اعترافات الجواسيس تكشف عن دور في تغذية النزاعات بين القبائل الأمريكيون عملوا على إضعاف القبيلة حتى لا تقف عائقا أمام مشاريعهم التآمرية والسيطرة على الشعب اليمني

الثورة /
لطالما مثلت القبلية اليمنية الحصن المنيع ومصدر القوة لليمن على مر العصور، فالقبيلة اليمنية كما هو معروف وقفت في وجه العديد من المشاريع الاستعمارية التي كانت تستهدف اليمن وأفشلتها، لهذا كان الأمريكي ينظر إلى القبيلة اليمنية انها ستكون العائق الأكبر الذي سيقف أمام مشاريع الهيمنة التي كان يسعى لفرضها على اليمن، فعمل على استهدافها بمشاريع استخباراتية تدميرية أدارتها السفارة الأمريكية عبر جواسيسها طيلة السنوات الماضية .


ومن ضمن مشاريع أمريكا الاستخباراتية التي استهدفت من خلالها القبيلة اليمنية مشروع القبائل أو ما يسمى بحل النزاعات الذي كان ينفذه المعهد الديمقراطي الأمريكي ومنظمة “شركاء عالميون” والذي كان في ظاهره تعليم اليمنيين كيفية حل النزاعات المجتمعية، وفي باطنه الاستقطاب والتجنيد وجمع المعلومات الاستخبارية عن القبيلة اليمنية وتركيبتها، لمعرفة المداخل لإذكاء الصراعات والنزاعات البينية بين القبائل بهدف إضعافها حتى لا تقف عائقا أمام تنفيذ مشروع السيطرة وفرض الهيمنة على الشعب اليمني، وهذا ما أكدته اعترافات عناصر شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية التي كشفت عنها الأجهزة الأمنية مؤخراً ضمن اعترافات الاستهداف الأمريكي للمجتمع اليمني .
ووفق اعترافات عناصر شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، فقد كانت المخابرات الأمريكية تقوم من خلال هذا المشروع بإعداد الدراسات عن التركيبة القبلية، وجمع المعلومات وإعداد الدراسات عن أسباب النزاعات المختلفة ووسائل حلها لمعرفة المداخل التي يمكن من خلالها ان ينفذ الأمريكي لتغذية الصراعات والنزاعات القبلية وتعزيز الاقتتال البيني بين هذه القبائل لإضعافها وإفقادها الدور الذي يمكن أن تؤديه في مواجهة المشروع الأمريكي في اليمن بل وتحويلها إلى أداة تساعد الأمريكي في فرض مشروعه .
تجنيد المشائخ والوجهاء
ولمعرفة الأمريكي بالدور الكبير الذي يلعبه المشائخ والوجهاء والوسطاء في حلحلة المشاكل القبلية، فقد حرص الأمريكي على إنهاء دور هؤلاء المشائخ والوجهاء من خلال تجنيدهم مع المخابرات الأمريكية، حيث تم تجنيد عدد كبير من المشائخ والوجهاء ورجال الدين .. إضافة إلى تجنيد عدد من الاكاديميين الذين كانوا يقومون بإعداد الدراسات التي تريدها المخابرات الأمريكية لاستخدامها في ضرب القبيلة اليمنية وتدميرها .
سحب السلاح من القبائل
ومن ضمن الأهداف التي كان يسعى من خلالها الأمريكي عبر مشروعه التدميري، سحب السلاح من القبائل وتحويلها إلى قبائل ضعيفة مسلوبة القوة، باعتبار أن السلاح كان أهم عامل من عوامل القبيلة اليمنية .
ومن اعترافات عناصر التجسس الأمريكية الإسرائيلية، يتضح أن المخابرات الأمريكية كانت تركز على تجنيد المشائخ المتواجدين في مناطق إنتاج الثروة النفطية الغازية، ليتم من خلالهم بسط سيطرتها على هذه المناطق وتحويل القبائل في هذه المناطق إلى حماة لشركاتها العاملة في هذه المناطق .
فشل المشروع الأمريكي
رغم عملها الاستخباراتي الدؤوب، لم تأت السفن كما اشتهت سفن أمريكا في اليمن نتيجة قيام ثورة الـ 21 من سبتمبر والتي أجبرت الأمريكي على إغلاق سفارته في صنعاء والتي كانت الوكر الذي تدير منه المخابرات الأمريكية أعمالها العدائية ضد الشعب اليمني، حيث عملت الأجهزة الأمنية عقب ثورة الـ21 من سبتمبر على كشف وفضح الأعمال الاستخباراتية العدائية الأمريكية ضد الشعب اليمني وتمكنت من ضبط الجواسيس الذين عملوا ويعملون لتنفيذ الأنشطة الاستخباراتية الأمريكية، وآخرهم شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية والتي يعتبر كشفها أهم ضربة أمنية وجهتها اليمن للاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية .
وتزامنا مع عمل الأجهزة الأمنية الدؤوب في كشف مخططات أمريكا في اليمن، عملت الدولة على إعادة دور القبيلة اليمنية إلى الواجهة وتبنت برنامجا لحل النزاعات بين القبائل وإنهاء قضايا الثأر وكل ما من شأنه خلق المشاكل بين القبائل اليمنية، وبما يضمن توحدها وأداء دورها في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، حيث لعبت القبلية اليمنية الدور الأهم في صناعة الانتصار .
وعلى عكس ما حدث للقبيلة اليمنية واستعادتها لمكانتها في المناطق الحرة، لازالت القبيلة اليمنية في المناطق المحتلة عرضة للمشاريع الأمريكية التدميرية والاستهداف الممنهج الذي تظهر بصماته واضحة من خلال النزاعات القبيلة والتي ظهرت بشكل لافت في هذه المناطق بعد العدوان على اليمن، حيث تعمل المخابرات الأمريكية عبر عملائها على تغذية النزاعات والصراعات القبلية في المناطق المحتلة التي تحولت إلى ساحة للصراع بين القبائل، والهدف هو إلهاء هذه القبائل عما يحيكه الأمريكي من مؤامرات ضد أبناء هذه المناطق، وبما يتسنى له تنفيذ مشاريعه الاستعمارية التي تستهدفهم .

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: التجسس الأمریکیة الإسرائیلیة المخابرات الأمریکیة القبیلة الیمنیة الشعب الیمنی بین القبائل هذه المناطق التی کان

إقرأ أيضاً:

تصنيف أمريكا لأنصار الله.. خطوة فاشلة لفرض الهيمنة على اليمن

في خطوة تصعيديّة جديدة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تصنيف أنصار الله كـ «منظّمة إرهابية أجنبية»، مبرّراً ذلك بأنّ «الحوثيّين» شنّوا هجمات متكرّرة على السفن الحربية الأمريكية واستهدفوا كيان العدو الإسرائيلي بالصواريخ والمسيّرات، فضلاً عن العمليات الدفاعية ضدّ السعودية والإمارات خلال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن بقرابة نصف مليون غارة.
هذا التصنيف يحمل في طياته أكثر من مجرّد تحرّكات سياسية كيّدية وربما عسكرية عدوانية؛ فهو يطرح تساؤلات عميقة عن مفهوم «الإرهاب» والممارسات الأمريكية في مناطق عديدة من العالم.
لا شكّ أنّ هذا التصنيف يثير السخرية لدى الكثيرين في اليمن. كيف يُتهم من يساند المظلومين في غزة ويدافع عن أرضه وسيادته بـ «الإرهاب»، بينما «أمّ الارهاب» أمريكا التي مارست أشكالاً متعدّدة من التوحّش والقتل والدمار في فيتنام، العراق، ومؤخّراً في فلسطين، تصف نفسها بأنها «رائدة السلام»؟ هذه التناقضات تُبرز معايير مختلّة في السياسة الأمريكية التي تبرّر عدوانها تحت شعار «الدفاع عن النفس»، بينما تُشهر تهمة « الإرهاب» في وجه من يقاومون الاحتلال والعدوان. اليمن، الذي وقف مع المستضعفين في غزة ورفض الإبادة، يُصنّف بـ «الإرهاب» لمجرّد وقوفه ضدّ العدوان الأمريكي الإسرائيلي.
من يمنح أمريكا الحقّ والشرعيّة في التدخّل السافر في شؤون الدول الأخرى؟ هذا السؤال يتردّد على لسان الكثيرين في المنطقة، وخاصة في اليمن، الذي تعرّض لأكثر من نصف مليون غارة جوية، ممّا أسفر عن استشهاد عشرات الآلاف من اليمنيين وتدمير بنيتهم التحتية.
وهل كان من حقّ أمريكا نشر قطعها الحربية في البحر الأحمر، لحماية ملاحة المجرم الإسرائيليّ ومصالحه، بينما تتجاهل حقّ اليمن في الدفاع عن نفسه، وحقّ أبناء غزة وفي فلسطين في الحياة وفي السيادة على أرضهم المغتصبة؟
التصنيف الأمريكي يأتي في وقت حسّاس، حيث يسعى ترامب إلى فرض مزيد من الضغوط على اليمن، خاصة على الصعيدين المالي والعسكري، بتجميد أصول «أنصار الله» في الولايات المتحدة وحظر أيّ تعاملات تجارية معهم.
لكنّ هذا القرار، بعيداً عن كونه خطوة مستهلكة وغير جديدة، لا يعدو أن يكون امتداداً للسياسات الأمريكية السابقة التي فشلت في التأثير على اليمن. فاليمن اليوم ليس كما كان في الماضي، بل أصبح قوة إقليمية لا يمكن تجاهله، قادر على فرض معادلات جديدة على الساحتين الإقليمية والدولية.
اليمنيون اليوم يدركون أنّ هذا التصنيف عديم الجدوى ولن يردعهم، بل سيزيد من عزيمتهم في الدفاع عن حقوقهم ومساندة قضايا الأمّة وفي المقدّمة فلسطين. فمن يتصوّر أنّ تصنيف اليمنيّين بالإرهاب سيؤدّي إلى تراجعهم عن كفاحهم من أجل السيادة والحرية، هو واهم.
ولن يتوقّف اليمن عن مقاومة العدوان مهما كانت الضغوط ومهما كان حجمها. أضف إلى ذلك، أنّ اليمن قد يمتلك أوراق ضغط اقتصادية وعسكرية في المقابل وستؤثّر بشكل كبير على المصالح الأمريكية، بل على مصالح حلفائها وأدواتها في المنطقة.
في الوقت نفسه، نجد أنّ التصنيف الأمريكي يتزامن مع خطوات أخرى، أبرزها إعلان ولي العهد السعودي استعداده لاستثمار 600 مليار قابلة للزيادة في أمريكا، فهل هذه الاستثمارات الضخمة في الولايات المتحدة ستكون ثمناً لهذا التصنيف؟ ما هو واضح أنّ التحرّكات الأمريكية والسعودية في هذا السياق قد تؤدّي إلى تصعيد جديد قد يعقّد الوضع اليمني والإقليمي بشكل أكبر، وخلافاً لما يخطّطون له، والتجربة خير شاهد.
في نهاية المطاف، يجب أن يعرف كلّ أعداء اليمن أنّ الحلّ الوحيد مع اليمن ليس في استعدائه وتصنيفه أو العدوان العسكري عليه. الحلّ يكمن في الحوار مع اليمن بندّية، على أساس المصالح المشتركة، ومن لا يراعي مصالح اليمن واليمنيين لن يراعي اليمن مصالحه. فعلى ترامب أن يدرك بأنّ هذا التصنيف لن يغيّر في الواقع شيئاً، بل قد يكون حافزاً أكبر لليمنيين للاستمرار في التصدّي أكثر للتدخّلات الخارجية.
إذا كان ترامب يعتقد أنّ هذه الضغوط ستؤدّي إلى إضعاف إرادة اليمنيين، فهو مخطئ. هذا القرار لن يزيدهم إلا إصراراً على الدفاع عن أرضهم وحقوقهم، ولن يغيّر التزامهم بمواصلة جهادهم ونضالهم من أجل الحرية والسيادة والكرامة.

مقالات مشابهة

  • الصورة الرسمية للسيدة الأمريكية الأولى الـ47: أنا امرأة عملية
  • القبيلة اليمنية … استهدافها في الماضي ودورها في الحاضر والمستقبل
  • قبائل خولان الطيال تدعو كافة القبائل اليمنية لتوحيد الصفوف من أجل الخلاص من هيمنة الحوثيين.
  • القوات اليمنية تكشف ضعف قدرات البحرية الأمريكية
  • وزير الخارجية الأمريكي يُوجه بإتمام المساعدات المنقذة للحياة التي جرى الاتفاق عليها مسبقًا
  • تصنيف أمريكا لأنصار الله.. خطوة فاشلة لفرض الهيمنة على اليمن
  • "تحديات صحفيي الحروب في مناطق النزاعات"..  حوار مفتوح بنقابة الصحفيين الثلاثاء المقبل
  • حميد الأحمر: ''الظروف والجهات التي أوصلت الحوثيين إلى صنعاء وتواطئت معهم قد تغيرت ومأرب عصية عليهم''
  • ترامب يُهدد القضية الفلسطينية ويُوسّع الهيمنة الإسرائيلية
  • أبو العينين: توقيع 49 اتفاقيات لمشاريع بتكلفة 50 مليار يورو يعكس التعاون بين أوروبا ومصر