منذ أسابيع أخفق الرئيس الأميركي، جو بايدن، في تهدئة المخاوف بقدرته على التغلب على منافسه الجمهوري، دونالد ترامب، إذ أصبحت الأصوات التي تنادي بانسحابه أعلى من تلك الداعمة له.

الضغوط التي تواجه بايدن لا تشكل تحديا، إذ يسعى أفراد عائلته لتقديم دعمهم الخاص، بينما تنصب الأنظار على العائلة خاصة بعد تكرار أداء متعثر منذ المناظرة، التي جرت أواخر يونيو الماضي.

التدقيق في تصريحات وتحركات بايدن أمام الإعلام لا يتوقف عند الرئيس وحده، إذ يتابع الجميع كيف تتفاعل عائلته معه، وكان آخرها عندما رافق هانتر، نجل الرئيس الأميركي، لوالده قبل إدلائه لتعليقه بشأن قرار المحكمة العليا بمنح الحصانة لمنافسه ترامب بسبب أفعاله كرئيس، بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.

وجود هانتر أثار "الدهشة" بين موظفين في البيت الأبيض وفقا للصحيفة، إذ رأوا فيه "علامة مثيرة للقلق" على أن أحد أفراد العائلة الذي يواجه "مشاكل سياسية" يقوم بدور متجدد في عمل رسمي.

هنتر بايدن يعود إلى الواجهة لتقديم الدعم لوالده . أرشيفية

بينما يرى مقربون من العائلة، أن هانتر "استقر في حياته" ويتولى "دورا" في دائرة بايدن الضيقة كـ "مستشار ومرشد".

ويصف التقرير الوضع داخل عائلة بايدن المتماسكة بـ "المضطربة"، إذ يقول مقربون منهم تحدثوا لواشنطن بوست شريطة عدم ذكر أسمائهم إنهم يمرون بمشاعر "حزن وغضب وتصميم وإحباط شديد بسبب ما يعتبرونه خيانة" لرجل قضى نصف قرن كخادم مخلص للحزب الديمقراطي.

ومنذ أسابيع يتبادل أفراد العائلة اتصالات يومية، ورسائل متكررة، ولكن لم يقم "أي منهم بالدعوة لأجل اجتماع طارئ" لبحث مستقبل بايدن في الانتخابات، في وقت تتزايد الأصوات الديمقراطية بدعوته للانسحاب من الترشح، فيما أعرب البعض مخاوفهم من التأثير على حظوظ الحزب في الانتخابات الرئاسية.

وتعزو الصحيفة "غضب العائلة" إلى اقتناعها "بأن بايدن كان يمكنه تجاوز الأداء السيء في المناظرة لو لم يوحّد ديمقراطيون قواهم على الفور ضده"، إذ أصبحت الأسرة تنظر إلى الأسابيع الماضية على أنها أشبه بـ "صراع العروش" بين مختلف فصائل الحزب.

وذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" أن بعض أفراد عائلة بايدن ناقشوا سيناريو انسحابه من السباق الرئاسي، رغم عدم وجود قرار نهائي بذلك.

نيويورك تايمز: بايدن غاضب من "سيد الدمى" في دعوات انسحابه من الانتخابات ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن بينما يعاني الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي يقبع في منزله الواقع على شاطئ ديلاوير، من الإصابة بكوفيد-19، إلا أنه تنتابه مشاعر الغضب بعدما تخلى عنه حلفاؤه، كما يشعر بالاستياء المتزايد مما يعتبره حملة منسقة لإخراجه من السباق الرئاسي، ويشعر بالمرارة تجاه بعض أولئك الذين اعتبرهم مقربين من قبل، بما في ذلك الرئيس السابق، باراك أوباما.

وقد يتضمن القرار "خطة محسوبة بعناية" بناء على توقيت بايدن الخاص لإعطاء بعض الاحترام لهذا القرار المتأخر تاريخيا بعدم الترشح من قبل رئيس أميركي لا يزال في منصبه.

ولكن حتى مع تعالي الأصوات المناهضة لبايدن داخل الحزب الديمقراطي، إلا أنها "زادت عزمه على البقاء في منصبه" والترشح لولاية ثانية للبقاء في البيت الأبيض، وفق ما تشير إليه مواقفه العلنية. 

بايدن يواجه ضغوطا متزايدة من شخصيات بارزة في الحزب الديمقراطي للانسحاب من الانتخابات

وأكد بايدن، الجمعة، تمسكه بالترشح لولاية رئاسية ثانية، وقال بايدن في بيان مكتوب من منزله في ديلاوير حيث يتعافى من فيروس كورونا: "المخاطر مرتفعة والخيار واضح. معا، سنفوز".

وتعهد استئناف حملته الانتخابية الأسبوع المقبل، مهاجما الرؤية "المتشائمة" للمستقبل التي قدمها منافسه ترامب.

ومنذ المناظرة يخضع بايدن لاختبار هام "لاستعادة الديمقراطيين المتشككين، في لحظة محفوفة بالمخاطر" بحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس.

وتشير الوكالة إلى أن بايدن ما زال أمام مرحلة "خيارات مهمة" التي يمكن أن تحدد اتجاه الانتخابات التي ستجرى في نوفمبر المقبل، خاصة بعد مؤتمر الجمهوريين قبل أيام، حيث أعلن ترشيح ترامب رسميا.

وانضم ستة أعضاء ديمقراطيين آخرين في مجلس النواب وعضو آخر في مجلس الشيوخ إلى من يطالبونه علنا بالانسحاب من انتخابات نوفمبر بسبب مخاوف تتعلق بصحته وتراجع شعبيته في استطلاعات الرأي، وفقا لتقرير نشرته وكالة فرانس برس.

وأعلن أربعة من هؤلاء موقفهم في رسالة مشتركة حضوا فيها بايدن على "تمرير الشعلة"، وبينهم أعضاء في المجموعات الانتخابية بين الأميركيين من أصول أفريقية ولاتينية الذين ظلوا حتى الآن محافظين على ولائهم له. 

مصادر ذكرت أن بيلوسي أعلمت بعض الديمقراطيين في الكونغرس باقتراب انسحاب بايدن من السباق الرئاسي

ودعا نحو 25 ديمقراطيا في مجلس النواب وثلاثة في مجلس الشيوخ بايدن إلى الانسحاب منذ المناظرة الرئاسية وكان أداؤه فيها كارثيا إلى حد أن سلسلة من استطلاعات الرأي أظهرت أن المرشح الجمهوري في طريقه لاستعادة البيت الأبيض. 

وصدرت تقارير إعلامية مؤخرا تستند إلى مصادر مجهولة تفيد بأن بايدن يضع خطة لخروج لائق في الأيام المقبلة، متقبلا تحذيرات كبار الديموقراطيين من أن وقته قد انتهى.

لكن حملته ردت قائلة إنه رغم وجود بعض "التراجع" في الدعم، إلا أن بايدن لا يزال المرشح الأفضل. 

وقالت رئيسة الحملة جين أومالي ديلون لبرنامج "مورنينغ جو" على شبكة "إم إس إن بي سي" إن "الرئيس باق في هذا السباق بالتأكيد. جو بايدن ملتزم أكثر من أي وقت مضى إنزال الهزيمة بدونالد ترامب".

بيان رسمي من حملة بايدن بعد الدعوات المتزايدة لانسحابه من سباق الرئاسة أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي يواجه صعوبات تتصل بتقدمه في العمر إضافة إلى عزلته إثر إصابته بكوفيد، الجمعة، أنه سيستأنف حملته الانتخابية الأسبوع المقبل، مهاجما الرؤية "المتشائمة" لمنافسه الجمهوري دونالد ترامب بالنسبة الى المستقبل.

تصاعد الضغط على بايدن بشكل كبير الخميس مع ظهور تقارير عن إعراب الرئيس الأسبق، باراك أوباما، ورئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، وزعماء الحزب الحاليين في مجلسي الشيوخ والنواب، عن مخاوفهم وراء الكواليس بشأن ترشح بايدن.

وقال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، الجمعة: "هذا قراره".

وأضاف لإذاعة "دبليو واي إن سي" أن "البطاقة المتوفرة الآن يمكننا الفوز بها"، لكنه أشار إلى التحديات الماثلة التي يجب التعامل معها.

زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (على اليمين) وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (يسار) في البيت الأبيض. أرشيفية

وفاز بايدن على ترامب، في عام 2020، ليصبح بذلك أكبر رئيس سنا في تاريخ الولايات المتحدة.

وأي قرار يتخذه بايدن بالتنحي قبل أقل من أربعة أشهر من انتخابات 5 نوفمبر يجب أن يحاول أيضا تجنب إثارة الفوضى في الحزب الديمقراطي بشأن خليفته.

والمرشحة الأوفر حظا هي نائبة الرئيس، كامالا هاريس، التي تم بهدوء درس آفاق مواجهتها ترامب من جانب مسؤولي الحملة مع تعاظم أزمة بايدن.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الرئیس الأمیرکی فی مجلس النواب البیت الأبیض جو بایدن أن بایدن

إقرأ أيضاً:

بسبب ضغوط ترامب.. المنتج التنفيذي لبرنامج 60 دقيقة يعلن استقالته (شاهد)

أعلن المنتج التنفيذي لبرنامج "60 دقيقة" الشهير، بيل أوينز، عن استقالته من منصبه، في خطوة وُصفت بـ"المُفاجئة" وتعكس تصاعد الضغوط السياسية والإعلامية التي طالت البرنامج، خلال الأشهر الأخيرة، في ظل نزاع قضائي مفتوح مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وجاء إعلان أوينز في رسالة بريد إلكتروني وجّهها إلى فريق العمل، عبّر فيها عن أسفه لعدم قدرته على الاستمرار في قيادة البرنامج وفقاً لما وصفه بـ"الاستقلالية التحريرية التي دأب على التمسك بها". 
60 Minutes directly calls out its parent company, Paramount, following the resignation of executive producer Bill Owens pic.twitter.com/KL9XSM35se — philip lewis (@Phil_Lewis_) April 28, 2025
وقال أوينز: "اتّضح لي خلال الشهور الماضية، أنه لن يُسمح لي بإدارة البرنامج كما كنت أفعل دائماً، باتخاذ قرارات مستقلة بما يليق بـ'60 دقيقة' وجمهوره"، مضيفاً: "دافعت عن هذا البرنامج بكل ما أوتيت من قوة، واليوم أتنحّى حتى يتمكن من المضي قدماً".

تجدر الإشارة إلى أن  برنامج "60 دقيقة"، الذي انطلق خلال عام 1968، يُعتبر من أبرز أعمدة شبكة "سي بي إس نيوز"، حيث يجذب أسبوعياً ما يُناهز عشرة ملايين مشاهد. 

غير أنّ البرنامج قد دخل مؤخراً في صلب معركة قانونية، وُصفت إعلاميا بكونها "شرسة" مع الرئيس ترامب، الذي شنّ هجوماً واسعاً عليه، متهماً إياه بـ"التحيّز وتزييف المقابلات". وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2024، رفع ترامب، دعوى قضائية، ضد البرنامج، على خلفية مقابلة أُجريت مع نائبته الديمقراطية كامالا هاريس، مدعياً حصول "تلاعب تحريري". 


ورفضت شبكة "سي بي إس" هذه المزاعم، واصفة إياها بأنها "عارية عن الصحة"، فيما يرى عدد من المراقبين أنّ: "الحملة جزء من هجوم أوسع يقوده ترامب ضد وسائل الإعلام التي يعتبرها معادية له".

من جانبه، واصل البرنامج بث تقارير ناقدة لسياسات ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض، ما دفع الأخير إلى المطالبة علناً بإلغاء "60 دقيقة"، بينما ذهب مستشاره إيلون ماسك إلى أبعد من ذلك، متمنياً صدور أحكام بالسجن بحق فريق البرنامج.

إلى ذلك، تزامنت استقالة أوينز مع مفاوضات اندماجية حساسة تجري بين شركة "باراماونت" المالكة لـ"سي بي إس"، وشركة "سكاي دانس" وهي التي تتطلب موافقة لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية. 

وأُشير إلى أن رئيس اللجنة، بريندان كار، يُعد من الداعمين لترامب، ما أضفى بُعداً سياسياً إضافياً على الأزمة. فيما يطالب ترامب بتعويض مالي قدره 20 مليار دولار من "سي بي إس نيوز"؛ وتتحدّث عدّة تقارير عن احتمال التوصّل إلى تسوية قانونية بين الطرفين. 

لكن أوينز شدّد، قبيل استقالته، على أنه لن يعتذر عن أي محتوى نُشر تحت إشرافه، قائلاً إن "ثقة الجمهور تُبنى على الاستقلال المهني، لا على إرضاء طرف سياسي".


من هو بيل أوينز؟
بدأت مسيرة بيل أوينز المهنية في "سي بي إس" أواخر الثمانينيات، حيث تولّى إدارة برنامج "60 دقيقة" عام 2019، وذلك خلفاً لجيف فيغير، فقاد البرنامج في لحظات مفصلية، محققاً جوائز مرموقة بينها "إيمي" و"بيبودي".

وفي تعليقها على استقالته، أشادت رئيسة "سي بي إس نيوز"، ويندي ماكماهون، بمسيرته قائلة: "قاد البرنامج في لحظة تحوّل كبرى وترك بصمة لا تُنسى"، فيما اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنّ: "رحيله يجسّد صراعاً داخلياً متصاعداً بين ضرورات العمل الصحفي وضغوط السياسة".

مقالات مشابهة

  • طيف بايدن يلاحق ترامب بعد 100يوم في البيت الأبيض
  • ترامب: بايدن المتسبب بانكماش الاقتصاد الأميركي
  • قاض أمريكي يخلي سبيل الطالب الفلسطيني محسن مهداوي.. أوقف بسبب دعمه غزة
  • ترامب: نتحمل نتائج ما حدث خلال 4 سنوات من حكم بايدن
  • إحباط إسرائيلي من مواصلة أمريكا التفاوض مع إيران والعجز عن وقف ضغوط ترامب
  • سخر من بايدن وهاجم رئيس الفيدرالي.. ماذا قال ترامب عن أول 100 يوم من ولايته الثانية؟
  • ترامب: كنا نخسر 5 مليارات دولار يوميًا في عهد بايدن
  • بسبب ضغوط ترامب.. المنتج التنفيذي لبرنامج 60 دقيقة يعلن استقالته (شاهد)
  • البيت الأبيض يخفف بعض رسوم ترامب على السيارات وقطع الغيار بعد ضغوط الصناعة
  • البيت الأبيض: ترامب يركز على تراجع معدلات التضخم التي خلفتها إدارة بايدن