عربي21:
2025-05-01@21:53:17 GMT

ماذا تحمل بكين إلى فلسطين؟

تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT

كانت الدول الآسيوية والجنوبية الأكثر إحساسا وتضامنا مع القضية الفلسطينية، ورغم ذلك ظل العرب يولون وجوههم شمالا وغربا نظرا لموازين القوى الدولية وطبيعة النفوذ الغربي الذي رمى العالم العربي في حضن التحالفات الغربية لأسباب تاريخية، وسياسية واقتصادية وعسكرية. وجاءت عملية طوفان الأقصى الأخيرة لتكشف عن تغير كبير في موازين القوى الدولية فيما يتعلق بالتعامل مع الملف الفلسطيني، خاصة دور كل من روسيا والصين.



لا يمكن اعتبار أن اللقاءات المتكررة التي تتم بين الفصائل الفلسطينية في العاصمة الصينية بكين هي مجرد لقاءات بروتوكولية كغيرها من اللقاءات التي تمت في عدة عواصم قبل ذلك لعدة اعتبارات؛ أولها أن مجرد خروج هذه اللقاءات من العواصم العربية والإسلامية مثل القاهرة وأنقرة إلى عاصمة دولة عظمى آسيوية في أتون الحرب الدائرة الآن هو بحد ذاته خبر يستحق التوقف عنده ونقطة تحول هامة في مسار الصراع. فتاريخيا هذا الدور كانت تقوم به القاهرة والرياض والجزائر. وثانيا، تشير هذه اللقاءات بما لا يدع مجالا للشك إلى أن الجانب الأمريكي بدأ يفقد أو فقد بالفعل القدرة على إدارة الصراع مع إسرائيل في الشرق الأوسط. وثالثا وهو الأهم؛ طبيعة الدور الصيني القادم في الشرق الأوسط وملامحه، وهو الدور الغامض حتى الآن.

لا يمكن اعتبار أن اللقاءات المتكررة التي تتم بين الفصائل الفلسطينية في العاصمة الصينية بكين هي مجرد لقاءات بروتوكولية كغيرها من اللقاءات التي تمت في عدة عواصم قبل ذلك لعدة اعتبارات كانت الولايات المتحدة تمسك بكثير من خيوط الملف الفلسطيني عن طريق رعايتها للاتفاقات السلام منذ كامب ديفيد، وصولا لتطبيع مزيد من الدول العربية خلال السنوات الماضية ومرورا باتفاقية أوسلو. وبغض النظر عن تقييم هذا الدور الأمريكي، إلا أنه في نهاية الأمر كان مغلفا بسياج قيمي باسم حقوق الإنسان، والتواصل الثنائي مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومحاولات إمساك العصا من المنتصف في أحيان كثيرة ولو بشكل دعائي، فضلا عن الترويج لفكرة السلام والتعايش. كل هذا سقط سقوطا مدويا في الحرب الحالية على قطاع غزة، فليس ثمة سلام ولا اتفاقات ولا حتى استخدام نفوذ لإدخال المساعدات لأهالي القطاع. وبدا الجانب الأمريكي ليس منحازا فقط لإسرائيل، بل غير قادر على مواجهة سياسي أرعن هو بنيامين نتنياهو؛ يواجه غضبا شعبيا ورسميا إسرائيليا عارما.

الصدع الذي أصاب الدور الاستراتيجي للولايات المتحدة في الملف الفلسطيني والذي تحاول الصين تعويضه الآن؛ يواجه عدة تحديات، على رأسها أن الصين ليس لديها أي سياج قيمي محدد. فلا روابط تاريخية أو دينية، والأمر منحصر فقط في نطاق لعبة المصالح والنفوذ. فإذا كان الأمر في إطار لعبة عض الأصابع بين بكين وواشنطن خاصة فيما يتعلق بملف تايوان، بالنسبة للفصائل الفلسطينية فإن أي تجمع في أي مكان هو مكسب على الصعيد الداخلي لكل حركة أو فصيل وعلى الصعيد الوطني بشكل عام، إذ ليست هناك أية مؤشرات على نية الأطراف الدولية التقليدية في العودة إلى الدبلوماسية التقليدية في الملف الفلسطيني، والتي تتمثل في إعطاء دور للفصائل ووحدتهافليس من الواضح إلى أي مدى متوقع من الموقف الصيني أن يصمد، اللهم إلا إذا دخل في إطار دعم الصين للمحور الإيراني بشكل عام، والقضية الفلسطينية هي أحد ملفاته.

بالنسبة للفصائل الفلسطينية فإن أي تجمع في أي مكان هو مكسب على الصعيد الداخلي لكل حركة أو فصيل وعلى الصعيد الوطني بشكل عام، إذ ليست هناك أية مؤشرات على نية الأطراف الدولية التقليدية في العودة إلى الدبلوماسية التقليدية في الملف الفلسطيني، والتي تتمثل في إعطاء دور للفصائل ووحدتها. فالسلطة الفلسطينية في مأزق كبير يزداد كل يوم مع المحاولات الإسرائيلي لتقزيم ما تبقى لها من دور، وبقية الفصائل تحت ضغط طول الحرب والخذلان الواضح من الجيران العرب، فكل الأطراف لديها مصلحة تكتيكية في هذا الدور الصيني.

أما على المستوى الاستراتيجي، فأتصور أنه من الأفضل للقضية الفلسطينية وللصين نفسها أن يتطور هذا الدور ضمن مظلة إقليمية ودولية أوسع، ولتكن مبادرة الحزام والطريق التي ترعاها الصين وتضم دولا إسلامية عدة. فمن ناحية يكون الدور الصيني في الملف الفلسطيني مدعوما بدول أخرى مثل ماليزيا وإندونيسيا، ومن ناحية ثانية يضمن التماس مع الملفات التنموية لهذه المبادرة بما يسمح بأن يكون هناك دور لهذه الدول وللصين في ملفات إعادة الإعمار وغيرها من الملفات التنموية الأخرى مستقبلا.

twitter.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية الفصائل الصينية فلسطين الصين مصالحة فصائل مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الملف الفلسطینی التقلیدیة فی على الصعید هذا الدور

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يمثُل أمام المحكمة للمرة الـ27 بتهم فساد

مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، للمرة الـ27 منذ العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2024 في الاتهامات الموجهة إليه بالرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الثلاثاء الماضي إن القضاة في محاكمة نتنياهو أذنوا لمحاميه عميت حداد، بعقد 4 جلسات إضافية في مرحلة الشهادة الرئيسية، التي ستنتهي في السابع من مايو/أيار القادم.

وأضافت: "بعد انتهاء مرحلة الإدلاء بالشهادة، سيبدأ الاستجواب المتبادل لنتنياهو"، في حين قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن نتنياهو رفض لدى دخوله قاعة المحكمة الإجابة عن أسئلة الصحفيين بشأن موعد تحمل مسؤولية فشل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

كما أنه لم يتطرق إلى إعلان رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار الليلة الماضية استقالته من منصبه منتصف يونيو/حزيران المقبل، وفق القناة نفسها.

ويعتبر مسؤولون إسرائيليون أن ما حدث في 7 أكتوبر يمثل أكبر فشل مخابراتي وعسكري إسرائيلي، مما ألحق أضرارا كبيرة بصورة إسرائيل وجيشها في العالم.

والمحكمة التي تنظر بالاتهامات ضد نتنياهو هي المحكمة المركزية في القدس، لكن جرى نقل جلساتها إلى تل أبيب بسبب مخاوف أمنية على نتنياهو ولوجود قاعة محصنة في تل أبيب.

اتهموه بالتخلي عن الأسرى في #غزة وتركهم للموت.. عدد من عائلات الأسرى الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو أثناء شهادته في قاعة المحكمة المركزية في تل أبيب#الأخبار #حرب_غزة pic.twitter.com/wXXOYjIbWP

— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 28, 2025

إعلان

وقالت القناة الـ12 إن القضاة سألوا مسؤولين في الأمن لمعرفة ما إذا كان مستوى التهديد لنتنياهو قد انخفض، حتى يمكن إعادة جلسات الاستماع إلى القدس.

وقد هاجم عدد من عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة نتنياهو أثناء شهادته في قاعة المحكمة المركزية في تل أبيب في وقت سابق، واتهموه بالتخلي عن الأسرى وتركهم للموت.

ويواجه نتنياهو اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة فيما يعرف بملفات 1000 و2000 و4000، وقدم المستشار القضائي السابق للحكومة أفيخاي مندلبليت، لائحة الاتهام المتعلقة بها نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.

ويتعلق الملف 1000 بحصول نتنياهو وأفراد من عائلته على هدايا ثمينة من رجال أعمال أثرياء، مقابل تقديم تسهيلات ومساعدات لهذه الشخصيات، في حين يُتهم في الملف 2000 بالتفاوض مع أرنون موزيس، ناشر صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الخاصة، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية.

أما الملف 4000 الأكثر خطورة فيتعلق بتقديم تسهيلات للمالك السابق لموقع "والا" الإخباري الإسرائيلي شاؤول إلوفيتش الذي كان أيضا مسؤولا في شركة بيزك للاتصالات، مقابل تغطية إعلامية إيجابية.

وبدأت محاكمة نتنياهو في هذه القضايا عام 2020، وما زالت مستمرة، رغم نفيه تلك التهم، مدعيا أنها حملة سياسية تهدف إلى الإطاحة به.

مقالات مشابهة

  • رئيس المتحف المصري الكبير يزور اليابان قبل الافتتاح الرسمي
  • إدارة ترامب تضغط على بكين للتفاوض معها بشأن الرسوم الجمركية
  • حرب تجسسية بين ألمانيا والصين.. بكين تنفي بعد اتهامات صريحة من برلين
  • «طَلَّة» تحمل طموحات خيول «ياس» في داكس
  • لقاءات قبلية في مأرب تعلن الاستنفار لمواجهة التصعيد الأمريكي
  • مندوب فلسطين لدى مجلس الأمن: ندعو كل الدول لـ دعم الحكومة الفلسطينية وخطة إعمار غزة
  • محافظ الجيزة يطلع على نتائج لقاءات المواطنين بالعجوزة وجنوب الجيزة والبدرشين وسبل حل الشكاوي
  • محافظ الجيزة يطلع على نتائج اللقاءات بالمواطنين وسبل حل الشكاوي
  • نتنياهو يمثُل أمام المحكمة للمرة الـ27 بتهم فساد
  • للمرة الـ27.. نتنياهو يمثُل أمام المحكمة المركزية في تل أبيب