يراوح السجال بشأن الاستحقاق الرئاسي مكانه. وعلى رغم تكرار مواقف المعارضة اليومية التي تحمل رئيس مجلس النواب نبيه بري المسؤولية عن استمرار الشغور، فإن الرئيس بري يكرر "انه لا بديل عن الحوار، وأن بضعة أيام يمكن ان تؤدي إلى الاتفاق على اسم أو مجموعة أسماء ليمكن الذهاب بعدها إلى جلسة ويكون لدينا رئيس للجمهورية".

  وبعدما كان مقرراً أن يلتقي ممثلون عن قوى المعارضة، يوم الجمعة الماضي، ممثلين عن حركة "أمل"، على أن يلتقوا بعدها ممثلين عن "حزب الله"، يوم الاثنين المقبل، إلا أنه تم إلغاء الموعدين من دون تقديم أي عذر أو مبرر، ومن دون تحديد أي مواعيد جديدة من قِبَلهما، كما يؤكد أحد نواب المعارضة الذين التقوا على مدار الأسبوعين الماضيين الكتل النيابية ونواباً مستقلين ليعرضوا عليهم "خريطة طريق" لحل الأزمة الرئاسية.   وجاء في "الشرق الاوسط": منذ انطلاق مسعى المعارضة، دأب نواب من "الثنائي الشيعي" على انتقاد "خريطة الطريق" التي وضعتها المعارضة، والتأكيد على أنه لا حل للأزمة إلا عن طريق المبادرة التي كان قد طرحها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وتقول بدعوة رسمية لحوار يمكن أن يستمر 10 أيام حداً أقصى، يتم خلالها التفاهم على اسم مرشح رئاسي أو اثنين أو ثلاثة، توجه بعدها دعوة لجلسة يتم خلالها انتخاب الرئيس. إلا أن المعارضة ترفض هذه المبادرة لاعتبار أنها "تكرّس أعرافاً جديدة وتجعل رئاسة البرلمان ممراً إلزامياً لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، في مخالفة فاضحة للدستور".   ويعدُّ المصدر النيابي المعارض، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "الثنائي الشيعي" بأدائه هذا يؤكد عدم استعداده لسماع الطرف الآخر، وبات يتعاطى صراحة مع الملف الرئاسي على قاعدة «إما أن تسيروا بمرشحنا وتخضعوا لشروطنا أو لا رئيس للجمهورية".   يضيف المصدر لـ"الشرق الأوسط" يبدو أن (الثنائي الشيعي) بات يترجم فائض القوة لديه بالتعالي والتكبر على باقي القوى والكتل، وهذا أمر خطير جداً يفترض أن يدفعنا للتمسك باتفاق الطائف أكثر من أي وقت مضى".   ويوضح عضو تكتل "الجمهورية القوية"، النائب غسان حاصباني، وهو عضو لجنة المعارضة التي تتولى عرض «خريطة الطريق» على ممثلين عن الكتل النيابية (وتضم أيضاً النواب: إلياس حنكش، ميشال الدويهي وبلال الحشيمي)، أنه "في أول تواصل مع حركة (أمل) و(حزب الله) طلبا أن يتم تحديد موعد بعد انتهاء ذكرى عاشوراء، وقد تواصلنا معهما بعد ذلك على أساس أن نلتقي ممثلين عنهما خلال لقاء مشترك معهما، بعدها قررا أن يكون هناك لقاءان منفصلان، وكانا يحددان مواعيد ويعودان فيؤجلانها، وتم تحديد موعد مبدئي ثم تم التراجع عنه مؤخراً"، معتبراً أنه من الواضح أنهما لا يريدان الجلوس معنا.   ويشير حاصباني إلى أن "لجنة متابعة المعارضة التقت ممثلين عن كل الكتل النيابية، ولا يزال هناك عدد قليل من النواب المستقلين سنلتقيهم الأسبوع المقبل"، مؤكداً أن كل من التقوهم «كانوا إيجابيين ومؤيدين لطروحاتنا، وحتى (اللجنة الدولية الخماسية) رحبت بـ(الخريطة) وعدّت أنها تتماهى مع بيانها الأخير الذي ذكر التشاور لا الحوار".   ويلفت حاصباني إلى أن المعارضة ستواصل مساعيها لانتخاب رئيس بالطرق الدستورية، "من دون خلق أعراف جديدة أو البناء على أعراف سابقة تهدد بتفكيك (دستور الطائف)، وهي أصلاً أعراف أدت لخراب البلد".   وتحدث النائب في كتلة "التنمية والتحرير"، قاسم هاشم، عن سبب إلغاء الموعد مع ممثلين عن الكتلة التي ينتمي إليها، الذي كان مقرراً يوم الجمعة الماضي، لافتاً إلى أنه "لم يكن هناك أصلاً موعد ثابت، إنما مجرد حديث مع أحد الزملاء»، مشدداً في تصريح لـ"الشرق الأوسط" على أن "هناك أصولاً لأخذ المواعيد".   وعما إذا كان سيتم تحديد موعد جديد في حال طلبت المعارضة ذلك، يقول هاشم: "عندها يُبحث الموضوع، علماً بأن اللقاء معهم لن يُقدّم أو يؤخّر في حل الأزمة الرئاسية؛ لأن ما يطرحونه هو حوار للحوار، أما ما نطرحه نحن فحوار بآلية واضحة تؤدي لانتخاب رئيس".   ويضيف هاشم: "موقفنا واضح مما هو مطروح من رؤى وأفكار، ونحن كنا ولا نزال مقتنعين بأن أسرع وأقصر الطرق لانتخاب رئيس هي طريق مبادرة الرئيس بري الواضحة بآليتها، والمحددة زمنياً".   وشدد النائب في كتلة "التنمية والتحرير"، علي حسن خليل، على "أننا بحاجة لترتيب أوضاعنا الداخلية"، معتبراً أنه "على كل طرف إعادة النظر بمواقفه، فلا بد من أن نلتقي ونتحاور بقوة الالتزام الوطني وتحت سقف الدستور، إيماناً بلبنان العيش المشترك، لبنان الواحد القوي بوحدته، من أجل الخروج من الأزمة السياسية الراهنة وانتخاب رئيس للجمهورية يعيد انتظام المؤسسات الدستورية بما يعيد ثقة اللبنانيين وثقة العالم بلبنان الوطن والدور والرسالة".   وأكد خليل أن "مبادرة الرئيس نبيه بري التشاورية والحوارية، منذ أن أطلقها، لم تكن تكتيكاً سياسياً، إنما كانت ولا تزال فعل إيمان بأن الحوار هو مدخل لا مناص منه للخروج من الأزمة، وهو باب الحل لإنجاز استحقاق رئاسة الجمهورية".   أما الخريطة التي تسوق لها المعارضة فتلحظ اقتراحين: الأول ينص على أن "يلتقي النواب في المجلس النيابي ويقومون بالتشاور فيما بينهم، من دون دعوة رسمية أو مؤسسة أو إطار محدد، حرصاً على احترام القواعد المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية المنصوص عنها في الدستور اللبناني، على ألا تتعدى مدة التشاور 48 ساعة، يذهب من بعدها النواب، وبغض النظر عن نتائج المشاورات، إلى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، وذلك حتّى انتخاب رئيس للجمهورية كما ينص الدستور، من دون إقفال محضر الجلسة، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب".   أما الاقتراح الثاني فينص على "دعوة رئيس مجلس النواب إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ويترأسها وفقاً لصلاحياته الدستورية، فإذا لم يتم الانتخاب خلال الدورة الأولى، تبقى الجلسة مفتوحة، ويقوم النواب والكتل بالتشاور خارج القاعة لمدة أقصاها 48 ساعة، على أن يعودوا إلى القاعة العامة للاقتراع في دورات متتالية بمعدل 4 دورات يومياً، من دون انقطاع ومن دون إقفال محضر الجلسة، وذلك إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب".  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: انتخاب رئیس للجمهوریة الثنائی الشیعی ممثلین عن على أن من دون

إقرأ أيضاً:

لتلبية مطلب أهالي دوائرهم.. وزير الأوقاف يستقبل عددًا من النواب

استقبل الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف عددًا من أعضاء مجلس النواب، في مقر وزارة الأوقاف بالعاصمة الإدارية الجديدة، في إطار تعزيز قنوات التواصل الفعال مع نواب البرلمان من خلال عقد لقاء دوري  للاستماع لمطالب أهالي دوائرهم وغيرهم والعمل على وضع الحلول المناسبة لها بكل ما في الوسع والإمكان

ورحب وزير الأوقاف في بداية اللقاء بالنواب مؤكدًا حرصه على عقد هذا اللقاء الدوري للاستماع لطلبات النواب الذين يعبرون عن صوت شعب مصر العظيم من أبناء دوائرهم التي يمثلونها من مختلف المحافظات، بما يعزز السعي المشترك لتقديم خدمات أفضل للمواطنين تحقيقًا لرضاهم، وتلبية لاحتياجاتهم.

وأكد وزير الأوقاف على سرعة فحص الطلبات والشكاوى المقدمة من النواب ودراستها من خلال المختصين، والعمل على تنفيذ حلول مناسبة وسريعة وناجزة لها.

من جانبهم وجه النواب الشكر والتحية للأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف على حرصه على تعزيز التعاون والتواصل مع البرلمان ونوابه والتعاون في تحسين الخدمات لأهالي الدوائر.

وأشاد النواب خلال اللقاء بالاستراتيجية الجديدة التي انتهجتها وزارة الأوقاف في عملها الدعوي، والمنهجية الجديدة التي انتهجتها الوزارة في عملها الإداري، بما يحقق سرعة إنجاز العمل والرد على طلبات المواطنين ودراستها في أسرع وقت.

مقالات مشابهة

  • دومة: أعضاء مجلس النواب حريصون على التنمية والإعمار في مناطق الجنوب
  • مفارقات مالية.. رواتب الوقف السني تتجاوز 3 أضعاف نظيره الشيعي
  • الصغير: مكتب النائب العام هو الجهة الوحيدة في طرابلس التي تعمل وتجتهد فعلياً
  • «مجلس النواب» يتابع خطط التطوير العمراني بمختلف المدن
  • صقر غباش ورئيس «النواب» الجيبوتي يبحثان العلاقات
  • رئيس ديوان مجلس النواب يبحث سير العمل بمصلحة التخطيط العمراني 
  • أوّل الغيث.. هكذا علّق عدد من النواب على توقيف سلامة
  • لتلبية مطلب أهالي دوائرهم.. وزير الأوقاف يستقبل عددًا من النواب
  • رئيس تشريعية النواب: اللجنة تنظر تعديلات نقابة المحامين.. ونرفض الإساءة
  • صدور الحكم في القضية التي رفعها العياصرة على ينال فريحات / فيديو