لم تُعد مسألة دعوة بايدن للانسحاب من السباق الرئاسي مجرد دعوات فردية، بل أصبحت رسائل جماعية تُرسل له من قبل زعماء وقادة في الحزب الديمقراطي وعلى رأسهم الرئيس السابق باراك أوباما.

صحيفة نيويورك تايمز قالت إن "الرئيس الأمريكي جو بايدن والذي يقيم في العزل الصحي في منزله على شاطئ ديلاوير، بدا غاضبا ويشعر بالاستياء المتزايد مما يعتبره حملة منسقة لإخراجه من السباق الرئاسي، ويشعر بالمرارة تجاه بعض أولئك الذين اعتبرهم مقربين منه من قبل، وأهمهم الرئيس السابق أوباما.



وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن "الاحتكاك بين الرئيس الحالي وقادة حزبه لا يشبه أي شيء شوهد في واشنطن منذ أجيال، خاصة وأن الديمقراطيين الذين يعملون الآن على تسهيل خروجه كانوا من بين حلفائه الأكثر أهمية لنجاحه على مدى السنوات العشر الماضية".


ولفتت الصحيفة إلى أن بايدن "راقب بسخط متزايد ظهور سلسلة من القصص الإخبارية، واحدة تلو الأخرى، تفيد بأن القادة الديمقراطيين، شومر، وبيلوسي، وأوباما، والنائب حكيم جيفريز من نيويورك، الزعيم الديمقراطي في مجلس النواب، قد حذروا جميعًا من حدوث أزمة، وهزيمة ساحقة للحزب في نوفمبر".

وترى أنه من المؤكد أن بايدن لاحظ أن أوباما لم يفعل أي شيء لمساعدته في الأيام الأخيرة، على الرغم من أن مساعديه السابقين قادوا الطريق علنًا في دعوة السيد بايدن إلى الانسحاب فيما تم تفسيره على أنه دعوة من معسكر الرئيس السابق لبايدن.

انسحاب محتمل
ألكسندر كيسار أستاذ التاريخ والسياسة الاجتماعية في جامعة هارفارد الأمريكية، أكد في حديث خاص لـ"عربي21"، أنه "غير مطلع على النقاشات داخل الحزب الديمقراطي، لكنه في ذات الوقت يتوقع أن ينسحب بايدن من السباق الرئاسي وأن هاريس ستكون المرشحة البديلة له".

صحيفة نيويورك تايمز قالت في ذات التقرير إنه "بينما يصر بايدن وفريقه علناً على بقائه في السباق الرئاسي، فإن أشخاص مقربون منه قالوا سراً إنه يتقبل بشكل متزايد أنه قد لا يتمكن من الاستمرار في الترشح، وأن البعض قد بدأوا في مناقشة مواعيد وأماكن الإعلان المحتمل لانسحابه من السباق الرئاسي".


وأوضحت الصحيفة أن "أحد العوامل التي قد تؤدي إلى تأجيل قرار الانسحاب، هو اعتقاد المستشارين أن بايدن لن يرغب في القيام بذلك قبل أن يزور رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن يوم الأربعاء بمبادرة من الجمهوريين لإلقاء كلمة أمام الكونغرس، وعدم منح نتنياهو الرضا في ظل توتر العلاقات بينهما في الآونة الأخيرة بسبب حرب غزة".

الكاتبة والصحفية الأمريكية سارة بيكينو، قالت في مقال رأي نُشر في موقع "يو أس توداي"، إن "بايدن لم يكن عليه ضغوط للتنحي أكثر مما هي عليه الآن، منذ أدائه في المناظرة في حزيران/يونيو وظهوره العلني بعد ذلك، حيث دعاه ديمقراطيون وناخبون بارزون على حد سواء إلى الانسحاب من السباق الرئاسي".

وأوضحت بيكينو في مقالها الذي ترجمته "عربي21"، أن "بايدن يبدو أصبح أكثر تقبلاً لفكرة التنحي، إذا صدقنا التقارير الإخبارية، حيث قال يوم الثلاثاء إنه -سيفكر في الانسحاب من السباق في حالة حدوث "حالة طبية ما"-، أي قبل أقل من يوم من إصابته بفيروس كورونا".

وترى أن "قرار انسحاب بايدن لا يمكن لأحد سواه اتخاذه، ومع ذلك، قد يكون هذا هو أفضل شيء للحزب، وإذا كان يفكر بجدية في الرحيل، فعليه اتخاذ قرار قريبًا، فالوقت ينفد من الآن وحتى الانتخابات، وليس الأمر وكأن الجمهوريين سيتراجعون في أي وقت قريب".

وأكدت أن” قرار الانسحاب صعب ــ قرار لا يمكن اتخاذه بمفرده ــ ولكنه قرار يتعين على الرئيس أن يفكر فيه بجدية في الأيام المقبلة، وإذا لم ينسحب، فسوف يكون لزاماً عليه أن يثبت لأعضاء حزبه وبقية البلاد أنه لا يزال قادراً على الاستمرار".


هاريس الأوفر حظا!
وتثار تساؤلات حول ما إذا كان الحزب الديمقراطي في حال انسحب بايدن سيعتمد ترشيح كاملا هاريس بدلا منه أم لا، على الرغم من أنها في حال نجح بايدن لفترة رئاسية ثانية وتغيب بالموت أو أي عارض أخر ستتسلم هي مقاليد الحكم.

ولكن كما هو الحال فيما يخص قرار انسحاب بايدن وما إذا كان فعلا سينفذه، تبقى مسألة ترشيح هاريس بدلا منه قضية غامضة حتى الان، ولم يتم الحديث من قبل الديمقراطيين حول هذا الموضوع، حيث أحاديثهم العلنية تدور فقط حول ما إذا كان بايدن سينسحب أم لا.


نايل ستانيج كاتب متخصص في شؤون البيت الأبيض والكونغرس في صحيفة "ذا هيل"، اتفق مع كيسار في الرأي وقال، "أعتقد أنه من المحتمل أن يتنحى الرئيس، كما لا أعتقد أنه من المعقول أن يستمر في الترشح بينما يطالبه العديد من زملائه في الحزب بالتنحي جانباً".

وحول البديل المحتمل قال ستانيج لـ"عربي21"، "إذا تنحى بايدن جانبًا، أعتقد أنه من المؤكد تقريبًا أن كامالا هاريس ستكون المرشحة البديلة، فهي أول نائب رئيس من السود، وهي أيضا أول امرأة وأول شخص من أصل جنوب آسيوي يصل لهذا المنصب، وبالتالي من الصعب تجاوز هذه المعطيات وترشيح شخص أخر غيرها".

شبكة "سي إن إن" الأمريكية قالت في تقرير كتبه الصحفيين إدوارد دوفير ولورين فوكس، إنه "لا يمكن لأي شخص معرفة كيف ستكون عملية اختيار مرشح جديد إذا تنحى جو بايدن - لكن العديد من الديمقراطيين يقولون إن أي عملية اختيار مرشح من المرجح أكثر من أي وقت مضى أن تنتهي بسرعة مع اختيار نائبة الرئيس كامالا هاريس كمرشح للرئاسة".

وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن "المحادثات غير الرسمية حول كيفية سير المعركة لاستبدال بايدن كانت مستمرة منذ أسابيع خلف الكواليس، ولكن عدم اليقين بشأن العملية كان غير واضح للغاية، مما دفع العديد من الديمقراطيين - حتى أولئك الذين لديهم مخاوف جدية بشأن بايدن - إلى التوقف عن الخروج ضد ترشح الرئيس، بالنظر إلى أن ما سيأتي بعد ذلك قد يكون أكثر فوضوية".

ووفقا للشبكة "يتم تداول استطلاعات رأي داخلية تُظهر أن هاريس ستكون على الأقل أكثر فائدة في تعزيز حماسة الديمقراطيين والمساعدة في تقليل سباقات الاقتراع، إن الحجج القائلة بأنها ستكون الأسرع في تنظيم حملة انتخابية أصبحت أكثر صعوبة، إن أحلام اليقظة المتمثلة في رفع قضية أكثر نشاطًا وقوة ضد دونالد ترامب بدأت تتجذر".


وأكدت أن الكثير من الديمقراطيين يتعمدون تأجيل الحديث عن الافتراضات، حيث يقول مساعدو بايدن إنه يخطط للعودة إلى الحملة الانتخابية الأسبوع المقبل بمجرد تعافيه من فيروس كورونا، ولكن إذا تغير ذلك فجأة، كما قال أكثر من عشرين من السياسيين والناشطين الديمقراطيين البارزين للشبكة الأمريكية، فلن يتمكنوا من الناحية الواقعية من رؤية هذه النهاية بأي طريقة أخرى.

ومع تزايد الضغوط على بايدن للانسحاب، لا زال على الديمقراطيين انتظار قراره حول ما إذا كان سيوافق أم لا، وفي حال قرر الانسحاب فإنه سيكون الداعم الأكبر لترشح هاريس بدلا منه رغم اعتراض بعض الديمقراطيين عليها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية بايدن الحزب الديمقراطي كاملا هاريس امريكا الولايات المتحدة الحزب الديمقراطي بايدن كاملا هاريس المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من السباق الرئاسی ما إذا کان أن بایدن أنه من

إقرأ أيضاً:

حملة هاريس تجمع أكثر من 300 ملايين دولار الشهر الماضي.. ضعف حملة ترامب

ذكرت شبكة "إن.بي.سي" نيوز أمس الخميس نقلا عن مصدرين، أن حملة كاملا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية جمعت أكثر من 300 مليون دولار في شهر أغسطس آب، وهو أكثر من مثلي ما جمعه منافسها الجمهوري دونالد ترامب خلال نفس الفترة.

وقالت حملة هاريس، إن الحملة والجهة الرئيسية المسؤولة عن جمع التبرعات بالحزب الديمقراطي جمعتا مبلغا إجماليا قدره 310 ملايين دولار،  في آب/ أغسطس الماضي



في المقابل، قالت حملة ترامب الأربعاء إن الحملة والحزب جمعا 130 مليون دولار في آب/ أغسطس، وإن الأموال المتاحة وصلت بنهاية الشهر إلى 295 مليون دولار.

كما جاءت التبرعات أقل قليلا عن مستواها لتموز/ يوليو عندما جمعت حملة ترامب 138.7 مليون دولار بعدما شهد ذلك الشهر نجاة الرئيس السابق من محاولة اغتيال. وفي نهاية يوليو، كانت الأموال المتاحة لدى حملة ترامب 327 مليون دولار، وفق ما نقلته رويترز. 

ولم يحدد مصدرا  "إن بي سي نيوز" حصيلة التبرعات بالضبط، لكن الشبكة ذكرت أن الرقم الذي يزيد عن 300 مليون دولار، والذي يشمل الحملة والكيانات ذات الصلة، يشير إلى أن وتيرة جمع التبرعات المحمومة لم تتباطأ منذ أن بدأ المال يتدفق بعد إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في 21 تموز/ يوليو، أنه سيتنحى عن السعي للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي.

وتخطت الأموال التي جمعتها حملة هاريس، تلك التي جمعتها حملة ترامب خلال تموز/ يوليو الماضي. 

وكانت استطلاعات الرأي تظهر أن ترامب يحقق تقدما على بايدن بما في ذلك في الولايات المتأرجحة وهو ما بدده دخول هاريس.

ومنتصف أغسطس/ آب الماضي، أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة “واشنطن بوست” وشبكة “إيه.بي.سي نيوز” ومؤسسة إبسوس للاستطلاعات، أن نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس حصلت على تأييد 49 بالمئة، مقابل 45 بالمئة لدونالد ترامب، بين الناخبين المسجلين.

 وتم إجراء استطلاع الرأي على الإنترنت في الفترة من التاسع حتى 13 آب/أغسطس، بين 2336 بالغا، من بينهم 1901 ناخب مسجل.

وكان استطلاع للرأي أجرته شبكة إيه بي سي نيوز ومؤسسة “إبسوس” يومي 26 و27 تموز / يوليو الماضي، قد أظهر أن نسبة التأييد لنائبة الرئيس كامالا هاريس شهدت ارتفاعا بين الأمريكيين منذ قرار جو بايدن التخلي عن الترشح في الانتخابات الرئاسية.

وتأتي هذه الأرقام في الوقت الذي جمعت فيه حملة هاريس 200 مليون دولار، خلال الأسبوع الذي انضمت فيه للسباق الرئاسي 2024.



ومع احتدام التنافس بين المرشحين، أظهر استطلاع للرأي الأسبوع الماضي، أن المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية كامالا هاريس تواصل الاحتفاظ بتقدمها على المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

ووفقا للاستطلاع، الذي أعدته مؤسسة "يوغوف" لاستطلاعات الرأي ومجلة إيكونوميست ونشرت نتائجه الأربعاء، فقد حصلت هاريس على دعم 46 بالمئة من الناخبين المسجلين، في حين دعم 44 بالمئة من الناخبين الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وسبق أن أعدت ذات المؤسستان استطلاعا للرأي في الرابع والسادس من الشهر الحالي، أظهر أن هاريس حظيت بدعم 45 بالمئة من الناخبين، بالمقابل دعم 43 بالمئة منهم ترامب.

مقالات مشابهة

  • حملة هاريس تجمع أكثر من 300 مليون دولار الشهر الماضي.. ضعف حملة ترامب
  • حملة هاريس تجمع أكثر من 300 مليزن دولار الشهر الماضي.. ضعف حملة ترامب
  • حملة هاريس تجمع أكثر من 300 ملايين دولار الشهر الماضي.. ضعف حملة ترامب
  • هاريس تصفع ترامب وتغادر نهج بايدن
  • بوتين يكشف من تدعم روسيا بين ترامب وهاريس مؤكدا: بايدن كان المفضل لنا
  • هاريس وسياسات بايدن الاقتصادية والخارجية
  • مسؤولون أكدوا لقطر موعد انسحاب الجيش من محور فيلادلفيا
  • إعلام إسرائيلي: مسؤولون أكدوا لقطر موعد انسحاب الجيش من محور فيلادلفيا
  • أردوغان يستقبل الرئيس السيسي في القصر الرئاسي بتركيا
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل وافقت على مقترح بايدن.. يتضمن انسحاب الجيش من فيلادلفيا