علي الرغم من التعارض الأيديولوجي، إلا أن مزاعم غربية كشفت عن اتفاق محتمل بين جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن وحركة الشباب الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة، لتزويد المقاتلين الصوماليين بالأسلحة.

ويوفر الاتفاق المزعوم المحتمل أنظمة أسلحة متطورة لحركة الشباب الصومالية مقابل إيرادات يحتاجها الحوثيون، ضمن علاقة استراتيجية جديدة يمكن أن تفيد طرفي الاتفاق.



ونشرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية تقريرًا زعمت فيه عن تطلع الحوثيين في اليمن إلى التعاون مع حركة الشباب الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة، وذلك حسب ما كشفه تقرير صادر عن الاستخبارات الأمريكية في 11 حزيران/ يونيو.

وأشارت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إلى أن التقارير تفيد بأن الاتفاق المحتمل بين المجموعتين لم يوضح بالضبط نوع الأسلحة التي سيتم تبادلها، لدى حركة الشباب بالفعل إمكانية الوصول إلى الأسلحة الصغيرة وطائرات المراقبة المسيرة من خلال شبكة التهريب الغزيرة والسوق السوداء في الصومال. وبالتالي، من المرجح أن يعرِض الحوثيون طائرات هجومية مسيرة أو صواريخ أرض-جو لأن الأنظمة الأكثر تقدمًا مثل الصواريخ الباليستية المضادة للسفن وصواريخ كروز تتطلب تدريبًا كبيرًا ومساعدة لوجستية يصعب على حركة الشباب الحصول عليها، نظرًا للمخاطر المرتبطة بسفر مقاتلي الحوثيين وحركة الشباب.


وعلى الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين لم يكتشفوا أي دليل مباشر على حدوث تبادل للأسلحة في الوقت الحالي، إلا أن احتمال أن تضع هاتان الجماعتان خلافاتهما الطائفية جانبًا للتعاون فيما بينهما يمثل مصدر قلق.

وأوضحت المجلة أنه على الرغم من أن الفرع المحلي لتنظيم القاعدة في اليمن، المعروف باسم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، قد بنى سمعته على محاربة الحوثيين وتكفيرهم، إلا أن بعض المحللين والمسؤولين التابعين للمجلس الانتقالي الجنوبي زعموا السنة الماضية أن الحوثيين زوّدوا تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بطائرات مسيرة ذات اتجاه واحد.

وإذا كان هذا صحيحًا، فإن توسع التعاون بين الحوثيين والقاعدة ليشمل حركة الشباب لن يكون مفاجئًا ذلك أن التنظيمين التابعين للقاعدة تربطهما علاقات طويلة الأمد قادتهما إلى التعاون وحتى نقل قدرات المتفجرات في الماضي.

وتعتمد مثل هذه التقارير على مزاعم أكثر حداثة بأن الحوثيين بدأوا تزويد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بدعم عسكري محدود في محاولة لإضعاف المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات في جنوب اليمن.

وإذا ما تم التوصل إلى اتفاق، فقد يكون ذلك نذيرًا باستراتيجية جديدة للحوثيين لتوسيع العلاقات مع الجماعات المسلحة الأخرى في جميع أنحاء المنطقة، مما يغذي حملتهم لتعطيل عمليات الشحن البحري العالمية. وفقا لمزاعم المجلة.

ولا يبدو أن هذه الحملة، التي أثرت بالفعل على ما يقدر بـ 65 دولة وأجبرت ما لا يقل عن 29 شركة طاقة وشحن كبرى على تغيير مساراتها، ستتباطأ في أي وقت قريب. وفي الواقع، بعد يوم واحد فقط من ظهور تقارير عن المفاوضات بين حركة الشباب والحوثيين، أطلق الحوثيون هجومًا صاروخيًا وطائرة مسيرة على ناقلة فحم مملوكة لليونان مما أدى في النهاية إلى إغراق السفينة.

وأضافت المجلة أن الاتفاق سيمنح الحوثيين إمكانية الوصول إلى رأس المال الذي يمكن أن تستخدمه الجماعة للتجنيد وتمويل أنشطتها العسكرية، وهو أمر بالغ الأهمية أكثر من أي وقت مضى.

وتقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بتضييق الخناق على الأموال التي تصل إلى الحوثيين بسبب حملتهم البحرية. وتمتلك حركة الشباب الأصول المالية اللازمة لدفع تكاليف مثل هذا النظام.

ووفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية، فإن الجماعة المتشددة تحصل على أكثر من 100 مليون دولار سنويًا من خلال مصادر تمويل متعددة، مثل الضرائب، ورسوم الطرق، والتجارة، فضلاً عن الاستثمار في تجارة الفحم والسكر.


وذكرت المجلة أن الحركة أثبت أنها محصنة بشكل متزايد ضد العقوبات الدولية التي تستهدف كبار قادتها ومموليها بسبب العدد الهائل للكيانات التجارية التابعة لحركة الشباب، وقدرتها على التعامل نقدًا أو غسل الأموال من خلال شراء الذهب، ومحدودية الرقابة الحكومية على القطاع المالي الصومالي.

وأشارت المجلة إلى أن مثل هذا الاتفاق، في الواقع، سيكون له تأثير سلبي على الحوثيين الذين شهدوا طفرة كبيرة في الدعم على المستويين المحلي والدولي نتيجة لاعتبارهم داعمين للفلسطينيين في غزة من خلال هجماتهم البحرية.

أما على الصعيد المحلي، فإن التعاون مع جماعة جهادية سنية قد يكون إشكاليًا، لأن الحوثيين بنوا هويتهم على أساس مواجهة الأيديولوجيات السنية المتجاوزة. ومن شأن تحول كهذا أن يشعل سخطًا مستمرًا منذ فترة طويلة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بسبب سوء إدارة الجماعة وتأخر دفع رواتب المدنيين لفترة طويلة والقمع واسع النطاق. وفقا للمجلة.

علاوة على ذلك، فإن الشراكة مع منظمة تابعة لتنظيم القاعدة تقوض جهود الحوثيين لتصوير أنفسهم على أنهم الهيئة الشرعية الحاكمة في اليمن، مما قد يؤدي إلى قطع الدعم الذي لطالما سعى إليه الحوثيون من دول عربية أخرى ومن بعض المتعاطفين في المجتمع الدولي مع الفلسطينيين قبل اتفاق سلام محتمل مع السعودية.

وأفادت المجلة بأن الصفقة المحتملة تؤكد، في كلتا الحالتين، أنه على الرغم من أن العقوبات والضربات على أهداف الحوثيين تمكنت من إضعافهم، إلا أنهم سيواصلون إيجاد طرق مبتكرة للتهرب من العمليات الهجومية - كما رأينا بالفعل من خلال جهود الجماعة لتوسيع قواعدهم وأنفاقهم تحت الأرض لإخفاء الأسلحة والعناصر - والحصول على الأموال والأسلحة.

ومع إدراك أن الحوثيين قد يعتزمون تصدير الأسلحة، سيتعين الآن على التحالفات البحرية الدولية مثل "عملية حارس الازدهار" التي تقودها الولايات المتحدة و"عملية أسبيدس" التابعة للقوة البحرية الأوروبية أن تركز أيضًا على السفن التي تسافر من الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون.


وفي الختام، قالت المجلة إن الولايات المتحدة تحتاج إلى منع حركة الشباب من الوصول إلى الأموال التي يمكن استخدامها لدفع الأموال للحوثيين من خلال دعم الحكومة الفيدرالية الصومالية في توسيع الرقابة التنظيمية على النظام المصرفي في الصومال.

وينبغي أن تشمل هذه الحملة زيادة الرقابة على البنوك المملوكة جزئيًا لشركات مرتبطة بحركة الشباب، ومصادرة الحسابات المصرفية المرتبطة بالحركة، وإغلاق المرافق المصرفية الإلكترونية المستخدمة في التعامل مع مدفوعات الضرائب.

وينبغي أيضًا اتخاذ تدابير إضافية مثل تحديد ومداهمة البيوت الآمنة المستخدمة لإخفاء الأموال النقدية المحصلة من الضرائب ومنع العناصر من الوصول إلى أسواق الذهب والمعادن الثمينة الدولية.

ولم يصدر تعليق من جماعة الحوثي على ما ورد في هذا التقرير حتى الآن.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية أنصار الله الحوثي اليمن الشباب الصومالية تنظيم القاعدة اليمن تنظيم القاعدة الشباب الصومالية أنصار الله الحوثي سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرکة الشباب الصومالیة لتنظیم القاعدة أن الحوثیین الوصول إلى القاعدة فی الرغم من فی الیمن من خلال إلا أن

إقرأ أيضاً:

«الرئاسي اليمني» يدعو الحوثيين لإلقاء السلاح والجنوح إلى السلام

عدن (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «البنتاجون»: استهدفنا ألف موقع حوثي منذ منتصف مارس أميركا تفرض عقوبات جديدة على الحوثيين

دعا مجلس القيادة الرئاسي اليمني أمس، ميليشيات الحوثي إلى إلقاء السلاح وتغليب المصالح الوطنية على مصالح داعميها والجنوح لخيار السلام وفقاً للمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً وعلى وجه الخصوص قرار مجلس الأمن رقم 2216.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أن ذلك جاء خلال اجتماع عقده المجلس الرئاسي لمناقشة التطورات المحلية والإقليمية والتطورات الأمنية والإنسانية.
وأضافت الوكالة، أن المجلس حمل ميليشيات الحوثي المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع المعيشية وجلب العقوبات الدولية وعسكرة المياه الإقليمية والإضرار بمصالح الشعب اليمني وأمنه القومي.
ورحب المجلس بالتحول الكبير في مواقف المجتمع الدولي الداعمة لتطلعات الشعب اليمني في استعادة مؤسسات الدولة، مؤكداً أن السبيل الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وحماية الممرات المائية يبدأ بدعم الدولة العضو في الأمم المتحدة وقواتها المسلحة لبسط نفوذها الكامل على ترابها الوطني في إطار شراكة استراتيجية شاملة مع المجتمعين الإقليمي والدولي.
وفي السياق، التقى عضو مجلس القيادة الرئاسي، عثمان مجلي، أمس، السفيرة الفرنسية لدى اليمن، كاترين قرم كمون.
وأوضح مجلي، أن ميليشيات الحوثي تمكّنت خلال السنوات الأخيرة من تهريب أدوات الدمار إلى اليمن عبر شركائها وداعميهما، مؤكداً أن هذه الجماعة غامرت بأمن اليمن ومصالح الإقليم في البحر الأحمر، وأثّرت على الاقتصاد المحلي، وتدفق السلع، وأمن وسلامة الملاحة الدولية، خدمةً للمشروع الإيراني الإرهابي في المنطقة.
ونوّه إلى أن مجلس القيادة الرئاسي، سعى لتحقيق السلام ومنح فرصاً عديدة للتقارب، وكانت الموافقة على الجوازات، وفتح مطار صنعاء، وميناء الحديدة، والتراجع عن قرارات البنك المركزي، من أجل السلام للشعب اليمني.
إلى ذلك، انتزع مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، 1488 لغماً زرعتها ميليشيات الحوثي خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل في مختلف المحافظات اليمنية.
وأوضح المركز، أن من بين الألغام المنزوعة، منها 3 ألغام مضادة للأفراد، و46 لغماً مضاداً للدبابات، و1437 ذخيرة غير منفجرة، وعبوتان ناسفتان.
وأشار المركز في بيان، إلى أن عدد الألغام المنزوعة خلال شهر أبريل حتى الآن بلغت 4036 لغمًا، فيما ارتفع عدد الألغام المنزوعة منذ بداية مشروع «مسام» حتى الآن إلى 490 ألفًا و144 لغمًا، بعد أن زُرعت عشوائيًّا في مختلف المحافظات لحصد أرواح الأطفال والنساء وكبار السن، وزرع الخوف في قلوب الآمنين.

مقالات مشابهة

  • أحمد السويدي:وزير المالية يلعب دورًا مؤثرًا فى دفع حركة الاستثمار والنشاط الاقتصادى
  • «الرئاسي اليمني» يدعو الحوثيين لإلقاء السلاح والجنوح إلى السلام
  • تركز ضربات أميركا ضد الحوثيين.. هل تضعفهم أم تزيدهم قوة؟
  • حركة مجتمع السلم تنظم دورة تكوينية حول ريادة الأعمال لفائدة الشباب
  • رئيس الصومال يفضح علاقة الحوثيين بالتنظيمات الإرهابية في بلاده ويكشف معلومات استخباراتية خطيرة
  • أسعار النفط تستقر بعد أكبر تراجع شهري منذ 2021
  • الذهب يتراجع وسط مؤشرات على تقدم محتمل في محادثات التجارة
  • حركة الطيران الخاص بـ”دبي الجنوب” تنمو 15% خلال الربع الأول
  • ميدفيديف : التصريحات حول هجوم روسي محتمل على أوروبا “تفتقد للمنطق”
  • هجمات متعددة على قوات تابعة للانتقالي في أبين