???? زيارة السيسي لبورتسودان ستكون ضربة معلم
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
متى نتوقع هبوط طائرة السيسي في بورتسودان.. خبراء لـ ” المحقق”: مصر شريك أصيل في حل الأزمة وزيارة السيسي لبورتسودان ستكون ضربة معلم
القاهرة – المحقق – صباح موسى
بعد الاتصال الهاتفي بين رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد، تردد على نطاق واسع أن رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد سيقود وساطة بين السودان والإمارات لرأب الصدع بينهما ويجمع بين القائدين في أديس أبابا.
وساطة أثيوبيا
وذكرت صحيفة السوداني – وفق مصادرها – أنّ آبي أحمد قد فرغ من إعداد أجندة القمة، التي ترتكز على وقف التصعيد الدبلوماسي والإعلامي بين البلدين، ومناقشة جميع الإتهامات المرفوعة لمجلس الأمن في القمة، وبحث الأزمة السودانية وطرح حلول ناجعة لها، وأوضحت مصادر السوداني أن البرهان وبن زايد رحبا بوساطة آبي أحمد، وأن رئيس الوزراء الإثيوبي قد مهد للقمة المرتقبة بترتيب الإتصال الهاتفي الذي جرى (الخميس) بين البرهان وبن زايد.
مصر الأنسب
فور إعلان هذا الخبر، تساءلت أعداد كبيرة من الأوساط السودانية عن لماذا تقوم أثيوبيا بهذه الوساطة، ولماذا لم يقم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي بدلاً من آبي أحمد، وعبرت هذه المجموعات عن عدم اطمئنانها لحل الأزمة السودانية في أروقة أديس أبابا، رغم أن القاهرة هي الحليف الآمن للسودان، وسبق وأن حققت اختراقا ملحوظا في السادس من الشهر الجاري بجمع أبرز الفرقاء السياسيين السودانيين ولأول مرة تحت سقف واحد على أراضيها، مؤكدين أن القاهرة التي استطاعت جمع الفرقاء السياسيين وأثبتت بالفعل أنها على مسافة واحدة من الجميع، وأنها هيأت الأجواء والمناخ لاعادة الثقة بين الفرقاء، دون تدخل منها، يمكنها بعلاقاتها الجيدة بكل من السودان والإمارات، أن تحقق تسوية عادلة للأزمة السودانية.
طمأنة السودانيين
المتابع للعلاقات المصرية السودانية، يلاحظ أنه رغم حميمية هذه العلاقة، إلا أن حساسية التعامل تحكمها، فمع هذا القرب الشديد، وتأكيد مصر الدائم على أنها على مسافة واحدة من جميع الفرقاء في السودان، إلا أن التشكيك في الدور المصري بالسودان مازال موجودا، وقد يكون نجاح القاهرة في جمع الفرقاء السودانيين لأول مرة تحت سقف واحد، – في خطوة كان يراها كثيرون مستحيلة -، ربما جعل ذلك التيار المنحاز لمصر في السودان يزداد، وقد تكون الفرصة مواتية الآن، لدخول مصر بثقلها في أي مفاوضات تخص الشأن السوداني، فمثلما نجحت في اختراق المسار السياسي، يمكنها أن تحقق هذا النجاح في المفاوضات العسكرية والإنسانية أيضا، فالى أي مدى يمكن قبول السودانيين للدور المصري في حل الأزمة السودانية بكل مساراتها، ومتى نتوقع أن تهبط طائرة الرئيس السيسي مطار بورتسودان، وهي الزيارة التي يراها عدد من الخبراء تحدثوا لـ ” المحقق” أنها – إن حدثت – ستكون ضربة معلم، وسترسل الكثير من الرسائل، منها طمأنة السودانيين بأن حل أزمتهم في يد أمينة، وأن الطريق لحل الأزمة بالبلاد قد بدأ بالفعل.
مصالح مشتركة
الأستاذ خالد محمد علي نائب رئيس تحرير صحيفة الأسبوع المصرية والخبير بالشأن السوداني لفت إلى أن مصر والسودان وأثيوبيا مصالحهم مشتركة، وإلى أن أزماتهم أيضاً مشتركة. وقال علي لـ “المحقق” إن أزمة السودان تؤثر على مصر وأثيوبيا، وإن هذه الأزمة لا يمكن حلها بدون مصر، مضيفا أن استبعاد مصر من حل الأزمة، معناه حلها بشكل جزئي وليس نهائي، موضحاً أن الاستراتيجية المصرية هي أن تكون القاهرة صاحبة قرار في منطقة القرن الأفريقي، وأنها لا يمكن ترك هذه المساحة لأثيوبيا وحدها، مؤكداً أن مصر لديها أوراق ضغط كبيرة في الأزمة السودانية، وقال إن من بين هذه الأوراق قدرتها على توحيد جميع الفرقاء السودانيين على محددات ثابتة، منها وحدة السودان وعدم التدخل في شؤونه والحفاظ على مؤسساته.
المفتاح الحقيقي
وبحسب الخبير المصري فان أي حل في السودان لابد أن تشارك فيه مصر، لأنه يتعلق بأمنها القومي، مؤكدا أن وجود مصر في محاولة الحل بالسودان هو المفتاح الحقيقي لحل نهائي وليس جزئي، وقال إن السودان يحتاج لوجود مصر في حل أزمته، مضيفا أن وجود القاهرة في أي لقاء رباعي بينها وبين السودان والامارات وأثيوبيا، لايقتصر فقط على وقف دعم الامارات للدعم السريع، ولكنه يمتد لإعادة إعمار السودان بعد الحرب، وهو أمر يحتاج إليه السودان بشكل كامل، لافتا إلى أن هذا الدور المصري يستوجب طلباً من السودان، وقال إذا كانت الوساطة الأثيوبية مجرد لقاء بين البرهان وبن زايد، فهذا يتطلب حضوراً مصرياً، مضيفا أما إذا كان الهدف هو انهاء الأزمة ووقف الحرب فهذا يستوجب أيضا وجود مصر، وذلك للمساهمة في إعادة الإعمار، والتنسيق في اعادة اللاجئين، مؤكدا أن الوجود المصري في كل الأحوال، لوقف الحرب وفقا لشروط موضوعية، لاتفاق جميع الفرقاء السودانيين على أن مصر داعمة لكافة الخطوات على مستواها الرسمي والشعبي، وخلص علي إلى أن استبعاد مصر من هذه الوساطة معناه زيادة الهوة بينها وبين أثيوبيا، وبالضرورة سينعكس ذلك على الأزمة السودانية، معتبرا أن هبوط طائرة الرئيس السيسي في بورتسودان معناه أن نصف الطريق لإنهاء الأزمة بالبلاد قد تم، وأنها ستكون رسالة طمأنة قوية للاجئين الموجودين بمصر.
جزء أصيل
بدوره أكد عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار أن مصر جزء أصيل من الحل في السودان. وقال ميرغني لـ “المحقق” إنه وفق ترتيبات أجيزت منذ يناير الماضي أن تكون السعودية ومصر والامارات وأمريكا جزء من حل الأزمة، موضحا أن أثيوبيا نفسها ليست جزءا من هذا الحل، وأنها تتحرك في هذه الوساطة نيابة عن الإتحاد الأفريقي، مضيفا أن الاتحاد كان قد أوكل هذه المهمة من قبل إلى منظمة الإيغاد، لكن بعد تجميد عضوية السودان فيها، كانت هناك محاولة لإسناد المهمة إلى يوغندا والرئيس موسيفيني، لكن يبدو أنه لم يكن مناسبا، وتابع أن المهمة أوكلت في النهاية لـ “آبي أحمد”، لافتا إلى أن أبي أحمد قد أدارها بذكاء، بالتمهيد بحديثه أمام البرلمان الأثيوبي قبل زيارته لبورتسودان، وقال إن هذا الحديث أعطى نوعاً من الارتياح، مهد للزيارة ولقاء البرهان، مضيفا أن اللقاء أيضا مهد للاتصال الهاتفي بين البرهان وبن زايد، معتبرا أن الاتصال والإعلان عنه قد أدير بطريقة تمتص الصدمات، وقال كان هناك نوع من الإخراج الإعلامي، لصرف أنظار الناس في اتجاه معين، والتركيز على من بدأ بالاتصال وليس على الموضوع، معربا عن اعتقاده بأن ذلك نجح إلى حد كبير.
أمن قومي
ورأى عثمان أنه من الغباء استبعاد مصر من حل الأزمة في السودان، مؤكدا ن الارتباط المصري بالسودان أهم مافيه البعد الأمني القومي، وأن هذا الارتباط هو الأكثر حساسية، منوها إلى أن مصر لا يمكن أن تقبل بوجود الدعم السريع مرة أخرى، لأنه يهدد أمنها القومي، وقال إن ذلك يجعل مصر شريك أصيل، علاوة على أن كل الدول ليس لها اعتراض على مصر، مضيفا أن تأثير مصر على القوى السياسية السودانية أكبر من أي طرف الآن، لقبول هذه القوى بها، وتأثير القاهرة المباشر عليها، لافتا إلى أن وضع أثيوبيا حساس للهواجس الأمنية التي يمكن أن تزيدها الحرب في السودان، واعتبر ميرغني أن هبوط طائرة السيسي في بورتسودان ستكون ضربة معلم، وقال إن ذلك سيرسل عدداً من الرسائل أهمها اتجاه قوي لترسيخ العلاقة بين البلدين، وسيكون لها الأثر الكبير على مستقبل العلاقات، مضيفا أن الشعب السوداني سيتأثر كثيرا بخطاب السيسي من بورتسودان في حال حدثت الخطوة.
القاهرة – المحقق – صباح موسى
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الأزمة السودانیة فی السودان ستکون ضربة حل الأزمة مضیفا أن آبی أحمد وقال إن أن مصر إلى أن
إقرأ أيضاً:
المجلس النروجي: السودان يتجه نحو "مجاعة بدأ عدها التنازلي"
الخرطوم - قال رئيس المجلس النروجي للاجئين يان إيغلاند في مقابلة أجرتها معه السبت 23نوفمبر2024، وكالة فرانس برس، إن السودان الذي يشهد حربا مدمّرة يتجّه نحو "مجاعة بدأ عدّها التنازلي" ويتجاهلها قادة العالم، في حين تقتصر قدرات المساعدات الإنسانية على "تأخير الوفيات".
وشدّد إيغلاند في المقابلة التي أجريت معه في تشاد عقب زياته السودان هذا الأسبوع "لدينا في السودان أكبر أزمة إنسانية على هذا الكوكب، أكبر أزمة جوع، أكبر أزمة نزوح... والعالم لا يبالي".
منذ نيسان/أبريل 2023 يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أوقعت عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص.
ويعاني وفق الأمم المتحدة نحو 26 مليون شخص داخل السودان من الجوع الحاد.
وقال إيغلاند "قابلت نساء هن بالكاد على قيد الحياة، يتناولن وجبة واحدة من أوراق النباتات المسلوقة يوميا".
ويقول المجلس النروجي للاجئين، إحدى المنظمات القليلة التي تواصل عملياتها في السودان، إن نحو 1,5 مليون شخص هم "على شفير المجاعة".
وتابع إيغلاند "العنف يمزق المجتمعات بوتيرة أسرع بكثير من قدرتنا على إيصال المساعدات"، وأضاف "فيما نكافح من أجل الاستجابة لذلك، فإن مواردنا الحالية تؤخر الوفيات بدلا من منعها".
- سياسة تغلّب المصالح الفردية -
قبل عقدين، لفتت اتهامات بارتكاب إبادة جماعية انتباه العالم إلى إقليم دارفور الشاسع في غرب السودان حيث أطلقت الحكومة السودانية آنذاك يد مليشيات قبلية عربية في مواجهة أقليات غير عربية تشتبه بدعمها لمتمردين.
وقال إيغلاند "من غير المعقول أن تستحوذ الأزمة في السودان حاليا على جزء يسير من الاهتمام الذي استحوذت عليه قبل 20 عاما بالنسبة لدارفور، عندما كانت الأزمة في الواقع أصغر بكثير".
وقال إن حربي إسرائيل في غزة ولبنان وحرب روسيا مع أوكرانيا ألقت بظلالها على النزاع في السودان.
لكنه أشار إلى أنه رصد تحوّلا في "المزاج الدولي" بعيدا من نوع الحملات التي يقودها مشاهير والتي جلبت نجم هوليوود جورج كلوني إلى دارفور في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وتحدّث عن "ميول أكثر قومية وأكثر تطلعا إلى الداخل" لدى حكومات غربية يقودها سياسيون يضعون في المقام الأول "أمتهم، وأنفسهم وليس البشرية".
وندّد بمسؤولين "قصيري النظر" سيدفعون ثمن مواقفهم عندما يتدفق أولئك الذين لم يساعدونهم إلى بلادهم لطلب اللجوء أو بصفة مهاجرين غير نظاميين.
وقال إنه التقى في تشاد بشبان نجوا من التطهير العرقي في دارفور وقرروا عبور البحر الأبيض المتوسط لمحاولة الوصول إلى أوروبا رغم غرق أصدقاء لهم سبقوهم في المحاولة.
- "مروع ويزداد سوءا" -
في السودان، نزح واحد من كل خمسة أشخاص بسبب النزاع الحالي أو النزاعات السابقة، وفق أرقام الأمم المتحدة.
ومعظم النازحين في دارفور حيث يقول إيغلاند إن الوضع "مروع ويزداد سوءا".
وترزح مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، منذ أشهر تحت وطأة حصار تفرضه قوات الدعم السريع، ما أدى إلى تعطيل جميع عمليات الإغاثة في المنطقة تقريبا وتسبب بمجاعة في مخيم زمزم القريب للنازحين.
لكن حتى المناطق التي هي بمنأى من دمار الحرب "بدأت تعاني الأمرين"، وفق إيغلاند. ففي كل أنحاء الشرق الذي يسيطر عليه الجيش، تكتظ المخيمات والمدارس والمباني العامة الأخرى بالنازحين الذين تُركوا لتدبّر أمورهم بأنفسهم.
وفي ضواحي بورتسودان، المدينة الواقعة على البحر الأحمر حيث تتّخذ الحكومة المدعومة من الجيش ووكالات الأمم المتحدة مقرا، قال إيغلاند إنه زار مدرسة تؤوي أكثر من 3700 نازح حيث لم تتمكن الأمهات من إطعام أطفالهن.
وقال "كيف يعقل أن الجزء الذي يسهل الوصول إليه في السودان يشهد جوعا؟".
وتقول الأمم المتحدة إن كلا الطرفين يستخدمان الجوع سلاحا في الحرب. وتعرقل السلطات على نحو روتيني وصول المساعدات بعقبات بيروقراطية، فيما يهدّد مقاتلون في قوات الدعم السريع طواقم الإغاثة ويهاجمونهم.
وأضاف إيغلاند "الجوع المستمر هو مأساة من صنع الإنسان... كل تأخير، وكل شاحنة يمنع وصولها، وكل تصريح يتأخر هو حكم بالإعدام على عائلات لا تستطيع الانتظار يوما آخر للحصول على الطعام والماء والمأوى".
لكنه قال إنه رغم كل العقبات "من الممكن الوصول إلى كل أصقاع السودان"، داعيا المانحين إلى زيادة التمويل ومنظمات الإغاثة للتحلي بمزيد من "الشجاعة".
وأضاف أن "أطراف النزاعات متخصصون في إخافتنا ونحن متخصصون في الخوف"، وحضّ الأمم المتحدة ووكالات أخرى على "التحلي بقوة أكبر" وطلب تمكينها من إيصال مساعداتها.
Your browser does not support the video tag.