زهير عثمان

مقدمة في محاضرة ألقاها الأكاديمي والمفكر الدكتور عبد الله علي إبراهيم بعنوان "الثقافة وزمن الحرب"، قدم إبراهيم نفسه كصاحب الحقيقة المطلقة في نقده للمثقفين السودانيين والذهنية السودانية. في هذا المقال، سننتقد أسلوب الدكتور إبراهيم الذي اتسم بالاستعلاء ومحاكمة الذهنية السودانية، مشددين على ضرورة عقد جلسات نقاشية أخرى لتقديم رؤى أكثر توازناً وشمولية.


أسلوب الاستعلاء في الخطاب اتسمت محاضرة الدكتور إبراهيم بلهجة استعلائية، حيث قدم نفسه كصاحب الحقيقة المطلقة والآراء الصائبة، متهماً الآخرين بعدم امتلاك القدرة على التفكير الحر وعدم فهمهم للأوضاع السياسية والاجتماعية. قال الدكتور إبراهيم: "نحن لا نفكر تفكيرًا حرًا، بل نفكر بصيغ مسبقة"، متهماً المثقفين بخيانة الحداثة وعدم القدرة على التفكير النقدي المستقل. هذا الأسلوب الاستعلائي يعيق الحوار البناء ويثني المثقفين والجمهور عن الانخراط الفعّال في النقاشات الفكرية الضرورية.
محاكمة الذهنية السودانية في محاضرته، صب الدكتور إبراهيم جام غضبه على الذهنية السودانية وجمهرة المثقفين، واصفًا إياهم بالفشل في التفكير الحر وخيانة الحداثة. أشار إلى أن "النخب وصفوة السودانيين مرهقة وتم قتل كل المشاريع الفكرية"، مما أدى إلى حالة من الغضب والرضوخ الكامل لهذا الغضب. هذه المحاكمة الجماعية للمثقفين السودانيين تُعتبر غير عادلة وتفتقر إلى التحليل العميق للظروف المعقدة التي يواجهونها. بدلاً من تعزيز الفهم والنقاش البناء، أدى هذا الأسلوب إلى تعزيز الشعور بالإحباط والاستياء بين الجمهور.
التناقض في الطرح من الغريب أن يدعو الدكتور إبراهيم، المعروف بتوجهه الماركسي والنقدي، إلى الرجوع إلى الفقه الإسلامي في بناء التصورات الفكرية. أشار إلى ضرورة "استخدام المصطلح الإسلامي في بناء التصور الفكري لنا". هذا التناقض يثير تساؤلات حول اتساق أفكاره ويعقد فهم الجمهور لما يحاول تقديمه كحلول أو رؤى.
تهميش التجارب السابقة في محاضرته، انتقد الدكتور إبراهيم النخب السودانية وأكد على فشلها، متجاهلاً الجهود والمحاولات الجادة التي بذلتها هذه النخب في بناء فكر جديد وإحداث تغيير إيجابي. أشار إلى أن "الفساد واللصوصية أفقدتنا ثقافة الحرب". هذه النظرة التهميشية تقلل من قيمة التجارب السابقة وتضعف من إمكانية التعلم منها لتحسين المستقبل.
دعوة لنقاش مفتوح من المهم أن تُعقد جلسات نقاشية أخرى لمراجعة طرح الدكتور إبراهيم وتقديم رؤى بديلة. يجب أن تُتاح الفرصة للمثقفين والجمهور لمناقشة هذه الأفكار بطريقة شفافة وبناءة، بعيدًا عن الاتهامات والاستعلاء. فقط من خلال الحوار المفتوح والتفاعل النقدي يمكن الوصول إلى فهم أعمق وأكثر شمولية للقضايا المطروحة.
احترام تاريخ المفكر نحترم تاريخ الدكتور عبد الله علي إبراهيم ومساهمته الكبيرة في إثراء الفكر والثقافة السودانية. ومع ذلك، نطلب منه التعامل مع جميع قطاعات وقبائل المثقفين بمختلف توجهاتهم الفكرية بنظر الاختلاف التحليلي لا التجريم، وجعل الأمر حواراً لا واقعاً تقريرياً، خاصة في هذه الظروف التي نسعى فيها للوحدة الفكرية بيننا.
محاضرة الدكتور عبد الله علي إبراهيم حول "الثقافة وزمن الحرب" اتسمت بأسلوب استعلائي وانتقادي، محاكمة للذهنية السودانية بشكل غير عادل ومتناقض. إن تعزيز الحوار المفتوح والنقد البناء يتطلب نهجًا أكثر تواضعًا وشمولية، يسمح بمشاركة الجميع ويسهم في بناء مستقبل أكثر إشراقًا واستقرارًا للسودان. يجب أن نستمر في البحث عن الحقيقة من خلال التفاعل النقدي والاحترام المتبادل، وليس من خلال الاستعلاء ومحاكمة الآخرين.

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدکتور إبراهیم فی بناء

إقرأ أيضاً:

كم عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل؟

استعرضت قناة المحور قصة الطيور التي أمر الله تعالى نبيَّه إبراهيم -عليه السلام- بتوزيعها على الجبال  وتعد من القصص القرآنيّة التي تحمل معاني عميقة ودروسًا عظيمة عن قدرة الله عز وجل على إحياء الموتى، وفي هذا المقال سنتحدث عن عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل، وكذلك سنعرض التفاصيل المرتبطة بهذه القصة كما وردت في القرآن الكريم.

عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها

بناءً على ما ورد في القرآن الكريم في سورة البقرة، فإن عدد الطيور التي أمر الله تعالى نبيَّه إبراهيم أن يوزعها على الجبال هو أربعة طيور. فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:
{إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [سورة البقرة: 260]
وهكذا، أمر الله تعالى إبراهيم أن يأخذ أربعة طيور ويقوم بذبحها وتوزيع أجزائها على جبال مختلفة، ثم دعا الطيور لتعود إليه بعد إحيائها بإذن الله.

 قصة الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل

جاء في القرآن الكريم أن نبي الله إبراهيم -عليه السلام- طلب من الله تعالى أن يُريه كيف يحيي الموتى، فقال: "رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ". فكان السؤال من إبراهيم عليه السلام بناءً على رغبته في زيادة إيمانه وطمأنينة قلبه، ولم يكن من شك في إيمانه بالله وقدرته على الإحياء والإماتة. فأجابه الله تعالى قائلاً: "أَوَلَمْ تُؤْمِن؟"، فأجاب إبراهيم عليه السلام: "بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي".

ثم أمر الله تعالى نبيه إبراهيم أن يأخذ أربعة طيور، ويذبحها، ويقطعها إلى أجزاء، ويوزع كل جزء منها على جبل مختلف. بعد أن فعل إبراهيم عليه السلام ما أمره الله به، دعاهن ليأتين إليه سعيًا، فبعث الله تعالى الروح في هذه الطيور، فأتت إليه سعيًا بعد أن كانت قد ماتت، وذلك لكي يظهر له قدرة الله تعالى على إحياء الموتى ويطمئن قلبه.

هذه الحادثة تعتبر دليلاً عظيماً على قدرة الله تعالى على إحياء الموتى وعلى البعث الذي يحدث في يوم القيامة، وهو أمر يفوق إدراك الإنسان ولكنه يشهد لعظمة الله عز وجل.

دلالة القصة وأهميتها

قصة الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل تأتي لتظهر لنا قدرة الله عز وجل على إحياء الموتى، كما تبرز أهمية اليقين بالله والتأكد من قدرته على كل شيء. ولقد أكد القرآن الكريم في هذه الآية على أن الإيمان بالله يتطلب تسليمًا كاملًا بعظمته، فحتى إبراهيم -عليه السلام- وهو نبي مرسل، طلب من الله أن يُريه كيفية إحياء الموتى لكي يطمئن قلبه.

مقالات مشابهة

  • الدكتور خالد عبدالغفار في حلقة خاصة عن بناء الإنسان المصري في بودكاست "بداية جديدة"
  • القيادة الأخلاقية
  • المجتمع البشري في عهد النبي إبراهيم عليه السلام.. (لماذا حظر الطغاة ذكر الله وسمحوا باتخاذ آلهة غيره؟)
  • في رحاب نبي الله إبراهيم (ع)
  • الأمانة العامة لمجلس السيادة تنعي الأستاذة سمية إبراهيم عبدالرحمن
  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان
  • قصة هجرة إبراهيم عليه السلام ومعجزة ماء زمزم
  • كم عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل؟
  • بالفيديو.. الدكتور علي جمعة: الكون بأسره على هيئة كرة أعلاها العرش
  • كيف نخطط للعبادة في شهر رمضان؟ هبة إبراهيم تجيب