الورداني: زيارة الأولياء من أفضل القُربات إلى الله وتتنزل فيها الرحمات
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
زيارة أهل الله الصالحين من الأمور التي يتسأل حولها المسلمون كثيرًا، وهناك الكثير من الخلاف عليها بين أنماط التدين المختلفة من السلفيين إلى المتصوفه وغيرهم، وقد عهد المصريون منذ زمن على زيارة المقابر إن لم تكن جزء من الدين فقد كانت جزء من الثقافة والموروث الإجتماعي، لذا يظل السؤال متكرر، هل زيارة مقابر الأولياء حرام؟
هل زيارة أولياء الله الصالحين حرام؟
أجاب الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوي ومدير مكتب الإرشاد الزواجي بدار الإفتاء المصرية على سؤال متصله خلال برنامجة التلفزيوني (ولا تعسروا) على القناة الأولى، عن ما إذا كانت زيارة قبور أولياء الله الصالحين حلال أم حرام شرعًا، فقال أن زيارة أهل الله الصالحين ليست حرام، وقد نصت تفسيرات الإمام عبد الله بن عمر البيضاوي أحد علماء السنة والجماعة أن زيارة أهل الله من أفضل القُربات إلى الله.
واستشهد الورداني بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا ماتَ عثمانُ بنُ مظعونٍ أُخْرِجَ بجَنازتِهِ فدُفِنَ ، فأمرَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا أن يأتيَ بحجرٍ، فلم يستطِع حملَهُ، فقامَ إليهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وحَسرَ عن ذراعيهِ كأنِّي أنظرُ إلى بياضِ ذراعي رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، حينَ حسرَ عنهُما ثمَّ حملَها فوضعَها عندَ رأسِهِ، وقالَ : أتعلَّمُ بِها قبرَ أخي ، وأدفِنُ إليهِ من ماتَ من أَهْلي».
وتابع الورداني أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بزيارة القبور بوجه عام حين قال علية الصلاة والسلام: “كنتُ نهيتُكم عن زيارَةِ القبورِ ألا فزورُوها ، فإِنَّها تُرِقُّ القلْبَ ، و تُدْمِعُ العينَ ، وتُذَكِّرُ الآخرةَ ، ولا تقولوا هُجْرًا”، فإن كان أمرنا حضرة النبي بزيارة القبور على العموم، فما بالنا بزيارة أهل الله الصالحين، فإن مقابرهم تتنزل فيها الرحمات فتكون فضل ونعمة على من يزورها.
الحكمة من استحباب زيارة المقابر بعد النهي عنهاوضح الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الديار المصرية في فتواه رقم 6627، أن زيارة القبور كان قد نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما كان المسلمون قريبي عهد بالجاهلية، وبأفعالها التي كانت من عاداتهم عند زيارتهم للمقابر؛ من الندب والنواح والتلفظ بألفاظ يرفضها الشرع الشريف، وعندما استقر الإسلام في قلوبهم وزالت رواسب الجاهلية عنهم أمرهم حينئذ بزيارتها، ورغبهم في ذلك، ونهاهم عما كانوا يفعلونه بها من أفعال الجاهلية؛ لما في ذلك من نفعٍ يعود على من يقوم بزيارتها.
وأخيرًا وضح فضيلته أن الحكمة من استحباب زيارة القبور: التذكير بالآخرة، وترقيق القلوب القاسية، والردع عن المعاصي، والزهدُ في الدنيا الفانية، وتهوين ما قد يلقاه المرء من المصائب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عمرو الورداني الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى دار الإفتاء الإرشاد الزواجي دار الافتاء المصرية الديار المصرية القناة الأولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أولياء مفتي زیارة أهل الله الله الصالحین زیارة القبور زیارة ا
إقرأ أيضاً:
الإعجاز القرآني فى قوله سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ.. تعرف عليه
أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن هناك نقطة عجيبة في بداية سورة الإسراء، وهي أن الله سبحانه وتعالى بدأ السورة بالتسبيح فقال: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ".
وقال الدكتور هاني تمام، خلال تصريحاته، "ما كان ينبغي أن نغفل عن هذا التبديع من الله في الحديث عن هذه الرحلة العظيمة التي تمت في جزء من الليل، وهي رحلة الإسراء والمعراج للنبي صلى الله عليه وسلم، رحلة تخرق نواميس الكون، حيث طوى الله سبحانه وتعالى الزمان والمكان لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم".
وأضاف "ربنا بدأ السورة بالتسبيح بدلًا من الحمد لسبب عجيب، العرب كانوا يستخدمون التسبيح للتعبير عن التعجب، وهو ما نجده حتى الآن في قولنا 'سبحان الله' عندما نُصاب بدهشة أو استغراب من أمر ما، فالله سبحانه وتعالى بدأ بهذه الطريقة ليثبت للناس أن هذه الرحلة هي منحة إلهية محضة، وليس للنبي صلى الله عليه وسلم أي تدخل فيها، هو فقط عبد لله سبحانه وتعالى، ولذلك بدأ سبحانه وتعالى بالتسبيح الذي يعني التنزيه، أي تنزيه الله عن أي نقص أو عيب".
وتابع: "هذه الرحلة المباركة تدل على قدرة الله المطلقة، وأنه لا يعجزه شيء، فالله سبحانه وتعالى يخرق نواميس الكون متى شاء، ولذلك ما من شيء يستحيل على الله، في الوقت الذي كان العرب فيه يسافرون المسافة بين مكة والقدس في شهر كامل، جاء الله سبحانه وتعالى ليُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم في جزء من الليل. وهذا درس آخر نتعلمه من هذه الرحلة: أن حسابات البشر لا تُقاس بحسابات الله".
وأضاف: "ما يُستغرب أو يُستحيل بالنسبة للبشر هو ممكن على الله سبحانه وتعالى، فلا يجب أن نتوقع أي شيء عجز أو مستحيل من قدرة الله."
أكد الدكتور هاني تمام أن هذه الرحلة هي حدث فاق عقول البشر، ومع ذلك كان القرآن الكريم ثابتًا في إثباتها كحدث حقيقي حدث للنبي صلى الله عليه وسلم، بما لا يدع مجالًا للشك.