شهدت مواقع فرع ثقافة الفيوم، عددا من اللقاءات الثقافية والأدبية، ضمن برامج الهيئة العامة لقصور تحت إشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة.

يأتي هذا فى إطار الفعاليات التي ينظمها الفرع تحت إشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، بقصر ثقافة الفيوم والمكتبات الفرعية.

فيما شهدت مكتبة الطفل والشباب بطامية، بالتعاون مع قسم المكتبات وتحت شعار "سيرة ومسيرة"، محاضرة عن شخصية حمد باشا الباسل تحدث فيها الدكتور محمود فراج فتحي عن "الباسل" بأنه أحد رموز الحركة الوطنية قبل ثورة يوليو وصاحب الوكالتين في حكومة الوفد فقد كان حمد باشا الباسل وكيل حزب الوفد بزعامة سعد زغلول ووكيل البرلمان فى العشرينيات.

 كما تم نفيه مع الزعيم سعد زغلول، فكانت الشرارة التي فجرت ثورة 1919 في مصر من الفيوم مسقط رأس حمد باشا الباسل والتي عقد فيها أول اجتماع للوفد قبل السفر لمناقشة قضية مصر أمام مؤتمر فرساي، وقد حفر اسمه في تاريخ مصر الحديث كواحد من الثوار ممن ناضلوا ضد الاحتلال الانجليزى بالنفس والمال، ليأتى تكريمه من قبل المشير عبد الحكيم عامر بتوجيهات من الرئيس جمال عبد الناصر بعد الثورة بإسقاط الحراسة عن ممتلكات الباسل لماضيه المشرف.

ورشة حكي بعنوان "زيارة المريض" ببيت ثقافة اطسا في الفيوم 

وقدم بيت ثقافة اطسا ورشة حكى بعنوان زيارة المريض تأليف محمد عباس على، بحضانة ديزنى، تحدثت فيها نجاه شعبان موسى أخصائى الطفل عن أهمية زيارة المريض، فوائدها وثوابتها بالنسبة للمريض والزائر، وتعد زيارة المريض من الأعمال الصالحة التى تعزز العلاقات الاجتماعية، وتزيد المحبة بين البشر، فيما عقدت أيضا مكتبة الطفل بمكتبة الفيوم العامة ورشة قراءة واطلاع للأطفال، إشراف هناء حسن فرج مسئول مكتبة الطفل، فيما نظم بيت ثقافة ابشواى ورشة أشغال يدوية من الخرز تدريب أسماء محمد العشري، إلى جانب ورشة فنون تشكيلية نفذها الفنان أحمد السيد فهمي.

جاءت الفعاليات ضمن الأنشطة المقامة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، والمنفذة بفرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل مدير عام الفرع، ضمن البرامج والفعاليات الثقافية والفنية التي ينظمها الفرع بالمكتبات الفرعية وبيوت الثقافة بالقرى والمراكز. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفيوم حمد باشا الباسل الباسل ورشة ثقافة زيارة المريض بوابة الوفد جريدة الوفد زیارة المریض

إقرأ أيضاً:

المقاربات الجائرة بين الثورة المهدية…..و مليشيا الجنجويد الدموية !

عدنان زاهر

1

يتفق الكثيرون على أن هنالك ضرورة قصوى لإعادة الكتابة التوثيقية لتاريخ السودان الحديث، زاد الأمر الحاحا الآن بعد فقدان كثير من الوثائق المهمة في الحرب الدائرة اليوم نتيجة لاعتداء الجنجويد و تدميرهم لمؤسسات المعرفة بما فيها دار الوثائق السودانية. و زاد الامر اهمية ظهور كتابات في وسائل التواصل الاجتماعي تحاول التشكيك في ثورية ووطنية الثورة المهدية وتصوير الصراع و الحرب الدائرة اليوم بانها امتداد للصراع بين الأشراف و الخليفة عبدالله و أن الجنجويد هم الجهادية الجدد.
يتم ذلك من خلال سرد و ايراد بعض من وقائع تاريخ المهدية بطريقة مشوهة، و أيضا من خلال استدعاء وقائع مبتورة من تاريخ المهدية بطريقة ترقى الى درجة التزوير و من ثم اسقاطه بطريقة ميكانيكية على الواقع الماثل مستغلين في ذلك الغضب و المرارة التي يشعر بها المواطن تجاه المليشيا الدموية و أيضا شح المعلومات لمعرفة الحقيقة.
في هذه الورقة أحاول وضمن استعراض مختصر ايراد أمثلة من شاكلة المقالات التي تحاول الافتراء على تاريخ المهدية وأورد مثالين من شاكلة تلك المقالات ( أحدهما يتحدث عن سقوط الخرطوم عام 1985 و مقتل غردون و الفظائع التي تمت بعد فتح الخرطوم تجاه سكانها بعنوان ( المسكوت عنه في التاريخ ) و هو عنوان يقصد به الأثارة من جانب و يستغل التوجه السائد لإعادة كتابة التاريخ كسند و مرتكز لحديثه.
المثال الثاني هو ايراد مقتطفات من كتاب " حياتي " لرائد التعليم و المربى بابكر بدرى الذى شارك في فتح الخرطوم للاستدلال بها لتدعيم حجته ووجهة نظره بأن الجنجويد هم الجهادية الجدد؟
يلاحظ في الحالتين اغفال الكتاب لذكر أسمائهم !!!!
2
في تقديري عند كتابة التاريخ أو الاستدلال به يجب على الكاتب أن يورد حديثه أو مقاله مدعما بالظروف التي تمت فيها تلك الوقائع لأن التاريخ لا يعيد نفسه مرتين، و لأن الظروف الموضوعية هي التي تشكل الوقائع التي تتم فيها الأحداث.
عند الحديث عن تحرير الخرطوم من يد الاستعمار التركي المصري و مقتل غردون لا يمكن تقييم تلك الأحداث بمعزل عن تاريخ نظام الاستعمار التركي المصري و عن الفظائع التي قام بارتكابها تجاه مواطني السودان منذ استعمار السودان في العام 1921 ، و نحن نذكر بعض منها لتنشيط ذاكرة القارئ :
1- لا يمكن نسيان الإبادة الجماعية التي تمت بواسطة الدفتردار بعد مقتل إسماعيل باشا على يد المك نمر، و عرفت في التاريخ بحملة الدفتردار الانتقامية ، و الدماء التى سفكها السفاح الدفتر دار انتقاما لمقتل ( صهره ) و التي لا تتعارض فقط مع قوانين الحروب بل أيضا مع القوانين الإنسانية.
و قد ورد في ( مخطوطة كاتب الشونة ) أحمد بن الحاج على ( ان عدد القتلى يقدر 50 الف نفس. و قتل في مجزة المتمه وحدها 2000 قتيل و ثلاث ألف أسير قتلوا عن أخرهم. بعد ذلك فقد نكل بالحسانية، الشكرية و جل الهمج و أحرق شندي، توتي، الحفاية و العيلفون و قتل أهلها تقتيلا ).
2- الحملات اتى قام بها ذلك الاستعمار لاسترقاق السودانيين لاستخدامهم كجنود الهدف الأساسي من غزو السودان كان هو جلب ( الأرقاء و الذهب ). ممارسات جلب و اصطياد الرقيق قد تسببت في تفكك المجتمعات السودانية التي تم استرقاق البعض منها. كما ان سياسة الاسترقاق أدى الى اضعاف القوى البشرية، اما من جراء الأسر او الموت في المعارك أو النزوح و التشتت.
3- نهب و سرقة الذهب من كردفان و النيل الأزرق – فازغلى - خاصة بنى شنقول بشكل متعسف يشابه ما تقوم به القوى المتحاربة اليوم.
4- القسوة المفرطة و العنف الذى كان يمارسه الاستعمار التركي المصري في جمع الضرائب من المواطنين، و التفنن في تعذيب المواطنين لجمعها تجاه قوم هم في الأساس فقراء ، مما ولد مرارة يحكى عنها اليوم وبعد مرور أكثر من قرن و نيف. كثير من المجازر ارتكبت على يد أبوودان باشا و المنكلى باشا حتى لقب أبودان بالباشا الجزار.
5 – ذكر ونجت باشا مؤلف كتاب ( المهدية و السودان المصري ) و مدير مخابرات جيش كتشنر الغازي و من بعده حاكم عام السودان المستعمر،......حول الثورة المهدية ( بأنها كانت وليدة ظلم و قهر الادارة التركية ) كما ذكر أيضا ( بأن النظام التركي قد اتسم بالظلم ، الجور و القهر ).كما سار نعوم شقير على نفس النهج ذاكرا أن ظلم و عنف الادارة التركية المصرية كان من أسباب الثورة المهدية.
6 – يتجاهل الذين كتبوا عن المهدية و بقصد لعنف الاستعمار الإنجليزي المصري، فقد أغتال الجنرال الغازي " كتشنر في ظرف سته ساعات " عشرة ألف مقاتل سوداني في معركة كررى كما جرح 16 الف محارب و استباح أمدرمان.
7 – يجب الانتباه الى ان القوانين المنظمة للحروب كانت قليلة في أواخر القرن التاسع عشر، و أن معظم القوانين الإنسانية كتبت بعد الحرب العالمية الأولى و الثانية و تأسيس الأمم المتحدة

- لا أحد ينكر التجاوزات التي تمت بعد فتح الخرطوم رغما من أمر المهدى بألا يقتل غردون لأنه كان ينوى فداء عرابي مصر بغردون باشا و أن لا يقتل المواطنين، كما لا ينكر العنف الذى مارسه الخليفة، و لكن رغم ذلك يجب أن ينظر الي تلك التجاوزات و القتل، وفقا للمعطيات التي ذكرتها، و بالطبع لا يعنى ذلك الأعفاء من المسئولية. ام العنف الذى مورس تجاه فقهاء السلطة من السودانيين الذين كانوا يهاجمون المهدى و يظاهرون غردون فهو يقيم أيضا وفق ما ذكرته أعلاه.
الكاتب لمقال ( المسكوت عنه في التاريخ )، يعتمد على كتاب إبراهيم فوزى باشا سكرتير غردون الذى تم أسره بعد سقوط الخرطوم و تم تحريره على يد كتشنر بعد معركة كررى. هذا الكاتب لا يمكن الوثوق في كتابته أطلاقا فهنالك رواية تقول بانه كان مشاركا لغردون في انتشار الجدري في امدرمان و حصده لألاف الأرواح بعد قصف أمدرمان بقنابل تحمل فيروسات الجدرى. فلذلك يجب أخذ شهادته بحذر شديد،فقد كان حاقدا على المهدية كصنوه سلاطين باشا و قد تمت معظم الكتابات عن المهدية في تلك الفترة تحت رعاية الميجر " ونجت باشا " مدير المخابرات في ذلك الوقت و مؤلف كتاب ( المهدية و السودان المصرى ).
تعليقي عن كتابات فتح الخرطوم تنطبق على المقتطفات التي انتزعها الكاتب قسرا عن كتاب حياتي لبابكر بدرى

2

الغرض من مثل هذه الكتابات أو مرامي هذا الخطاب
1- مثل هذه تلك الكتابات خفيفة الوزن لاعتمادها عن مصادر ممعنه في تزوير التاريخ ، تعمل على تغبيش الوعى لدى المواطن، خاصة بعد حكم الانقاذ الذى منع و حذف مادة التاريخ طيلة ثلاثين عاما من المناهج المدرسية و جعلت المتخرج من تلك المدارس لا يعرف أبسط الأشياء عن تاريخ وطنه.
2- تستهدف مثل تلك الكتابات و تحت دعاوى إعادة كتابة التاريخ ، الحط من تاريخ المهدية كثورة قامت ضد المستعمر الأجنبي ووحدت ملايين السودانيين للكفاح من أجل الاستقلال، كما ان هؤلاء الكتاب يعملون بانتقائية على التقاط السلبى من تاريخ المهدية و تجاهل لكل الإيجابيات. الثورات في العالم ليس كالرسالات الدينية مبررة من الخطأ خاصة انها انفجار يحدث بعد غبن و اضطهاد طويل للمواطنين.

3- تهدف مثل تلك الكتابات الى اثارة النعرات العرقية بإشارات مستبطنة، و ذلك بان من قام بتلك التجاوزات هي القبائل التي استظل بها المهدى في ثورته في البداية و هي قبائل الغرب. و هي محاولة لأحياء الصراع القديم بين أولد البلد و أولاد البحر الذى جسمه معسكر الخليفة عبدالله و معسكر الأشراف.
في تقديري تلك المقاربات التي يحاولون ايرادها ساذجة فلا الجنجويد هم الجهادية و له المواطن السوداني هم الأشراف. لقد تم انشاء مليشيا الجنجويد في العام 2003 على يد الحركة الإسلامية الحاكمة و الجيش السوداني و كانت تتبع لجهاز الأمن و المخابرات السوداني. و قد تم استخدامها لمحاربة الحركات المسلحة، و قد ارتكبت أسوأ أنواع الجرائم في دارفور و قد بلغ عدد القتلى في دارفور في ذلك الوقت أربعمائة الف قتيل ام عدد ضحايا تلك الحرب فقد بلغ اربع مليون شخص.
و صنفت تلك الجرائم كجرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية كما جاء في تقرير القاضي " أنتوني كاسيس " الذى قدم الى السكرتير العام للأمم المتحدة في العام 2005 . قام مجلس الأمن بناء على تقرير كاسيس بإحالة تلك القضايا الى محكمة الجنايات الدولية، التي قامت بدورها بتوجيه تهمة الإبادة الجماعية الى كل من عمر البشير، عبدالرحيم محمد حسين أحمد هارون، على كوشيب، عبدالله باندا ،بحر أبو قردة و صالح جربو.
حملت مليشيا الجنجويد عدة أسماء في كل مرحلة فقد سميت قوات حرس الحدود في العام 2007 و بعد إعادة هيكلتها سميت قوات الدعم السريع في العام 2013 و سن قانون خاص بها من برلمان الحركة الإسلامي في العام 2017 الذى عدل في العام 2019 و صارت بذلك التعديل تتبع مباشرة الى القائد العام عمر البشير.

4- مثل تلك الكتابات تحاول البعد عن ذكر السبب الحقيقي عن الحرب لتمييع و حرف الصراع، فالصراع الأساسي بين قوى الرأسمالية الطفيلية حول السلطة و موارد البلد و تحديد الذهب و المواد الأخرى.
5 - أيضا تعمل تلك الكتابات على إخفاء و ابعاد الدور الإقليمي و الدولي في صراع السودان خاصة الإماراتي، السعودي، المصري و الأمريكي و محاولة ارجاعه لعامل تاريخي.
مثل هذه الكتابات تلعب على الدوام دورا سلبيا في الصراع الدائر اليوم ، لذلك يجب فضحها من خلال وقائع التاريخ نفسه الذى يحاول الكاتب الاستناد اليه. ثورة المهدى كانت ثورة عظيمة و حقيقة تأثرت بها بعض الدول الأفريقية و الدول الآسيوية، و أرعبت العالم الرأسمالي في ذلك الوقت خوفا من الاقتداء بها.

عدنان زاهر
أغسطس 2024


مراجع

القدال ( تاريخ السودان الحديث 1820 1955 ).
سيرجى سمرنوف ( دولة المهدية من وجهة نظر مؤرخ سوفييتي ) ترجمة هنرى رياض
أحمد أبراهيم أبو شوك ( مذكرات يوسف ميخائيل التركية و المهدية و الحكم الثنائي في السودان )
محمد عبدالخالق بكرى ( سيرة الإعدام السياسي في السودان 1821 – 1898 ).
ونجت باشا ( المهدية و السودان المصري ).
د سلمان محمد أحمد سلمان – قوات الدعم السريع – النشأة والتمدد والطريق الى حرب أبريل 2013

elsadati2008@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • مسعفون يغـتـصـبون سيدة أمام زوجها المريض بسيارة الإسعاف
  • "التوعية بالمشروعات القومية" ضمن أنشطة ثقافة الفيوم
  • انطلاق ملتقى مراسم رشيد الأول للرسم والتصوير غداً
  • حفيدة سلطان باشا الأطرش توجه نداء إلى دروز فلسطين بأن ينشقوا عن جيش الاحتلال
  • "الشباب وتحديات العالم الافتراضي".. لقاء توعوي بمكتبة الطفل بثقافة الفيوم
  • محافظ الفيوم يتابع جهود فرع الثقافة
  • «ثقافة الغربية» تنظم ورشة فنية للأطفال ومحاضرة توعوية عن الإرهاب الفكري
  • "مبادرات الدولة لدعم الفلاح المصري".. ضمن نقاشات ثقافة الفيوم
  • عضو «ثقافة النواب»: مبادرة «بداية جديدة» تستهدف خلق جيل مشبع بالهوية المصرية
  • المقاربات الجائرة بين الثورة المهدية…..و مليشيا الجنجويد الدموية !