سودانايل:
2025-03-31@09:41:38 GMT

بواكير مطر الصعيد ،، رشاش الدم

تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT

المغيرة التجاني علي

Mugheira88@gmail.com

يمتاز السودان بتنوع بيئاته و تعدد أنماط الحياة فيه , وفيه من اختلاف الأمكنة و تنوعها من سهول و وديان وهضاب و جبال و قيعان وآكام و جروف و رمال و أنهار و جداول و زروع و ثمار و محاصيل و نخيل و أبنوس و غابات و صحاري ما يجعل منه انموذجا حياً و دليلا بائناً علي ابداع و قدرة الخالق العظيم , تكتمل و تتشكل في ربوعه لوحة رائعة غنية بالحسن و الكمال , وهو , زيادة علي تمتعه بوفرة المياه من مصادر الأنهار و الأودية و الخيران الجارية في أرضه , يستقبل كل عام , وفي بداية موسم الصيف كميات وفيرة من مياه الأمطار , تبعث في الأرض الحياة و النماء , تسعد الانسان و تعزز في نفسه الشعور بالأمل و التفاؤل و تملأ قلبه بالسرور والراحة كما تنعش الحياة في الأرض , تتجدد خصوبة التربة و تكسيها ثوبا أخضرا زاهياً جميلاً و ذلك بتجدد الغطاء النباتي حيث تخضر و تؤرق الأشجار و تزدهي بالحسن و الظلال وتوعد بالطيب والثمار , كما تسعد الحيوانات بأنواعها بوفرة المراعي و نمو النباتات و الأعشاب في مراتعها الطبيعية , كما تجري في ربوعه الجداول و تمتلئ الحفائر و الترع و البرك بالماء العذب النمير , ثم تفوح الروائح الزكية من الورود البرية والأعشاب العطرية فتحيل الهواء نسيماً نقياً عليلاً .



فالمطر في السودان يعد عنصرًا أساسيًا في حياة الناس , فهو مصدرٌ للحياة والبركة ، ورمزٌ للخير والنماء , يحمل في قطراته الخير والفرح والسعادة للجميع . وقد حظي المطر في بلادنا العزيزة بمكانةٍ مرموقةٍ في ثقافة و تراث و فنون شعوبه المختلفة . وقد حظيت بواديه في الصعيد الأعلى خاصة , وفي بادية البطانة و وديان الشرق و سهول كردفان و بوادي دارفور بنصيب وافر من الشعر و قصائد الدوبيت وأبيات المرابيع , وذكرت في كتابات الأدباء و مقالات المهتمين و دفاتر الأغراب و كراسات التلاميذ و ألحان المبدعين وذكريات العشاق و ذاكرة المحبين , لما تحويه من أماكن ساحرة يفيض منها الخير و البركة والعطاء بفضل ما تتلقاه من مطر موسمي يجدد في ربوعها الحياة و يكسو وهادها بالخصوبة والأمل .

في ذات الأيام التي بدأت فيها بواكير الرشاش , و تكونت فيها السحب الحبلي بالعطاء و الخير , واستعدت الأرض الطيبة في شغف لعناق المطر بعد عام من الشوق والانتظار , و فردت الطيور أجنحتها فرحة , كانت معظم ربوع البلاد , و الصعيد خاصة , تعيش أسواء أيامها و أتعس لياليها . حيث ظللت سماواتها سحائب دخان المدافع ,وعكرت صفو فضائها أصوات الرصاص المنهمر , فعم الخوف و الهلع انسانها البسيط , فهجرها الي الملاجئ و المنافي خائفاً مذعوراً , وفرت من مراتعها حيواناتها و فارقت أعشاشها الطيور فطارت هائمة مخلفة ورائها صغارها , وتلوث هواءها و تبدل حسنها قبحاً و زهوها انكساراً و بهاؤها بؤساً , و تهدمت بيوتها و تكسرت أشجارها و تثنت غصونها , و داست علي ورودها البرية أحذية الجند الغليظة و توشح الرشاش المرتجي بلون الدم الأحمرالقاني , فلم تعد الأرض هي ذات الأرض العاشقة المنتظرة و لم يعد المطر ذلك الوعد الجميل المشتهي .  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

على سنة وهدي خير البرية

عيد الفطر..  فرحة.. عبادة.. ونُسُك..  “للصائم فرحتنا، فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه”، يا لها من كلمة جميلة هنا “فرحتان”، مقابل ماذا..؟ مقبل مشقة الصيام، والصبر على ثالث ركن من أركان الإسلام، ليجازينا الله بشعيرة عظيمة لا تقل شأنا عن شعيرة الصيام، عيد الفطر، الذي يعد مظهر من مظاهر الدين، التي تبث السرور والفرح في قلوب المسلمين، فعن أنس  رضي الله عنه قال: ( قَدِم النبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما: يومَ الفطر والأضحى ) رواه أبو داود. يوم العيد في بيت النبوة في يوم بهيج من أيام المدينة النبوية، وفي صباح عيد، كان البيت النبوي وما حوله يشهد مظاهر الاحتفال بالعيد، على مرأى وعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة   رضي الله عنها قالت: “دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنّيان بغناء يوم بعاث، فاضطجع على الفراش، وحوّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشّيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم - فقال: دعهما، فلمّا غفل غمزتهما فخرجتا” رواه البخاري. وفي رواية أحمد: “لِتعْلَمَ اليهود أنَّ في ديننا فسحة، إني أُرسلت بحنيفية سمحة” آداب العيد  – الاغتسال والتجمل للعيد، وقد نقل ذلك عن عدد من السلف من الصحابة ومن بعدهم، اقتداء بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال ابن القيم: ” وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلبس لهما ( أي للعيدين ) أجمل ثيابه، وكان له حُلة يلبسها للعيدين والجمعة ” . – في عيد الفطر يُشرع التكبير من ليلة العيد حتى حضور الصلاة، حيث ثبت عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يخرج يوم الفطر فيكبِّر حتى يأتي المُصلَّى، وحتى يقضيَ الصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير. – وإذا أراد المسلم الخروج للصلاة في عيد الفطر فالمستحب له أن يأكل تمراتٍ اقتداءً بنبينا صلى الله عليه وسلم، فعن أنس رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمراتٍ، ويأكلهن وِترا” رواه البخاري . – ويَستحب كذلك الذهاب إلى صلاة العيد من طريق والرجوع من آخر، لحديث جابر رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم العيد خالف الطريق” رواه البخاري. – التهنئة بالعيد أمرٌ حسنٌ طيبٌ لفعل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر ابن حجر في فتح الباري عن جبير قال: ” كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبَّل الله منا ومنك “ فالعيد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم عبادة ونُسُك، ومظهر من مظاهر الفرح بفضل الله ورحمته، وفرصة عظيمة لصفاء النفوس، وإدخال السرور على الأهل والأولاد والأصحاب، وهو لا يعني الانفلات، والتحلل من الأخلاق والآداب، بل لا بد فيه من الانضباط بالضوابط والآداب التي شرعها لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

مقالات مشابهة

  • صلاة تحت المطر.. بغداديون يحيون شعائرهم في مرقد الشيخ الكيلاني (صور)
  • أزمة الفيلة بين ملاوي وزامبيا.. نزاع بين حماية الحياة البرية وحقوق الإنسان
  • أوقات منهي عن الصلاة فيها .. تعرف عليها
  • على سنة وهدي خير البرية
  • برلمانية: الصعيد قِبلة المستثمرين فى عهد الرئيس السيسي
  • السبت .. أنخفاض واضح على الحرارة
  • علي هذه الأرض ما يستحق الحياة
  • تحت قبة السماء.. زخات المطر تروي حكايات نهاية الشتاء في العراق
  • تحت قبة السماء.. زخات المطر تروي حكايات نهاية الشتاء في العراق - عاجل
  • بريطانيا.. السجن مدى الحياة لمدان قتل صديقه وقطّعه لـ27 قطعة