سودانايل:
2025-04-28@05:15:00 GMT

لمحات من تاريخ الخرطوم ونشأة الضرائب

تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT

لمحات من تاريخ الخرطوم ونشأة الضرائب
يرويها الاستاذ محمد سيد احمد الحسن
حررها عادل سيد احمد
(الجزء الرابع)

وفي العربات أيضا، فاذا ذهبت الى سودان مركنتايل فانت تريد اسبير عربة فورد، وللهلمان شركة برسميان، ولم تكن الخلطة الحالية موجودة وكان التجار قليلين جدا ونادرا ما يكونوا سودانيين، وكان في ميتشل كوتس، جلاتلي هانكي، وهم يوردون العربات الانجليزية، وكانت كل العربات انجليزية تقريبا، بمعنى ان العربات التي تراها في الشارع فورد او هلمان او شيفرليت.

..
المحرر: الشيفرليت امريكية...
نعم امريكية كان يوردها كوتس، وهناك اشغال كبيرة كانت تتولاها تلك الشركات: ميتشل كوتس وجلاتلي هانكي كانوا أكبر الشركات وكانوا يتاجرون في أكثر من بضاعة، يعني سودان مركنتايل كانت تتاجر في العربات وبرسميان ايضا، اما جلاتلي هانكي فقد كانت تتاجر في العربات والتراكتورات والحاصدات والصادر والوارد، وكان لديها عمل كبير ومثلها كانت ميتشل كوتس.
وكانت هناك شركات متخصصة في مجالات معينة مثل رالي فانس واخرين، وهؤلاء كانوا متخصصين في القطن وكانوا مستشاري الحكومة مجال صادرات القطن، وكان هناك السمسم وكان شكر ولو متخصصا فيه، وكانت هناك شركة اسمها الصناعات الكيميائية الإمبراطورية وكانت تعمل في مجالات الاسمدة والمبيدات الحشرية، وكانت شركة سنجر تعمل في مجال ماكينات الخياطة ولوازمها من زراير وابر وكل ما له علاقة بالخياطة... ولا توجد الا عندها.
اما السوق العربي فقد تطور قليلا، وظهر فيه الشوام وهم من ادخلوا فيه تجارة الاقمشة، وقبلها كانت توجد الاقمشة الراقية في السوق الافرنجي فقط، اما في العربي فيوجد الدبلان والدمورية فقط.
وكان من التجار الشوام عجيب عزازي وداؤود المراش ومحلات ابو نجمة، وهناك محال اشتهرت ليس بأسماء اصحابها ومنها البلو بيرد (blue bird)، ومحلات النجم الاحمر وغيرها.
وابتدأ السوق العربي ينقسم الى قسمين، وفيما مضى كان الترزية يشتغلون في البرندات ولكن صار لبعضهم محال (دكاكين)، ويدخل الزبون فيختار نوع القماش من بين عروض كثيرة، وكان أشهر ترزي في ذلك الوقت هو شبير جلة وهو من اصول مصرية او تركية وتخصص في حياكة الجلابية وحتى وقت قريب بعد سنة 2000 وجدت اللافتة الخاصة به (شبير جلة) موجودة، وبعد ذلك ظهروا اخرين كان أشهرهم عوض عابدين وقد تخصص في اللبس الافرنجي القميص والبنطلون والبدلة (الاتحاد الاشتراكي)، واخيرا تخصص في البدل العسكرية والبرنيطة.
وكان هناك تسامح، فعلى سبيل المثال تجد دارا للكتاب المقدس في المحطة الوسطى الخرطوم، ومحلات تبعد أمتار قليلة من الجامع الكبير تبيع الانجيل والعهد القديم والقصص المسيحية.
لا أحد يعتدي عليهم ولا أحد سألهم او يسبب لهم مضايقات.
وبدأت المطاعم والقهاوي السودانية تعرض بعضا من بضائع الافرنجية. واتذكر ان اول شخص بادر بتلك الظاهرة هو حمدتو، وتحول فيما بعد لحلويات ومصانع اغذية، وقد كانت بدايته ببيع الشربات (العصائر)، من التمر هندي او العرديب، المهم مشروب ملون كذا، ونذهب لحمدتو بعد ان نحلق ونستحم ويضع كل واحد قرشا في جيبه. وهناك تجلس وتخلف رجل على رجل وتطلب شربات التمر هندي، وكانت توجد طوابين او مخابز كانت اوروبية وتخبز العيش الفرنسي (مستدير وبه سمسم) واخرى تخبزها مربعة (توستو)، في شكل قالب الطوب الاحمر، واخرى تخبزه مستطيلا ويسمى (البسطون)، وكان هناك صاحب مخبز مصري اسمه سيحة كان يخبز العيش الشمسي وهو يتغطى بالردة وهو مخبوز اصلا من دقيق فيه ردة، وكان العيش الشمسي جميل جدا جدا، لكنه يؤكل ساخن فقط ولو برد لا يستساغ، جماله وهو حار... وكان الناس يقطعون مسافات طويلة لشراء الخبز من سيحة او بابا كوستا، ثم ظهرت بعد ذلك المخابز وانتشرت بكثرة ولكنها تخبز عيوش تشبه العيش الذي ناكله اليوم، فانا الان في المقل او عندما كنت في الخرطوم اتناول خبز بشبه الخبز الذي كان يأكله السودانيون في الثلاثينيات او الاربعينيات: ليس له طعم ولا نكهة ومستوي من جهة والجهة الاخرى غير مستو وخميرته غير موزونة وهو الخبز الذي ناكله اليوم، مع ان الانواع الممتازة من الخبز انتهت فلا اظن ان العيش بالسمسم او العيش باللبن موجود الان. وقد ذهبت مع باقي الاشياء الجميلة التي اندثرت وزالت من الوجود في الخرطوم.

amsidahmed@outlook.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ترامب: هناك حاجة ماسة للأدوية والغذاء في غزة وسنهتم بذلك

#سواليف

قال الرئيس الأميركي دونالد #ترامب إن هناك #حاجة_ماسة للدواء والغذاء في #غزة، وأن بلاده تعمل لضمان إيصالها للقطاع.

وجاء ذلك في تصريحات قبيل صعوده الطائرة للتوجه إلى العاصمة الإيطالية روما، للمشاركة في مراسم جنازة البابا فرانشيسكو، والتي ستقام اليوم السبت.

وردا على سؤال حول نقص #الدواء و #الغذاء في غزة، أفاد ترامب أنه ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو، مسألة إيصال المساعدات إلى القطاع.

مقالات ذات صلة مسؤولون أمريكيون يكشفون كيف تمكن الحوثيون من إعاقة خطة ترامب والانتقال للمرحلة الثانية منها؟ 2025/04/26

وأضاف “أبلغت نتنياهو أنه يجب أن يترفق بالقطاع، الفلسطينيون هناك يعانون، هناك حاجة ماسة للغذاء والدواء، سنهتم بذلك”.

مقالات مشابهة

  • 19.2 ألف زائر لقرية "وكان" في جنوب الباطنة
  • «وكان» وجهة سياحية متميزة تستقطب 19 ألف زائر خلال الربع الأول من العام الجاري
  • ائتلاف المالكي يحسم الجدل: الشرع لن يحضر لبغداد.. هناك خطورة على حياته
  • وزير الخارجية الإيراني: هناك تقدم جدي في محادثات النووي مع واشنطن
  • لمواجهة البطالة.. الوظيفة أم كسب العيش؟!
  • اختتام فعاليات مشروع تعزيز سبل العيش المستدامة بجنوب سيناء
  • بحوث الصحراء والفاو ينظمان مؤتمر تعزيز العيش المستدام في جنوب سيناء
  • انطلاق المؤتمر الختامي لمشروع تعزيز سبل العيش المستدامة في جنوب سيناء
  • ترامب: هناك حاجة ماسة للأدوية والغذاء في غزة وسنهتم بذلك
  • موسكو: اجتماع ويتكوف وبوتين استمر 3 ساعات وكان بنّاءً ومفيدًا