بوابة الوفد:
2025-03-18@21:16:16 GMT

علاقة الأزواج في الإسلام.. الرسول الكريم مثل

تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT

 قال الدكتور مبارك  محمد علي إمام وخطيب مسجد سيدي أبو الحجاج إلاقصري، إن علاقة الزوج والزوجة قوية، وتعد مثاق غليظ، ويكون الحب صادقًا يتسم بالوفاة.

وأضاف علي، أن  أبو العاص ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة

وقال له: أريد أن أتزوج ابنتك الكبرى زينب.

( أدب )

فقال له النبي: لا أفعل حتى أستأذنها.

( شرع )

دخل النبي ﷺ على زينب: ابن خالتكِ جاءني

وذكر اسمكِ فهل ترضينه زوجاً لكِ؟

فاحمر وجهها وابتسمت.

( حياء )

تزوجت زينب أبا العاص بن الربيع لكي تبدأ قصة

حب قوية وأنجبت منه علي وأمامة.

( سعادة )

ثم بدأت مشكلة كبيرة حيث بعث النبي نبياً وكان أبو العاص

مسافراً وحين عاد وجد زوجته قد أسلمت.

د. دعاء زهران: الإخوان همشوا أي دور للمرأة فى المجتمع

( عقيدة )

فقالت له: عندي لك خبر عظيم فقام وتركها.

( احترام 

فاندهشت زينب وتبعته وهي تقول: لقد بُعث أبي نبياً

وأنا أسلمت فقال: هل أخبرتيني أولاً ؟

 

قالت له: ما كنت لأُكذب أبي وما كان أبي بكاذب إنه

الصادق الأمين ولست وحدي لقد أسلمت

أمي وأسلم إخوتي

وأسلم ابن عمي علي بن أبي طالب وأسلم ابن عمك

عثمان بن عفان وأسلم صديقك أبو بكر الصديق

فقال: أما أنا لا أحب أن يقولوا خذل قومه وكفر بآبائه

إرضاء لزوجته وما أبوك بمتهم

فهلا عذرتِ وقدرتِ ؟

( حوار بناء )

فقالت: ومن يعذر إن لم أعذر أنا ؟ ولكن أنا زوجتك

أعينك على الحق حتى تقدر عليه.

( فهم واحتواء )

ووفت بكلمتها له 20 عام. 

دعاء السفر كما ورد عن النبي

( صبر لله )

ظل أبو العاص على كفره ثم جاءت الهجرة، فذهبت زينب

إلى النبي ﷺ وقالت: يا رسول الله أتأذن لي

أنْ أبقى مع زوجي؟

( حب )

فأذن لها ﷺ ( رحمة )

 

وظلت بمكة إلى أنْ حدثت غزوة بدر وقرّر أبو العاص

أن يخرج للحرب في صفوف جيش قري

زوجها يحارب أباها فكانت زينب تبكي وتقول: اللهم

إنّي أخشى من يوم تشرق فيه شمسك

فييتم اولادي أو أفقد أبي.

( حيرة ورجاء )

ويخرج أبو العاص بن الربيع ويشارك في غزوة بدر

وتنتهي المعركة فيقع أسيراً وتذهب

أخباره إلى مكة

فتسأل زينب: ماذا فعل أبي؟ فيقال لها: انتصر المسلمون

فتسجد شكراً لله

ثم تسأل: وماذا فعل زوجي؟ فيقال لها :

أسره محمد فقالت: أُرسل في فداء زوجي. ( عقل )

ولم يكن لديها شيئ ثمين تفتدي به زوجها فخلعت عقد

أمها الذي كانت تُزيِن به صدرها

وأرسلت العقد مع شقيق أبي العاص بن الربيع

إلى رسول الله ﷺ

وكان النبي جالساً يتلقى الفدية ويطلق الأسرى

وحين رأى عقد السيدة خديجة سأل: هذا فداء من؟

قالوا: هذا فداء أبي العاص بن الربيع فبكى النبي

وقال: هذا عقد خديجة. ( وفاء )

ثم نهض وقال: أيها الناس

إن هذا الرجل ما ذممناه صهراً فهلا فككتم أسره؟ ( عدل

وهلا قبلتم أن تردوا إلى زينب عقدها ؟

( تواضع القائد )

فقالوا: نعم يا رسول الله.

( أدب الجنود )

فأعطاه النبي العقد ثم قال له: قل لزينب

لا تفرطي في عقد خديجة ( ثقة في أخلاقه مع أنه كافر )

ثم قال له: يا أبا العاص هل لك أن أساررك؟

ثم تنحى به جانباً وقال له:

يا أبا العاص إن الله أمرني أنْ أفرِق بين مسلمة وكافر

فهلا رددت إلي ابنتي؟ فقال: نعم.

( رجولة )

وخرجت زينب تستقبل أبا العاص على أبواب مكة

فقال لها حين رآها: إني راحل فقالت: إلى أين؟

قال: لست أنا الذي سيرحل ولكن أنت سترحلين

إلى أبيك. ( وفاء بالوعد )

فقالت: لماذا؟ قال: للتفريق بيني وبينك

فارجعي إلى أبيك

فقالت: فهل لك أن ترافقني وتسلم؟

فقال: لا

فأخذت ولدها وابنتها وذهبت إلى المدينة. ( طاعة )

وبدأ الخُطاب يتقدمون لخطبتها على مدى 6 أعوام

وكانت ترفض على أمل أن يعود إليها زوجها.

( وفاء )

وبعد 6 أعوام كان أبو العاص قد خرج بقافلة من مكة إلى

الشام وأثناء سيره قابل مجموعة من الصحابة

فأسروا منه قافلته 

فسأل على بيت زينب وطرق بابها قبيل آذان الفجر. ( ثقة )

فسألته حين رأته: أجئت مسلماً؟ ( رجاء )

قال: بل جئت هارباً فقالت: فهل لك إلى أن تُسلم؟

( إلحاح وتعهد 

فقال: لا

قالت: لا تخف مرحباً بابن الخالة

مرحباً بأبي علي وأمامة.

( فضل وعدل )

وبعد أن أمّ النبي المسلمين في صلاة الفجر إذا بصوت

يأتي من آخر المسجد: قد أجرت

أبا العاص بن الربيع. 

( شجاعة )

فقال النبي:

هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم يا رسول الله

قالت زينب: يا رسول الله إن أبا العاص إن بعد فهو

ابن الخالة وإن قرب فهو أبو الاولاد

وقد أجرته يا رسول الله 

فوقف النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا أيها الناس

إن هذا الرجل ما ذممته صهرا وإن هذا الرجل

حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي

فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعود فهذا أحب

إلي وإن أبيتم فالأمر إليكم والحق لكم

ولا ألومكم عليه. ( شورى )

فقال الناس: بل نعطيه ماله يا رسول الله.

( أدب الجنود)

فقال النبي: قد أجرنا من أجرتِ يا زينب ثم ذهب إليها

عند بيتها وقال لها: يا زينب أكرمي مثواه فإنه

ابن خالتك وإنه أبو العيال

ولكن لا يقربنك فإنه لا يحل لك.

( رحمة وشريعة )

فقالت: نعم يا رسول الله.

( طاعة )

فدخلت وقالت لأبي العاص بن الربيع: يا أبا العاص

أهان عليك فراقنة؟

هل لك إلى أن تسلم وتبقى معنا ؟

( حب ورجاء )

قال: لا

وأخذ ماله وعاد إلى مكة

وعند وصوله إلى مكة وقف وقال: أيها الناس

هذه أموالكم هل بقي لكم شيء؟

( أمانة )

فقالوا: جزيت خيراً وفيت أحسن الوفاء. ( فطرة )

قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله

( هداية من الله ونعمة )

ثم دخل المدينة فجراً وتوجه إلى النبي وقال: يا رسول الله

أجرتني بالأمس واليوم جئت أقولها صادقاً

أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.

( دفع بالتي هى أحسن )

ثم قال أبو العاص بن الربيع: يا رسول الله هل تأذن لي

أن أرجع زينب ؟ ( عشرة وحب )

فأخذه النبي وقال: تعال معي ووقف عند بيت زينب

وطرق الباب وقال: يا زينب

إنّ ابن خالتك جاء لي اليوم يستأذنني

أن ترجعي له فهل تقبلين؟

( أب و راعي )

فأحمرّ وجهها وابتسمت.

( رضى دائم )

بعد سنة من هذه الواقعة ماتت زينب..

فبكاها إبو العاص بكاء شديداً حتى رأى الناس رسول الله

يمسح عليه ويهون عليه فيقول له أبا العاص: والله

يا رسول الله ما عدت أطيق الدنيا بغير زينب.

( رفيقة العمر )

ومات بعد سنة من موت زينب. 

( أرواح مجندة ).

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ابو الحجاج الأقصري أبو العاص علاقة الزوج النبي

إقرأ أيضاً:

مرايا الوحي: المحاضرة الرمضانية (16) للسيد القائد 1446

(المحاضرة الرمضانية السادسة عشر )

استدراك :
ستظل شخصيات الدكتور أحمد ونجليه صلاح ومُنير تتواجد في جزئية محاضرات القصص القرآنية؛ لاتساقها مع موضوع المحاضرة وعدم تشتيت انتباه القارئ.

"الدكتور أحمد أستاذ الفقه المقارن في كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر.
أما نَجَلاه صلاح ومُنير، فيدرسان في كلية الطب بالجامعة ذاتها وكذلك حازم ابن شقيقه طالب الهندسة المعمارية وكذلك الدكتور نضال زميل الدكتور احمد وهو استاذ العقائد والاديان في كلية العلوم الاسلامية بذات الجامعة "

فرغوا من صلاة العشاء بمنزل الدكتور احمد وذهبوا لغرفة المعيشة لمشاهدة المحاضرة السادسة عشر فبالامس كانت هنالك كلمة للسيد القائد عن مستجدات الاحداث التي مرت بها اليمن وهم متلهفين لمحاضرة الليلة المتزامنة مع ذكرى غزوة بدر الكبرى وبعد فعاليات الخروج الشعبي المليوني في اليمن اليوم الذي اذهلهم بقدر العالم .
لم يطل انتظارهم فقد انطلقت المحاضرة للتو :-

خروج شعبنا اليوم، الخروج العظيم، الواسع، الكبير، في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، كان إحياءً عملياً جهادياً عظيماً للذكرى التاريخية العظيمة: ذكرى غزوة بدرٍ الكبرى، وأكرم وأنعم به من إحياء! إحياء بالموقف، إحياء بالعمل، إحياء بالاستمرار على الخط والنهج والطريق، في الصراط المستقيم، وهذه نعمةٌ كبيرةٌ، وتوفيقٌ من الله سبحانه وتعالى.

في خروج شعبنا اليمنى في هذه الذكرى، ليؤكِّد على ثباته على موقفه المناصر للشعب الفلسطيني، ووقوفه ضد الطغيان الأمريكي والإسرائيلي، وتصديه للتصعيد العدواني الأمريكي تجاه بلدنا، هذا الخروج هو خروجٌ جهاديٌ في سبيل الله تعالى، في أطار الموقف الحق، الموقف الذي يرضي الله سبحانه وتعالى، ويُعبِّر عن هوية هذا الشعب، عن قيمه، عن انتمائه الإيماني الأصيل، عن وفائه لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وللإسلام العظيم عن أنه شعبٌ يتمسك بمبادئه الإسلامية العظيمة؛ ولـذلك هو شعبٌ يتمتع بالعزَّة الإيمانية، لا يقبل بالإذلال، ولا يقبل بالاستباحة، ولا يقبل بالخنوع لإعداء الله.

- صدقت يا سيد عبدالملك فقد كان خروجاً مشرفاً رفع راس كل مسلم واحياءاً عمليا لذكرى غزوة بدر الكبرى . . هكذا تحدث الدكتور نضال .

رسالة اليوم، التي قدَّمها شعبنا العزيز بخروجه الواسع العظيم، هي رسالةٌ واضحة:

أولاً: للشعب الفلسطيني، شعبنا يؤكِّد لهم باستمرار أنهم لن يكونوا وحدهم، الشعب الفلسطيني لن يكون وحده، لن نقبل كشعبٍ يمني بأن يستفرد به العدو الإسرائيلي، بشراكةٍ وحمايةً أمريكية، للعمل على إبادته، وتجويعه، وتهجيره، وتصفية قضيته، ومصادرة فلسطين والمقدسات في فلسطين، هذا هو الهدف الإسرائيلي والأمريكي، لكنَّ شعبنا لن يقبل بذلك أبداً؛ باعتبار موقفه الإيماني والتزامه الديني والأخلاقي والإنساني، تجاه هذه القضية وهذه المظلومية.

ورسالةٌ واضحة فيما يتعلق بالتصدي للعدوان الأمريكي، حينما أعلن الأمريكي جولةً جديدةً من العدوان على بلدنا، إسناداً منه للعدو الإسرائيلي، فشعبنا العزيز لن يقف متفرجاً تجاه هذا العدوان الذي يستهدفه، ويستهدفه لموقفه الحق، فشعبنا العزيز قدَّم رسالة صمود وثبات، في مواجهة الطغيان والعدوان الأمريكي.

رسالةً للمجرم المعتوه الكافر [ترامب]، بأن شعبنا العزيز هو ثابتٌ بكل قناعةٍ، بكل بسالةٍ، بِعِزَّة الإيمان، بثقته بالله تعالى، واعتماده على الله، وتوكله على الله سبحانه وتعالى، وإيمانه بوعد الله الصادق بالنصر، في مواجهة الطغاة المستكبرين .
- هل استمعتم لرسائل خروج الشعب اليمني اليوم التي اوردها السيد عبدالملك فانعم به من شعب وانعم به من قائد . . هكذا تحدث الدكتور احمد .

البارحة اشتبكت قواتنا المسلحة المجاهدة مع حاملة الطائرات الأمريكية، التي هربت أثناء الاشتباك إلى أقصى شمال البحر الأحمر، تهرب إلى مسافة (ألف وثلاثمائة كيلو)، كذلك تصدَّت قواتنا المسلحة لمحاولات الأعداء لشن هجومٍ عدواني، فهذه الرسائل العملية، في إطار الموقف الشعبي، وإطار الموقف للقوات المسلحة، في أدائها الجهادي العظيم، يجعل فعلاً من إحياء هذه المناسبة فرقاناً عظيماً في هذا العصر، فرقاناً مهماً بين الإسلام والكفر، بين الإيمان والنفاق، بين خيار الخنوع والذِّلَّة للكافرين، الذي يتبناه البعض من أبناء الأُمَّة للأسف، وبين الاتجاه الإيماني الثابت، بالعِزَّة على الكافرين، الامتداد لنهج الإيمان، لموقف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله.

- كيف ربط السيد عبدالملك حديثه عن تفاصيل معركة الامس باحياء غزوة بدر الكبرى التاريخية والفرقان بين الحق والباطل ... هكذا تحدث حازم

نُقدِّم أيضاً من جديد التحذير للأمريكي: أن استمراره في عدوانه على بلدنا، اسناداً منه للعدو الإسرائيلي، إنما يدفع بنا إلى مواجهة تصعيده بخياراتٍ تصعيدية إضافية، نحن نواجه الآن عدوانه بالاستهداف لحاملة طائراته، بالاستهداف لبوارجه وقطعه الحربية في البحر، ولكن حينما يستمر في عدوانه، لدينا خيارات تصعيدية أكبر من ذلك، وأكثر إيلاماً له، وإزعاجاً له، وغيظاً له من ذلك، فنحن نوجِّه إليه التحذير، وليستفد مما قدَّمه شعبنا العزيز اليوم من رسالة واضحة وقوية، تؤكِّد على ثباته على موقفه.
أيضاً بالنسبة للعدو الإسرائيلي، إصراره على منع دخول المساعدات إلى قطاع غزَّة، هو عدوانٌ كبير، إجرامٌ رهيبٌ وفظيع، لا يمكن السكوت عنه، ونحن حتى تجاه هذه المسألة، قلنا: موقفنا في حظر الملاحة على السفن الإسرائيلية هي خطوةٌ أولى، لكن عندما تشتد مجاعة الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، لا يمكن أن نتفرج وأن يكون موقفنا فقط عند هذا المستوى؛ لأن المعيار لمواقفنا هو مسؤوليتنا الدينية والإيمانية والأخلاقية، مع فعل ما نستطيعه، وما نتمكن منه؛ ولـذلك لا نتردد عندما يستلزم الحال، وتقتضي المسؤولية، أن نُقْدِم على خطوة أكبر، أو عملٍ أكبر، فنحن مستعدون.

- وفيما يستمعون للموقف العملي من السيد عبدااملك من العدوين الامريكي والاسرائيلي في ظل للاحداث الراهنة ... صرخ حازم بكل قوة بشعار البراءة ليلتفتوا نحوه ويرددوا معه .

نتوجَّه إلى شعبنا بالشكر والإشادة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب أجركم، وأن يُبَيِّض وجوهكم، وأن يرفع قدركم، وأن يتقبل منكم هذا الخروج العظيم، والإحياء العظيم لهذه الغزوة المباركة لذكرها، في إطار الموقف والعمل الذي يرضي الله سبحانه وتعالى، التَّحَرُّك جهاداً في سبيل الله، وابتغاء مرضاته

- هنيئا لكم يا شعب اليمن هذه الاشادة العظيمة من قائدكم العظيم ... هكذا تحدث منير .

محاضرتنا في هذا اليوم سنبدأ فيها بمقدمات مهمة لهذه الغزوة، هذه الغزوة التي تُذَكِّرنا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله، بمسيرته، بجهاده، وهو لنا الأسوة والقدوة، الذي نهتدي به، ونهتدي بسيرته، بمواقفه، بتحركاته، نحن نؤمن بأنه رسول الله، وخاتم أنبياءه، القدوة، الأسوة، والهادي لنا إلى طريق الحق؛ ولـذلك عندما نعود إلى مثل هذه المناسبات، ونستذكر من خلالها ما هو جزءٌ من سيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فذلك في إطار الاهتداء والاقتداء، والاتِّباع.
مسيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله في إقامة الدين، وفي بناء الأُمَّة، وفي الحركة في مختلف المجالات في هذه الحياة على أساس القرآن الكريم، هي مسيرة هدايةٍ للمسلمين على امتداد التاريخ، وليس فقط للجيل المعاصر له من المسلمين؛ وإنما يحسب هو صلوات الله عليه وعلى آله حساب كل الأجيال اللاحقة .

عادةً ما يدرس الناس الأحداث التاريخية؛ للاستفادة منها في معرفة الأسباب والنتائج، يعني: هذه من أهم ما يستفيد منها البشر، عندما يعودون لدراسة الأحداث التاريخية، ليستفيدوا منها، من واقع التجربة العملية التي قد حصلت، معرفةً بالأسباب والنتائج، أسباب النصر، وأسباب الهزيمة، وأن يدرسوا أسباب النجاح، أسباب الفشل... وهكذا، وهذه مسألة مهمة جداً، ومفيدة في نفس الوقت.

فيما يتعلق بسيرة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، والأحداث التاريخية في إطار جهاده وعمله، فهي مع أنها غنيةٌ جداً بالدروس المرتبطة فيما يتعلق بهذا الجانب، مدرسة كبيرة مهمة وملهمة في الدروس والعبر، فيما يتعلق بالأسباب، والنتائج، والسنن في هذه الحياة، فهناك أيضاً اعتبار آخر مع ذلك، أرقى وأهم، وهو: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، مع نجاحه العظيم الذي لا مثيل له؛ لأنه يُقاس فيه:

الإمكانات البسيطة جداً، على المستوى المادي، وعلى مستوى العدد والعُدَّة.

وفي نفس الوقت التعقيدات الكبيرة، على مستوى الظروف، والوضع، وجهة الأعداء.

وحجم النتائج والإنجاز العظيم الذي تحقق مع كل ذلك.

وهذه مسألة مهمة جداً، في نظرتنا إلى ما تحقق على يد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله والمؤمنين معه، وطبيعة ونوعية الإنجاز الذي حققه؛ لأنه إنجاز عظيم، يعني: صناعة تحوُّل كبير جداً في الوضع بكله وفي مسار التاريخ.
مع كل ذلك، رسول الله صلى الله عليه وعلى آله هو في موقع القدوة والهداية، هو رسول الله الذي يصلنا به انتماؤنا الديني والإيماني، على قاعدة وأساس الاتِّباع، الاتِّباع له

ولـذلك يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب:21].

- يوضح السيد عبدالملك كيف ان غزوة بدر الكبرى بمثابة برسول الله صلى الله عليه وعلى آله، بمسيرته، بجهاده، وهو لنا الأسوة والقدوة ...هكذا تحدث الدكتور احمد .

للأحداث التاريخية، التي غيَّرت مجرى التاريخ، وصنعت تحوُّلات كبيرة في واقع البشر والناس، لها أهمية خاصة بين بقية الأحداث، التاريخ مليءٌ بالأحداث، لكن هناك أحداث تختلف عن غيرها، بهذه الميزة: أنها أحداث غيَّرت مجرى التاريخ، صنعت تحوُّلات جديدة في واقع المجتمع البشري،

ومن تلك الأحداث التاريخية التي لها هذه الأهمية، وهذه الميزة، هي: غزوة بدرٍ الكبرى، وأيضاً فتح مكة، وسيأتي الحديث عن فتح مكة في محاضرة أخرى إن شاء الله، هذه التأثيرات، هذه التحوُّلات، امتداد هذا التأثير إلى زمننا هذا، وما بعد زمننا إلى نهاية التاريخ؛ فلها أهمية كبيرة، ولها علاقة كبيرة بنا.
أُمَّتنا في هذه المرحلة بالذات، وهي في حالة كبيرة من الاستهداف، ويقابلها حالة كبيرة من التخبُّط في داخل الأُمَّة، على مستوى الخيارات، والقرارات، والمواقف، والتوجيهات، أُمَّتنا- بالنظر إلى كل ذلك- هي أحوج ما تكون إلى العودة إلى سيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، واستلهام الدروس والعبر منها، ومن جهاده، من موقع التأسِّي والاقتداء والثقة

- يتحدث السيد عبدالمللك عن ماهية الاحداث التاريخية التي غيرت مجرى التاريخ كغزوة بدر الكبرى .. هكذا تحدث الدكتور نضال.

ولـذلك فحركة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم العملية، في جهاده، في مسيرته، هي في إطار العمل لتطبيق تعليمات الله، وتنفيذ توجيهات الله سبحانه وتعالى؛ فهي مدرسةٌ:

في الالتزام الإيماني والديني.

وفي الأداء للمسؤوليات الإيمانية والدينية على أساس ذلك.

فلها هذه القيمة، يعني: ليست المسألة أننا ندرس أفكار أشخاص، تصرفات أشخاص عاديين، في إطار تجاربهم كأشخاص عاديين، نحن عندما ندرس سيرة رسول الله ندرس الإسلام، ندرس الإيمان، ندرس الحق، يتجسَّد عملياً في الواقع، يتحرَّك في ميدان الحياة، ونرى أنفسنا بحكم انتمائنا الإيماني ملزمين بأن نسير في هذا الاتِّجاه، وأن نهتدي برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبما قدَّمه، وتتعزز لدينا الثقة بأنها منهجية ناجحة، رسول الله صلى الله عليه وعلى آله تحرَّك بالقرآن الكريم، تحرَّك بتوجيهات الله وتعليماته التي نقرأها في كتابه، ندرسها في القرآن، فكيف كانت النتائج؟ واجه ظروفاً صعبة، بالغة التعقيد، لكن كيف كانت النتائج؟ هذا نراه جَلِيّاً في سيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، مما يعزز الثقة في الانطلاقة الإيمانية، مما يعطي الاطمئنان تجاه النتائج المهمة لتعليمات الله سبحانه وتعالى حينما نتحرَّك على أساسها، أن لها نتائج عظيمة؛ لأنها من حكمة الله، من رحمته، بعلمه سبحانه وتعالى، ليست توجيهات عشوائية، ممن لا يعلم ما يجري في الزمن من متغيرات، ومن ظروف، هي تعليمات الله سبحانه وتعالى الذي يعلم الغيب والشهادة، {يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[الفرقان:6]؛ ولـذلك يجب أن ننطلق من هذا المنطلق في قراءتنا للسيرة، في نظرتنا إلى الأحداث في عصر رسول الله، في حركة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، فتعاليمه القَيِّمَة هي على أساسٍ من نور الله وهدايته، ويجب أن ننطلق بثقة، وأن تتعزز هذه الثقة، وأن نستفيد منه في كيفية التطبيق.
ثم بناءً على ذلك، أن تكون هي (القرآن الكريم، ومسيرة رسول الله وجهاده) معياراً لنا نحن المسلمين، في هذه المرحلة بالذات، لتقييم الآراء، والتوجيهات، والمواقف؛ لأن هناك- وللأسف الشديد- حالة تخبُّط كبيرة جداً في واقع الأُمَّة، الأعداء يتَّجهون لاستهدافها، الأمريكي والإسرائيلي والحركة الصهيونية اليهودية يتَّجهون لاستهداف هذه الأُمَّة، ولديهم خيارات واضحة، وخطوات واضحة، ومواقف واضحة، وتوجُّه ناجز، ومحدد وواضح

- انها جزئية مهمة ذكرها السيد عبدالملك بخصوص تحرك سيدنا محمد صلوات الله عليه وآله في تحركه وجهاده كمدرسة نتعلم منها


ولــذلك فالحركة الارتجالية للأمة، والمواقف الآنية واللحظية، ليست صحيحة إطلاقاً، وتتفاوت، وتضطرب، وأكثرها في الاتِّجاه الذي ليس له أي أثر أبداً في مواجهة الأعداء، ولا أي قيمة، ولا أي أهمية.
فنحن بحاجة إلى أن نجعل من حركة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، ومن سيرته، ومن مواقفه الناجحة، التي ثبت نجاحها، مدرسةً لنا، وأن نُقَيِّم بناءً على ذلك شعوب إسلامية وبلدان إسلامية، أن نقيم الآراء والتَّوجُّهات: هل هي في نفس هذا الاتِّجاه؟ هل هي تنسجم مع القرآن، مع حركة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، أو لا تنسجم؟ إذا كانت لا تنسجم، فلا ينبغي أن تأخذ بها الأُمَّة، أن تغرق بها الأُمَّة، أن تُضِيْع الأُمَّة لأجلها الوقت، الجهد، الفرص، وبالشكل الذي يتيح للأعداء تحقيق المزيد من الإنجازات، وتعزيز فرصهم؛ لتحقيق إنجازاتٍ أخرى إضافية، هذه مسألة مهمة جداً، الأُمَّة مستهدفة في غاية الاستهداف، وفي وضعٍ خطيرٍ للغاية، أعداؤها واضحون، واضحون جداً في القتل اليوم، في الاحتلال، في التدمير، والأعداء هم يسعون إلى ماذا؟ إلى تدمير هذه الأُمَّة، إلى طمس هويتها الدينية، إلى احتلال أوطانها، إلى نهب

ثرواتها، إلى استعبادها، إلى إذلالها؛ ولهـذا لا يتوقفون من حربٍ، إلى حرب؛ ومن غزو بلد، إلى غزو بلد؛ ومن تدمير بلد بمؤامراتهم عليه من الداخل، إلى اجتياح بلد آخر بشكل مباشر... وهكذا.

- يوضح السيد عبدالملك مخاطر الحركة الارتجالية للامة بدلا من اتباع حركة رسول الله صلوات الله عليه وآله ... هكذا تحدث الدكتور احمد

يَــوْمُ الفُرْقَــان، هو العنوان العظيم لغزوة بدرٍ الكبرى، (يوم الفرقان) كما سمَّاه الله في (سورة الأنفال)، يعني: أنه يومٌ فارقٌ في التاريخ؛ ولـذلك يجب أن ننظر إلى هذه الذكرى باهتمام كبير؛ لأنه ترتب عليها نتائج عظيمة جداً، والمهم أن نستفيد منها ومن أمثالها في:

تصحيح الرؤية في واقع الأُمَّة، تصحيح الرؤية في واقع الأُمَّة، هذا جانب.

وأيضاً في استنهاض العزائم والهمم في داخل الأُمَّة.

في ترسيخ الأمل في الاتِّجاه العملي الصحيح.

لأن هناك من جانب العداء ضخّ هائل جداً للإرجاف، والتهويل، والتيئيس، والإحباط، في أوساط الأُمَّة، وهناك أيضاً على مستوى التشويش للرؤية ضخّ كبير جداً، شغل كبير من جانب العداء، تشكيك، تلبيس، ترسيخ لخيارات خاطئة كما قلنا؛ أمام هذا وذاك يجب أن ننظر إلى يوم الفرقان، إلى ذكرى غزوة بدرٍ من الكبرى، وما بعدها، وما قبلها، في سيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بما يفيدنا لتصحيح الرؤية، بما يفيدنا لاستنهاض العزائم والهمم، بما يفيدنا أيضاً لترسيخ الأمل في الثقة بوعد الله سبحانه وتعالى والنصر،

- لم اسمع في حياتي حديث عن غزوة بدر الكبرى ( الفرقان) كما سمعته اليوم من السيد عبدالملك ... هكذا تحدث صلاح .

من أول الدروس في غزوة بدرٍ الكبرى، هو: درس يتعلق بأهمية الجهاد في سبيل الله تعالى، أنه هو الخيار الصحيح، الذي يصنع الله به التَّحَوُّلات، الذي يُشَكِّل حمايةً حقيقيةً للأمة، الذي يدفع الخطر من جهة الأعداء، ويدفع شَرَّهُم، هذه مسألة مهمة.
الخيارات التي تُطرح في الساحة، والخيارات المُتَّبعة- بالفعل- في واقع الأُمَّة، هي الخيارات الأخرى:

خيارات الجمود، القعود، الاستسلام، وهذا لدى فئة واسعة من أبناء الأُمَّة: لدى أنظمة، وحكومات، وزعماء، واتِّجاهات فكرية، واتِّجاهات ثقافية، واتِّجاهات سياسية، ولدى جماهيرها من أبناء الأُمَّة، رؤيتهم هي هكذا: أنه في مقابل ما يعمله الأمريكيون، ماذا نعمل نحن كمسلمين؟ نسكت، نجمد، نتركهم لفعل ما يفعلون، ونترك الساحة مفتوحةً أمامهم لفعل ما يريدون، وهذا هو أيضاً تَوجُّهٌ ليس حتى في الإطار العقلاني الفطري، يعني: يَشُذُّ حتى عن الفطرة، كيف ذلك، كيف ذلك؟! لكنها حالة خطيرة في واقع الأُمَّة، أن يكون هذا تفكير سائد لدى في واسعة من المسلمين، حكومات، وفي أوساط الشعوب، وفي أوساط النُّخَب... وغيرهم.

هناك اتِّجاه آخر من أبناء الأُمَّة له رأي أسوأ من ذلك: رأيه هو التعاون، التعاون مع الأعداء، التحالف مع الأعداء، التَّجَنُّد مع الأعداء، الدخول في إطار مؤامراتهم كأدوات لهم؛ أمَّا هذه فهي طامة كبرى، واتِّجاه يُمَثِّل حالة ارتداد عن مبادئ الإسلام، وقيمه العظيمة، وأخلاقه الكريمة، ومشروعه لإقامة العدل في الحياة، وفي نفس الوقت تمكين تام للعدو، وإعانة له على النفس، على هذه الأُمَّة، على أوطانها، على شعوبها، على ثرواتها، وَتَجَنُّد مضاد لمبادئ الإسلام، يتناقض معها كلياً.

- يقدم السيد عبدالملك بمنهجية علمية اول دروس غزوة بدر الكبرى .

ولـذلك هذه السُّنَّة الإلهية في دفع الناس بعضهم لبعض، يأتي في إطارها عنوان الجهاد في سبيل الله، يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا}[الحج:40]، على مستوى الشعائر الدينية، حتى هي لما بَقِيَت.
ولـذلك عندما أتى الإذن والتوجيه للمسلمين بالجهاد، في قول الله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}[الحج:39]، يأتي أيضاً في سياق الدفع للظلم، إذا كانت الأُمَّة لا تريد أن تُقاتل، فالأعداء يريدون هم أن يقاتلوها، وأن يقتلوها، وأن يُبِيدُوها، العدو الإسرائيلي يَقْتُل يومياً، يَقْتُل من الناس المسالمين، يَقْتُل من الناس العاديين، يَقْتُل من العاملين في المجال الإنساني، من صحفيين، مدنيين، بشكلٍ يومي، يقتلهم عدواناً وظلماً؛ ولـذلك فالأُمَّة بحاجة إلى أن تتحرك في إطار السُّنَّة الإلهية؛ لدفع الظلم عن نفسها، لدفع الخطر عنها.
ولـذلك تحرَّك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في غزوة بدرٍ الكبرى، لو كان هناك نجاح للخيارات الأخرى، وكانت أرشد، وأصوب، وأحكم، وأرحم، وأنسب؛ لكان رسول الله هو الأولى صلوات الله عليه وعلى آله، فيما هو عليه من رشد، من رحمة، من حكمة، بأن يتبنى أي خيار آخر بديلاً عن الجهاد في سبيل الله.
نكتفي في هذه المحاضرة بهذا المقدار، في هذه المُقَدِّمَة.

- انتهت المحاضرة وجميعهم تبدوا على ملامحهم علامات الرضا واللهفة للمحاضرة القادمة.

مقالات مشابهة

  • أحد علماء الأوقاف: التواضع سر الرفعة وعنوان النبل
  • الخدعة فی الحرب ليست بالحادثة المستحيلة !
  • نص المحاضرة الرمضانية الـ 16 للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي
  • وصية النبي لمن أراد مرافقته في الجنة.. عليك بهذا الفعل
  • مرايا الوحي: المحاضرة الرمضانية (16) للسيد القائد 1446
  • الشيخ الرزامي يبعث رسالة لقائد الثورة
  • سورة تمنع الفقر وتوسع الرزق في رمضان.. أوصى النبي بقراءتها
  • متى وقت السحور في رمضان 2025؟.. الرسول حدد موعده بهذه الساعة
  • حزب الله: لا علاقة لنا بأي أحداث تجري داخل الأراضي السورية
  • فضل الصلاة على النبي وكيفية محبة الرسول.. تعرف عليها