قصر المندوب السامي في القدس.. تحفة معمارية إنجليزية يتربص بها الاستيطان
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
قصر المندوب السامي في القدس المحتلة مبنى تاريخي مهم بني في ثلاثينيات القرن الـ20 على جبل المكبر الذي يقع في الجنوب الشرقي من المسجد الأقصى.
يطل المبنى على البلدة القديمة في القدس وعلى جبل الزيتون وجبال الأردن، وكان بمثابة المقر الرئيسي الذي يدير منه المندوب شؤون القدس وفلسطين.
الموقعيقع قصر المندوب السامي على السفح الشرقي لجبل المكبر جنوب شرق القدس المحتلة، وتم تشييده بين عامي 1928 و1933.
تحيط بالمبنى أشجار السرو والصنوبر، ويضم نافورة ومدفأة ضخمة وأقواسا داخلية ومباني مقببة، وكان مقر إقامة المندوب السامي البريطاني ومركز إدارته أثناء الانتداب البريطاني على فلسطين.
ويجمع المبنى بين عناصر العمارة المحلية والتصميم الكلاسيكي، على غرار الأعمال الأخرى لهاريسون مثل متحف روكفلر في القدس.
وفي التراث المسيحي يسمى هذا الجبل الذي يقع عليه القصر "تل المشورة السيئة"، وذلك لأنه كان -حسب بعض المعتقدات المسيحية- مكانا للتشاور والتآمر من أجل القبض على السيد المسيح.
صممه المهندس المعماري البريطاني أوستن سانت باربي هاريسون كبير المهندسين المعماريين في إدارة الأشغال العامة الإلزامية، إذ أعد 5 خطط تصميم بديلة للمبنى، وتمت الموافقة على المخطط النهائي عام 1928.
تم تصميم قصر المندوب السامي ليكون مبنى ضخما ذا شكل غير متماثل، فالجزء الشمالي منه مخصص ليكون جناحا تشغيليا للمجمع، وفيه مطبخ وساحة خدمة وغرف للموظفين الذين يسهرون على صيانة المبنى، أما الجزء الجنوبي فخصص لخدمة المهام الرسمية للمبنى، ويضم قاعة احتفالات تعتبر أجمل غرفة فيه وأكثرها إثارة للإعجاب.
سقف القاعة مسطح على عكس الأسقف المقببة لغرفة الطعام والصالة، وتم تركيب مدفأة عملاقة في قاعة الاحتفالات، ومبطنة ببلاط السيراميك مع اللوحات الأرمينية التقليدية.
كما تم تصميم معرض في الغرفة التي تربط قاعة الاحتفالات بغرفة الطعام، وكان مخصصا لفرق الأوركسترا التي تستضيف الضيوف المدعوين إلى المناسبات الرسمية.
ويوجد فوق قاعة الاحتفالات برج مثمن الشكل كان من المفترض أن يكون مسكنا للمفوض السامي وعائلته، وفقا للخطة.
وتتضمن الواجهة الجنوبية لمبنى قصر الحاكم عناصر معمارية جمالية من قباب وفتحات مقوسة ومداخن منحوتة وأنيقة، ويطل البرج المثمن على منظر عام لمدينة القدس.
بنى الإمبراطور الألماني وليام الثاني قصرا ليكون نُزلا لحجاج بلاده إلى القدس عام 1910، وأطلق اسم زوجته أوغستا فيكتوريا على القصر، ومع ذلك لم يُستخدم لهذا الغرض سوى 4 سنوات بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى (1914-1918).
ولاحقا تحول القصر إلى مقر للقيادة العسكرية الألمانية التركية، قبل أن يصبح في عام 1917 مقرا للجيش البريطاني مع بدء الحكم العسكري البريطاني في فلسطين.
بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى تنازلت ألمانيا عن القصر إلى الاتحاد اللوثري العالمي، لكنه ظل مقرا للعسكريين البريطانيين حتى عام 1948.
بقي الجيش البريطاني والمندوب السامي البريطاني يتخذان من القصر مقرا لهما حتى عام 1927 عندما وقع زلزال مدمر في المدينة، مما أدى إلى انتقال مقر المندوب السامي البريطاني إلى جبل المكبر.
بدأ العمل على إنشاء مقر بديل في عام 1930، وتم الانتهاء من بناء قصر المندوب السامي البريطاني في جبل المكبر بعد نحو 3 سنوات من ذلك.
وخلال فترة الانتداب البريطاني كان مقر الحكومة مركزا للأنشطة الاجتماعية والإدارية، حيث استضاف العديد من المناسبات الرسمية.
وبعد انتهاء الانتداب كان القصر موقعا لبعض المعارك الضارية في حرب عام 1948، وحقق موشيه ديان -الذي كان آنذاك قائد منطقة القدس- أحد إخفاقاته العسكرية البارزة هناك.
لم تنجح محاولة الاستيلاء على التلة التي يقع عليها القصر، ونتيجة لذلك تكبد لواء عتصيون خسائر فادحة بلغت 14 قتيلا و24 جريحا وأسر 10 جنود.
بعدها وضع المندوب السامي البريطاني في فلسطين ألان كننغهام المبنى تحت تصرف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأصبح فيما بعد مقرا لهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (يونتسو).
وفي عام 1949 تسلمت هيئة الأمم المتحدة القصر لمراقبة الهدنة بين العصابات الصهيونية والقوات الأردنية، وفي 7 يونيو/حزيران 1967 سيطر جنود الاحتلال على مقر الأمم المتحدة في قصر المندوب السامي.
مشاريع استيطانية تستهدف القصرمن أبرز المشاريع والمحاولات الاستيطانية التي تعرض لها مبنى قصر المندوب السامي:
محاولة إخلائه من بعثة الأمم المتحدة وتحويله إلى مقر للرئيس الإسرائيلي، كما حاول الاحتلال أيضا إخلاء مقر الأمم المتحدة الواقع في منطقة الشيخ جراح. مصادرة أراض حول القصر بحجة إقامة مقاهٍ وشلالات وتحسين منظر السفح. "مخطط التلة" لإنشاء منطقة سياحية تحتوي على أكثر من ألف غرفة فندقية. مشاريع أخرى لجمعية إلعاد الاستيطانية بطول 784 مترا، من محيط متنزه قصر المندوب السامي وحتى ما تسمى غابة السلام بالقرب من حي الطور.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأمم المتحدة البریطانی فی جبل المکبر فی القدس
إقرأ أيضاً:
وزير الطيران يختتم زيارته الرسمية بلندن بلقاء مع المفوض لشئون أمن النقل البريطاني
عقد الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني والوفد المرافق له لقاءً رسميًا مع Mike Kane، الوزير المفوض لشئون الطيران بإدارة أمن النقل البريطاني، وذلك بمقر وزارة الطيران بلندن وبحضور السفير شريف كامل السفير المصري لدى بريطانيا وعدد من أعضاء السفارة البريطانية بالقاهرة.
يأتي ذلك في ختام زيارته الرسمية للمملكة المتحدة، والتي جاءت بدعوة مشتركة من السفارة البريطانية في القاهرة، وغرفة التجارة المصرية البريطانية (EBCC)، والجمعية المصرية البريطانية للأعمال (BEBA).
شهد اللقاء مناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال النقل الجوي بين مصر وبريطانيا، والتنسيق المشترك في قضايا أمن وسلامة الطيران، وتطوير البنية التحتية للمطارات، والإستدامة والمبادرات البيئية، كما تناول الإجتماع التحضيرات الخاصة بانعقاد الجمعية العمومية لمجلس منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) والتنسيق بين البلدين بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي مستهل اللقاء، أعرب الدكتور سامح الحفني عن تقديره لحفاوة الاستقبال، مشيدًا بالعلاقات التاريخية والمتميزة التى تربط بين مصر والمملكة المتحدة في مجال الطيران المدني؛ مؤكدًا على أهمية تعزيز الشراكة بين الجانبين بما يسهم في تحقيق أعلى معايير الأمن والسلامة، ودعم خطط التطوير المستدامة لقطاع الطيران المدني.
كما أعرب الدكتور سامح الحفني على حرص وزارة الطيران المدني لتعزيز التعاون مع شركائها الدوليين بهدف تبادل الخبرات والاعتماد على أحدث التقنيات التي تسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمسافرين، وتعزيز كفاءة التشغيل الجوي.
وأشار الحفني إلى أن قطاع الطيران المدني المصري يعمل على تدعيم مكانة مصر كمركز إقليمي للطيران،، من خلال مشروعات التوسع والتطوير التي تواكب النمو المتسارع في حركة الطيران العالمية، فضلًا عن تقديم نموذج رائد يعكس تطلعات القطاع نحو مستقبل أكثر ازدهارًا لهذه الصناعة الهامة .
ومن جانبه أعرب Mike Kane الوزير المفوض لشئون الطيران بإدارة أمن النقل البريطاني عن سعادته بهذا اللقاء الذى يؤكد على عمق العلاقات القوية التي تجمع بين البلدين فى كافة المجالات وعلى الأخص في مجال الطيران المدني، والتي تقوم على التعاون المستمر والتنسيق المشترك لتعزيز أمن وسلامة الطيران وتطوير البنية التحتية للمطارات.
وأشار إلى أن هذا اللقاء يُعد فرصة مثمرة لمناقشة سبل تعزيز الشراكة في مجالات النقل الجوي، والاستدامة البيئية، والتحضيرات الجارية لاجتماع الجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو).
وفي ختام الزيارة أشاد وزير الطيران المدني والوفد المرافق له بأهمية الزيارة وتنوعها بعقد عدة لقاءات ومباحثات مثمرة وبناءة مع الشركات البريطانية أسهمت في تعميق سبل التعاون المشترك لتعزيز أنشطة الطيران المدني، كما قدم الوزير دعوة للجانب البريطاني لزيارة مصر في القريب العاجل وإجراء جولة مماثلة لأنشطة التطوير بقطاع الطيران المدني.