ثغرات.. هكذا خُرِق حزب الله استخباراتياً!
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
سواء من "حزب الله" أو غيره، لا يُمكن لأيّ طرفٍ إنكار خطورة الخروقات الاستخباراتية الإسرائيلية التي تؤدي إلى عمليات اغتيالٍ في صفوف الحزب، خصوصاً أن من تعمد إسرائيل إلى تصفيتهم هم من الضباط الميدانيين والقادة الأساسيين.
المسألة هذه لم يوجِد لها "حزب الله" الحلّ المناسب، فبعدما قيل إن الأخير اكتشف ثغرات أمنية في شبكته الأرضية وبات يعتمد وسائل بدائية للإتصال بهدف لجم الخروقات الإسرائيلية، إلا أن ذلك لم يُجدِ نفعاً بدليل أن الإغتيالات تتواصل، وكان آخرها في بلدة مجدل سلم – الجميجمة، حيث استهدفت طائرة إسرائيلية منزلاً كان يمكث فيه القيادي في قوة "الرضوان" علي معتوق.
السؤال الأكثر طرحاً هنا هو التالي: ما هي الأمور التي فعلها "حزب الله" ومن شأنها أن تعزز الخروقات التي تطاله؟
يقولُ مصدر معني بالشأن العسكريّ لـ"لبنان24" إنّ الحرب السورية كانت عاملاً أساسياً بانكشاف وجوه قادة الحزب الأساسيين، وما يؤكد ذلك هو أن معظم القادة الذين تم استهدافهم كانوا مشاركين في القتال في سوريا، ولهم صورٌ هناك.
الأمرُ هذا تعترف به جهات مقربة من الحزب، وتقول إن الصراع في سوريا جعل الحزب مكشوفاً أمام أعين أجهزة الاستخبارات التي دخلت الميدان السوري خلال الحرب، وبالتالي تم تعزيز عمليات جمع ورصد المعلومات عن قادة الحزب بشكلٍ كبير.
وبحسب المصدر، فإنَّ إسرائيل استغلت الحرب السورية لصالحها والهدف كان جمع أكبر قدرٍ من المعطيات الاستخباراتية عن مختلف القادة الميدانيين التابعين لـ"حزب الله"، وهو ما تصفهُ تل أبيب بـ"بنك الأهداف" الذي يشمل الكثير من المعطيات.
صحيحٌ أن الحرب السورية ساهمت في جعل الحزب يؤازر الحكومة السورية عسكرياً، لكنها ساهمت أيضاً في انكشافه أمنياً، علماً أن الحزب قد لا يكون استعمل شبكة اتصالات أرضية هناك لإتمام اتصالات معينة، ما يُرجح فرضية انكشاف محادثات قادته هناك ودخول الإسرائيليين إليها وتحديد بصمات صوتهم وصورهم بطرقٍ سهلة لا يمكن نفي وجود جواسيس ضمنها، بحسب ما يقول المصدر.
عملياً، فإنّ وجود الحزب داخل سوريا بشكلٍ مفاجئ لإتمام مهام قتالية سيعني دخوله الميدان من بوابة المؤازرة التي قد لا تكون على جهوزية تقنية، ما يشير إلى أن إمكانية الرصد التقني ستكون متوافرة خصوصاً أن أجهزة الاستخبارات المناوئة لسوريا ولحزب الله كانت تنشطُ في سوريا بكثافة في خضم الحرب.
ما هو الأمر الأكثر خطورة؟
المسألة الأكثر خطورة تتمثل في أنّ تسريبات صور القادة الذين يتم اغتيالهم تأتي عبر وسائل التواصل الإجتماعي قبل أي يعلن الحزب عنها أو ينشرها بنفسه. إن تمّ التدقيق قليلاً بهذا الأمر، سيتضحُ تماماً أن هناك جهات لديها "بنك صور" ومعلومات عن القادة الميدانيين التابعين لـ"حزب الله"، وما يجري هو أن تسريب الصور وتناقلها بسرعةٍ وكثافة لا يُمكن اعتباره بريئاً وعابراً.
المسألة هذه قد تؤثر على قادة آخرين أيضاً، ففي حال تم تناقل صورٍ خاطئة، فمن شأن ذلك أن يكشف هوية أشخاص قد لا يكونون معنيين بالحدث أو الاغتيال، فيما هم من المسؤولين الذين لا يمكن انكشاف هويتهم لأن حياتهم ستُصبح معرضة للخطر.
لهذا السبب وغيره، فإنّ ما يتبين بشكلٍ واضح هو أنّ قاعدة بيانات "حزب الله" بحاجة إلى إعادة مراجعة من جهة، وإلى عملية ضبطٍ من جديد. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ تواجد قادة الحزب داخل أماكن سكنية وبلدات مأهولة سيكون مساهماً إلى حدّ كبير في تصعيد عمليات الخرق، فما الذي يمنع وجود جواسيس في بلدات وقرى ينشط ضمنها مسؤولو الحزب؟ هنا، يُيجب المصدر المعني بالشأن العسكري قائلاً: "على الأقل، فإن شبكة الجواسيس التابعة لإسرائيل ستعمل على عملية رصد استخباراتي ميداني، ومن هناك سيكون الأمرُ الخطير الذي يتحدد بنقل المعلومات إلى الجيش الإسرائيلي وبالتالي تحديد المواقع المستهدفة إستناداً للمراقبة العملياتية ومقاطعة المعلومات الاستخباراتية".
لهذه الأسباب وغيرها، يقول مصدر معني، فإنه من الضروري جداً أن يُعيد "حزب الله" حساباته التقنية والاستخباراتية، فالمسألةُ التي يتعرض لها ليست سهلة أبداً.. والسؤال الأهم والأبرز الذي لم تنكشف إجاباته بعد: ما الذي يمكن أن يفعله "حزب الله" لحماية قادته ومسؤوليه من الرصد والاستهداف المتزايد؟ وهل وجد الحل لذلك بشكل فعلي؟ الإجابات ستكشفها معطيات الميدان لاحقاً... المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
(في أمر جلل يهز العالم والإنسانية: 93,3% نعم و 6,7% لا. فنطبق على العالم حكم %6,7 !!!)
هل عرف العالم إفلاسا أكثر من هذا للمنظومة الدولية، أخلاقيا وفكريا وديمقراطيا وقانونيا، عندما يعارض طرف واحد إجماع 14 عضوا في مجلس "الأمن" قرارا إنسانيا بالدرجة الأولى لوقف الإبادة الجماعية لشعب أعزل، إلا من قوة إرادته على الصمود والثبات في أرضه ومنازلته للمحتل بأقصى مما جاد الله عليه من ذكاء ووسائل إصرار وتوفيق في التصويب والتنكيل بالعدو!؟
يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم هذه الفظائع من الإجرام تطال النساء والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي والداعم المستمر للإبادة في غزة، الإدارة الأمريكية.
إذن سموه ما شئتم إلا أن يكون مجلس "أمن" ! أين الأمن للضعفاء وللمحرومين وللمضطهدين! هذا مجلس تواطؤ ومجلس شرعنة قانون الغاب ومجلس تكريس منطق دوس القيم وكل المثل الانسانية من أجل شهوة متعطشين لسفك الدماء! ينبغي لأحرار العالم من دول ومنظمات وهيآت دولية ومجتمعية الثورة على هذا المنطق الاستعماري الذي تكوى به الانسانية منذ عقود من الزمن!
يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم هذه الفظائع من الإجرام تطال النساء والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي والداعم المستمر للإبادة في غزة، الإدارة الأمريكية.ويدل هذا التصويت على الإفلاس الفكري للمنظومة الحداثية الغربية التي صدعت العالم لعشرات السنين، بعد الحرب العالمية الثانية بمشروعها "المبشر" بإنقاذ البشرية من التخلف ومن الكراهية ومن القمع والاستبداد ومن الإرهاب، فإذا هي تكشف عن حقيقتها بالدوس على ذلك كله، وإستدعاء عمقها الصليبي الاستعماري بتوظيف القوة، كل أنواع القوة المادية والاستخباراتية والابتزازية وغيرها من أجل التنكيل الممنهج بكل مطالب بحقه في الحرية وفي الانعتاق من الظلم والاستغلال والاحتلال.
كما يدل هذا التصويت على الإفلاس الديمقراطي السياسي، إذ كيف تتحكم نسبة 6,7% تمثلها الإدارة الأميركية في مصير شعب بأكمله تحت الإبادة الجماعية المستمرة وترفض إيقاف الحرب ونتجاهل 93,3% من أصوات ممثلي باقي دول العالم التي صوتت لإيقاف الحرب!!
كما يعبر هذا التصويت عن الإفلاس القانوني للمنظومة الدولية حين تعطل المحاكم الدولية كالمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية ومهام المقررين الأمميين من أجل نزوات استعلائية تسلطية استعمارية موروثة من عهد بائد سيء الذكر، لخمسة من دول العالم، ويتم تجاهل رأي 188 دولة أخرى من بين 193 دولة عضوة الآن في الأمم المتحدة.
وإنك لتعجب أشد العجب وأنت تفتح الموقع الرئيس للأمم المتحدة على الأنترنيت وتجد التقديم التالي بالأحرف الكبيرة:
"الأمم المتحدة: السلام والكرامة والمساواة على كوكب ينعم بالصحة.
تعريف بنا: مكان واحد حيث يمكن لدول العالم أن تجتمع معا، وتناقش المشكلات الشائعة
و تجد حلولا مشتركة".
﴿أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ٦ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ٧ ٱلَّتِی لَمۡ یُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ٨ وَثَمُودَ ٱلَّذِینَ جَابُوا۟ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ ٩ وَفِرۡعَوۡنَ ذِی ٱلۡأَوۡتَادِ ١٠ ٱلَّذِینَ طَغَوۡا۟ فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ١١ فَأَكۡثَرُوا۟ فِیهَا ٱلۡفَسَادَ ١٢ فَصَبَّ عَلَیۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ ١٣ إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ ١٤﴾ [الفجر ]
*مسؤول مكتب العلاقات الخارجية بجماعة العدل والإحسان/ المغرب