صراع العروش.. ضغوط على عائلة بايدن بين دعمه ودعوته للانسحاب
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
منذ أسابيع أخفق الرئيس الأميركي، جو بايدن، في تهدئة المخاوف بقدرته على التغلب على منافسه الجمهوري، دونالد ترامب، إذ أصبحت الأصوات التي تنادي بانسحابه أعلى من تلك الداعمة له.
الضغوط التي تواجه بايدن لا تشكل تحديا، إذ يسعى أفراد عائلته لتقديم دعمهم الخاص، بينما تنصب الأنظار على العائلة خاصة بعد تكرار أداء متعثر منذ المناظرة، التي جرت أواخر يونيو الماضي.
التدقيق في تصريحات وتحركات بايدن أمام الإعلام لا يتوقف عند الرئيس وحده، إذ يتابع الجميع كيف تتفاعل عائلته معه، وكان آخرها عندما رافق هانتر، نجل الرئيس الأميركي، لوالده قبل إدلائه لتعليقه بشأن قرار المحكمة العليا بمنح الحصانة لمنافسه ترامب بسبب أفعاله كرئيس، بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.
وجود هانتر أثار "الدهشة" بين موظفين في البيت الأبيض وفقا للصحيفة، إذ رأوا فيه "علامة مثيرة للقلق" على أن أحد أفراد العائلة الذي يواجه "مشاكل سياسية" يقوم بدور متجدد في عمل رسمي.
هنتر بايدن يعود إلى الواجهة لتقديم الدعم لوالده . أرشيفيةبينما يرى مقربون من العائلة، أن هانتر "استقر في حياته" ويتولى "دورا" في دائرة بايدن الضيقة كـ "مستشار ومرشد".
ويصف التقرير الوضع داخل عائلة بايدن المتماسكة بـ "المضطربة"، إذ يقول مقربون منهم تحدثوا لواشنطن بوست شريطة عدم ذكر أسمائهم إنهم يمرون بمشاعر "حزن وغضب وتصميم وإحباط شديد بسبب ما يعتبرونه خيانة" لرجل قضى نصف قرن كخادم مخلص للحزب الديمقراطي.
ومنذ أسابيع يتبادل أفراد العائلة اتصالات يومية، ورسائل متكررة، ولكن لم يقم "أي منهم بالدعوة لأجل اجتماع طارئ" لبحث مستقبل بايدن في الانتخابات، في وقت تتزايد الأصوات الديمقراطية بدعوته للانسحاب من الترشح، فيما أعرب البعض مخاوفهم من التأثير على حظوظ الحزب في الانتخابات الرئاسية.
وتعزو الصحيفة "غضب العائلة" إلى اقتناعها "بأن بايدن كان يمكنه تجاوز الأداء السيء في المناظرة لو لم يوحّد ديمقراطيون قواهم على الفور ضده"، إذ أصبحت الأسرة تنظر إلى الأسابيع الماضية على أنها أشبه بـ "صراع العروش" بين مختلف فصائل الحزب.
وذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" أن بعض أفراد عائلة بايدن ناقشوا سيناريو انسحابه من السباق الرئاسي، رغم عدم وجود قرار نهائي بذلك.
نيويورك تايمز: بايدن غاضب من "سيد الدمى" في دعوات انسحابه من الانتخابات ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن بينما يعاني الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي يقبع في منزله الواقع على شاطئ ديلاوير، من الإصابة بكوفيد-19، إلا أنه تنتابه مشاعر الغضب بعدما تخلى عنه حلفاؤه، كما يشعر بالاستياء المتزايد مما يعتبره حملة منسقة لإخراجه من السباق الرئاسي، ويشعر بالمرارة تجاه بعض أولئك الذين اعتبرهم مقربين من قبل، بما في ذلك الرئيس السابق، باراك أوباما.وقد يتضمن القرار "خطة محسوبة بعناية" بناء على توقيت بايدن الخاص لإعطاء بعض الاحترام لهذا القرار المتأخر تاريخيا بعدم الترشح من قبل رئيس أميركي لا يزال في منصبه.
ولكن حتى مع تعالي الأصوات المناهضة لبايدن داخل الحزب الديمقراطي، إلا أنها "زادت عزمه على البقاء في منصبه" والترشح لولاية ثانية للبقاء في البيت الأبيض، وفق ما تشير إليه مواقفه العلنية.
بايدن يواجه ضغوطا متزايدة من شخصيات بارزة في الحزب الديمقراطي للانسحاب من الانتخاباتوأكد بايدن، الجمعة، تمسكه بالترشح لولاية رئاسية ثانية، وقال بايدن في بيان مكتوب من منزله في ديلاوير حيث يتعافى من فيروس كورونا: "المخاطر مرتفعة والخيار واضح. معا، سنفوز".
وتعهد استئناف حملته الانتخابية الأسبوع المقبل، مهاجما الرؤية "المتشائمة" للمستقبل التي قدمها منافسه ترامب.
ومنذ المناظرة يخضع بايدن لاختبار هام "لاستعادة الديمقراطيين المتشككين، في لحظة محفوفة بالمخاطر" بحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس.
وتشير الوكالة إلى أن بايدن ما زال أمام مرحلة "خيارات مهمة" التي يمكن أن تحدد اتجاه الانتخابات التي ستجرى في نوفمبر المقبل، خاصة بعد مؤتمر الجمهوريين قبل أيام، حيث أعلن ترشيح ترامب رسميا.
وانضم ستة أعضاء ديمقراطيين آخرين في مجلس النواب وعضو آخر في مجلس الشيوخ إلى من يطالبونه علنا بالانسحاب من انتخابات نوفمبر بسبب مخاوف تتعلق بصحته وتراجع شعبيته في استطلاعات الرأي، وفقا لتقرير نشرته وكالة فرانس برس.
وأعلن أربعة من هؤلاء موقفهم في رسالة مشتركة حضوا فيها بايدن على "تمرير الشعلة"، وبينهم أعضاء في المجموعات الانتخابية بين الأميركيين من أصول أفريقية ولاتينية الذين ظلوا حتى الآن محافظين على ولائهم له.
مصادر ذكرت أن بيلوسي أعلمت بعض الديمقراطيين في الكونغرس باقتراب انسحاب بايدن من السباق الرئاسيودعا نحو 25 ديمقراطيا في مجلس النواب وثلاثة في مجلس الشيوخ بايدن إلى الانسحاب منذ المناظرة الرئاسية وكان أداؤه فيها كارثيا إلى حد أن سلسلة من استطلاعات الرأي أظهرت أن المرشح الجمهوري في طريقه لاستعادة البيت الأبيض.
وصدرت تقارير إعلامية مؤخرا تستند إلى مصادر مجهولة تفيد بأن بايدن يضع خطة لخروج لائق في الأيام المقبلة، متقبلا تحذيرات كبار الديموقراطيين من أن وقته قد انتهى.
لكن حملته ردت قائلة إنه رغم وجود بعض "التراجع" في الدعم، إلا أن بايدن لا يزال المرشح الأفضل.
وقالت رئيسة الحملة جين أومالي ديلون لبرنامج "مورنينغ جو" على شبكة "إم إس إن بي سي" إن "الرئيس باق في هذا السباق بالتأكيد. جو بايدن ملتزم أكثر من أي وقت مضى إنزال الهزيمة بدونالد ترامب".
بيان رسمي من حملة بايدن بعد الدعوات المتزايدة لانسحابه من سباق الرئاسة أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي يواجه صعوبات تتصل بتقدمه في العمر إضافة إلى عزلته إثر إصابته بكوفيد، الجمعة، أنه سيستأنف حملته الانتخابية الأسبوع المقبل، مهاجما الرؤية "المتشائمة" لمنافسه الجمهوري دونالد ترامب بالنسبة الى المستقبل.تصاعد الضغط على بايدن بشكل كبير الخميس مع ظهور تقارير عن إعراب الرئيس الأسبق، باراك أوباما، ورئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، وزعماء الحزب الحاليين في مجلسي الشيوخ والنواب، عن مخاوفهم وراء الكواليس بشأن ترشح بايدن.
وقال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، الجمعة: "هذا قراره".
وأضاف لإذاعة "دبليو واي إن سي" أن "البطاقة المتوفرة الآن يمكننا الفوز بها"، لكنه أشار إلى التحديات الماثلة التي يجب التعامل معها.
زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (على اليمين) وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (يسار) في البيت الأبيض. أرشيفيةوفاز بايدن على ترامب، في عام 2020، ليصبح بذلك أكبر رئيس سنا في تاريخ الولايات المتحدة.
وأي قرار يتخذه بايدن بالتنحي قبل أقل من أربعة أشهر من انتخابات 5 نوفمبر يجب أن يحاول أيضا تجنب إثارة الفوضى في الحزب الديمقراطي بشأن خليفته.
والمرشحة الأوفر حظا هي نائبة الرئيس، كامالا هاريس، التي تم بهدوء درس آفاق مواجهتها ترامب من جانب مسؤولي الحملة مع تعاظم أزمة بايدن.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الرئیس الأمیرکی فی مجلس النواب البیت الأبیض جو بایدن أن بایدن
إقرأ أيضاً:
الانتخابات الأمريكية.. صراع بين «يقينيات» ترامب «وتحالفات» هاريس
في الوقت الذي يتجه فيه الأمريكيون اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس لفترة تمتد لأربع سنوات يراقب العالم بكثير من القلق مسارات الانتخابات ونتائجها التي تنعكس على العالم أجمع. وتدور المنافسة بشكل شرس جدا بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس. ويمثل كل منهما رؤية مختلفة لمستقبل أمريكا ودورها في العالم باعتبارها ما زالت القوة الأكبر سواء في الجانب العسكري أو الاقتصادي. وشهدت الحملة الانتخابية لكل من ترامب وهاريس صياغة رسائل تبرز مخاوف وتطلعات الأمريكيين من القضايا الداخلية وتبرز أيضا الكثير من القضايا والتحديات التي تعصف بالعالم في الوقت الراهن. حشد ترامب أنصاره تحت راية «أمريكا أولا» وهذا شعار مستمر منذ رئاسته السابقة مركزا على فكرة الانتعاش الاقتصادي وإعادة السيادة الأمريكية على حد تعبيره والموقف الصارم بشأن الهجرة والتجارة. ووعد ترامب خلال رسائله الانتخابية بالعودة إلى السياسات الحازمة لإدارته السابقة، التي أعطت الأولوية للصفقات الثنائية على التعاون متعدد الأطراف. ويقدر أنصار ترامب توجهه الصارم في السياسة الخارجية، وخاصة موقفه من الصين وإصراره على زيادة الإنفاق العسكري. ولكن خطاب ترامب كان في كثير من الأحيان سبباً في تأجيج الاستقطاب، وهو العامل الذي قد يحشد قاعدته ولكنه، أيضا، يثني الناخبين المترددين الذين يخشون الانقسام في الداخل وعدم القدرة على القراءة المستقبلية لأحداث الخارج. أمّا كامالا هاريس فإنها تجسد الاستمرارية لإدارة الرئيس جو بايدن ولكنها تقدم رؤية معدلة لأمريكا المتغيرة. تؤكد حملة هاريس على بناء التحالفات، ليس فقط في الداخل ولكن، أيضًا، على المستوى الدولي في لحظة يبدو فيها العالم في أمس الحاجة إلى تحالفات تجتمع حول قيم إنسانية آخذة في التآكل. وتتحدث هاريس عن معالجة تغير المناخ، وتعزيز التحالفات، وتوسيع السياسات الاجتماعية لدعم الفئات الضعيفة اقتصاديًا.. ولاقى خطابها صدى بين الناخبين الشباب والأقليات، على الرغم من أن المنتقدين يزعمون أن رؤيتها تفتقر إلى السرعة اللازمة لمواكبة توترات العالم المتصاعدة بشكل فظيع، وفي ظل غياب اليقين في الجوانب الاقتصادية. ورغم ذلك ينظر الكثيرون إلى ترشيح هاريس باعتباره قوة استقرار، تسعى إلى إصلاح العلاقات العالمية المتوترة واستعادة سمعة أمريكا كحليف يمكن الاعتماد عليه. وأظهرت استطلاعات الرأي سباقًا متقاربًا، حيث انقسم الناخبون على أسس أيديولوجية. لا تزال القاعدة الأساسية لترامب قوية، وتستمد قوتها من وعوده بالنهضة الاقتصادية والفخر الوطني. ومع ذلك، تتقدم هاريس قليلاً في بعض الاستطلاعات، وخاصة في المناطق الحضرية والضواحي، حيث تلاقي رسائلها الانتخابية الكثير من الترحيب. لكن لا يمكن أن يبنى على هذه الاستطلاعات رؤية دقيقة حول مسار اليوم الانتخابي خاصة وأن جمهور الناخبين انقسامه واضح وفق ما توضحه الاستطلاعات، وستكون قدرة كل مترشح على الحشد في هذا اليوم لها دور محوري في تحديد النتيجة. لكن الانتخابات الأمريكية ليست شأنا داخليا أمريكيا إنها، أيضا، شأن عالمي يراقبه حلفاء أمريكا وخصومها على حد سواء. وتكشف مواقف كل من ترامب وهاريس التباين في المواقف السياسية الخارجية المختلفة. قد يعني إعادة انتخاب ترامب تحولا إضافيا بعيدا عن التعددية، وهو التحول الذي يجده بعض الحلفاء أنه مقلق. على النقيض من ذلك، تشير هاريس إلى العودة إلى المشاركة الدبلوماسية والمسؤولية المشتركة، وهذه القيم التي تكشفها رسائل هاريس الانتخابية تتماشى بشكل أفضل مع عالم يفترض أنه مترابط، ولكن حتى هذه الرؤية يشكك مؤيدوها في مدى قدرة أمريكا على الالتزام بها حيث إن شراكاتها لم تعد قادرة على البقاء على المدى الطويل. ومن سيراقب المشهد اليوم في أمريكا وفي متابعة العالم له سيستطيع أن يقرأ رؤيتين متنافستين: رؤية تسعى لاستعادة «اليقينيات» القديمة ورؤية تسعى لبناء مستقبل تعاوني.. وفي جميع الأحوال فإن الرؤيتين لا تستطيعان العودة بالزمن إلى الوراء حيث كان القرن الأمريكي يسيطر على كل شيء. |