كيف أثرت العاصفة سياران على كوب الشاي في بريطانيا؟
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، ضربت العاصفة "سياران" جنوب المملكة المتحدة، لكن ما أعقب العاصفة تعدى التأثيرات المناخية إلى تأثيرات أخرى، وكان آخر ما تم رصده هو تفسير سبب تغير طعم كوب الشاي في أفواه المواطن البريطاني. ففي دراسة جديدة أجراها خبراء مختصون في المناخ والأرصاد الجوية في جامعة ريدنج البريطانية، تسبب الضغط المنخفض الذي أحدثته العاصفة في خفض نقطة غليان الماء إلى أقل من 100 درجة مئوية، وهي الدرجة المطلوبة لشرب كوب لائق.
وفقا للدراسة التي نشرت في 16 يوليو/تموز في مجلة الجمعية الملكية للأرصاد الجوية "ويذر"، فإن الماء في بعض المناطق كان يغلي عند درجة حرارة 98 درجة مئوية فقط، أي أقل بدرجتين كاملتين من المعتاد.
مسار العاصفة سيارانضربت العاصفة سياران أوروبا في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، مصحوبة برياح وصلت سرعتها إلى 70 ميلا في الساعة، وهذا ما أدى إلى هطول أمطار غزيرة أسفرت عن وقوع فيضانات شديدة في أجزاء من جنوب إنجلترا. ولكن كان هناك تأثير ثانوي أكثر دقة، وهو انخفاض الضغط الجوي.
"يمكن أن يكون لضغط الهواء تأثير كبير على درجة غليان السوائل. ويتم حساب نقطة غليان السائل على أنها النقطة التي يتطابق عندها ضغط البخار مع ضغط الغاز فوقه. لذا، إذا انخفض ضغط الهواء، تنخفض أيضا درجة الحرارة اللازمة لوصول السائل إلى درجة الغليان"؛ هكذا صرح "كاليب ميلر"، طالب الدكتوراه في علم الأرصاد الجوية في جامعة ريدينج، والمؤلف المشارك للدراسة، في تصريح للجزيرة نت.
وقال "ميلر" في تصريحاته للجزيرة نت إن الفريق استخدم مقياسا حساسا في المرصد الجوي التابع للجامعة لجمع البيانات من محطات الأرصاد الجوية المحلية الأخرى. وقد وفّرت هذه العملية قاعدة بيانات دقيقة عن تأثيرات مرور العاصفة على المملكة المتحدة، مضيفا: "باعتباري متخصصا في الدراسات المناخية التطبيقية، رأيت فرصة لقياس خصائص الماء المغلي أثناء الضغط الجوي المنخفض. كشف تحليلنا أن الحد الأدنى من الضغط تحرك نحو الشمال الشرقي عبر المنطقة خلال الصباح الباكر عندما يقوم العديد من البريطانيين بإعداد أول كوب من الشاي لهذا اليوم".
وأضاف الباحث المشارك في الدراسة، أن في ذروة العاصفة، انخفضت درجة غليان الماء في بعض المناطق إلى ما يزيد قليلا على 98 درجة مئوية، أي أقل بنحو درجتين مئويتين من المعتاد. وفي حين أن هذا الاختلاف في درجة الحرارة قد يبدو غير مهم للمراقب العادي، إلا أنه يحدث فرقا كبيرا في عملية تخمير الشاي، إذ إن درجة الحرارة المثالية لاستخلاص مادة "العفص" من الشاي الأسود، وهي المواد الكيميائية التي تضفي على المشروب مذاقه المميز، هي 100 درجة مئوية.
وتقدر الدراسة أن ما يقرب من 20 مليون شخص في لندن وجنوب شرق إنجلترا من المحتمل أن يكونوا قد تأثروا بهذه الظاهرة. في حين أن التأثيرات المباشرة للعاصفة على جودة الشاي كانت مؤقتة، إلا أن الدراسة تسلط الضوء على كيفية ارتباط حياتنا اليومية بأنماط الطقس، وتذكرنا أنه حتى التغيرات الطفيفة في الظروف الجوية يمكن أن تؤثر على الممارسات الثقافية التي يعتبرها الكثيرون أمرا مفروغا منه، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع جامعة ريدنج المشاركة في الدراسة.
ويؤكد البحث أيضا على أهمية فهم الآثار الأوسع للظواهر الجوية المتطرفة، إذ إن مع استمرار تغير المناخ في التأثير على أنماط الطقس، من المحتمل أن تتأثر حياتنا اليومية بطرق مختلفة غير متوقعة. بالإضافة إلى ذلك، تشجع الدراسة العلماء على النظر في التأثيرات الأوسع لأحداث الطقس بما يتجاوز التأثيرات المادية المباشرة، وهذا يفتح آفاقا جديدة للبحث متعدد التخصصات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العاصفة سیاران درجة مئویة
إقرأ أيضاً:
100 مليون شخص فى خطر.. عاصفة ضخمة قادمة| ما القصة؟
يواجه أكثر من 100 مليون شخص عاصفة عملاقة وخطيرة من المقرر أن تضرب أمريكا هذا الأسبوع، حيث حذر خبراء الأرصاد الجوية من هذه العاصفة، فما القصة؟
عاصفة ضخمة قادمةحذر خبراء الأرصاد الجوية من "العاصفة الضخمة" والتي ستتسبب فى أعاصير وفيضانات مفاجئة وعواصف ثلجية وحتى حرائق تبدأ اليوم وتستمر حتى الأحد.
ومن المتوقع أن تمتد العواصف مناطق متفرقة في امريكا بما في ذلك أركنساس، وإلينوي، وأيوا، وكنتاكي، وميسيسيبي، وميسوري، وتينيسي، سوف تحتاج إلى الاستعداد للأجزاء الأسوأ من هذه العاصفة المدمرة.
ووفق تقارير صحفية تشهد هذه المناطق، خطرًا شديدًا من عواصف رعدية شديدة حتى ليلة السبت، كما أن هناك احتمالا كبيرًا لهطول برد بحجم كرة الجولف، ما قد يلحق أضراراً بالمنازل والسيارات.
مدن فى خطر بسبب العاصفة الضخمةيتركز خطر الأعاصير القاتلة المحتملة في ولايتي أركنساس وميسوري، ولكن أجزاء صغيرة من ولايات إلينوي وكنتاكي وتينيسي وميسيسيبي تقع في منطقة الخطر هذه أيضًا.
وحذر خبراء الأرصاد الجوية من أن أكثر من عشرين إعصارا قد تضرب وسط البلاد في وقت متأخر من ليلة الجمعة حتى صباح السبت.
و تصل سرعة هبات الرياح إلى 80 ميلاً في الساعة، ما يؤدي إلى انتشار خطر الحرائق عبر خمس ولايات وحتى المكسيك.
ومن المتوقع عدم تحسن التوقعات الجوية حتى يوم السبت كثيرًا، مع تحرك العاصفة شرقًا وتسببها في عواصف رعدية أكثر شدة في لويزيانا وميسيسيبي وألاباما وتينيسي وفلوريدا.
ستستمر تحذيرات الأعاصير حتى ليلة السبت، حيث من المتوقع أن تتجاوز سرعة هبات الرياح 65 ميلاً في الساعة.
وقد تؤدي الرياح المدمرة أيضا إلى تعريض السكان في العديد من المدن الكبرى للخطر، بما في ذلك سانت لويس وشيكاغو ونشفيل ونيو أورليانز وأتلانتا.
أكبر تفشٍ للطقس القاسيويقول خبراء الأرصاد إن العاصفة التي ستضرب أمريكا خلال هذا الأسبوع ستكون "أكبر تفشي للطقس القاسي" في عام 2025 حتى الآن.
وكان خبراء الأرصاد الجوية على المدى الطويل يتوقعون بالفعل حدوث ما بين 1350 و1400 إعصار في مختلف أنحاء الولايات المتحدة هذا العام، وهو ما يزيد بنحو 100 إعصار عن المتوسطات التاريخية.
ومع تحرك العاصفة نحو الساحل الشرقي يوم الأحد، فمن الممكن أن تضرب الرياح القوية والعواصف الرعدية المزيد من الولايات من فلوريدا إلى ماساتشوستس.
فيضانات مفاجئة وتعطل السفروأشار فريق AccuWeather إلى أن "جولات متواصلة من العواصف والأمطار الغزيرة" قد تؤدي إلى فيضانات مفاجئة في جورجيا وكارولينا وفيرجينيا وميريلاند وبنسلفانيا ونيوجيرسي.
مع توقع استمرار هبوب رياح مدمرة بسرعة تصل إلى 65 ميلاً في الساعة حتى مساء الأحد، فمن المرجح أن تتسبب تأخيرات السفر في تعطيل كل من السائقين والمسافرين.
وقد حذرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) بالفعل الأمريكيين من أنه يتعين عليهم الاستعداد للطقس الشتوي القاسي بدءًا من منتصف مارس.
انهيار الدوامة القطبيةوقال خبراء إن "انهيار الدوامة القطبية" من المرجح أن يدفع الولايات المتحدة إلى الطقس البارد الذي عانت منه أجزاء كبيرة من البلاد في فبراير.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه الظاهرة الجوية إلى المزيد من الطقس الشتوي ودرجات الحرارة الباردة للغاية في وقت لاحق من هذا الشهر وحتى الربيع، مما قد يؤدي إلى اضطرابات واسعة النطاق في السفر لملايين الأشخاص.
انهيار الدوامة القطبية، والذي يسمى أيضًا الاحترار المفاجئ في طبقة الستراتوسفير، هو حدث يتسبب في تسرب الهواء البارد من القطب الشمالي نحو الجنوب - مما يؤدي إلى جلب الظروف الجليدية إلى الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأوروبا.