لمحات من تاريخ الخرطوم ونشأة الضرائب
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
لمحات من تاريخ الخرطوم ونشأة الضرائب
يرويها الاستاذ محمد سيد احمد الحسن
حررها عادل سيد احمد
(الجزء الرابع)
وفي العربات أيضا، فاذا ذهبت الى سودان مركنتايل فانت تريد اسبير عربة فورد، وللهلمان شركة برسميان، ولم تكن الخلطة الحالية موجودة وكان التجار قليلين جدا ونادرا ما يكونوا سودانيين، وكان في ميتشل كوتس، جلاتلي هانكي، وهم يوردون العربات الانجليزية، وكانت كل العربات انجليزية تقريبا، بمعنى ان العربات التي تراها في الشارع فورد او هلمان او شيفرليت.
المحرر: الشيفرليت امريكية...
نعم امريكية كان يوردها كوتس، وهناك اشغال كبيرة كانت تتولاها تلك الشركات: ميتشل كوتس وجلاتلي هانكي كانوا أكبر الشركات وكانوا يتاجرون في أكثر من بضاعة، يعني سودان مركنتايل كانت تتاجر في العربات وبرسميان ايضا، اما جلاتلي هانكي فقد كانت تتاجر في العربات والتراكتورات والحاصدات والصادر والوارد، وكان لديها عمل كبير ومثلها كانت ميتشل كوتس.
وكانت هناك شركات متخصصة في مجالات معينة مثل رالي فانس واخرين، وهؤلاء كانوا متخصصين في القطن وكانوا مستشاري الحكومة مجال صادرات القطن، وكان هناك السمسم وكان شكر ولو متخصصا فيه، وكانت هناك شركة اسمها الصناعات الكيميائية الإمبراطورية وكانت تعمل في مجالات الاسمدة والمبيدات الحشرية، وكانت شركة سنجر تعمل في مجال ماكينات الخياطة ولوازمها من زراير وابر وكل ما له علاقة بالخياطة... ولا توجد الا عندها.
اما السوق العربي فقد تطور قليلا، وظهر فيه الشوام وهم من ادخلوا فيه تجارة الاقمشة، وقبلها كانت توجد الاقمشة الراقية في السوق الافرنجي فقط، اما في العربي فيوجد الدبلان والدمورية فقط.
وكان من التجار الشوام عجيب عزازي وداؤود المراش ومحلات ابو نجمة، وهناك محال اشتهرت ليس بأسماء اصحابها ومنها البلو بيرد (blue bird)، ومحلات النجم الاحمر وغيرها.
وابتدأ السوق العربي ينقسم الى قسمين، وفيما مضى كان الترزية يشتغلون في البرندات ولكن صار لبعضهم محال (دكاكين)، ويدخل الزبون فيختار نوع القماش من بين عروض كثيرة، وكان أشهر ترزي في ذلك الوقت هو شبير جلة وهو من اصول مصرية او تركية وتخصص في حياكة الجلابية وحتى وقت قريب بعد سنة 2000 وجدت اللافتة الخاصة به (شبير جلة) موجودة، وبعد ذلك ظهروا اخرين كان أشهرهم عوض عابدين وقد تخصص في اللبس الافرنجي القميص والبنطلون والبدلة (الاتحاد الاشتراكي)، واخيرا تخصص في البدل العسكرية والبرنيطة.
وكان هناك تسامح، فعلى سبيل المثال تجد دارا للكتاب المقدس في المحطة الوسطى الخرطوم، ومحلات تبعد أمتار قليلة من الجامع الكبير تبيع الانجيل والعهد القديم والقصص المسيحية.
لا أحد يعتدي عليهم ولا أحد سألهم او يسبب لهم مضايقات.
وبدأت المطاعم والقهاوي السودانية تعرض بعضا من بضائع الافرنجية. واتذكر ان اول شخص بادر بتلك الظاهرة هو حمدتو، وتحول فيما بعد لحلويات ومصانع اغذية، وقد كانت بدايته ببيع الشربات (العصائر)، من التمر هندي او العرديب، المهم مشروب ملون كذا، ونذهب لحمدتو بعد ان نحلق ونستحم ويضع كل واحد قرشا في جيبه. وهناك تجلس وتخلف رجل على رجل وتطلب شربات التمر هندي، وكانت توجد طوابين او مخابز كانت اوروبية وتخبز العيش الفرنسي (مستدير وبه سمسم) واخرى تخبزها مربعة (توستو)، في شكل قالب الطوب الاحمر، واخرى تخبزه مستطيلا ويسمى (البسطون)، وكان هناك صاحب مخبز مصري اسمه سيحة كان يخبز العيش الشمسي وهو يتغطى بالردة وهو مخبوز اصلا من دقيق فيه ردة، وكان العيش الشمسي جميل جدا جدا، لكنه يؤكل ساخن فقط ولو برد لا يستساغ، جماله وهو حار... وكان الناس يقطعون مسافات طويلة لشراء الخبز من سيحة او بابا كوستا، ثم ظهرت بعد ذلك المخابز وانتشرت بكثرة ولكنها تخبز عيوش تشبه العيش الذي ناكله اليوم، فانا الان في المقل او عندما كنت في الخرطوم اتناول خبز بشبه الخبز الذي كان يأكله السودانيون في الثلاثينيات او الاربعينيات: ليس له طعم ولا نكهة ومستوي من جهة والجهة الاخرى غير مستو وخميرته غير موزونة وهو الخبز الذي ناكله اليوم، مع ان الانواع الممتازة من الخبز انتهت فلا اظن ان العيش بالسمسم او العيش باللبن موجود الان. وقد ذهبت مع باقي الاشياء الجميلة التي اندثرت وزالت من الوجود في الخرطوم.
amsidahmed@outlook.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مديرية الضرائب تنشر مذكرة عن التدابير الجبائية الجديدة في قانون المالية 2025
أصدرت المديرية العامة للضرائب مذكرة تلخيصية حول التدابير الجبائية الواردة في قانون المالية رقم 60.24 لسنة 2025.
وأشارت المديرية العامة للضرائب، إلى أن هذه المذكرة تقدم بشكل موجز محتوى التدابير المذكورة وتواريخ دخولها حيز التنفيذ، بهدف تمكين الملزمين والفاعلين العموميين والخواص من الاطلاع على المستجدات الجبائية المنصوص عليها في قانون المالية 2025، واتخاذ التدابير اللازمة لتطبيقها.
وفي إطار الإصلاحات الهيكلية التي تهدف إلى ضمان تمويل السياسات العمومية وتحفيز النمو، يواصل المغرب تنفيذ القانون الإطار رقم 69.19 المتعلق بالإصلاح الجبائي، الذي حدد خارطة طريق السياسة الجبائية للدولة، وذلك وفقا لتوصيات المناظرة الوطنية الثالثة للجبايات المنعقدة يومي 3 و4 ماي 2019 بالصخيرات.
وبعد إصلاح الضريبة على الشركات في سنة 2023 والضريبة على القيمة المضافة في سنة 2024، أدخل قانون المالية 2025 إصلاحا للضريبة على الدخل. ويهدف هذا الإصلاح بالأساس إلى تخفيف العبء الضريبي وتحسين دخل الأجراء والمتقاعدين، تماشيا مع توصيات القانون الإطار رقم 69.19 والتزامات الحكومة في إطار الحوار الاجتماعي.
كما يتضمن قانون المالية لسنة 2025 تدابير جبائية أخرى تهدف، على وجه الخصوص، إلى تعزيز آليات مكافحة التهرب الضريبي وإدماج القطاع غير المهيكل، فضلا عن توضيح بعض الأحكام المتعلقة بالضريبة على القيمة المضافة ورسوم التسجيل.
ويتعلق الأمر، أيضا، بترشيد وتبسيط قواعد الوعاء والتحصيل المتعلقة بالرسوم شبه الضريبية، من خلال إدراج مقتضيات الرسم الخاص على الإسمنت ضمن المدونة العامة للضرائب.