حقيقة طلب رئيس أمانة بغداد ترحيل الدخلاء خلال مقابلة
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
غداة مقابلة بثت في 12 يوليو الحالي، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما في العراق، كلاما منسوبا لرئيس السلطات المحلية في مدينة بغداد يدعو إلى "ترحيل الدخلاء".
لكن هذا الادعاء غير صحيح، ولم يصدر أي كلام من هذا النوع عن هذا المسؤول.
وجاء في المنشورات المتداولة على موقعي فيسبوك وأكس، تصريح مزعوم منسوب لرئيس أمانة بغداد (رئيس السلطات المحلية في العاصمة)، عمار موسى كاظم، أن "العاصمة مصممة لاستيعاب ثلاثة ملايين نسمة والآن يسكنها عشرة ملايين، يجب ترحيل الدخلاء".
وأثار هذا التصريح المزعوم ردود فعل مختلفة على مواقع التواصل، إذ رحب به البعض فيما اعتبره البعض الآخر مسيئا لمن تعود أصولهم لخارج بغداد.
ويعيش في العاصمة العراقية ما يناهز عشرة ملايين نسمة بحسب السلطات المحلية هناك في ظل تدهور البنى التحتية وفشل الخدمات العامة بسبب عقود من الصراعات وسوء الإدارة وانتشار الفساد، وفقا لفرانس برس.
وتشتد في العراق، البالغ عدد سكانه الإجمالي نحو 44 مليونا، الانقطاعات اليومية للتيار الكهربائي في الصيف عندما تقترب درجات الحرارة من 50 درجة، مما يؤدي إلى تفاقم السخط الشعبي في بلد ذي بنية تحتية متهالكة.
وفي زمن الرئيس الراحل، صدام حسين، اعتمدت السلطات العراقية سياسة متشددة تمنع شراء بيوت في العاصمة إلا للعائلات المسجلة في بغداد وفق إحصاء عام 1957. لكن بعد سقوط النظام عام 2003 ألغي هذا الإجراء وتدفق السكان على بغداد من المناطق الفقيرة.
وفي هذا السياق ظهرت هذه المنشورات التي تدعي أن أمين العاصمة طالب بترحيل "الدخلاء" عن بغداد.
تصريح محوّرلكن أمانة بغداد نفت ما نسب لرئيسها، وقالت إن ما نقل على صفحات مواقع التواصل تضمن إضافات لم يقلها.
وبالفعل يرشد التفتيش على محركات البحث عن تصريحات جديدة لعمار موسى كاظم إلى مقابلة بثتها قناة العراقية الإخبارية، ونشرتها على موقع يوتيوب في 12 يوليو الحالي.
وفي هذه المقابلة، وتحديدا في الثانية العشرين بعد الدقيقة الأولى يقول المسؤول المحلي "بغداد ضمن حدود التصميم الأساسي، ووفق ما هو مخطط وكيف صمّمت هذه المدينة، هي كانت مصممة لاستيعاب نحو ثلاثة ملايين نسمة، اليوم يسكن العاصمة نحو 10 ملايين نسمة"، وهو كلام يتطابق مع ما جاء في أول المنشور.
وأضاف في حديثه عن الضغط على الخدمات في العاصمة "هناك أيضا ثقل المناطق العشوائية أو المناطق الزراعية التي تحولت إلى مناطق سكنية، والتي تشكل النسبة الأكبر في المحافظات العراقية".
لكنه لم يأت على الحديث عن "ترحيل الدخلاء" مثلما ادعت المنشورات.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: ملایین نسمة فی العاصمة
إقرأ أيضاً:
الدخلاء على مهنة الإعلام (3-3)
فى السنوات الأخيرة، أصبحت الساحة الإعلامية الرياضية تشهد ظاهرة لافتة تتمثل فى اقتحام عدد من غير المؤهلين لهذه المهنة، وهو ما أدى إلى تراجع مستوى المحتوى المقدم وتزايد الفتن والصراعات بين الجماهير.. قد يبدو المشهد متنوعًا ومثيرًا للانتباه، لكنه يحمل فى طياته الكثير من الإشكاليات التى يجب التصدى لها بحزم.
من أبرز الدخلاء الذين فرضوا أنفسهم على الساحة الإعلامية الرياضية هم بعض لاعبى كرة القدم المعتزلين، الذين قرروا الانتقال من المستطيل الأخضر إلى استوديوهات التحليل والتقديم، فى الوقت الذى قد يمتلك فيه هؤلاء خبرات رياضية عملية، إلا أن ذلك لا يعوض غياب التأهيل الأكاديمى والإعلامى المطلوب لتقديم محتوى يثرى عقل المشاهد بدلاً من إثارة عواطفه وتحريضه ضد الآخرين.
إن الإعلام ليس مجرد منصة لعرض الآراء أو سرد التجارب، بل هو مهنة لها أصول وقواعد تستند إلى المهنية، الموضوعية، واحترام عقل الجمهور، وحين يتحول بعض الإعلاميين إلى أدوات لنشر الشائعات وتأجيج الفتن بين الأندية والجماهير، فإننا أمام أزمة حقيقية تهدد ليس فقط مصداقية الإعلام، بل أيضاً وحدة النسيج الرياضى.
الحاجة إلى التأهيل والتطوير:
لا يمكن أن ننكر أهمية اللاعبين المعتزلين كخبراء يثرون التحليل الفنى بمعلومات دقيقة، لكن وجودهم فى الإعلام يجب أن يكون ضمن إطار مؤسسى يقوم على التأهيل والتدريب، فالحصول على شهادة علمية أو اجتياز دورات متخصصة فى الإعلام الرياضى ليس رفاهية، بل ضرورة لضمان تقديم محتوى متوازن ومهنى.
المسئولية المشتركة:
المسئولية هنا لا تقع على عاتق الدخلاء وحدهم، بل تشمل المؤسسات الإعلامية التى تستقطب هؤلاء دون النظر إلى مؤهلاتهم أو مدى قدرتهم على الالتزام بالمهنية، هناك حاجة إلى وضع معايير واضحة للتوظيف فى المجال الإعلامى، تشمل المؤهلات الأكاديمية والخبرة العملية فى الإعلام، بدلاً من الاعتماد فقط على الشهرة أو الشعبية.
وفى النهاية فإننى أرى أن إصلاح الإعلام الرياضى يبدأ من العودة إلى الأسس المهنية التى تحترم عقل المشاهد وتضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار، وعلينا أن ندرك أن الرياضة رسالة تجمع ولا تفرق، والإعلام هو الوسيلة التى تنقل هذه الرسالة بأمانة ومهنية، أما الدخلاء الذين يسعون وراء الإثارة والفتنة، فمكانهم ليس فى الإعلام، بل خارجه.