أطلقت وزارة الصناعة والثروة المعدنية أول أحزمة متمعدنة من نوعها تمتد على مساحة 4,788 كيلومترًا مربعًا؛ للمنافسة أمام شركات الاستكشاف والتعدين المحلية والدولية، وذلك في إطار خطة الوزارة لطرح منافسات رخص الكشف على المواقع التعدينية داخل الأحزمة المتمعدنة، التي تهدف إلى تسريع وتيرة استكشاف واستغلال الثروات المعدنية في المملكة، التي تقدر بقيمة 9.

3 تريليون ريال، وذلك وفقًا لرؤية المملكة 2030، التي تستهدف جعل قطاع التعدين الركيزة الثالثة للصناعة الوطنية.
وأوضحت الوزارة أن الأحزمة المتمعدنة المطروحة للمنافسة تشمل ثلاث رخص للكشف في حزام جبل صائد، الذي يقع على مساحة 2,892 كيلومترًا مربعًا، ويضم مجموعة من معادن الأساس والمعادن الثمينة، بما في ذلك النحاس والزنك والرصاص والذهب والفضة، إضافة إلى رخصتَي كشف في موقع الحجار الواقع في حزام وادي شواص على مساحة 1,896 كيلومترًا مربعًا، ويزخر بمجموعة متنوعة من المعادن الثمينة ومعادن الأساس، بما في ذلك النحاس والزنك والذهب والفضة.
وأشار المتحدث الرسمي لوزارة الصناعة والثروة المعدنية جراح بن محمد الجراح إلى أن طرح هذه المواقع بمساحات كبيرة يعد الأول من نوعه في المملكة؛ إذ تستهدف جذب كبرى شركات التعدين الدولية والمحلية لاستكشاف هذه المعادن الاستراتيجية التي تسهم في تحول الطاقة، وتمكين القطاعات الصناعية الأخرى، مبينًا أن عملية المنافسة على الرخص المطروحة ستتم وفقًا لمعايير شفافة وعبر عدة مراحل، تبدأ بالتأهيل المسبق، وستكون في الفترة من يوليو إلى أكتوبر 2024، ثم مرحلة إطلاق مذكرة المعلومات والدعوة لتقديم العروض وبرامج العمل الفنية، وخطط الأثر الاجتماعي والبيئي، وذلك في ديسمبر 2024، وأخيرًا مرحلة إعلان الفائزين برخص الكشف في يناير 2025.
وقال الجراح: إن الوزارة حرصت على توفير جميع البيانات الجيولوجية الفنية المتعلقة بالأحزمة المستهدفة على منصة “تعدين” الإلكترونية؛ لضمان تكافؤ الفرص بين جميع المتنافسين، منوهًا بأنه من المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في زيادة الإنفاق على الاستكشاف في المملكة، وتغذية قاعدة البيانات الجيولوجية الوطنية بالمعلومات الفنية، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، كما يعكس التزام المملكة بتطوير قطاع التعدين وفقًا لأعلى المعايير العالمية، بما في ذلك الاستدامة البيئية والمسؤولية الاجتماعية.
وأشار إلى أن منطقة حزام جبل صائد تضم منجم مهد الذهب، والذي يعد أقدم منجم بالمملكة، ويحتوي على خامات من الذهب والفضة والنحاس، إلى جانب منجم “جبل صائد”، الذي يعد أكبر منجم منتج لخام النحاس في المملكة، كما أن موقع الحجار الذي يضم منجم “الحجار” للذهب والنحاس يعد حاليًا منجمًا غير نشط، ويبلغ إنتاجه نحو40,000 أوقية من الذهب سنويًا.
وكانت وزارة الصناعة والثروة المعدنية قد أطلقت حوافز جديدة بالتعاون مع وزارة الاستثمار، تتضمن دعم الشركات الحاصلة على رخص كشف سارية لأقل من 5 سنوات، بقيمة تصل إلى 7.5 مليون ريال كحد أقصى؛ وذلك بهدف دعم الاستكشاف التعديني في السعودية، وتقليل المخاطر على شركات الاستكشاف خلال مراحلها الأولى، إضافة إلى تشجيع الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، إضافة إلى جانب الحوافز المنصوص عليها في نظام الاستثمار التعديني، التي تسمح بتأسيس شركات أجنبية بنسبة 100 %، والحصول على تمويل يصل إلى 75 % من تكاليف رأس المال من خلال صندوق التنمية الصناعية.
يذكر أن المملكة حققت أسرع نمو في الاستثمارات بقطاع التعدين حول العالم، وذلك حسب تقرير صادر عن “MineHutte” بالتعاون مع مايننغ جورنال. وأشار التقرير إلى أن المملكة حققت أسرع نمو عالمي في تطور البيئة التنظيمية والأساسية الجاذبة للاستثمارات التعدينية خلال السنوات الخمس الماضية “2018-2023”.
كما شهدت المملكة تحسنًا في مؤشر التراخيص التعدينية؛ إذ جاءت كثاني أفضل دولة في بيئة منح التراخيص في العالم وتطورًا في مؤشر السياسات المالية؛ مما جعلها إحدى أفضل 10 دول في المؤشر على مستوى العالم، وأحرزت تقدمًا في مؤشر البنية التشريعية واللوائح التنظيمية؛ لتصبح ضمن أفضل دول التعدين في العالم من حيث الأطر التشريعية والتنظيمية.
ويمكن للمستثمرين المهتمين زيارة منصة تعدين للتعرف على إجراءات المنافسة، والحصول على جميع التقارير الفنية والجيولوجية لهذه المواقع: https://taadeen.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية فی المملکة

إقرأ أيضاً:

المساحة الجيولوجية: إتاحة 150 كهفًا في المملكة لـ “البحث العلمي”

الرياض – البلاد

أكدت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، أن الكهوف والمعالم الجيولوجية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية تعد كنوزًا طبيعية نادرة؛ وتشكّل ركيزة أساسية لدعم البحث العلمي، وتعزيز السياحة البيئية المستدامة؛ والتي يتم التركيز على استغلالها في الوقت الحالي، وتقدر بأكثر من 150 كهفًا، لما تحمله من قيمة علمية استثنائية، حيث تُعد البعض منها سجلات طبيعية موثقة لتاريخ الأرض وتحولاتها الجيولوجية والمناخية عبر العصور.

وفي إطار الإستراتيجية الوطنية، تبذل الهيئة ممثلة في إدارة السياحة الجيولوجية، جهودًا حثيثة لاكتشاف ودراسة هذه المواقع.

وتكشف هذه الدراسات، شواهد علمية دقيقة تعكس التحولات البيئية التي مرت بها المنطقة على مدى آلاف السنين، إلى جانب بقايا نباتية وحيوانية نادرة، بعضها اندثر نتيجة التغيرات الطبيعية.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الهيئة طارق بن علي أبا الخيل؛ في تصريح لوكالة الأنباء السعودية “واس” أن الهيئة تتيح المجال للباحثين والمختصين في مجالات علوم الأرض، والآثار، وعلوم الأحياء القديمة؛ للاستفادة من هذه الكهوف والمواقع وإجراء دراسات معمّقة؛ ضمن توجه علمي منظم؛ لافتًا إلى التزام الهيئة بدورها المرجعي في تقديم بيانات جيولوجية دقيقة، وبناء شراكات فعالة مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية؛ بهدف ترسيخ قاعدة معرفية متينة ورفع الوعي المجتمعي بأهمية هذه الثروات الطبيعية.

وبين أن الهيئة مستمرة في دعم مشاريع الاستكشاف وتوفير المعلومات العلمية الدقيقة للجهات ذات العلاقة، إيمانًا منها بدور هذه الموارد في تعزيز المكانة العلمية والسياحية للمملكة على المستويين الإقليمي والدولي.

وأشار إلى أن الهيئة اكتشفت بالفعل مئات الكهوف المنتشرة في أرجاء المملكة، ويتم حاليًا التركيز على استثمار تلك التي تمتلك مقومات واعدة من الناحية العلمية أو الاقتصادية، بما يضمن تحقيق أقصى فائدة ممكنة منها.

من جانبه وصف خبير الكهوف الجيولوجية المهندس محمود بن أحمد الشنطي؛ التنوع الجيولوجي للكهوف في المملكة بأنه استثنائي وفريد؛ حيث تشمل كهوفًا كلسية تشكّلت في بيئات بحرية قديمة، وأخرى بازلتية في نطاق الحرات البركانية، إلى جانب كهوف الحجر الرملي المنتشرة في مناطق متعددة من البلاد.

يذكر أن فريق متخصص من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية تمكن من اكتشاف عدد كبير من الكهوف، ولا تزال أعمال الاستكشاف مستمرة بوتيرة متسارعة؛ فيما تشير المؤشرات الأولية إلى وجود كهوف تتجاوز طولها أربعة كيلومترات تحت سطح الأرض، ومن المنتظر الإعلان عن تفاصيلها لاحقًا ضمن سلسلة من الاكتشافات العلمية التي تعمل الهيئة على توثيقها ومشاركتها مع الجمهور.

مقالات مشابهة

  • “يافا”.. التسمية التي أظهرت غيظ نتنياهو
  • بدء اجتماع لجنة الصناعة بمجلس النواب لمناقشة تعديل قانون الثروة المعدنية
  • وزارة الصناعة والثروة المعدنية تشارك في مؤتمر سلاسل الإمداد والمشتريات 2025
  • مراسلة سانا: وزير السياحة السيد مازن الصالحاني يفتتح فندق “رويال ‏سميراميس” بسويّة 5 نجوم في دمشق بعد إعادة تأهيله وفق أحدث معايير الضيافة العالمية، ‏وذلك بحضور وزيري النقل الدكتور يعرب بدر والاتصالات والتقانة السيد عبد السلام ‏هيكل ومحافظ دمش
  • “الآلة التي عطشت” .. “من رواية: قنابل الثقوب السوداء”
  • بالاجتماع الأول للجنة الفنية للمجلس البيطري.. “وقاء” يناقش سبل تحسين صناعة الألبان بالمملكة
  • ضمن الجولة الثانية لتمكين الشركات.. تمديد طلبات الاستكشاف التعديني في المملكة
  • “أنصار الله” تعلن “فرض عقوبات” على شركات نفط أمريكية
  • المساحة الجيولوجية: إتاحة 150 كهفًا في المملكة لـ “البحث العلمي”
  • حتى الأول من مايو 2025.. تمديد فترة تقديم الطلبات على الجولة الثانية من برنامج تمكين الاستكشاف التعديني