من #اليمن تلقت أصدق برهان
مدريد : #مصطفى_منيغ
كان يكفي مُسيَّرة واحدة أن تنفجر في أهم شوارع تل أبيب حتى تعيد إسرائيل كل حساباتها من جديد ، بالرغم ممَّا استعدت له من إحضار معدات جد متقدمة لتأمين عاصمتها من مخاطر أي هجمة جوية وما أشهرته عن مثل التَّحصينات من وعد ووعِيد ، تقابل ما جرَى برعب يضاف لما انبرَى من جنوب لبنان يكرِّس بالتأكيد ، العد التنازلي لوقوع ضربة تَحدِيد ، مصير كيان لا مكان له ومَنْ يقطنه في جغرافية عهدِ عربٍ بارزِ بقوَّة النار وشدة أشد مِن حديد ، مادام الجيل الذي عايش ما صنعته إسرائيل بأعزائه في غرة استبدل دوره كصامد ، لجيش سري طول صفوفه ممتد من جنوب لبنان إلى المغرب قوامه شعوب منها المموِّل والمدرِّب والمقاتل والقائد ، لذا لم تعد إسرائيل في مأمن وقد دخلت المعدات الحربية المعقدة التصنيع ومنها المسيرات مجالا لا يمكن حصر تفوقها المتوفرة الآن لدى القوات المسلحة اليمنية والدليل ما يعيشه قادة جيش الدفاع الإسرائيلي من ارتباك غير مسبوق يضع مجمل تحصيناته قابلة للاختراق دون عناء كما حدث بالفعل في قلب العاصمة الصهيونية حيث انفجار مسيرة قادمة من اليمن بعد تحليقها لأكثر من 10 ساعات دون توقف وبدون رصدها من طرف أية وسيلة رصد أكانت أرضية أو فضائية ممَّا ملأت وجوه نتنياهو ومَن معه بالتعب النفسي التجاعيد.
لطوَّرت الوسائل مع وصول الوضع درجة لا يمكن التراجع بعدها إلا بحدوث أمرين عدول إسرائيل عما في نيتها إشعال الحرب الإيرانية الأمريكية لتغطية هزيمتها النكراء في غزة هدفاً للتصعيد ، أو القبول بحل الدولتين فوراً وبدون خلق علل المماطلة وبلا شد الحبل بمزيد تعصيد ، دون ذلك المعركة مستمرة والتآكل الداخلي على جميع المستويات متصاعد داخل إسرائيل ممَّا يعرضها لما لا يمكن تخيله من اضطراب أفضل توقعاته تشرد اليهود ملطخة أعناقهم بالصديد ، وهذه المرة لن يجد معظمهم إلا المعاملة بالمثل ألطفها سد الأبواب في وجوههم ليشملهم مع أضيق ضيق التجميد . أمريكا بدأت تشعر بمخاطر إبقاء تأييدها المطلق لمثل الكيان المتغطرس المتسبب في امتصاص أرزاق الشعب الأمريكي من أجل غاية خاسرة أكان ظهور نتائجها السلبية يومه أو غدا كأبعد تبعبد .
مقالات ذات صلة فِي عَالَمِنَا أَصْبَحَ الْمَالُ سَيِّدَ الْمَوْقِفِ !! 2024/07/21إيران تتعامل في حربها الباردة مع أمريكا بالذكاء الممزوج بالدهاء المرتفع الرصيد ، إذ هيأت بالطرق غير المباشرة أغلبية شعوب العالم العربي على امتداد خريطة وجودها ، لتُكِنَّ العداء الظاهر أو المتستر للإدارة الأمريكية ومن يدير شؤونها عبر العالم ، في انفصال تام عن القادة الذين مهما تدخلوا للتخفيف من ذاك العداء لن يجلبوا على أنفسهم إلا البلاء بما ركبت تبعيتهم في أنوفهم حلقات الإقليد ، ما دامت الشعوب العربية اتخذت أسلوب التضامن الموحد فيما بينها ترقبا لساعة الصفر الآتية لا ريب وفي التوقيت الرشيد ، انطلاقا في الغالب من مصر مادام هناك من يطمح مع ملايين المصريين استعادة الدور التي ما خُلقت تلك الأرض إلا لحماية الشرف والكرامة العربيين مع التخلص بلا هوادة من شرور وشيم التهويد ، بدل الرضوخ لمستوى الذيل الذي أراد مَن أراد أن يصنفها به لخاطر عيون إسرائيل المنتمي إليها رغم لباسه الزي الفرعوني الذي به يصيد ، أو ربما تكون الانطلاقة من السعودية كانتفاضة ثانية تخرج من جديد أناسها كما أخرجها من قبل الإسلام من الظلمات إلى النور لتستفيد ، بعدما أصبحت الأمكنة المقدسة ومنها بيت الله الحرام مباحة بتدنيسها تحت غطاء حداثة خارجة عن دين الهدى بإيعاز من أبالسة بني صهيون المتربصين بعقول حكام نسوا أصلهم ليصبحوا حمائم تستحم في شواطئ فلوريدا الممجدين له غاية التمجيد ، فإذا بهم غربان نبذتهم نفس الفصيلة ما دام سوادهم مزور بشهادة غضب القدر عليهم في الفانية فبل الآخرة حيث وصلوا بالمعاصي لرغبة التبديد ، وكان يكفي ما صنع بهم اليمنيون الأجاويد ، لنفخر أن للعرب حماة جعلوا من بحر العرب وخليج عدن مقبرة لكل أحباء الصهاينة أينما وُجدوا وبلغ منهم الترصِيد ، واليوم يتضاعف هذا الافتخار عما حققته مسيَّرة واحدة من معجزة إرباك إسرائيل بجيش دفاعها الذي لا يقهر فجاء بعد الواقعة حديث قائده بصوت بدل المتعود عليه جهرا خريد .
… اليائس المتخبط البالغ الإزعاج بالأزعَج من المُزعج يتصرف وكأنه الأقوى وهو كالديك المذبوح الرافض الموت بهستيرية حركاته المعجلة بإنهاء حياته لا الامتداد فيما تبقى من أنفاسه ، وهذا ما حصل لإسرائيل بضربها “الحديدية” في اليمن بإشعال النار في خزان النفط لتضخيم الفاعل ويشكل اللهيب صورة حجم التدمير الملحق بتلك البقعة المحدودة لتتراءى إسرائيل وكأنها المالكة الوحيدة لوسائل الردع الشامل وأنها قادرة على مواجهة العالم لوحدها ، طبعا مثل العملية من ورائها مَن مهَّد وسهَّل وساير إلي النهاية زيادة عن المباركة الأمريكية ، هناك من حلفاء إسرائيل من يعتقدون أنهم في منأى عن فضائح خياناتهم ، لكن اليمن بما تعرض اليه اليوم وهو هين غير مؤثر ، لن يزداد إلا إصراراً ولن يتوقف عن نصرة أشقائه العرب في غزة ، والأيام المقبلة ستكون حبلى بالمفاجآت التاركة إسرائيل وحلفائها مسخرة قبل أن تكون مهزلة تردها إلى التشرد كما عاش أناسها معظم تواجدهم على الأرض الذين ما وطأت أقدامهم جهة من جهاتها إلا وعمها الغضب والخراب والفتن والحروب .
مصطفى منيغ
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا
سفير السلام العالمي
aladalamm@yahoo.fr
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: اليمن
إقرأ أيضاً:
مصر واحة الأمان.. لا يمكن تهديدها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بصوت هادئ ونادي وبألفاظ بسيطة في عالم يموج بالصراعات وإقليم ملتهب، يستطيع الرئيس السيسى دومًا، رسم لوحة توضيحية للدولة المصرية ناتجة عن تصور واضح، ورؤية ثاقبة، وفهم قوي لمفهوم الدولة بشكل عام ولتحديات الدولة المصرية باختلاف الحقب الزمنية بشكل خاص وبعلمه بـ"أصل الحكاية" وبوصفة خاصة عن: "كيف أن تصنع دولة قوية في عقد واحد من شبه دولة".
أماطت كلماته اللثام عن قدرة الدولة المصرية التي استطاعت أن تنجو من موجات الربيع العربي التي أصابت كل البلدان العربية إمّا بالجمود السياسي والانسداد السياسي أو بالانقسامات والاقتتال.
مقومات عدة استطاعت من خلالها مصر أن تكون واحة الأمان في المنطقة؛ وحدة الشعب المصري والتوكيد على توحيد صفوف الشعب وصد كل محاولات التفرقة لوأد أي محاولات تقسيم، منها الاعتزاز بمؤسسات الدولة الوطنية وتكريم أفرادها خاصة من المؤسسات الأمنية من قوات الجيش والشرطة من نابع الاعتزاز بها وبالشهداء وبأسرهم، ومن نابع أهمية تلك المؤسسات والتي تكون دائمًا المستهدف الأول لتفكيك أي دولة؛ فلإضعاف أي دولة لا بد من إضعاف قواتها الأمنية من الشرطة والجيش، ولذا يولى الرئيس اهتمامًا قويًا بأسر الشهداء وتكريم المصابين من شرطتنا وجيشنا لأنهم سر قوة هذا الوطن وقوارب النجاة التي استطاعت أن تعبر به من المحاولات الآثمة في 2011 م
أمّا عن الوسطية التي تتسم بها الدولة المصرية، فهي الدرع الواقي ضد التطرف، هي الدرع ضد إقامة مجتمع به أقليه وأكثرية، فإذا لم يكن لديك أقلية لن تحتاج إلي جهة خارجية تدافع عن تلك الأقليات وتتخذ منهم سببًا للتدخل في شؤون البلاد، كما يحدث في سوريا – على سبيل المثال – حيث يحاول الغرب التدخل في شؤونها باسم حماية الأقليات، واستطاعت الدولة المصرية أن تمحو تلك الكلمة بمزج الشعب المصري كله في بوتقة واحدة تحت اسم "مصريين" فحسب.
يروق لي دائمًا أن أسمع رواية الدولة المصرية في آخر قرن بكلمات ووصف السيد الرئيس الذي درس التاريخ ومفاهيم الدولة جيدًا، وهو يحكى عن التحديات التي واجهها الأجداد، منذ حرب 48 و56 و67 و73 فكانت تلك الحروب هي السبب في تأخر بناء الدولة وبناء بنية تحتية قوية وأيضًا في تلك الحقبة، أهُمل الريف المصري الذي كان مصدر للأمن الغذائي، فأصبحنا اليوم في حاجة إلى استيراد البذور من الذرة والقمح، واستكشاف تلك المشاكل من حيث أصلها وأسبابها هو الذي يضع الدولة المصرية على الدرب الصحيح، فلا تقع في نفس الأخطاء ولا تنخرط في حروب أو صراعات عسكرية، توجه الاهتمام نحو البنية التحتية وتنمية الريف المصري وتقليل فاتورة الاستيراد.
ستظل دائمًا وأبدًا الدولة المصرية واحة الأمان والملاذ الآمن لكل قاطني منطقة الشرق الأوسط.