“إسرائيل” تتعرض لهجوم صاروخي من اليمن وتعلن حالة الاستنفار القصوى
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
الجديد برس:
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية صباح اليوم الأحد أن “إسرائيل” تعرضت لهجوم بصواريخ أطلقت من اليمن، مما دفعها إلى استنفار قواتها الجوية والدفاعات الجوية.
ووفقاً للقناة “12” الإسرائيلية، تم تفعيل منظومة الدفاع الجوي في جنوب “إسرائيل” بعد رصد إطلاق صواريخ، ودوّت صفارات الإنذار في مدينة “إيلات” ومحيطها.
وفي الوقت نفسه، زعمت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن منظومة “حيتس” الجوية الدفاعية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن باتجاه جنوب “إسرائيل”، دون ذكر مصير بقية الصواريخ.
ويأتي هذا الهجوم بعد أن أعلنت قوات صنعاء أنها سترد على العدوان الإسرائيلي الغاشم على المنشآت المدنية في محافظة الحديدة، مؤكدةً عزمها على استهداف الأهداف الحيوية في “إسرائيل”. وقد جدد المتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، التأكيد على اعتبار منطقة “تل أبيب” المحتلة منطقة غير آمنة، وذلك في بيان متلفز مساء السبت.
ووفقاً للعميد سريع، شن العدو الإسرائيلي عدواناً غاشماً على محافظة الحديدة، مستهدفاً بعدة غارات محطة الكهرباء التي تغذي مدينة الحديدة الساحلية وكذلك ميناء الحديدة وخزانات الوقود، وهي أهداف مدنية. وأكد أن “القوات المسلحة اليمنية سترد على هذا العدوان السافر، ولن تتردد في ضرب الأهداف الحيوية للعدو الإسرائيلي مع تأكيدها على ما ورد في بيانها السابق بشأن اعتبار منطقة يافا المحتلة منطقة غير آمنة”.
وأكد أن “القوات المسلحة اليمنية وبتوجيهات قيادتها المؤمنة ومعها كل أبناء الشعب اليمني الحر الأبي الصامد المجاهد لن تتوقف عن عملياتها المساندة لإخواننا في غزة مهما كانت التداعيات ومهما كانت النتائج”. كما أشار إلى أن قوات صنعاء “تُعد العُدة لحرب طويلة مع هذا العدو حتى وقف العدوان ورفع الحصار وإيقاف كل جرائمه المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
ودعا سريع أبناء الأمة إلى التحرك لنصرة فلسطين قائلاً: “إن العدوان الإسرائيلي على اليمن يفرض على كل أبناء الأمة التحرك الجاد نصرةً للقضية الفلسطينية ورفضاً للعدوان الإسرائيلي وانتصاراً لدماء المظلومين في غزة”. كما شدد العميد سريع على أن “الشعب اليمني العظيم، بقيادته وقواته المسلحة، سيتجاوز بعون الله هذا التحدي، كما تجاوز التحديات السابقة خلال السنوات الماضية”.
استنفار شامل في “إسرائيل” خشية من رد يمني بعد الغارات على الحديدة
وفي هذا السياق، ذكرت القناة الـ”12″ الإسرائيلية مساء السبت أن هناك “خشيةً من رد يمني”، بعد العدوان الإسرائيلي على مدينة الحديدة. ولفتت إلى وجود “استنفار عالٍ” لسلاح الجو الإسرائيلي، في كل أنحاء الكيان المحتل.
ورفع سلاح البحرية الإسرائيلي درجة التأهب في منطقة “إيلات”، عقب الهجوم، وفق ما أورد موقع “إسرائيل هيوم”.
بدوره، قال معلق الشؤون العسكرية في القناة الـ”13″، ألون بن ديفيد، إن “هناك فهماً في إسرائيل، مفاده أننا قد ندخل أياماً من تبادل الضربات مع اليمن”.
وأضاف: “قد نرى إطلاق نيران أكثر أهمية أيضاً لصواريخ باليستية، ولدى اليمن هذه القدرة، وأيضاً لديه طائرات مسيّرة، لأن هذا نسبياً تهديد أكثر سهولة، وفي حاجة إلى كثير من الوقت لاعتراضه”.
وأشار إلى أن “هناك فهماً، مفاده أن هذا الهجوم سيُرد عليه بهجومٍ يمني، كما أن هناك استعداداً في إسرائيل لهذا”.
اجتماع إسرائيلي قبيل الهجمة
ووفق الإعلام الإسرائيلي، تلقى الوزراء الإسرائيليون استدعاءً شخصياً من رئيس مجلس “الأمن القومي” من أجل منع تسريب معلومات قبل الهجوم، وطلب إليهم عدم إخبار أحد بشأن الاستدعاء إلى اجتماع استثنائي في مقر وزارة “الأمن”.
وبدأت هذه الجلسة في الساعة الـ 2:30 بعد الظهر، وفيها صادقوا على الخطط.
وذكر الإعلام الإسرائيلي أن الكابينت السياسي الأمني “ملزم بالمصادقة على عملية قد تؤدي إلى حرب، لأنه هنا بالطبع يوجد إمكان رد مهمة”. لذلك تطلّب الأمر مصادقة الكابينت السياسي الأمني.
وذكرت القناة الـ”12″ أن خطوةً كهذه هي خطوة “منسقة مع الولايات المتحدة، وأيضاً مع كل من يوجد في المنطقة، وبالتأكيد مصر وشركاء، كي يعرفوا ولا يتفاجأوا”.
واستمرت الجلسة نحو 4 ساعات، وفي نهايتها وافق مجلس الوزراء المصغر (الكابينت) على شن هجمة على اليمن.
وبعد انتهاء الاجتماع، كان نتنياهو ووزير الدفاع يؤاف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي في غرفة القيادة في وزارة الدفاع خلال الهجوم على اليمن.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن المقاتلات الإسرائيلية شنت، خلال هجوم، 10 غارات على ميناء الحديدة.
وقال موقع “إسرائيل هيوم” إن وزراء في المجلس المصغر انتقدوا دعوتهم إلى اجتماع، بينما كانت المقاتلات في طريقها إلى اليمن من أجل تنفيذ الهجوم.
وأضاف الموقع الإسرائيلي أن وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، حضر الجلسة، ولم يشارك في التصويت بسبب دعوته إلى الحضور بعد بدء العملية.
وفي السياق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن غالانت قال لوزير الدفاع الأمريكي، ليل يوم الجمعة، إنه سيحدث رد في اليمن.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
.. ويستمر موسم حصاد “أم كيو” في اليمن
يمانيون ـ تقرير || صادق سريع*
“بالنسبة لواشنطن لا تمثل الخسائر المذهلة، جراء إسقاط الدفاعات الجوية اليمنية 21 طائرة مسيرة أمريكية نوع “أم كيو 9″، بكونها سلاحا جويا فائق التقنية، أو تكلفتها الباهظة (700 مليون دولار)، بل تعني سقوط اسم أمريكا من المعادلة الإستراتيجية والهيمنة الجوية، وشعار فخر الصناعات الأمريكية مع كل عملية إسقاط لطائرة “MQ ريبر”، في اليمن.
من وجهة نظر موقع الأمن الدفاعي الآسيوي “ديفينس سيكيورتي آسيا”، تعكس عمليات الإسقاط المتكررة للطائرات الأمريكية طراز “أم كيو 9 – ريبر”، بالدفاعات الجوية اليمنية منخفضة التكلفة، الضعف المتزايد في اعتماد سلاح الجو الأمريكي على أنظمة هجومية عديمة الجدوى في المجال الجوي المتنازع عليه.
وبرأيه، يُعد نجاح اليمنيين بقدرات دفاعية أقل تطوراً في شل القوة الجوية الأمريكية بإصطياد 21 طائرة MQ-9 Reaper، وكبدوا واشنطن ما يقارب 700 مليون دولار، بتقدير كلفة كل واحدة نحو 35 مليون دولار أمريكي، تحدياً جديداً للهيمنة الجوية الأمريكية التي كانت معادلتها غير قابلة للتحطيم في معركة غير متكافئة.
المؤكد في منظوره، فإن النجاحات المتزايدة للأنظمة الدفاعي الجوي اليمني، يشير إلى التحول الجذري في نماذج الدفاع الجوي، حيث تعمل الحلول المضادة للطائرات بدون طيار الفعالة من حيث التكلفة، على إعادة تعريف ساحة المعركة وقواعد اللعبة ضد الخصوم المتفوقين من الناحية التكنولوجية.
اعتراف خجول
بدورها، أكدت دائرة أبحاث الكونغرس الأمريكي لشبكة الأخبار التلفزيونية الأمريكية “فوكس نيوز” إسقاط الدفاعات اليمنية عدد من طائرات “إم كيو-9” دون الكشف عن أرقام حصيلة الإسقاطات، التي آخرها يوم الخميس 3 أبريل الجاري، في سماء محافظة الحديدة، أثناء محاولة تنفيذ مهام عدائية.
كما اعترف الجيش الأمريكي بإسقاط قوات صنعاء طائرات أمريكية بدون طيار نوع “MQ-9 Reaper” في اليمن، رافضاً إعطاء تفاصيل أكثر.
سقوط اليد العليا
يقول المحلل السياسي السوداني عبدالوهاب حفكوف، معلقاً على عملية إسقاط اليمن طائرة “أم كيو 9” في أجواء مأرب، يوم 31 مارس الفائت: “سقطت الطائرة الأمريكية وسقط معها وهم اسمه أمريكا، وسقطت معها فكرة اليد العليا التي تضرب ولا تُمس، وعقيدة ‘القتل من دون تعرض’، والهالة التي ظلّت الولايات المتحدة تتدثّر بها لعقود؛ أنها تحكم السماء، من دون منازع!”.
يضيف: “بصاروخ محلي الصنع، في بيئة يُفترض أنها تحت سيطرة استخباراتية وجوية مطلقة، ينجح الطرف الأضعف – نظريًا – في فرض ‘تحكم سلبي’ في المجال الجوي، يرغم الطيران الأمريكي على العمل تحت الرعب، لا تحت المظلة، هكذا يتبدّى جوهر التحوّل؛ لم يعد التفوق مرادفًا للسيادة، بل أصبح عبئًا قابلاً للكسر”.
غير القابلة للكسر
يتابع في منشور على حسابه بمنصة “X”: “من هذا المنظور، لا يمكن فهم إسقاط طائرة ‘MQ-9’ فوق مأرب كواقعة عملياتية معزولة، بل يجب تأويلها كحدث دلالي بالغ الحساسية، جاء ليكسر مسلّمة ‘السيطرة الجوية الأمريكية غير القابلة للتحطيم’، ويفتح الباب أمام تحولات جذرية في قواعد الاشتباك الإقليمي”.
وأكد بالقول: “نحن أمام لحظة فارقة، MQ-9 لم تسقط لأنها طائرة سهلة الإسقاط، بل لأنها تحلّق في زمنٍ باتت فيه الإرادة السيادية أطول من جناحيها، والقرار الميداني أكثر فاعلية من شبكات السيطرة التي تتحكم بها”.
وأضاف: “إسقاط الطائرات في اليمن ليس سوى وجه من وجوه مشهد إقليمي آخذ في التشكل، يؤدي تآكل الهيبة الأمريكية رويدا رويدا، يبشر بلادة سيادة جديدة من تحت الركام”.
يُشار إلى إن القوات اليمنية تمكنت من إسقاط 21 طائرة نوع ‘إم كيو 9’، منها أربع طائرات أثناء العدوان الأمريكي – السعودي على البلاد، و17 طائرة في معركة ‘الفتح الموعود والجهاد المقدس’ التي أعلنتها صنعاء في نوفمبر 2023، إسنادا لغزة، عقب إنطلاق عملية ‘طوفان الأقصى’، في 7 أكتوبر 2023.
———————–
المصدر: السياسية