CNBC: السعودية تتجه بخطوات ثابتة نحو طريق التنويع الاقتصادي
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
تسعى المملكة العربية السعودية بالعمل على مجالات عديدة وتفتح افاقاً استثمارية واتفاقات متعددة سعيًا منها لتقديم دولة أكثر قوة وأقوى اقتصاديًا وأشد تنوعًا وفق رؤية 2030، حيث تتخذ خطوات كبيرة وواثقة على طريق التنويع الاقتصادي، وفق ما أوردته شبكة "سي إن بي سي" (CNBC) العالمية.
الفوج الأول من بعثة مصر يغادر الى باريس لخوض الأولمبياد "صور" موعد مباراة الزمالك والداخلية في الدوري الممتاز والقنوات الناقلةوقالت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، ووزارة الخارجية الأمريكية في بيان لهما إن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة تعهدتا بالتعاون في مجال أبحاث واستكشاف الفضاء المدني في محاولة لتعزيز العمل المشترك بين البلدين الحليفين، وفق ما ذكرت شبكة سي إن بي سي الأمريكية.
اتفاقية أرتميس
وأشارت الاتفاقية أيضًا إلى أهمية اتفاقية أرتميس التي وقعتها أمريكا في عام 2020 والمملكة في عام 2022 والتي تلتزم بـ"استكشاف الفضاء بشكل شفاف وآمن ومسؤول"، وفقًا لما قالته وزارة الخارجية.
هيئة الفضاء السعودية
أنشأت حكومة المملكة العربية السعودية هيئة الفضاء السعودية في عام 2018 بهدف تطوير قدرات المملكة في مجال الفضاء وزيادة مشاركة القطاع الخاص.
وتصف الهيئة نفسها بأنها ”تعمل بنشاط على تطوير وتوسيع قطاع الفضاء” كجزء من رؤية المملكة 2030 الأوسع نطاقًا، والتي تسعى إلى تحديث الاقتصاد السعودي وتنويع مصادر إيراداته بعيدًا عن النفط.
تطوير الاقتصاد الأخضر
في جانب آخر، تعمل المملكة على دعم المناخ حيث قال وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم إن المملكة العربية السعودية تلعب دوراً محورياً في تحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بالمناخ بأكثر من 80 مبادرة واستثمارات تتجاوز 180 مليار دولار لتطوير الاقتصاد الأخضر في البلاد، بالإضافة إلى ترسيخ مكانتها كدولة رائدة في مجال الطاقة المتجددة، وفق ما ذكر موقع إم إس إن الأمريكي.
التقدم المستدام ورؤية 2030
أكد الإبراهيم، في كلمة ألقاها خلال منتدى للتنمية المستدامة 2024 في نيويورك :"أن السعودية تعمل على تعزيز الاستدامة محلياً وتتبع نهجاً يشمل كافة جوانب الاقتصاد ويركز على الإنسان لتحقيق إمكاناته الكامنة بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030".
أضاف "إننا في المملكة العربية السعودية ندرك أن التقدم المستدام يعتمد على خلق واستغلال الفرص لتحسين المستوى العام للمعيشة وتعزيز نوعية الحياة".
صندوق الاستثمارات العامة
وفي إطار جهود التطوير الضخم والتنويع، أطلق صندوق الاستثمارات العامة مبادرة رائدة لتعزيز قطاع الطاقة المتجددة في المملكة من خلال اتفاقيات التصنيع المحلية، وفق ما ذكر موقع إم إس إن الأمريكي، وذلك بهدف تعزيز قدرات الإنتاج المحلية والحد من الاعتماد على الواردات.
جهود توطين الصناعات في السعودية
ومن المتوقع أن تؤدي جهود التوطين إلى خلق فرص عمل كبيرة وتحفيز النمو الاقتصادي في جميع أنحاء المملكة.
ومن خلال الاستفادة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي ومواردها المتجددة الوفيرة، تهدف المملكة إلى الاستفادة من التحول العالمي نحو حلول الطاقة المستدامة.
ويؤكد النهج الاستباقي الذي يتبناه صندوق الاستثمارات العامة في تعزيز الشراكات مع مراكز النجاح بالعالم على التزامه بدفع عجلة التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف البيئية طويلة الأجل.
توقعات النمو السعودية
يأتي ذلك فيما، قال صندوق النقد الدولي من أنه من المتوقع أن تحقق المملكة نموًا وارتفاعًا بالناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنسبة 1.7% في عام 2024 بينما قدر الصندوق أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 3.2% في عام 2024.
وتوقع الصندوق أن تحقق السعودية نموًا أكبر للعام المقبل 2025 يصل إلى 4.7%.
اقتصاد أكثر تنوعًا
وقالت شبكة ياهو فاينانس الأمريكية، إن اقتصاد السعودية في طور جهوده لسياسة التنويع الشامل أصبحت أقل اعتمادا على إنتاج النفط في إيراداته حيث كشفت وزارة الاقتصاد والتخطيط في المملكة عن أن الإيرادات غير النفطية ستصل إلى 50% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة في عام 2023.
نجاح طرح أسهم أرامكو
جمعت المملكة أكثر من 12 مليار دولار ( 45 مليار ريال سعودي) قبل أسابيع قليلة من بيع أسهم إضافية في شركة "أرامكو" بعد زيادة الطرح لشركة الطاقة العملاقة.
وتمكنت الشركة، التي تعد واحدة من أكثر الشركات قيمة في العالم، من جمع مليار دولار أكثر من المتوقع من بيع الحصة.
ومن المرجح أن تذهب هذه الإيرادات إلى دعم عملية التنويع الاقتصادي بعيدًا عن إنتاج النفط والغاز بموجب خطة رؤية المملكة 2030.
ورغم ذلك تظل المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم حيث ذكرت شبكة بلومبيرج الأمريكية أن المملكة تمتلك نحو 17% من احتياطيات العالم المؤكدة من النفط الخام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المملكة العربية السعودية وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ووزارة الخارجية الأمريكية الولايات المتحدة تطوير الاقتصاد الأخضر المملکة العربیة السعودیة فی عام وفق ما
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية: هل تخلت السعودية عن أحلام تنويع الاقتصاد؟
تواجه المملكة العربية السعودية تحديات متزايدة في تنفيذ مشاريع "رؤية 2030"، مع تأجيل بعض المبادرات الكبرى وإعادة تقييم أولوياتها الاقتصادية، وذلك في ظل تراجع أسعار النفط وارتفاع التكاليف.
نشر موقع "نيو ريبابلك" مقالًا للكاتب مايك بيرل، أشار فيه إلى أن السعودية قد أعادت تسمية برنامج "رؤية 2030" بشكل غير رسمي إلى "رؤية 2034"، تيمّنًا بالعام الذي ستستضيف فيه السعودية كأس العالم.
أوضح بيرل أن انخفاض أسعار النفط وتكيّف المجتمع الدولي مع القيادة الأمريكية التي لا تُبالي بالمناخ أو البيئة، جعلا الرؤية التي أطلقت عام 2017 تبدو كأنها حلم بعيد المنال.
وأشار الزميل في معهد بيكر لشؤون الشرق الأوسط، كريستيان كوتس أولريشسن، إلى أن أهداف رؤية 2030 يجري تقليصها، مؤكدًا أنه "لن ترى مؤتمرا صحفيا مفاجئا في الإعلان يقولون فيه: حسنا، لقد ارتكبنا خطأ. ولكن سيتضح جليا أن هذه الأهداف يجري تقليصها".
ومن جانبه، صرّح ف. غريغوري غوس، الزميل الزائر في معهد الشرق الأوسط، بأن رؤية السعودية 2030 صُممت لبدء بعض التغييرات في الاقتصاد، وقد حققت نجاحًا بهذا المعنى، لكنه أضاف: "هل سيحققون الرؤية؟ لا، لن يفعلوا".
ولاحظت إيلين والد، مؤلفة كتاب "السعودية المحدودة"، نتائج إيجابية من رؤية 2030، لا سيما في طريقة عمل الوزارات، مشيرة إلى أن ذلك أثار حماس الشعب السعودي للمستقبل، وخاصة الشباب منهم.
في عام 2016، قال محمد بن سلمان إنه يعتقد أنه في عام 2020 يمكن للسعودية العيش بدون نفط. لكن في عام 2025، تستعد السعودية وأعضاء أوبك+ لإنهاء تخفيضات إنتاج النفط الطوعية التي كانت سارية منذ أكتوبر 2022، بإضافة 411 ألف برميل يوميًا بدءًا من مايو.
وأضاف الكاتب أن الزيادة أثّرت سلبًا على توقعات أسعار برميل النفط، مما وضع السعودية في موقف حرج في وقت تحتاج فيه إلى المال. يقول صندوق النقد الدولي إنه مع استمرار السعودية في إهدار أموال رؤية 2030، ينبغي أن تتوقع مضاعفة عجز ميزانيتها إذا استمرت اتجاهات أسعار النفط. وتحتاج السعودية إلى تداول النفط عند 90 دولارًا للبرميل لتحقيق التعادل، لكنها بدلاً من ذلك تُتداول عند 60 دولارًا.
مع ذلك، تعتقد والد أن التركيز على سعر التعادل للنفط يرسم صورة خادعة، مشيرة إلى أن أرامكو تستطيع إنتاج النفط بأقل من 6 دولارات للبرميل، مقارنة بعمليات التكسير الهيدروليكي في الولايات المتحدة الأكثر تكلفة.
وتابع أن مشروع "نيوم"، واحة التقنية العالية والخيالية، أقال رئيسه التنفيذي العام الماضي بسبب الانتكاسات والتأخيرات، وتم تعيين بديل دائم في وقت سابق من هذا الأسبوع. وعلى الرغم من وجود سكان في نيوم، إلا أنهم يقضون معظم وقتهم في التنقل بالحافلات وعربات الجولف حول مجموعة من المباني السكنية غير المظللة في واحدة من أكثر صحاري العالم حرارة، وهو ما يبتعد عن المدينة العملاقة الداخلية المتلألئة والخالية من الانبعاثات الكربونية والخالية من السيارات التي وُعد بها.
يبدو للبعض أن تحول السعودية بمثابة إعادة معايرة محسوبة ومتعمدة. قال كوتس أولريشسن: "من الواضح أن معظم مناورات أوبك+ الأخيرة، في رأيي، مبنية على أخذ البيت الأبيض بالحسبان".
في هذا السياق، يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاهدًا لخفض سعر النفط إلى 50 دولارًا قبل موسم قيادة السيارات الصيفي في الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه، يبدو أن السعودية تُهيئ نفسها للاستفادة من تعريفات ترامب المعتدلة نسبيًا.
وفقًا لتقرير نُشر هذا الأسبوع من Digitimes Asia، فإن شركات Lenovo وHP وDell تتقدم فجأة بخطط لتصنيع أجهزة الكمبيوتر في السعودية، ربما جزئيًا على الأقل لأن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي فرضتها السعودية تبلغ 10%، مقارنة بـ 245% في الصين.
وأضاف كاتب المقال أن الدفع بالتصنيع يتماشى مع بعض العناصر الأقل جاذبية في رؤية السعودية 2030. في القائمة المنشورة للأهداف الاستراتيجية للبرنامج، يأتي "توطين الصناعات التحويلية الواعدة" في المرتبة الثانية. ولكن على الرغم من دخول مصنعي أجهزة الكمبيوتر إلى السعودية بمشاريع صغيرة نسبيًا، فلا يُتوقع أن تُرى عبارة "تم تجميعه في جدة" مطبوعة على هاتف آيفون في أي وقت قريب. فقد فكرت شركة التصنيع العملاقة Foxconn في إنشاء مصنع بقيمة 9 مليارات دولار في السعودية قبل ثلاث سنوات، ولكن يبدو أنها لم تشرع في التنفيذ.
بدلاً من ذلك، قد تدور ثورة التصنيع المحتملة الحقيقية في المملكة حول سلع عادية بالمقارنة: مشتقات البتروكيماويات والبلاستيك. تُعدّ الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، المُصنّعة للبتروكيماويات والبلاستيك، من أنجح الأمثلة على مبادرات التنويع الاقتصادي السعودية. وأشار كوتس أولريشسن إلى أن مضاعفة الجهود في هذا المجال سيكون أكثر جدوى اقتصادية في أوقات الضيق من "التجارب الجديدة الضخمة وبناء مدن مستقبلية".
وأشار إلى أن الحفاظ على عائدات إنتاج البلاستيك يُمثّل أولوية. في أواخر العام الماضي، عقدت 170 دولة عضوًا في الأمم المتحدة مؤتمرًا في بوسان، كوريا الجنوبية، في محاولة لصياغة معاهدة مُلزمة للحد من النفايات البلاستيكية.
ووفقًا لتقارير صحيفة نيويورك تايمز، تباطأ الوفد السعودي وعرقل الإجراءات باعتراضات غير ضرورية. لم يتم التوصل إلى أي اتفاق، وهو خبر سار بالتأكيد لدولة تأمل في زيادة إنتاجها من البلاستيك.
قال كوتس أولريشسن: "يتخذ السعوديون قراراتهم بناءً على مصالحهم الذاتية، لكن أي دولة تفعل ذلك". في الوقت نفسه، بدأوا بهدوء "يُدركون أن خطر المبالغة في الوعود هو عدم الوفاء بها".
مع نجوم مثل كريستيانو رونالدو الذين يُحققون انتصارات دعائية للسعودية بإخبار العالم بمدى حبهم للعيش فيها، وارتفاع إيرادات الصيف الذي يُهيئ البلاد لنصر اقتصادي قصير الأجل، فمن يحتاج إلى قصص عن يوتوبيا جميلة؟ هناك الكثير من الأشياء البراقة هنا في العالم الحقيقي التي يُمكنها أن تُشتت انتباه المستثمرين عن مدى ضآلة وحزن الآمال المستقبلية.