زيارة أهل الله الصالحين من الأمور التي يتسأل حولها المسلمون كثيرًا، وهناك الكثير من الخلاف عليها بين أنماط التدين المختلفة من السلفيين إلى المتصوفه وغيرهم، وقد عهد المصريون منذ زمن على زيارة المقابر إن لم تكن جزء من الدين فقد كانت جزء من الثقافة والموروث الإجتماعي، لذا يظل السؤال متكرر، هل زيارة مقابر الأولياء حرام؟

 

 هل زيارة أولياء الله الصالحين حرام؟

 

 أجاب الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوي ومدير مكتب الإرشاد الزواجي بدار الإفتاء المصرية على سؤال متصله خلال برنامجة التلفزيوني (ولا تعسروا) على القناة الأولى، عن ما إذا كانت زيارة قبور أولياء الله الصالحين حلال أم حرام شرعًا، فقال أن زيارة أهل الله الصالحين ليست حرام، وقد نصت تفسيرات الإمام عبد الله بن عمر البيضاوي أحد علماء السنة والجماعة أن زيارة أهل الله من أفضل القُربات إلى الله.

 

واستشهد الورداني بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا ماتَ عثمانُ بنُ مظعونٍ أُخْرِجَ بجَنازتِهِ فدُفِنَ ، فأمرَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا أن يأتيَ بحجرٍ، فلم يستطِع حملَهُ، فقامَ إليهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وحَسرَ عن ذراعيهِ كأنِّي أنظرُ إلى بياضِ ذراعي رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، حينَ حسرَ عنهُما ثمَّ حملَها فوضعَها عندَ رأسِهِ، وقالَ : أتعلَّمُ بِها قبرَ أخي ، وأدفِنُ إليهِ من ماتَ من أَهْلي».

 

وتابع الورداني أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بزيارة القبور بوجه عام حين قال علية الصلاة والسلام: “كنتُ نهيتُكم عن زيارَةِ القبورِ ألا فزورُوها ، فإِنَّها تُرِقُّ القلْبَ ، و تُدْمِعُ العينَ ، وتُذَكِّرُ الآخرةَ ، ولا تقولوا هُجْرًا”، فإن كان أمرنا حضرة النبي بزيارة القبور على العموم، فما بالنا بزيارة أهل الله الصالحين، فإن مقابرهم تتنزل فيها الرحمات فتكون فضل ونعمة على من يزورها.

 الحكمة من استحباب زيارة المقابر بعد النهي عنها

وضح الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الديار المصرية في فتواه رقم 6627، أن زيارة القبور كان قد نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما كان المسلمون قريبي عهد بالجاهلية، وبأفعالها التي كانت من عاداتهم عند زيارتهم للمقابر؛ من الندب والنواح والتلفظ بألفاظ يرفضها الشرع الشريف، وعندما استقر الإسلام في قلوبهم وزالت رواسب الجاهلية عنهم أمرهم حينئذ بزيارتها، ورغبهم في ذلك، ونهاهم عما كانوا يفعلونه بها من أفعال الجاهلية؛ لما في ذلك من نفعٍ يعود على من يقوم بزيارتها.

 

وأخيرًا وضح فضيلته أن الحكمة من استحباب زيارة القبور: التذكير بالآخرة، وترقيق القلوب القاسية، والردع عن المعاصي، والزهدُ في الدنيا الفانية، وتهوين ما قد يلقاه المرء من المصائب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عمرو الورداني الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى دار الإفتاء الإرشاد الزواجي دار الافتاء المصرية الديار المصرية القناة الأولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أولياء مفتي زیارة أهل الله الله الصالحین زیارة القبور زیارة ا

إقرأ أيضاً:

الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: في حديث جبريل   

حدَثٌ غريبٌ يستحق منَّا النظرَ والتأمل.. إنه ذلك الحضور الحسىّ لأمين الوحى سيدنا جبريل عليه السلام، فى صورة رجل غريب رآه الصحابة كما يرى بعضُهم بعضاً، وسمعوه كما يسمع بعضُهم بعضاً.

وقد جاءت أحداث هذا الحدَث جاذبة لكل الجالسين، بحيث تلفت انتباههم لكل ما يُقال، فالحاضر رجلٌ غريب تتطلع لمعرفته الأنظار، له وجه حسَنٌ لا تلتفت عنه العيون، طيّبُ الريح بحيث تأنسُ له النفوس، ثيابه نظيفة لا يُرى عليها شىء من آثار السفر كالغبار والعرق! رغم أنه غريب غير معروف، فليس من أهل المكان وليس ضيفاً على بعض أهله! إنه شأن يجذب الحواسّ.

ثم هو يسلم على سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويستأذنه فى الاقتراب منه مراراً، وقد جاء وصف هذا فى رواية الإمام النَّسَائىّ التى جاء فيها «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بينَ ظَهْرانَى أصحابه [أى: بينَهم]، فيجىءُ الغريب فلا يَدرى أيُّهم هو حتى يسألَ، فطلبنا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم [أى: استأذناه] أن نجعلَ له مجلساً يعرفُهُ الغريب إذا أتاه، فبَنيْنَا له دُكَّاناً مِن طين [أى: دَكَّةً يقعد عليها] كان يجلس عليه، وإنا لجلوس ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم فى مجلسِه إذ أقبل رجلٌ أحسنُ الناس وجهاً، وأطيب الناس ريحاً، كأنَّ ثيابه لم يمسّها دنَس، حتى سلَّمَ فى طرَفِ البساطِ، فقال: السلام عليك يا محمدُ. فردَّ عليه السلام، قال: أَدنُو يا محمد؟ قال: «ادنُهْ». فما زال يقول: أدنو؟ مِراراً، ويقول له: «ادنُ»، حتى وضع يده على ركبتى رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم».

هذه الأمور كلها تتآزر لجذب انتباه الجالسين، بحيث تعى قلوبهم كل ما سوف يُقال، أليس فى هذا إرشادٌ للمعلمين وللدعاة وللآباء كيف يهيئون نفوس مَن يريدون توجيه الكلام والنّصح إليهم بحيث تكون قلوبهم أوعية واعية لما يوجّه إليهم من إرشاد؟!

ثم يبدأ الحوار الذى يرويه لنا سيدنا عمر الفاروق، رضى الله عنه وأرضاه، فيحكى قولَ الرجل الغريب الذى تمثَّلَ فى صورته سيدنا جبريل عليه السلام، إنه يبدأ الكلام، فيقول: يا محمدُ أخبرنى عن الإسلام.

البدءُ بالسؤال عن الإسلام أمر منتظرٌ من غريب جاء ليعرفَ الدين؛ فليس هذا غريباً أو عجيباً، ولكن الغريب حقّاً هو ما سوف يقولُه سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، كيف يستطيع صلى الله عليه وسلم أن يُلخّصَ شأن هذا الدين الذى هو رسالة الله تعالى للعالمين فى كلمات قلائل.. لو قيل لجمع كبير من العلماء الذين أفنَوْا أعمارَهم فى دراسة هذا الدين أن يلخّصوه فى كلمات ما استطاعوا، إنهم يحتاجون أن يُفرّغوا حتى يضعوا مؤلَّفاً لبيان هذا الدين، ثم هم كلما أعادوا النظر فيه زادوا فيه وبدّلوا وغيّروا.

وها هو سيدُ الخَلق، صلى الله عليه وسلم، يُلخصُّ الإسلام فى كلمات قليلات، فيقول، صلى الله عليه وسلم: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيم الصلاة، وتُؤتى الزكاة، وتصومَ رمضان، وتحجَّ البيت إن استطعتَ إليه سبيلاً».

لقد بدأ صلى الله عليه وسلم تعريفه للإسلام بقوله: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم». إن الإسلام يبدأ من الشهادتين الكريمتين؛ الشهادة لله تعالى بالوجود والوحدانية، والشهادة بصدق سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فى دعواه النبوة والرسالة.

ولا بد من الانتباه إلى خصوصية كلمة (أشهد) التى أشار إليها السادة العلماء، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يقل بدلاً منها: (أعترف)، أو: (أُقرّ)، أو غير ذلك... وإنما قال: (أشهد) تلك الكلمة التى لا بد من أن ينطقها مَن يريد أن يدخل فى هذا الدين، ويُردّدها المسلم فى كل أذان وصلاة.

والشهادة يُعرّفُها العلماء بأنها «قولٌ صادرٌ عن علمٍ حصَلَ بمشاهدةِ بصيرة أو بصر»، إذن الإسلام يبدأ من هذه النقطة، من نقطة إزاحة أىّ غشاوة عن البصر والبصيرة، حتى يشهد الإنسان شهادة ليس فيها أدنى لبس بوحدانية الله تعالى وصدق رسالة رسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم.

مقالات مشابهة

  • صفة خص الله بها عباده الصالحين.. الأزهر للفتوى يكشف عنها
  • ما هي الأعمال التي تجعلنا نرى رسول الله في الجنة؟
  • الأزهر: الحياة دار ابتلاء وعلى المؤمن التحلي بالصبر والشكر
  • ما هي البدعة التي حذرنا منها رسول الله؟ .. علي جمعة يوضحها
  • هل سماع الموسيقى والأغاني حرام؟.. الإفتاء: مباحة بشرط واحد
  • الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: في حديث جبريل   
  • حكم تلاوة المرأة القرآن أمام الرجال الأجانب.. دار الإفتاء تجيب
  • حكم وجود طريق فاصل بين مصلى الرجال والنساء
  • أحمد عمر هاشم: مصر أصبحت بلد مئات الآلاف من المآذن.. فيديو
  • الإفتاء توضح حكم زيارة القبور يوم الجمعة