جزر الحلانيات تمتلك مقومات سياحية جاذبة على مدار العام
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
57 جناحا فندقيا في مشروع جزيرة السودة السياحي
تعتبر ولاية شليم وجزر الحلانيات من أجمل الولايات في محافظة ظفار من حيث التنوع البيئي واعتدال الطقس طوال العام، بالإضافة إلى تنوع تضاريسها بين السهل والنجد والجبل والكثبان الرملية والشواطئ الممتدة على طول سواحلها البحرية، وكذلك الجزر المتناثرة التي تتميز بطبيعتها البكر مما يجعل منها منطقة جذب سياحي واعدة خاصة لمحبي الصيد والغوص والرحلات البحرية، ونتيجة لما تتميز به هذه الولاية من مقومات سياحية كانت محط اهتمام المستثمرين في مجال صناعة المشروعات السياحية طويلة الأمد، وحظيت جزيرة السودة إحدى جزر الحلانيات الخمس باهتمام الشركات الاستثمارية السياحية، حيث يجري حاليا تنفيذ مشروع سياحي يدعو إلى وضع الجزيرة على خارطة السياحة العالمية عند اكتماله بالشراكة بين شركة عمران وشركة موريا للتنمية السياحية، ويتكون المشروع من 57 جناحا فندقيا شاملا حمام السباحة ومطعما تخصصيا ومطعما شاطئيا وناديا صحيا ومنطقة ترفيهيه ومبنى استقبال ومبنى للغطس.
وتتكون الحلانيات من خمسة جزر صخرية تقع في بحر العرب إلى الجنوب من شليم مقابل نيابة الشويمية، وتبعد عن مركز الولاية بمسافة 41 ميلا بحريا تقريبا، كما تبعد عن نيابة حاسك التابعة لولاية سدح حوالي 50 كيلومترا، وتقدر المساحة الإجمالية لجزر الحلانيات بحوالي 45 كيلومترا مربعا وتعتبر (جزيرة الحلانية) ومساحتها 25 كيلومترا مربعا أكبر هذه الجزر وتتوسطها وتقع شرقها جزيرتا القبلية وغرزوت، أما غربها فجزيرتا السودة والحاسكية وتعتبر جزيرة الحلانية الجزيرة الوحيدة المأهولة بالسكان ويوجد بها مركز صحي وميناء للصيد ومحطة تحلية المياه ومدرج للطائرات.
وتم اختيار جزيرة السودة لهذا المشروع السياحي لما تتمتع به من طبيعة جذابة تحمل في طياتها أهم مميزات السياحة في سلطنة عمان من جبال وبحر نقي وشواطئ رملية رائعة. وتسعى الحكومة من خلال هذا المشروع السياحي إلى تنمية وتطوير المناطق القريبة من المشروع في كل من جزيرة الحلانية ومنطقة حاسك، وإيجاد بيئة جاذبة للاستثمار في ولاية شليم وجزرالحلانيات بشكل خاص ومحافظة ظفار بشكل عام. وتم اختيار واجهة المنتجع في هذا المكان نظرا لتميز الشاطئ بطوله ورماله البيضاء التراكمية على الجزيرة مما يوفر للسائح و الزائر فرصة الاستمتاع بالسباحة الآمنة والممتعة حيث يتميز الموقع بالطبيعة البكر، وسوف يسهم المشروع بشكل كبير في تعزيز نمط السياحة البيئية في المنطقة.
ومن أهم المواقع الأثرية القريبة من موقع المشروع حطام سفينة وينشيستر سيتي البريطانية الغارقة سنة 1914م في بداية الحرب العالمية الأولى، وحطام سفينة أزميرالدا البرتغالية الغارقة في سنة 1503م تحت قيادة الملاح فاسكودي جاما في جزيرة الحلانية، وتعتبر مثل المواقع عامل جذب سياحي لهواة الغوص والاستكشاف والمغامرات.
وقال سعادة يوسف بن محمد صعيفوت المهري ممثل ولاية شليم وجزر الحلانيات بمجلس الشورى: إن الولاية تمتلك مقومات سياحية رائعة تجعلها وجهة سياحية مميزة، ووضع استراتيجية سياحية فعالة للولاية يعتبر أمرا حيويا لتعزيز القطاع السياحي وجذب المزيد من السياح، وتلعب الاستثمارات السياحية دورا كبيرا في تطوير البنية الأساسية السياحية، وتوفير فرص عمل جديدة، حيث لا بد من توجيه الاهتمام نحو استقطاب مشروعات استثمارية مستدامة ومبتكرة لتعزيز الاقتصاد المحلي، وتوفير تجارب سياحية متميزة للزوار. وأكد أن القطاع السياحي من أهم القطاعات لتطوير الاقتصاد المحلي ويمكن الاستفادة من الشواطئ الخلابة والمناظر الطبيعية الساحرة في ولاية شليم وجزر الحلانيات، كما يمكن أن يدفع تطوير القطاع السياحي إلى تنمية مجموعة متنوعة من الصناعات في ولاية شليم وجزر الحلانيات باستغلال الثروات السمكية والمنتجات الحرفية وصناعة الأغذية.
وأشار سعادة عضو مجلس الشورى ممثل ولاية شليم وجزر الحلانيات إلى أن الولاية تتميز بوفرة في الثروة السمكية والنفطية والثروة الحيوانية وتتميز بوجود المعادن، ويعتبر مشروع المعادن الصناعية بشليم من أهم مشروعات الحكومة للتعدين وبها مشروع طاقة الرياح الأول من نوعه على مستوى سلطنة عمان، ويقع المشروع بمنطقة فتخيت، وكذلك مشروع الطاقة الشمسية، وتتميز كذلك بالثروة الزراعية حيث توجد بها مزرعة رحب ضمن مشروع زراعة المليون نخلة وبها مزارع يمتلكها مواطنين وتنتج أصنافا جيدة من التمور والخضروات والبرسيم، كما تمتلك الولاية مقومات سياحية طبيعية متنوعة، حيث توجد بها أودية يقصدها السياح منها وادي انظور ووادي عمدات، وتتميز بوجود آلاف من أشجار اللبان الطبيعية التي تعتبر ثروة وطنية مهمة يجب المحافظة عليها، وبها ثلاثة عيون مائية ووادي الشويمية الذي يتميز بعين غرير، ووادي عينية ووادي مخارط، وكذلك خلال موسم الخريف تتميز الشويمية ومنجي وشربثات بأجوائها الباردة يقصدها السائحين، وأثناء الشتاء يقصدها السياح للتخييم، وتعتبر جزيرة الحلانيات والجزر التابعة لها من المواقع السياحية المميزة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مقومات سیاحیة
إقرأ أيضاً:
مشواري حواء.. مشروع نسوي لقيادة سيارات الأجرة باليمن
في خطوة غير معهودة باليمن، اقتحمت عدة نساء مجال قيادة سيارات الأجرة لمواجهة أعباء المعيشة، بعدما كانت هذه المهنة حكرا على الرجال منذ ظهور المركبات قبل عقود في هذا البلد.
ففي العاصمة صنعاء التي تحوي ملايين السكان، أطلقت الشابة غدير الخولاني -وهي طالبة ماجستير في تخصص إدارة أعمال- مشروع تطبيق "مشواري حواء" قبل عام ونصف لنقل النساء والأطفال عبر سيارات أجرة تقودها شابات.
الخولاني أبدت سعادتها لتمكنها من تأسيس هذا المشروع، معتبرة أنه "إضافة نوعية لخدمة النساء والأطفال في اليمن".
ويعتمد المشروع على عدة مركبات معظمها تملكها نساء انضممن إلى المشروع بعد الإعلان عن طلب سائقات لقيادة سيارات أجرة.
إقبال متزايدوقالت الخولاني: "بدأنا المشروع قبل عام ونصف بـ5 سائقات فقط، وبعد زيادة الطلب على الخدمة نشرنا إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي بحثا عن سائقات، ولاقينا إقبالا كبيرا، ولدينا الآن 20 سائقة".
وأضافت: "الطلب على الخدمة كبير في العاصمة المكتظة بالسكان، وما زلنا نعمل جاهدين لتلبية الطلبات بقدر الإمكان".
وأفادت بأنه "عبر تطبيق خاص بالمشروع على الإنترنت تستطيع العميلة تقديم طلبها وتحديد موقعها ووجهتها التالية، ليتولى القائمون على الخدمة البحث عن السائقة المتوفرة والقريبة من المكان لتقديم الخدمة بكل سلاسة".
إعلانوشددت على أن "هذه الخدمة نتجت من حاجة الشعب اليمني المحافظ إليها، إذ إن أكثرهم حين يُخرجون أطفالهم أو نساءهم إلى الجامعة أو المدرسة أو أي مكان آخر يشعرون بالأمان أكثر لو السيارة تقودها امرأة".
وعن المستحقات المالية، أوضحت الخولاني "في محاولة منا لمساعدة المجتمع، لا نأخذ أي فائدة وكل العائد يرجع للسائقات، ونأمل توسيع التطبيق أكثر".
ووفق الخولاني، لم يخلُ هذا المشروع من صعوبات، "فقد واجهنا بعض الانتقادات والتعليقات الرافضة لقيادة سيارة الأجرة من قبل النساء، والبعض يتهمنا بالسيطرة على أعمال الرجال، ولكن الحمد لله تخطينا هذه العقبة والذي كان ينتقدنا بات الآن يبحث عن تطبيق (مشواري حواء) للتواصل معنا".
وتأمل الخولاني أن يتوسع مشروعها ويصبح أكثر اعتمادا على التكنولوجيا الحديثة: "لدينا خطة لتوسيع الفكرة واستخدام سيارات كهربائية مصاحبة للبيئة، والتوسع إلى محافظات أخرى بجانب العاصمة صنعاء".
مصدر رزقوفي بلد يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، يعد توفير وظيفة أو مصدر رزق بمثابة تحول إيجابي كبير للأسر.
وفي السياق، قالت "أم عبد الرزاق" إحدى السائقات: "بدأت الشغل في هذا المشروع لتحسين دخلي وتلبية احتياجاتي واحتياجات أسرتي في ظل الأوضاع الصعبة".
وأضافت: "هذا المشروع بمثابة وظيفة لي ومصدر دخل.. وجدت فيه متعة في قيادة السيارة وفائدة كبيرة لكثير من الفتيات والنساء اللواتي وجدن فيه الأمان والراحة".
وتابعت أم عبد الرزاق "قيادة السيارة من قبل امرأة يعد أمرا جذابا ولافتا للنساء والفتيات اللواتي يجدن حريتهن وأمانهن في مشاويرهن الخاصة".
وأشارت إلى أنها لاحظت سعادة كبيرة لدى النساء اللواتي تنقلن عبر سيارات هذا المشروع "هن في أتم الراحة مع انبساط كبير خصوصا اللواتي يذهبن إلى صالات الأعراس وهن في كامل زينتهن، ما يجعل تنقلهن يمر من دون حرج أو خوف كون السيارة تقودها امرأة".
إعلان ترحيب وانتقادويعد هذا المشروع الأول من نوعه على مستوى اليمن، حيث لم يسبق لنساء قيادة سيارات أجرة، ما يجعل الأمر مثار جدل بين مؤيد ومعارض.
وعن الصعوبات التي اعترضت طريق أم عبد الرزاق، قالت: "واجهت العديد من الانتقادات من المجتمع، فبعض الناس لا يقبلون أن تكون المرأة سائقة، وهناك كثيرون يعترضون طريقنا ونسمع كلاما مزعجا، وحينها نتجاهل برفع زجاج السيارة أو التظاهر بعدم السماع".
لكنها في المقابل وجدت ترحيبا من معظم أرباب الأسر الذين أبدوا رضاهم الكبير عن هذا المشروع، كون هناك سائقات يوصلن نساءهم، ويشعرون بالأمان، خصوصا من بعض المحافظين الذين لا يسمحون لزوجاتهم أو بناتهم بالركوب مع سائقين.
وتابعت: "مع الظروف الصعبة في البلاد والمشكلات المحيطة بنا، ومع متعتنا في قيادة السيارة واندماجنا في الحديث مع المجتمع النسائي ننسى كل شيء".
وتأمل أم عبد الرزاق من المجتمع اليمني "أن يشهد مزيدا من الانفتاح ويتقبل حق المرأة بأن تكون سائقة سيارة خاصة لمشاوير نسائية".
كما تأمل "انتشار المشروع وتوسعه ليشمل مختلف محافظات اليمن، كونه يعد خدمة فريدة للنساء".
ويأتي هذا التحول بمسار العمل في وقت يعاني فيه اليمن ظروفا إنسانية بالغة الصعوبة، حيث هناك نحو 20 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات وحماية أساسية في عام 2025 حسب الأمم المتحدة.
ومنذ أبريل/نيسان 2022، يشهد اليمن تهدئة نسبية من حرب بدأت قبل نحو 10 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية وقوات جماعة الحوثي المسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ 21 سبتمبر/أيلول 2014.
إعلانودمرت الحرب معظم القطاعات في اليمن، وتسببت في إحدى أكثر الأزمات الإنسانية كارثية في العالم، حسب الأمم المتحدة.