عربي21:
2024-09-06@21:21:54 GMT

ماذا تحمل بكين إلى فلسطين؟

تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT

كانت الدول الآسيوية والجنوبية الأكثر إحساسا وتضامنا مع القضية الفلسطينية، ورغم ذلك ظل العرب يولون وجوههم شمالا وغربا نظرا لموازين القوى الدولية وطبيعة النفوذ الغربي الذي رمى العالم العربي في حضن التحالفات الغربية لأسباب تاريخية، وسياسية واقتصادية وعسكرية. وجاءت عملية طوفان الأقصى الأخيرة لتكشف عن تغير كبير في موازين القوى الدولية فيما يتعلق بالتعامل مع الملف الفلسطيني، خاصة دور كل من روسيا والصين.



لا يمكن اعتبار أن اللقاءات المتكررة التي تتم بين الفصائل الفلسطينية في العاصمة الصينية بكين هي مجرد لقاءات بروتوكولية كغيرها من اللقاءات التي تمت في عدة عواصم قبل ذلك لعدة اعتبارات؛ أولها أن مجرد خروج هذه اللقاءات من العواصم العربية والإسلامية مثل القاهرة وأنقرة إلى عاصمة دولة عظمى آسيوية في أتون الحرب الدائرة الآن هو بحد ذاته خبر يستحق التوقف عنده ونقطة تحول هامة في مسار الصراع. فتاريخيا هذا الدور كانت تقوم به القاهرة والرياض والجزائر. وثانيا، تشير هذه اللقاءات بما لا يدع مجالا للشك إلى أن الجانب الأمريكي بدأ يفقد أو فقد بالفعل القدرة على إدارة الصراع مع إسرائيل في الشرق الأوسط. وثالثا وهو الأهم؛ طبيعة الدور الصيني القادم في الشرق الأوسط وملامحه، وهو الدور الغامض حتى الآن.

لا يمكن اعتبار أن اللقاءات المتكررة التي تتم بين الفصائل الفلسطينية في العاصمة الصينية بكين هي مجرد لقاءات بروتوكولية كغيرها من اللقاءات التي تمت في عدة عواصم قبل ذلك لعدة اعتبارات كانت الولايات المتحدة تمسك بكثير من خيوط الملف الفلسطيني عن طريق رعايتها للاتفاقات السلام منذ كامب ديفيد، وصولا لتطبيع مزيد من الدول العربية خلال السنوات الماضية ومرورا باتفاقية أوسلو. وبغض النظر عن تقييم هذا الدور الأمريكي، إلا أنه في نهاية الأمر كان مغلفا بسياج قيمي باسم حقوق الإنسان، والتواصل الثنائي مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومحاولات إمساك العصا من المنتصف في أحيان كثيرة ولو بشكل دعائي، فضلا عن الترويج لفكرة السلام والتعايش. كل هذا سقط سقوطا مدويا في الحرب الحالية على قطاع غزة، فليس ثمة سلام ولا اتفاقات ولا حتى استخدام نفوذ لإدخال المساعدات لأهالي القطاع. وبدا الجانب الأمريكي ليس منحازا فقط لإسرائيل، بل غير قادر على مواجهة سياسي أرعن هو بنيامين نتنياهو؛ يواجه غضبا شعبيا ورسميا إسرائيليا عارما.

الصدع الذي أصاب الدور الاستراتيجي للولايات المتحدة في الملف الفلسطيني والذي تحاول الصين تعويضه الآن؛ يواجه عدة تحديات، على رأسها أن الصين ليس لديها أي سياج قيمي محدد. فلا روابط تاريخية أو دينية، والأمر منحصر فقط في نطاق لعبة المصالح والنفوذ. فإذا كان الأمر في إطار لعبة عض الأصابع بين بكين وواشنطن خاصة فيما يتعلق بملف تايوان، بالنسبة للفصائل الفلسطينية فإن أي تجمع في أي مكان هو مكسب على الصعيد الداخلي لكل حركة أو فصيل وعلى الصعيد الوطني بشكل عام، إذ ليست هناك أية مؤشرات على نية الأطراف الدولية التقليدية في العودة إلى الدبلوماسية التقليدية في الملف الفلسطيني، والتي تتمثل في إعطاء دور للفصائل ووحدتهافليس من الواضح إلى أي مدى متوقع من الموقف الصيني أن يصمد، اللهم إلا إذا دخل في إطار دعم الصين للمحور الإيراني بشكل عام، والقضية الفلسطينية هي أحد ملفاته.

بالنسبة للفصائل الفلسطينية فإن أي تجمع في أي مكان هو مكسب على الصعيد الداخلي لكل حركة أو فصيل وعلى الصعيد الوطني بشكل عام، إذ ليست هناك أية مؤشرات على نية الأطراف الدولية التقليدية في العودة إلى الدبلوماسية التقليدية في الملف الفلسطيني، والتي تتمثل في إعطاء دور للفصائل ووحدتها. فالسلطة الفلسطينية في مأزق كبير يزداد كل يوم مع المحاولات الإسرائيلي لتقزيم ما تبقى لها من دور، وبقية الفصائل تحت ضغط طول الحرب والخذلان الواضح من الجيران العرب، فكل الأطراف لديها مصلحة تكتيكية في هذا الدور الصيني.

أما على المستوى الاستراتيجي، فأتصور أنه من الأفضل للقضية الفلسطينية وللصين نفسها أن يتطور هذا الدور ضمن مظلة إقليمية ودولية أوسع، ولتكن مبادرة الحزام والطريق التي ترعاها الصين وتضم دولا إسلامية عدة. فمن ناحية يكون الدور الصيني في الملف الفلسطيني مدعوما بدول أخرى مثل ماليزيا وإندونيسيا، ومن ناحية ثانية يضمن التماس مع الملفات التنموية لهذه المبادرة بما يسمح بأن يكون هناك دور لهذه الدول وللصين في ملفات إعادة الإعمار وغيرها من الملفات التنموية الأخرى مستقبلا.

twitter.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية الفصائل الصينية فلسطين الصين مصالحة فصائل مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الملف الفلسطینی التقلیدیة فی على الصعید هذا الدور

إقرأ أيضاً:

حقيقة تحمل المملكة راتب سعود عبد الحميد مع روما الإيطالي

كشف أحمد المعلم، وكيل اللاعبين السعودي، عن تفاصيل انتقال اللاعب سعود عبد الحميد إلى نادي روما الإيطالي قبل انطلاق الموسم الحالي.

حقيقة تحمل المملكة راتب سعود عبد الحميد

في تصريحات عبر قناة "صدى البلد"، أوضح المعلم أن سعود عبد الحميد كان لديه عدة عروض من أندية الدوري الفرنسي، والدوري الإنجليزي، وأولمبياكوس اليوناني. وأشار إلى أنه حتى آخر يوم قبل التوقيع مع روما، كان اللاعب قريبًا من الانتقال إلى فريق رين الفرنسي، حيث كانوا يوازنون بين العروض المقدمة.

وحول صفقة انتقال سعود عبد الحميد إلى روما، وصف المعلم الصفقة بأنها تاريخية للكرة السعودية وللمنطقة العربية عمومًا، مشيرًا إلى أن قيمة هذه الصفقة تتجاوز كونه لاعبًا سعوديًا، إذ تُمثّل نجاحًا مهمًا لاحتراف اللاعبين العرب في الدوريات الأوروبية.

وكيل سعود عبد الحميد يكشف كواليس انتقال اللاعب إلى روما الإيطالي نادر السيد: لا بد من تغيير سياسة التعاقدات في مصر

وعند سؤاله عن الشائعات التي ترددت حول تحمل السعودية لراتب سعود عبد الحميد في روما، نفى المعلم ذلك بشكل قاطع، مؤكدًا أن اللاعب انضم إلى روما بناءً على قناعات مدرب الفريق والمدير الرياضي لنادي روما، الذي كان يتابع اللاعب منذ عامين حين كان مديرًا رياضيًا لنادي نيس الفرنسي.

وأضاف المعلم أن سعود عبد الحميد وقع عقدًا مع روما يمتد لمدة أربع سنوات، وتبلغ قيمة الصفقة نحو 2.5 مليون يورو. وأشار إلى أن غضب جماهير نادي الهلال من رحيل سعود أمر طبيعي، نظرًا لشعبية اللاعب الكبيرة، مؤكدًا أن العلاقة بينه وبين الجماهير كانت قوية جدًا.

مقالات مشابهة

  • ماذا وراء خريطة نتنياهو التي خلت من الضفة الغربية؟
  • جدل بأوريكا بسبب سيارة تابعة للجماعة تحمل شارة الشرطة
  • ترامب يهدد الجامعات الأمريكية التي لا تقمع التظاهرات المتضامنة مع فلسطين
  • فلسطين تعود بنقطة ثمينة من كوريا الجنوبية
  • أمل سلامة: توقعات بزيادة الاستثمارات والتبادل التجاري مع تركيا بعد زيارة السيسي
  • سيارة تقتحم مطعمًا وتُخلّف 4 مصابين في إسطنبول!
  • السفيرة الامريكية في بغداد تجري سلسلة من اللقاءات مع قادة ووزراء عراقيين
  • عضو بـ«النواب»: توقعات بزيادة الاستثمارات بفضل زيارة السيسي لأنقرة
  • 30 طلب أسبوعياً.. محافظ القليوبية يطلق مبادرة "أبواب مفتوحة" للقاء المواطنين
  • حقيقة تحمل المملكة راتب سعود عبد الحميد مع روما الإيطالي