سودانايل:
2025-02-05@00:09:36 GMT

لمحات من تاريخ الخرطوم ونشأة الضرائب

تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT

لمحات من تاريخ الخرطوم ونشأة الضرائب
يرويها الاستاذ محمد سيد احمد الحسن
حررها عادل سيد احمد
(الجزء الرابع)

وفي العربات أيضا، فاذا ذهبت الى سودان مركنتايل فانت تريد اسبير عربة فورد، وللهلمان شركة برسميان، ولم تكن الخلطة الحالية موجودة وكان التجار قليلين جدا ونادرا ما يكونوا سودانيين، وكان في ميتشل كوتس، جلاتلي هانكي، وهم يوردون العربات الانجليزية، وكانت كل العربات انجليزية تقريبا، بمعنى ان العربات التي تراها في الشارع فورد او هلمان او شيفرليت.

..
المحرر: الشيفرليت امريكية...
نعم امريكية كان يوردها كوتس، وهناك اشغال كبيرة كانت تتولاها تلك الشركات: ميتشل كوتس وجلاتلي هانكي كانوا أكبر الشركات وكانوا يتاجرون في أكثر من بضاعة، يعني سودان مركنتايل كانت تتاجر في العربات وبرسميان ايضا، اما جلاتلي هانكي فقد كانت تتاجر في العربات والتراكتورات والحاصدات والصادر والوارد، وكان لديها عمل كبير ومثلها كانت ميتشل كوتس.
وكانت هناك شركات متخصصة في مجالات معينة مثل رالي فانس واخرين، وهؤلاء كانوا متخصصين في القطن وكانوا مستشاري الحكومة مجال صادرات القطن، وكان هناك السمسم وكان شكر ولو متخصصا فيه، وكانت هناك شركة اسمها الصناعات الكيميائية الإمبراطورية وكانت تعمل في مجالات الاسمدة والمبيدات الحشرية، وكانت شركة سنجر تعمل في مجال ماكينات الخياطة ولوازمها من زراير وابر وكل ما له علاقة بالخياطة... ولا توجد الا عندها.
اما السوق العربي فقد تطور قليلا، وظهر فيه الشوام وهم من ادخلوا فيه تجارة الاقمشة، وقبلها كانت توجد الاقمشة الراقية في السوق الافرنجي فقط، اما في العربي فيوجد الدبلان والدمورية فقط.
وكان من التجار الشوام عجيب عزازي وداؤود المراش ومحلات ابو نجمة، وهناك محال اشتهرت ليس بأسماء اصحابها ومنها البلو بيرد (blue bird)، ومحلات النجم الاحمر وغيرها.
وابتدأ السوق العربي ينقسم الى قسمين، وفيما مضى كان الترزية يشتغلون في البرندات ولكن صار لبعضهم محال (دكاكين)، ويدخل الزبون فيختار نوع القماش من بين عروض كثيرة، وكان أشهر ترزي في ذلك الوقت هو شبير جلة وهو من اصول مصرية او تركية وتخصص في حياكة الجلابية وحتى وقت قريب بعد سنة 2000 وجدت اللافتة الخاصة به (شبير جلة) موجودة، وبعد ذلك ظهروا اخرين كان أشهرهم عوض عابدين وقد تخصص في اللبس الافرنجي القميص والبنطلون والبدلة (الاتحاد الاشتراكي)، واخيرا تخصص في البدل العسكرية والبرنيطة.
وكان هناك تسامح، فعلى سبيل المثال تجد دارا للكتاب المقدس في المحطة الوسطى الخرطوم، ومحلات تبعد أمتار قليلة من الجامع الكبير تبيع الانجيل والعهد القديم والقصص المسيحية.
لا أحد يعتدي عليهم ولا أحد سألهم او يسبب لهم مضايقات.
وبدأت المطاعم والقهاوي السودانية تعرض بعضا من بضائع الافرنجية. واتذكر ان اول شخص بادر بتلك الظاهرة هو حمدتو، وتحول فيما بعد لحلويات ومصانع اغذية، وقد كانت بدايته ببيع الشربات (العصائر)، من التمر هندي او العرديب، المهم مشروب ملون كذا، ونذهب لحمدتو بعد ان نحلق ونستحم ويضع كل واحد قرشا في جيبه. وهناك تجلس وتخلف رجل على رجل وتطلب شربات التمر هندي، وكانت توجد طوابين او مخابز كانت اوروبية وتخبز العيش الفرنسي (مستدير وبه سمسم) واخرى تخبزها مربعة (توستو)، في شكل قالب الطوب الاحمر، واخرى تخبزه مستطيلا ويسمى (البسطون)، وكان هناك صاحب مخبز مصري اسمه سيحة كان يخبز العيش الشمسي وهو يتغطى بالردة وهو مخبوز اصلا من دقيق فيه ردة، وكان العيش الشمسي جميل جدا جدا، لكنه يؤكل ساخن فقط ولو برد لا يستساغ، جماله وهو حار... وكان الناس يقطعون مسافات طويلة لشراء الخبز من سيحة او بابا كوستا، ثم ظهرت بعد ذلك المخابز وانتشرت بكثرة ولكنها تخبز عيوش تشبه العيش الذي ناكله اليوم، فانا الان في المقل او عندما كنت في الخرطوم اتناول خبز بشبه الخبز الذي كان يأكله السودانيون في الثلاثينيات او الاربعينيات: ليس له طعم ولا نكهة ومستوي من جهة والجهة الاخرى غير مستو وخميرته غير موزونة وهو الخبز الذي ناكله اليوم، مع ان الانواع الممتازة من الخبز انتهت فلا اظن ان العيش بالسمسم او العيش باللبن موجود الان. وقد ذهبت مع باقي الاشياء الجميلة التي اندثرت وزالت من الوجود في الخرطوم.

amsidahmed@outlook.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

برلمانية: مصر كانت وستظل الحامي الأمين للحقوق الفلسطينية

أكدت النائبة هند رشاد أمين سر لجنة الاعلام والثقافة بمجلس النواب أن اصطفاف المصريين أمام معبر رفح يعكس أعمق معاني التضامن الوطني والالتزام الثابت بمبادئنا الراسخة تجاه القضايا العربية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.


و أضافت « رشاد» خلال بيان لها اليوم بأن مصر كانت وستظل الحامي الأمين للحقوق الفلسطينية، ولن تسمح بأي محاولات لتصفية هذه القضية أو التفريط في أي جزء من أرضها أو أمنها.

وشددت على إن دعوات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء تمثل مسعى غير قانوني وغير أخلاقي، يشكل تهديدًا للأمن القومي المصري ويعكس تجاهلًا تامًا لإرادة الشعوب،  فسيناء ليست ملاذًا للفلسطينيين القسريين، بل هي جزء من الوطن المصري الذي يسعى كل مصري للحفاظ عليه وحمايته، وأن أي محاولة لفرض حلول أحادية أو غير متفق عليها من قبل أصحاب المصلحة في المنطقة لن تجد لها مكانًا في مصر، ولن يسمح بها الشعب المصري.

وأكدت على أن هذا التحرك يعكس رفضًا قاطعًا من قبل الشعب المصري لتوجيه أية حلول بديلة للقضية الفلسطينية بعيدًا عن المسار الصحيح بجانب دعمه لقرارات القيادة السياسية للدولة والرئيس عبد الفتاح السيسي ، وتأكيده على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، طبقًا للقانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة.

وأوضحت عضو النواب بإن هذا الاحتشاد الشعبي هو رد فعل طبيعي تجاه محاولات الضغط المستمرة من القوى الكبرى لتصفية القضية الفلسطينية. 

وقالت" لقد عاهد الشعب المصري نفسه أن يكون صوتًا حقيقيًا للقضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية، ولن يتراجع عن هذا الدور التاريخي الهام، و نحن في مصر نؤمن بأن فلسطين هي قضية جميع العرب، ولكنها أيضًا جزء أساسي من الأمن القومي المصري، وبالتالي، فإن أي محاولات لتغيير الوضع الجغرافي أو السياسي في المنطقة ستظل محل رفض كامل من قبل الشعب المصري بكل أطيافه.

واختتمت قائلة:" هنا من أمام معبر رفح أؤكد أن مصر لن تسمح بأن يتم اتخاذ سيناء مكانًا للتهجير القسري، وستظل ساحة للنضال الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة، بينما تواصل مصر مسيرتها في دعم الشعب الفلسطيني على الصعيدين السياسي والإنساني.

مؤكدة على أن هذه الوقفة هي تأكيد على أننا، كشعب مصري، سنظل داعمين للقيادة السياسية  للتصدى لأية محاولات تمس أمن مصر أو تهدد استقرار المنطقة بأسرها.

مقالات مشابهة

  • حكم كتابة الفواتير التجارية بسعر أقل تهربًا من الضرائب.. دار الإفتاء تجيب
  • أخنوش يتعهد بمزيد من تخفيف الضرائب على الأجور
  • أم كلثوم.. هل كانت من أقوى الأصوات في تاريخ الغناء؟
  • صيادون بلا قوارب في غزة.. وإبحار مميت لانتزاع لقمة العيش (شاهد)
  • مشهد هروب الجنجويد من الخرطوم بالمنهوبات والمسروقات بعد أن تمت هزيمتهم كرمز للخزي للأبد
  • السوداني: بغداد اليوم مثل ما كانت عبر محطاتها التأريخية
  • أمن الدولة ألقت القبض على من كانت برفقة صديقها الذي دهس الشاب في فاريا (صورة)
  • برلمانية: مصر كانت وستظل الحامي الأمين للحقوق الفلسطينية
  • معرض الكتاب 2025.. الصالون الثقافي يناقش «لمحات من رحلة العائلة المقدسة إلى مصر»
  • حماة تنبض من جديد.. مبادرة لتحسين ظروف العيش بالمحافظة