض نيران الوقود المحترقة في مدينة الحديدة، والتي لم تستمر طويلاً حتى تم إخمادها.
ومع ذلك، فإن هذا العدوان قد أشعل المزيد من المشاعر العدائية لدى الشعب اليمني ضد “إسرائيل”، والتي قد لا تنطفئ حتى بوقف العدوان على غزة. ومن المحتمل أن تعاني “إسرائيل” من هذه المشاعر العدائية لفترة طويلة.
وصباح اليوم، أعلنت قوات صنعاء تنفيذ عمليتين عسكريتين استهدفتا أهدافاً مهمة في “إيلات” جنوبي فلسطين المحتلة وسفينة أمريكية في البحر الأحمر، مؤكدةً أن الرد على العدوان الإسرائيلي على اليمن قادم لا محالة وسيكون كبيراً وعظيماً.
وعقب هذا الهجوم أعلنت قوات صنعاء أنها سترد على العدوان الإسرائيلي الغاشم على المنشآت المدنية في محافظة الحديدة، مؤكدةً عزمها على استهداف الأهداف الحيوية في “إسرائيل”. وقد جدد المتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، التأكيد على اعتبار منطقة “تل أبيب” المحتلة منطقة غير آمنة، وذلك في بيان متلفز مساء السبت.
وقال العميد سريع، إن العدو الإسرائيلي شن عدواناً غاشماً على محافظة الحديدة، مستهدفاً بعدة غارات محطة الكهرباء التي تغذي مدينة الحديدة الساحلية وكذلك ميناء الحديدة وخزانات الوقود، وهي أهداف مدنية. وأكد أن “القوات المسلحة اليمنية سترد على هذا العدوان السافر، ولن تتردد في ضرب الأهداف الحيوية للعدو الإسرائيلي مع تأكيدها على ما ورد في بيانها السابق بشأن اعتبار منطقة يافا المحتلة منطقة غير آمنة”.
وأكد أن “القوات المسلحة اليمنية وبتوجيهات قيادتها المؤمنة ومعها كل أبناء الشعب اليمني الحر الأبي الصامد المجاهد لن تتوقف عن عملياتها المساندة لإخواننا في غزة مهما كانت التداعيات ومهما كانت النتائج”. كما أشار إلى أن قوات صنعاء “تُعد العُدة لحرب طويلة مع هذا العدو حتى وقف العدوان ورفع الحصار وإيقاف كل جرائمه المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
ودعا سريع أبناء الأمة إلى التحرك لنصرة فلسطين قائلاً: “إن العدوان الإسرائيلي على اليمن يفرض على كل أبناء الأمة التحرك الجاد نصرةً للقضية الفلسطينية ورفضاً للعدوان الإسرائيلي وانتصاراً لدماء المظلومين في غزة”. كما شدد العميد سريع على أن “الشعب اليمني العظيم، بقيادته وقواته المسلحة، سيتجاوز بعون الله هذا التحدي، كما تجاوز التحديات السابقة خلال السنوات الماضية”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی العدوان الإسرائیلی قوات صنعاء على الیمن
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع تقصف منزلا غرب الخرطوم وتقتل 6 أشخاص بينهم 4 أطفال
أعلنت السلطات السودانية، الأربعاء، عن مقتل 6 أشخاص من أسرة واحدة، وإصابة 3 آخرين، وذلك بقصف مدفعي نفّذته قوات الدعم السريع على مدينة أم درمان، المتواجدة غربي العاصمة الخرطوم.
وأوضحت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، في بيان، أن: "قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة جديدة في حق المدنيين باستهدافها الممنهج والمستمر للمواطنين المدنيين بمنطقة كرري بمدينة أم درمان غربي الخرطوم".
وبحسب البيان نفسه فإن: "القصف المدفعي الذي شنته اليوم أدى إلى وقوع مجزرة باستشهاد 6 أشخاص من أسرة واحدة، وإصابة 3 آخرين جراء وقوع القذائف داخل منزل الأسرة في حي الثورة بمنطقة كرري".
وفي السياق نفسه، أشارت وزارة الصحة إلى أنّ بين القتلى 4 أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 8 سنوات. فيما لم يصدر إلى حدود اللّحظة، أي تعليق على البيان الحكومي، من قوات الدعم السريع.
تجدر الإشارة إلى أنه بوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" منذ أيام، لصالح الجيش، بكل من: ولايتي الوسط (الخرطوم والجزيرة) وولايتي الجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان) المتاخمة غربا لإقليم دارفور (5 ولايات).
إلى ذلك، تسيطر "الدعم السريع" على 4 ولايات فيه، بينما لم تمتد الحرب لشمال البلاد وشرقها. وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش السوداني يسيطر على 90 في المئة من "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و60 في المئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي وكذا المطار الدولي.
وقبل أيام قليلة، أفاد سكان وعاملون في القطاع الطبي بأن قوات الدعم السريع السودانية قد شنّت هجمات على مخيم زمزم للنازحين، الذي يعاني من أزمة مجاعة حادة، وذلك في إطار محاولات القوات العسكرية تعزيز سيطرتها على معقلها في دارفور، بينما تتكبد خسائر أمام الجيش في العاصمة الخرطوم.
ومنذ نيسان/ أبريل من عام 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حربا، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وذلك بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.